المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإمام القصاب-رحمه الله تعالى- وردوده على المرجئة...


كيف حالك ؟

القصاب الجزائري
06-24-2005, 01:17 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله أحمده سبحانه على نعمه المتتالية وأصلي وأسلم على نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين.
و بعد: قال فضيلة الشيخ فالح بن نافع الحربي-حفظه الله تعالى- في شريطه الموسوم (الجواب المنيع على الإثارة والاستفزاز والتشنيع) :"آخر من قرأت له صاحب نكت القرآن القصاب- رحمه الله- وهو من أئمة أهل السنة في قضية من لا يكفر بالصلاة والزكاة عندما يرى كفر من يكفر بالصلاة والزكاة فيلزمه بأنه وافق المرجئة فتلك شكاة ظاهر عنك عارها ". انتهى كلامه حفظه الله.
فهذا دليل قاطع بأن القوم -السحابيين- جهال يهرفون بما لا يعرفون فقد كذبوا أن يكون القصاب رحمه الله تعالى إمام من أئمة أهل السنة وأن له كتاب( النافع) " نكت القرآن" والأمر الغريب أنه جهله شيخهم ربيع ومقلديه وعلمه الشيخ الناقد البصير وبحق فالح بن نافع الحربي جزاه الله عنا كل خير .
وهذا جزء من الكتاب النكت يرد فيه على المرجئة وهو رد كذلك على ربيع وزمرته.

القصاب الجزائري
06-25-2005, 05:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين أحمده تعالى على ما من به علينا من نعمة الإسلام والإيمان وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الغر المحجلين.
وبعد: إن الإمام محمد الكرجي القصاب رحمه الله أول ما بدأ في كتابه النكت - وهو كتاب جامع - بالرد على المرجئة ففي المجلد الأول صفحة (92) في معرض تفسيره للاية 08 يقول : - وقوله : "ومن الناس من يقول ءامنا بالله وباليوم الأ خر وما هم بمؤمنين" رد على المرجئة من جهتين :

إحدهما نفي الإيمان بالقول الذي لا يكون عندهم إلا به.
والأخرى : انهم يفرقون بين الإيمان واليقين ، فيزعمون أن اليقين خلاف للإيمان حتى إنهم ليتأولون قوله في سورة المدثر : "ويزداد الذين أمنوا إيمانا ".
أي : يزدا دون يقينا ، فررا من لزوم الحجة لهم في زيادة الإيمان .
وأرى الله تبارك وتعالى قد سمى الإيمان بالأخرة يقينا بقوله قبل هذه الاية : "والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالأخرة هم يوقنون" .
وعليهم فيها حجة ثالثة : من أن الإيمان ذوا أجزاء ، وهم لا يجعلونه إلا جزءا واحدا ، ولم يقع النكير عليهم في تسميتهم الإيمان بالأخرة إيمانا ، إذ هو لا محالة كذلك ، إنما نفاه عنهم حيث كانوا غير صادقين في قولهم. إنتهى كلامه رحمه الله

سمير الأثري
06-27-2005, 03:16 AM
جزاك الله خيرا

القصاب الجزائري
06-27-2005, 03:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين وكفى بالله شهيدا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا.
وبعد:

فهذا الرد الثاني من ردود إمامنا محمد بن علي –رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جنانه –من خلال سورة البقرة حيث قال رحمه الله:
الرد على المرجئة:

قوله:"وإذا قيل لهم ءامنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم", رد على المرجئة, إذ المتمسكون بدين موسى صلى الله عليه وسلم قبل إنزال الفرقان كانوا مستكملي الإيمان عندهم. وقد سماهم الله تبارك وتعالى بترك الإيمان بالقرآن و الاقتصار على الإيمان بالتوراة – كفارا.

وليس يخلو ما دعوا إليه من الإيمان بالقرآن, من أن يكون عند المرجئة مضافا إلى أصل الإيمان, أو معدودا في عداد الشرائع , فإن كان مضافا إلى أصل الإيمان فهو نقض لقولهم فيما أنكروه من تجزية و نفي الزيادة فيه.

وإن كان سلوكا به سبل الشرائع فهم لا يسمون شيئا من الشرائع إيمانا وقد سماه الله تعالى في هذه الآية إيمانا, ولا يسمون تارك شريعة كافرا, وقد سمى الله من لا يؤمن بالقرآن في هذه الآية كافرا. انتهى كلامه رحمه الله تعالى.

سمير الأثري
06-27-2005, 03:36 AM
بارك الله فيك

القصاب الجزائري
06-29-2005, 07:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلقنا لعبادته, وفرض علينا توحيده وطاعته، وأرسل إلينا محمدا صلى الله عليه وسلم فبلغ الأمة دين الله تعالى وشريعته، نحمده سبحانه ونشكره على توفيقه وهدايته، وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك لهفي ملكه ولا في عبادته، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، والله أعلم حيث يجعل رسالته، صلى الله عليه وسلم وعلى جميع آله وصحابته، أما بعد:

إن الإمام القصاب في كتابه النكت لم يتوانى ولو مرة واحدة في الرد على المرجئة من خلال سورة البقرة حيث أنه رحمه الله تعالى ما من آية فيها ذكر الإيمان إلا ود عليهم -رحمه الله- فهذا هو الرد الثالث من خلال سورة البقرة حيث قال رحمه الله تعالى وذلك في الصفحة 155 من الجلد الأول :

حجة خانقة على المرجئة :
قوله تعالى :"ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب" إلى قوله :"أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون" حجة خانقة للمرجئة جدا؛ لأنه -جل وتعالى- لم يثبت لهم الصدق إلا بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وغيرهما من الأعمال التي ذكرها معهما، وهم لايخالفون أن من لم يكن صادقا كان إيمانه غير ثابت له.

القصاب الجزائري
06-30-2005, 08:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد: إن الإمام محمد الكرجي المجاهد- رحمه الله تعالى وأدخله الجنة بمنه وكرمه - رد على المرجئة ردودا مفحمة منها ما يأتي ذكره.
قال رحمه الله:
قوله:"والذين ءامنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين ءاووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا"؛ رد على المرجئة:فيما أضاف الهجرة والجهاد والنصرة والإيواء إلى الإيمان، وقد شهد لقوم في أول السورة بحقيقه، ولم يذكر هذه الشرائط، وذكر لأولئك شرائط لم يذكرها لهؤلاء، فدل على أن الإيمان ذو أجزاء، وأن كل خير يفعله المؤمن متقربا به إلى الله، فهو من الإيمان فرضا كان أو تطوعا، لأن الجهاد والنصرة والإيواء قد يكون نافلة في بعض الأوقات إذا لم يكن المنصور والمؤوى مضطهدا.
والجهاد إذا قامت به طائفة فهو للباقين فضيلة لا فريضة.
فإن قال قائل: فالنصرة والإيواء في هذا الموضع مقصود به رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكانا فيه، صلى الله عليه وسلم، فرضين- بقي عليه الجهاد الذي لايتهيأ له فيه شيئ من أن الخارج فيه بعد الكفاية متطوع بخروجه.
وفيه دليل: على أن اسم الإيمان شامل المؤمن بقليل الإيمان و كثيره، وأن مستحقه بكلمة الإخلاص قبل أن تفرض الفرائض لم يستكمل أقاصي درجاته وأنه إنما سمي مؤمنا في ذلك الوقت؛ لأنه لم يكن مخاطبا بغيرها، فلما أتى بما خوطب به سمي ائتماره ذلك إيمانا؛ لأن الله -تبارك وتعالى- أفرد قول تلك الكلمة وحدها بالإيمان ومنعه من غيرها، فكل مؤتمر لأمر من أمر الله فائتماره إيمان كما كان ائتمار قائلي كلمة الإخلاص إيمانا.
ولاأحسب المرجئة المساكين أوتوا إلا من قلة بصرهم باللغة، حيث قدروا أن شيئا بعينه إذا سمي باسم لم يجز أن يسمى به غيره، أو أن الإسم لا يقع على المسمى إلا بعد كمال ذلك الشيئ الذي سمي به فيه، وأغفلوا أن الله -جل وعلا- سمى نفسه عليما وحكيما، وهو عليم بكل شيئ حكيم في جميع صنعه، ثم أجاز أن يسمى غيره عليما وحكيما، ولم يستكملوا ما استكمله -جل وتعالى- ولم يجز أن يستكملوه وقد استحقوا الإسم ببعضه، ويسمى الإنسان حسنا وقبيحا وطويلا وقصيرا ببعض أجزاء الحسن والقبح والطول والقصر وأشباه ذلك، ثم يكون في الناس من هو فوقه في ذلك، والإسم واحد وإن اختلفت درجاته وتفاضل بعض فيه على بعض.
وكذلك المؤمن في بعض درجات إيمانه؛ لأن الذي يقع عليه الإيمان هو الإئتمار وهو واحد في شيئ كان أو شيئين، كما أن الحسن واحد، وإن كان في الوجه والعينين والشفتين وأشباه ذلك. إنتهى كلامه غفر الله له.
الله الله في هذا الرد القوي ؛ اللهم اجعل هذا في ميزان حسناته ، اللهم اجزه عنا خير الجزاء آمين.

القصاب الجزائري
07-02-2005, 08:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين وعليه أتوكل وإليه ألجأ، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فمعذرة إخواني الأثريين على الخطأ الذي وقعت فيه عن غير قصد وهو تسبيق الرد الماضي على هذا الرد، فإني أستغفر الله وأتوب إليه وأعتذر لكم، وما توفيقي إلا بالله.
قال الإمام القصاب رحمه الله تعالى:
تفسير سورة الأنفال:
رد على المرجئة:
قوله عز وجل:(( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم ءاياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون* الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون* أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم)) رد على المرجئة من وجوه:

أحدها: أنه ذكر عامة الأعمال الصالحة الظاهرة والباطنة وجعلها من الإيمان، وذلك أنه ذكر قبل(( إنما المؤمنون )) التقوى وإصلاح ذات البين، ثم نسق في هذه الآية عملا بعد عمل وذكر فيها التوكل وهو: باطن.

والثاني: أنه ذكر زيادة الإيمان بتلاوة الآيات عليهم وهم ينكرونه.

والثالث: أنه لم يثبت لهم حقيقة الإيمان إلا باجتماع خصال الخير من الأعمال الظاهرة والباطنة وهم يثبتون حقيقه بالقول وحده.

والرابع: أنه -جل وتعالى- قال بعد ذلك:(( لهم درجات)) وقد أثبت لهم الإيمان بشرائطه وحقيقته، وهم لايجعلون للمؤمن إلا درجة واحدة، ولا يجعلون للإيمان أجزاء.
فكيف يستقيم أن يسمى المرء بالإقرار وحده مستكمل الإيمان وقد سمى الله -جل جلاله- كل ما حوته الآية إيمانا ؟
فإن قيل: فما لك تنكر على القوم أن يشهدوا لأنفسهم بحقيقة الإيمان وقد شهد الله لهم في هذه الآية ؟
قيل: لم أنكر حقيقة الإيمان وإمكانه في كثير من الخلق ؟ وكيف أنكر شيئا أكمله الله لملائكته وأنبيائه وشهد لأهل هذه الآية به؟ إنما أنكرت عليهم ما أنكرت من جهتين:

إحداهما: أن الله شهد بحقيقه لأهل هذه الآية بخصال كثيرة وهم يشهدون لأنفسهم بخصلة واحدة.أيجوز أن أشهد على مقر بكلمة الإخلاص مصدق بها، ذكر عنده ربه فلم يوجل قلبه، أو فرط في الصلاة، ولم يؤت الزكاة بحقيقة الإيمان ؟ والله -جل وعلا- لم يشهد له به، فأساوي بينه وبين من كل ذلك كائن فيه.
أم كيف يجوز أن يكون إيمان هذين يستوي من غير أن يكون أحدهما زائدا على صاحبه فيه ؟ وكيف ينكر الزيادة والنقصان في شيئ، ولا محالة كل زائد على شيئ فالآخر أنقص منه.
فإن كانوا يزعمون إيمانهما في كلمة الإخلاص قولا واحدا فنحن لانأباه.
وإن زعموا أن اسم الإيمان لايقع على غيرهما، فنحن لانخالف كتاب ربنا.
وقد حوت هذه الآية وغيرها -مما سنأتي عليها في مواضعها على نسق السور إن شاء الله- ما حوت من العمل المسمى بالإيمان.
والأخرى: أن تحت الحقيقة معنيين، فإن كانوا يقولون: إنهم حقا مؤمنون بخصال بأعيانها فيهم في وقت القول عند
أنفسهم، فنحن لاننكره، وإن قالوا: إنهم حقا مؤمنون لا يأمنون مكر الله -جل جلاله- في السلب، ولا يحذرون القطع بهم عند الخاتمة؛ فهذا هو المنكر الذي لانواطئهم عليه ولا نسلمه لهم لتكذيب الخبر والمشاهدة معا له. انتهى كلامه رحمه الله .

اللهم إنا نعوذ بك من الإرجاء والمرجئة آمين.

12d8c7a34f47c2e9d3==