المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على عبدالله عزام


كيف حالك ؟

الكاسر
11-14-2003, 12:38 PM
1 الكاتب : [ خالد الغرباني ]
2003-01-26 10:25 PM المشاركات : 369
الشيخ ربيع يرد على عبد الله عزام في موضوع المجمل والمفصل فأين كان أبو الحسن


بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع :الشيخ ربيع يرد على عبد الله عزام في موضوع المجمل والمفصل فأين كان أبو الحسن .

قبل سنين تكلم فضيلة الوالد العلامة المحدث ربيع بن هادي المدخلي عن المجمل والمفصل وأن ذلك لا يكون إلا للكتاب والسنة ، وذلك من خلال رده على شبهة عبد الله عزام حيث قال عبد الله عزام :
((" الأولى أن نتخذ الخطوات التالية قبل الحكم على سيد في مسألة وحدة الوجود على النحو التالي:
أولاً: يجمع بين النصوص لسيد قطب رحمه الله، فيحمل المجمل على المبين، والمبهم على الواضح.
ثانياً: أن يلجأ إلى النسخ، فسورة البقرة التي كتبها سيد في الطبعة الثانية بعد سورة الحديد والإخلاص؛ لأنه لم يصل إليها في الطبعة الثانية.
ثالثاً: يرجح بين النصوص المتعارضة، فيرجح عبارة النص في سورة البقرة على إشارة النص في سورتي الإخلاص والحديد، ويُرجح المنطوق الصريح في مهاجمة وحدة الوجود على المنطوق غير الصريح في السورتين، ويرجح المنطوق الصريح في سورة البقرة والنساء: أن مقام العبودية غير مقام الألوهية، وأنهما متمايزان بلا امتزاج، على المفهوم الوارد في سورتي الإخلاص والحديد"))


فهذا كلام عبد الله عزام ودفاعه عن سيد قطب وبحثه عن المخارج له ، فيا ترى ما الفرق بينه وبين أبي الحسن في بحثه عن المخارج لسيد قطب ؟!
فسبحان الله تشابهت قلوبهم .
ومع هذا فقد رد الشيخ ربيع عن هذه الشبهة الخطيرة في الوقت الذي كان فيه أبو الحسن يقلب الأوراق والكتب طلبًا للعلم عندها، فالرجل لم يطلب العلم أصلاً عند أحد ولا تشرف بذلك وأنَّا له وقد أخذته العزة .
فالرجل صحفي !
والصحفي عند السلف هو الذي أخذ العلم من بطون الكتب دون العلماء ، وإليكم قريبًا إن شاء الله بحثًا عن الصحفيين .
فقد عجز الأخوان المسلمين عن الرد علي الشيخ ربيع في المجمل والمفصل حتى انبرى لها أبو الحسن.
وسبحان الله ! من يرى رد الشيخ ربيع على عبد الله عزام يراه كأنه رد على أبي الفتن – عاقبه الله بما يستحق .
وإليك أخي رد الشيخ ربيع في كتابه الذي لا يخلو منه بيت سلفي – كتاب أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب . قال حفظه الله ورعاه من كل سوء :
أقول: الجواب على هذا من وجوه:
الوجه الأول:
أن هذا المنهج والتعامل به لا يكون إلا لله ولكتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولا يكون إلا لرسل الله عليهم الصلاة والسلام فيما يبلغونه عن الله عز وجل، والذي ميزهم الله فيه على سائر الناس بأن عصمهم فيما يبلغونه عنه من الخطأ والكذب والنسيان، ولا يقرون فيما يخطئون فيه من اجتهاد في أمور الدين، أما سائر الناس؛ فليس لهم هذه المنزلة، فما أخطأوا فيه يسمى خطأ، وما ضلوا فيه يسمى ضلالاً، وكل يؤخذ من قوله ويرد، أما الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فيما سوى ما يبلغونه عن الله؛ فقد يقع منهم ما يستوجب التصحيح والتوجيه:
فهذا نوح عليه السلام لما قال: ]رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنْ الْخَاسِرِينَ[.
وهذا إبراهيم كان يستغفر لأبيه: ]وَاغْفِرْ لأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنْ الضَّالِّينَ[؛ قال تعالى: ]وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ[.
وقال الله لمحمد e وأصحابه الكرام في قضية الأسرى: ]مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ لَوْلا كِتَابٌ مِنْ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ[.
وروى الإمام مسلم بإسناده: قال ابن عباس: فلما أسروا الأسرى؛ قال رسول الله e لأبي بكر وعمر: "ماترون في هؤلاء الأسارى؟". فقال أبوبكر: يانبي الله! هم بنو العم والعشيرة، أرى أن تأخذ منهم فدية، فتكون لنا قوة على الكفار، فعسى الله أن يهديهم للإسلام، فقال رسول الله e: "ما ترى يا ابن الخطاب؟". قلت: لا والله يارسول الله! ما أرى الذي رأى أبوبكر، ولكني أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم، فتمكن علياً من عقيل فيضرب عنقه، وتمكني من فلان (نسيب لعمر) فأضرب عنقه، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها. فهوي رسول الله e ما قال أبوبكر، ولم يهو ما قلت، فلما كان من الغد؛ جئت، فإذا رسول الله e وأبوبكر قاعدين يبكيان؛ قلت: يارسول الله! أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك، فإن وجدت بكاء بكيت، وإن لم أجد تباكيت لبكائكما. فقال رسول الله e: "أبكي للذي عرض علي أصحابك من أخذهم الفداء، لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة (شجرة قريبة من نبي الله e)". وأنزل الله عز وجل: ]مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ… [ إلى قوله: ]فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالًا طَيِّبًا… [، فأحل الله الغنيمة لهم".
فهذا تصحيح من الله عز وجل، وعتاب لرسول الله e ولكثير من أصحابه ممن حبذ وأشار بأخذ الفداء، بل فيه وعيد من الله تجاوز الله عنهم فيه برحمته وعفوه، وهكذا لكل حادث حديث، ولكل موقف مواجهة ولكل تصرف لا يوافق ماعند الله تصويب.
ومن هذا الباب أن رسول الله e صلى على عبد الله بن أبي وكفنه ودفنه، فقال عمر رضي الله عنه: أتصلي عليه وقد قال يوم كذا كذا وكذا؟! فأنزل الله تبارك وتعالى: ]وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ[، والحديث معروف، لا أرى الإطالة بسرده.
أما غير الأنبياء؛ فالقاعدة فيهم أنهم غير معصومين، حتى من الكبائر، والقاعدة الأخرى: كل يؤخذ من قوله ويرد؛ إلا رسول الله e.
فمن زنى أو سرق أو شرب الخمر؛ أقيم عليه الحد، بدون أي ربط بين ما ارتكبه من موجب الحد وماضيه، مهما علت منزلته، "والله؛ لو أن فاطمة بنت محمد سرقت؛ لقطعت يدها".
ومن قال ببدعة كبرى أو كتبها؛ بأن قال بإنكار القدر، أو قال بقول الروافض من الطعن في أصحاب النبي e، أوسبهم، أو تنقصهم، أو كفرهم أو طعن في عدالتهم، أو أنكر علو الله على عرشه، أو أنكر رؤية الله تبارك وتعالى في الدار الآخرة، أو قال بالجبر أو الإرجاء أو الحلول أو وحدة الوجود، أو دون شيئاً من ذلك في كتبه، لا يتعامل معه ومع بدعته أو بدعه كما يتعامل مع نصوص القرآن والسنة الواردة مورد التشريع بالجمع بين أقواله المتعارضة، أو البحث عن أيها الناسخ وأيها المنسوخ، أو الترجيح بين أقواله المتضاربة المتعارضة، خاصة في أبواب البدع الكبرى الواضحة.
فلو كتب مقالة في مدح الصحابة، ثم كتب كتاباً أو مقالاً يطعن فيه في أصحاب رسول الله، أو ألف كتباً يحرم فيها الربا والزنى والخمر، ثم ألف كتاباً يبيح فيه هذه المحرمات، أو كتب كتاباً في إثبات الصفات، ثم كتب كتاباً يعطل فيه صفات الله، أو كتب كتباً ومقالات فيها توحيد الله، والفصل بين الخالق والمخلوق، ثم كتب في أحد كتبه القول في وحدة الوجود مرة واحدة؛ فإنه يدان بعمله هذا، ويتحمل مسؤوليته، ولا يربط بين ماضيه وحاضره، ولا يعبأ بما يناقض هذا الضلال، ولا يعامل انحرافه وضلاله معاملة نصوص الرب تبارك وتعالى في كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وعلى هذا جرى عمل علماء السنة من هذه الأمة وسلفها الصالح، وهذه أقوالهم وكتبهم طافحة بهذا المنهج الحق في مواجهة أهل الضلال والبدع، ولم يستعملوا مع معبد الجهني ولا مع الجعد بن درهم وعمرو بن عبيد وجهم بن صفوان وبشر المريسي وابن أبي داؤد ولا مع طوائفهم هذا المنهج الذي رفع فيه عبد الله عزام والقطبيون سيد قطب إلى مكانة الرب وأقواله إلى مكانة الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
قال البقاعي رحمه الله في كتابه "تنبيه الغبي على تكفير ابن عربي":
"لأني لم أستشهد على كفره وقبيح أمره إلا بما لا ينفع معه التأويل من كلامه، فإنه ليس كل كلام يقبل تأويله وصرفه عن ظاهره، وذلك يرجع إلى قاعدة الإقرار بشيء، وتعقيبه بما يرفع شيئاً من معناه، ولا خلاف عند الشافعية في أنه إن كان مفصولاً لا يقبل، وأما إذا كان موصولاً؛ ففيه خلاف.
ومن صور مالا ينفع فيه الصرف عن الظاهر، كما لو أقر ببيع أو هبة، ثم قال: كان ذلك فاسداً، فأقررت بظني الصحة؛ فإنه لا يصدق في ذلك.
وقال إمام الحرمين: لو نطق بكلمة الردة، وزعم أنه أضمر تورية؛ كفر ظاهراً وباطناً…
قال الغزالي في "البسيط" بعد حكايته عن الأصوليين: لحصول التهاون منه، وهذا المعنى – يعني: التهاون – لا يتحقق في الطلاق، فاحتمل قبول التأويل بإطلاقه".
انظر كيف ينكر العلماء على المواقف والأقوال المعينة، وكيف يضعون القواعد والضوابط بحزم لإدانة المغالطين والمتلاعبين والمتهربين، فليس كل كلام يقبل التأويل والصرف عن ظاهره، وليس هناك ربط بين ما يتضمن الكفر من كلامه وما يتضمن الإيمان من كلامه السابق أو اللاحق، ولو نطق بكلمة الردة فهو كافر باطناً وظاهراً، ولو أبدى أقوى المعاذير لأنه متهاون وتهاونه واستهانته بموجبات الكفر ذنب لا يغتفر، يسلكه في عداد الكافرين المرتدين.
قال البقاعي:
"قال الشيخ ولي الدين بن العراقي ابن الشيخ زين الدين: وقد بلغني عن الشيخ علاء الدين القونوي، وأدركت أصحابه، أنه قال في مثل ذلك: إنما يؤول كلام المعصومين. وهو كما قال".
ثم ذكر كلام الذهبي فيه (أي: في ابن عربي)، وساق الأسانيد إلى ابن عبد السلام بما يأتي من تكفيره، ثم قال:
"وأما ابن الفارض؛ فالاتحاد في شعره، وأمرنا أن نحكم بالظاهر، وإنما نؤول كلام المعصومين".
انظر إلى كلام العلماء في الكلام الذي ظاهره الكفر، لا يجوز عندهم تأويله؛ لأن التأويل لا يكون إلا لكلام المعصومين، ولم يقولوا: نجمع بين نصوصه المتعارضة، أو نرجع إلى النسخ أو الترجيح؛ لأن هذه الضوابط والقواعد إنما وضعت لكلام المعصومين عن الخطأ والكذب فيما يبلغونه عن الله، وليس حال غيرهم وشأنه كذلك، حتى يلجأ العلماء إلى مساواتهم بالمعصومين.
وقال البقاعي رحمه الله في خلال رده على من يتأول كلام ابن الفارض:
"مع أن الفاروق ابن الخطاب رضي الله عنه الذي ما سلك فجاً إلا سلك الشيطان فجاً غير فجه، قد أنكر التأويل لغير كلام المعصوم، ومنع منه رضي الله عنه، وأهلك كل من خالفه وأراده وبسيف الشرع قتله وأخزاه، فيما رواه عنه البخاري في كتاب الشهادات من "صحيحه": "إن ناساً كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله e، وإن الوحي قد انقطع، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظهر خيراً؛ أمناه، وقربناه، وليس إلينا من سريرته شيء، والله يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءاً؛ لم نأمنه، ولم نصدقه، وإن قال: إن سريرته حسنة".
وقد أخذ هذا الأثر الصوفية، وأصلوا عليه طريقهم، منهم صاحب "العوارف"، استشهد به في "عوارفه"، وجعله من أعظم معارفه، فمن خالف الفاروق رضي الله عنه؛ كان أخف أحواله أن يكون رافضياً خبيثاً، وأثقلها أن يكون كفاراً عنيداً.
وهذا الذي سماه الفاروق رضي الله عنه ظاهراً هو الذي يعرف في لسان المتشرعة بالصريح، وهو ما قابل النص، والكناية والتعريض.
وقد تبع الفاروق رضي الله عنه على ذلك بعد الصوفية سائر العلماء، لم يخالف منهم أحد؛ كما نقله إمام الحرمين عن الأصوليين كافة، وتبعه الغزالي، وتبعهما الناس.
وقال الحافظ زين الدين العراقي: إنه أجمع عليه الأمة من أتباع الأئمة الأربعة وغيرهم من أهل الاجتهاد الصحيح.
وكذا قال الإمام أبوعمر بن عبد البر في "التمهيد".
وأصله إمامنا الشافعي في "الرسالة"؛ لقول النبي e: "إنكم تختصمون إليَّ، ولعل أحدكم أن يكون ألحن بحجته، فأقضي له…" الحديث. رواه الستة عن أم سلمة رضي الله عنها في أمثال كثيرة.
وقال الأصوليون كافة: "التأول إن كان لغير دليل، كان لعباً، وما ينسب إلى بعض المذاهب من تأويل ماهو ظاهر في الكفر فكذب أو غلط منشؤه سوء الفهم… وإنما أولنا كلام المعصوم؛ لأنه لا يجوز عليه الخطأ، وأما غيره؛ فيجوز عليه الخطأ سهواً وعمداً".
هذه أقوال من يجيز التأويل؛ فكيف بأقوال أئمة الإسلام الذين لا يجيزون تأويل نصوص صفات الله، ويوجبون الأخذ بظاهرها اللائق بالله، المنزه عن مشابهة المخلوقين؟! فإن هؤلاء أشد الناس أخذاً لأهل الباطل والبدع بظاهر أقوالهم، وهم أبعد الناس عن تطبيق ما اشترطه عبد الله عزام وتابعه عليه الخالدي وغيره.
وإذن؛ اتفقت أقوال العلماء على إدانة أقوال أمثال سيد قطب ومحاسبتهم عليها، ولا يلتفت إلى تأويلات أتباع ابن عربي وابن الفارض والتلمساني والمحامين عنهم، ولا يلتفت كذلك إلى تأويلات القطبيين، ولا إلى تلاعبهم بعقول الناس، محاماة عن سيد قطب، وإهداراً لحق الله وحق كتابه ودينه.
بل لقد ذهبوا في المحاماة إلى مالا يخطر على بال غلاة التصوف وغلاة أهل التأويل.
الوجه الثاني: على قول عزام ومن تبعه: "ثانياً: يلجأ إلى النسخ؛ فسورة البقرة التي كتبها سيد في الطبعة الثانية بعد سورة الحديد والإخلاص؛ لأنه لم يصل إليها في الطبعة الثانية":
والجواب على هذا:
1 – إن هذا لا يقال إلا في كلام الله أو كلام رسوله e؛ لأن كلام الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ورسول الله e لا ينطق عن الهوى.
فهذا المنهج الذي وضعه عزام لا يدرك الإنسان فيه فرقاً بين ما يستحقه كلام الله ثم كلام رسوله من الاحترام والإجلال وبين كلام سيد قطب الذي هجم على تفسير كتاب الله وفكره مشحون بشتى الثقافات والمعتقدات الباطلة والمضطربة.
2 – لو تنزلنا جدلاً إلى القول بمذهبهم؛ لأصابتهم ضربة الحق الدامغة في الصميم.
وذلك أن سيد قطب نفى وحدة الوجود في تفسير سورة البقرة أولاً وفي الطبعة الأولى، ولما وصل إلى سورة الحديد وسورة الإخلاص قرر في هذين الموضعين وحدة الوجود والحلول.
فماذا سيقولون إذا ثبت ما قررناه ثبوتاً قاطعاً من أن سيداً نفى وحدة الوجود في سورة البقرة في الطبعة الأولى، ثم قرر بعد ذلك وحدة الوجود أقوى تقرير في سورتي الحديد والإخلاص؟! هل سيقولون بالنسخ ويدينون سيد قطب بالقول بوحدة الوجود، وأن كلامه الأخير المكرر المؤكد ناسخ لكلامه الأول الصريح في نفي وحدة الوجود، وأنه ارتطم في وحدة الوجود لا عن جهل بها ولا مكره عليها، وإنما ارتطم فيها بعد العلم بفسادها وضلالها، وبعد العلم أنها قول غير المسلمين، ارتضاها طواعية وقررها اختياراً ورغبة؟!
وإليك البيان الواضح بما في تفسير سورة البقرة في الطبعة الأولى سنة 1371هـ – 1952م.
قال سيد قطب بالحرف الواحد:
"والنظرية الإسلامية هنا أن الخلق غير الخالق، وأن الخالق ليس كمثله شيء… ومن هنا تنتفي من التفكير الإسلامي الصحيح فكرة وحدة الوجود على مايفهمه غير المسلم من هذا الاصطلاح؛ أي: بمعنى أن الوجود وخالقه وحدة واحدة، أو أن الوجود إشعاع ذاتي للخالق، أو أن الوجود هو الصورة المرئية لموجده… أو على أي نحو من أنحاء التصور على هذا الأساس، والوجود وحدة في نظر المسلم على معنى آخر: وحدة صدوره عن الإرادة الخالقة، ووحدة ناموسه الذي يسير به، ووحدة تكوينه وتناسقه واتجاهه.
والله ليس كمثله شيء، والوجود صدر عن توجه الإرادة إلى إيجاده بكيفية غير معلومة؛ لأنها فوق الإدراك البشري..
والله هو المبدع، فما أبدعه الله ليس هو الله، وليس صورة لله…
والله له ما في السماوات والأرض كل له قانتون، فليس أحد ممن خلق ابناً له، ولا بضعة منه، سبحانه، إنما هي كلمته، هي أمره، هي إرادته، ]إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ[".
هذا ما قرره سيد قطب في الطبعة الأولى، هذا الكلام الجيد القوي الذي هاجم فيه وحدة الوجود مهاجمة من يعرف أنها كفر وضلال، وأنها عقيدة غير المسلمين، ومهاجمة دارس يعرف أصنافها وأشكالها وتفاصيلها.
ثم لما وصل إلى تفسير سورة الحديد؛ سالمها وعانقها ونسبها إلى أهلها، وهم الصوفية، وعرضها على أنها كمال، وعرض أشكالها وأصنافها.
ثم عاد مرة أخرى وعانقها في سورة التوحيد والإخلاص، ونسبها إلى أهلها، وهم الصوفية، وقرر أنها كمال لا يرقى إليه كل أحد، وعرض أصنافها وأشكالها عرض عارف لها.
فما هو عذره إذن؟!
ثم أقرها في كتابه طوال أربعة عشر عاماً (من عام 1371هـ/ 1952م إلى عام 1386هـ/1966م).
ويؤكد هذا ما قرره الخالدي في مواضع من كتبه؛ أن سيد قطب ثبت واستقر على تفسير الأجزاء الثلاثة الأخيرة من تفسيره "الظلال"؛ لأنه منها انطلق بمنهجه الفكري والدعوي والحركي.
قال الخالدي:
"مع الظلال في طبعته المنقحة:
قلنا: إن سيد قطب ألف ستة عشر جزءاً من "الظلال" قبل إدخاله السجن عام 54، وتفسيره فيها لم يعد أن يكون تسجيلاً لخواطره المتنوعة حول الآيات وبياناً لما فيها من جمال وفن وتصوير، وعرضاً لما تضمنته من مبادئ ومناهج وتشريعات.
وفي المرحلة الأولى من سجنه، طالت حياته في ظلال القرآن، وتعمقت تجربته العلمية، واستفاد منها مكاسب شتى، وأمدته بزاد كبير في الفكر والمعرفة والثقافة والدعوة والحركة والجهاد، ووفقه الله إلى إدراك طبيعة هذا الدين الواقعية الجدية، والتعرف على مهمته الجهادية، واكتشاف المنهج الحركي للقرآن الكريم… وقع على هذه الكنوز وهو يفسر القرآن، وبعد أن قطع في تفسيره شوطاً طويلاً، حيث وصل إلى الجزء السابع والعشرين، وكان لابد أن يعيد النظر في تفسيره، وأن يؤلفه على أساس إدراكه الجديد، وأن ينطلق فيه من منطلق جديد على هدي اهتماماته الجديدة، وأن يضمنه فهمه الجديد للإسلام وتصوره للدعوة إليه، ومنهجه في الحركة به.
وهكذا كان …. حيث فسر الأجزاء الثلاثة الأخيرة من "الظلال" وفق منهجه الحركي الجديد، ثم قرر أن يعيد النظر في تفسير الأجزاء الأولى، وأن يصوغ "الظلال" على أساس منهجه الحركي في فهم القرآن والحركة به، وأن يتناوله بالتنقيح، فكانت الطبعة الجديدة المنقحة من "الظلال"! وهي الطبعة الثانية الصادرة في مصر أثناء حياته، إذ كانت الطبعة الأولى عام 1951، والمتممة للأولى عام 1953م.
كان سيد يريد أن يعيد كتابة أجزاء "الظلال" من الرابع عشر حتى السابع والعشرين، وأن يفسرها على أساس منهجه الحركي الجديد، أما الأجزاء الثلاثة الأخيرة؛ فسيتركها على ماهي عليه؛ لأنه ألفها على أساس ذلك المنهج".
فما هو عذره الشرعي بعد كل هذا عند أولي النهى وعند المنصفين العقلاء؟!
ثم ماهو عذر أخيه محمد قطب في إقراره لأخيه طوال حياته، فلم يحمله على حذف هذا الكلام الخطير؟!
وما عذره في نشر كل تراثه باعتزاز، وفيه من البلايا والدواهي مالا يعلمه إلا الله؟!
ما عذره وقد قال لدار الشروق وقد عهد إليها بطبع جميع كتبه وكتب أخيه سيد قطب: "ولي كبير رجاء أن تكون إعادة طبعها في دار الشروق العامرة مناسة طيبة لمراجعة الكتب كلها، وإجراء ما قد يقتضيه الأمر من تعديلات بها، أو إبراز لمعان معينة فيها، مع إخراجها في ثوب جديد ملائم".
ثم يصر على إبقاء كلام سيد قطب في وحدة الوجود، ولم يكتف بذلك، بل يزيد الطين بلة بالدفاع عنه بالباطل وبما لا يقبله أهل العلم.
قال في مقدمته لـ "مقومات التصور الإسلامي":
"أمراً آخر كنت أرد به على السائلين المعترضين، وهو أنني آليت على نفسي دائماً وأنا أعيد نشر مؤلفات الشقيق أن أبقيها كما هي بلا زيادة ولا حذف ولا بيان؛ ليقرأها قراؤها كما كتبها بنفسه دون تعديل".
وكان الواجب عليه على الأقل أن يوقف طبعها؛ ليخفف عن أخيه من التبعات العظيمة والمسؤوليات الكبيرة أمام الله عما حوته كتبه من عقائد وأفكار تخالف أصول الإسلام وعقائده، أو أن يعلق على أخطائه ويناقشها ويفندها في ضوء توجيهات الإسلام ونصوصه وقواعده؛ ليجنب القراء خطرها، وليخفف عن أخيه الأعباء إن كان يخالف أخاه في تلك الأمور النكراء، أما إذا كان يوافق أخاه فهذا شيء آخر.))



إلى آخر كلام الشيخ حفظه الله ومن أراد التوسع فعليه الرجوع إلى الكتاب المذكور في الفصل التاسع.
فالسؤال الذي يطرح نفسه أين كان أبو الحسن آنذاك ؟
هل كان في زمن الخوف ؟!
فجزاك الله خيراً يا ربيع الخير ، وزادك الله من خيره وفضله ، ومتعنا الله بعلمك ، وحشرنا وإياك مع عباده الصالحين .
وشكر الله الأخ علي عبد الفتاح الذي نبهني لهذا الموضوع وجزاه الله خيرًا .
حرر بتاريخ 23/11/1423هـ



2 الكاتب : [ خالد الغرباني ]
2003-01-27 08:55 AM المشاركات : 369



تنبيه :
لم تظهر الحواشي في كلام الشيخ ربيع ، ومن أراد التوسع فعليه الرجوع كما أسلفت إلى أصل الكتاب . وجزاكم الله خيرًا

الكاسر
11-14-2003, 12:39 PM
1 الكاتب : [ شهاب99 ]
2003-04-04 09:17 AM المشاركات : 194
عبد الله عزام يقول لهيئة كبار العلماء في الحج إن موضوع محاربة الشرك الذي نادى به السابقون في عبادة ا


عبد الله عزام يقول لهيئة كبار العلماء في الحج إن موضوع محاربة الشرك الذي نادى به العلماء السابقون أمثال محمد بن عبد الوهاب في عبادة الأوثان والتمسح بالقبور قد انتهى .

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه .

وبعد :

فإن الله جل وعلا يقول : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } أي ليفدوه بالعبادة وحده لا شريك له ، وهذا هو التوحيد الذي من أجله أرسل الله الرسل وأنزل الكتب ، وأقام سوق الجنة والنار .

فالتوحيد : هو الإقرار بالقلب واللسان بأن الله رب كل شيء ومليكه وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، وهو على كل شيء قدير ، وأنه الخالق لكل شيء ، وأنه له الأسماء الحسنى والصفات العلى ، وأنه الإله الحق الذي لايستحق العبادة سواه ، فلا رب غيره ولا إله سواه ولا شريك له ولا ند له ، ثم إفراده بالعبادة وذلك بصرف جميع أنواع العبادة له وإخلاص الدين له . فهذا هو التوحيد الذي جاءت به الرسل بكل جوانبه ظاهراً وباطناً علماً وعملاً .

والسلفيون لهم طريقان في بيان أقسام التوحيد ، وذلك على النحو التالي :

( أ ) أن التوحيد قسمان :

( 1 ) توحيد المعرفة والإثبات ، أو التوحيد العلمي الاعتقادي الخبري . ويقصد به ما يجب اعتقاده في حق الله تعالى ذاتاً وأفعالاً وصفاتاً .

( 2 ) توحيد الطلب والقصد والإرادة . وهو توحيد الله بأفعال العباد ، بمعنى أن يقصد بالإهمال كلها وجه الله تعالى وحده لا شريك له .

( ب ) وذهب فريق آخر من علماء أهل السنة والجماعة إلى أن التوحيد ثلاثة أقسام :

( 1 ) توحيد الربوبية : أي إثبات انفراد الله تعالى بأفعال الربوبية من خلق وملك ورزق وتدبير .

( 2) توحيد الأسماء و الصفات : أي إثبات أسماء الله وصفاته على معانيها الحقيقية مع نفي مشابهة غيره له فيها .

(3 ) توحيد الألوهية : أي العبودية وذلك بصرف العبادة بجميع أنواعها لله تعالى وحده . أي توحيد الله تعالى بأفعال العباد .

وليس هناك منافاة بين القولين والمذهبين ، فمن جعلها قسمين فقد أجمل ، وجمع الربوبية والأسماء والصفات توحيد اً علمياً . ومن جعلها ثلاث أقسام فقد فصل في التقسيم . وتقسيم التوحيد إلى قسمين باعتبار ما يجب على الموحد من العلم والعمل ، وأما تقسيمه إلى ثلاثة أقسام فياعتبار متعلقه وموضوعه ، ولا تعارض ولله الحمد .

وقد ابتليت الأمة في هذا العصر بأناس ينتسبون إلى الدعوة والتعليم وقعوا في مخالفات عظيمة تتعلق بالتوحيد ، نذكر طرفاً منها ليحذرها المسلم ، خاصة وأن هؤلاء المخالفين لهم مؤلفات ومنهم من له أشرطة سرت في الناس سريان النار في الهشيم بسبب ضخامة الدعاية الحزبية لهم :

فمن ذلك قول حسن الترابي زعيم الإخوان في السودان –سابقاً- موجهاً في كلامه عن أنصار السنة في السودان: ((: إنـهم يهتمون بالأمور العقائدية وشرك القبور ولا يهتمون بالشرك السياسي فلنترك هؤلاء القبوريين يطوفون حول قبورهم حتى نصل إلى قبة البرلمان )) [ مجلة الاستقامــة ربيع الأول 1408 هـ ص 26 ] .

ومن ذلك زعمهم أن هذا الشرك قد انتهى وانقرض ، قال صاحب كتاب ( الجماعة الأم ) : (( مثال هذا ما نقله الدكتور بشير أو برمان عن الشيخ عبد الله عزام – رحمه الله – أن وقف في مخيم هيئة كبار العلماء في الحج وقال لهم : ( إن موضوع محاربة الشرك الذي نادى به العلماء السابقون أمثال محمد بن عبد الوهاب في عبادة الأوثان والتمسح بالقبور قد انتهى وحل محله شرك من نوع آخر وذلك هو شرك الحكم بشريعة البشر وترك شريعة الله ) أ. هـ [من كتاب الشيخ عبد الله عزام العالم والمجاهد ص 34 ] . )) ص 28 .

ومن ذلك وصفهم الشرك الذي حاربه إبراهيم ومحمد – عليهما الصلاة والسلام – بالسذاجة كقول سيد قطب : (( إن عبادة الأصنام التي دعا إبراهيم عليه السلام ربه أن يجتنبه هو وبنيه إياها لا تتمثل فقط في تلك الصورة الساذجة التي كان يزاولها العرب في جاهليتهم أو التي كانت تزاول شتى الوثنيات في صور شتى مجسمة في أحجار أو أشجار ... إن هذه الصورة الساذجة كلها لا تستغرق صورة الشرك بالله، ولا تستغرق كل صور العبادة للأصنام من دون الله، والوقوف بمدلول الشرك عند هذه الصورة الساذجة يمنعنا من رؤية صور الشرك الأخرى التي لا نهاية لها، ويمنعنا من رؤية صور الشرك الأخرى التي لا نهاية لها، ويمنعنا من الرؤية الصحيحة الحقيقية ما يعتور البشرية من صور الشرك والجاهلية الجديدة ) [ الظلا ل : 4/2114 ].

فإذا كان الخليلان عليهما الصلاة والسلام قد استفرغا الجهد في محاربة أمر ساذج – كما يقول هذا الضال – فيكون هو إذاً من حارب الشرك الأعظم ؟!

نعوذ بالله من الضلال المبين .

12d8c7a34f47c2e9d3==