الكاسر
11-14-2003, 01:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه محمد بن عبد الله وبعد :
فالعلماء ورثة الأنبياء .. والأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهما وإنما ورثوا العلم فأخذه العلماء فحصلوا نصيباً
وافرا ..
من لم يعرف لهم بلاءهم وقدرهم ومنزلتهم فهو أجهل خلق الله وأبعدهم عن الإنصاف والعدل والتقوى
صفات المؤمنين ..
العلماء الربانيون هم أهل الله وخاصته وهم أهل خشيته وولايته ..
من أزرى بهم وتنقصهم فهو بالنقص أولى وبالعيب أجدر
من أساء الظن بهم وخونهم فهو بالسوء أحرى وبالخيانة أولى
من تطفل على موائدهم وزاحمهم المنكب بالمنكب فقد جنى على نفسه وأوردها الردى وسار بها مسالك
الهوى
بما حملوه من العلم والبصيرة ما فتئوا ينيرون الطريق الحالك المظلم للسائرين
بما وهبهم الله من طول صحبتهم لكتابه ولسنة نبيهم ميزوا المتشابه من الأمور وتيقنوا عواقب الفتن فنصحوا
لله درهم وعليه أجرهم
بناهم القرآن الكريم وصقلتهم سنة نبيه الكريم ورعاهم سلفهم الصالح .. فمشوا على الجادة حتى أتاهم
اليقين وهم على هدى من ربهم .. وفقهم إليه حين بذلوا في رضاه المهج والصبر
سامقُ النفس تجلّى حين قاما= في زهور وعبير وخزامى
في سناء وضياء غامر = وجلال تَخِذ النجم مقاما
في نمير والركايا تستقي = ماءه العذب وتقتاتُ الغماما
ملأ الكون حديثَ المصطفى = وتلا الذكر قعوداً وقياما
عالمٌ ما ارتاب يوماً وطوى الـ = ـكشْح عن آيٍ وما ألغى الذّماما
عالمٌ أفنى الزمان الغض في = رُتَب العلم وما حبّ الكلاما
صادعٌ بالحق ما ارتاع ولو = رَجَف الباغي وما هاب الحساما
في ظلالٍ وارفٍ قال ولم = يَتْبع الآراء فاعتدّ إماما
سلفيٌّ لم يحابي همجاً = ورعاعاً فاهتدى ثم استقاما
******=******
أيها العالم إني مدنفٌ = لسماع العلم ما عز وداما
فاشرح المتن وبالغ في الهدى = ودع المأفون يعتاد السقاما
أنهل الفتيان شهداً وشذى = من هدى العلم حلالاً وحراما
والحواشي أشغل النفس بها = خُطّ بالأقلام كافاً ثم لاما
مشعلٌ من مشعلٌ أنت وما = جئتَ مذموماً وما جئتَ الملاما
تعس البائس شانيك وقد = لقي الدهر بلاءً وظلاما
كيف ألقى الجاهل الخوّان في = دربك الشوك ولم يرع المقاما
كيف أزرى وتمادى واعتدى = جاهل القرن ولم يُنهِ الفطاما
ظن بالنفس علواً وبدا = وجهه الكالح يزداد قتاما
خدعته الناس دهراً فمضوا = يعلنون الحب أعواماً فعاما
وإذا القزم أتى ليس له = في رُبى العلم بعيراً وسناما
حسب العلم نشيداً فهوى = يملأ الأرض ضجيجاً وزحاما
فغدا في كل ما يخرجه = سُبةً للعلم جهلاً وحُطاما
أخبروا المسكين يا قوم ولا = تكتموا جيماً وهائين ولاما
أخبروه العلمُ صعب المرتقى = ليس قولاً وادّعاءً وغراما
ربما يجلو قذاة وهوى = صدأ القلب به دهراً وناما
جَنِّبوا الأحداث ما يلفظه = وخذوا الأمر وقاءً واهتماما
وقديماً قيل .. شيخٌ عالمٌ = ومن التوفيق أن يهدي الغلاما
******=******
أيها الأحداث خُبُّوا وضَعُوا = في رياض العلم وارتادوا الكراما
أنشؤا النفس بحفظ وتقى = أسمعوا الزاهد في المتن .. سلاما
كل يوم يُحمل العلم على = آلة حدباء والغُفْل هياما
وكؤوس الموت تسقي مترعاً = كأس حق ليس تلقاه احتشاما
فخذوا العمر بجدٍّ واجعلوا = همة العلم لهيباً واحتداما
طاولوا الليل بدرس وهدى = واملؤا الصبح علوماً واضطراما
إن في الفردوس أطماع المُنى = وانبعاث العزم يستهوي الأناما
الكاتب : [ أحمد الحربي ]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه محمد بن عبد الله وبعد :
فالعلماء ورثة الأنبياء .. والأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهما وإنما ورثوا العلم فأخذه العلماء فحصلوا نصيباً
وافرا ..
من لم يعرف لهم بلاءهم وقدرهم ومنزلتهم فهو أجهل خلق الله وأبعدهم عن الإنصاف والعدل والتقوى
صفات المؤمنين ..
العلماء الربانيون هم أهل الله وخاصته وهم أهل خشيته وولايته ..
من أزرى بهم وتنقصهم فهو بالنقص أولى وبالعيب أجدر
من أساء الظن بهم وخونهم فهو بالسوء أحرى وبالخيانة أولى
من تطفل على موائدهم وزاحمهم المنكب بالمنكب فقد جنى على نفسه وأوردها الردى وسار بها مسالك
الهوى
بما حملوه من العلم والبصيرة ما فتئوا ينيرون الطريق الحالك المظلم للسائرين
بما وهبهم الله من طول صحبتهم لكتابه ولسنة نبيهم ميزوا المتشابه من الأمور وتيقنوا عواقب الفتن فنصحوا
لله درهم وعليه أجرهم
بناهم القرآن الكريم وصقلتهم سنة نبيه الكريم ورعاهم سلفهم الصالح .. فمشوا على الجادة حتى أتاهم
اليقين وهم على هدى من ربهم .. وفقهم إليه حين بذلوا في رضاه المهج والصبر
سامقُ النفس تجلّى حين قاما= في زهور وعبير وخزامى
في سناء وضياء غامر = وجلال تَخِذ النجم مقاما
في نمير والركايا تستقي = ماءه العذب وتقتاتُ الغماما
ملأ الكون حديثَ المصطفى = وتلا الذكر قعوداً وقياما
عالمٌ ما ارتاب يوماً وطوى الـ = ـكشْح عن آيٍ وما ألغى الذّماما
عالمٌ أفنى الزمان الغض في = رُتَب العلم وما حبّ الكلاما
صادعٌ بالحق ما ارتاع ولو = رَجَف الباغي وما هاب الحساما
في ظلالٍ وارفٍ قال ولم = يَتْبع الآراء فاعتدّ إماما
سلفيٌّ لم يحابي همجاً = ورعاعاً فاهتدى ثم استقاما
******=******
أيها العالم إني مدنفٌ = لسماع العلم ما عز وداما
فاشرح المتن وبالغ في الهدى = ودع المأفون يعتاد السقاما
أنهل الفتيان شهداً وشذى = من هدى العلم حلالاً وحراما
والحواشي أشغل النفس بها = خُطّ بالأقلام كافاً ثم لاما
مشعلٌ من مشعلٌ أنت وما = جئتَ مذموماً وما جئتَ الملاما
تعس البائس شانيك وقد = لقي الدهر بلاءً وظلاما
كيف ألقى الجاهل الخوّان في = دربك الشوك ولم يرع المقاما
كيف أزرى وتمادى واعتدى = جاهل القرن ولم يُنهِ الفطاما
ظن بالنفس علواً وبدا = وجهه الكالح يزداد قتاما
خدعته الناس دهراً فمضوا = يعلنون الحب أعواماً فعاما
وإذا القزم أتى ليس له = في رُبى العلم بعيراً وسناما
حسب العلم نشيداً فهوى = يملأ الأرض ضجيجاً وزحاما
فغدا في كل ما يخرجه = سُبةً للعلم جهلاً وحُطاما
أخبروا المسكين يا قوم ولا = تكتموا جيماً وهائين ولاما
أخبروه العلمُ صعب المرتقى = ليس قولاً وادّعاءً وغراما
ربما يجلو قذاة وهوى = صدأ القلب به دهراً وناما
جَنِّبوا الأحداث ما يلفظه = وخذوا الأمر وقاءً واهتماما
وقديماً قيل .. شيخٌ عالمٌ = ومن التوفيق أن يهدي الغلاما
******=******
أيها الأحداث خُبُّوا وضَعُوا = في رياض العلم وارتادوا الكراما
أنشؤا النفس بحفظ وتقى = أسمعوا الزاهد في المتن .. سلاما
كل يوم يُحمل العلم على = آلة حدباء والغُفْل هياما
وكؤوس الموت تسقي مترعاً = كأس حق ليس تلقاه احتشاما
فخذوا العمر بجدٍّ واجعلوا = همة العلم لهيباً واحتداما
طاولوا الليل بدرس وهدى = واملؤا الصبح علوماً واضطراما
إن في الفردوس أطماع المُنى = وانبعاث العزم يستهوي الأناما
الكاتب : [ أحمد الحربي ]