المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نصيحة الشيخ ابورائد سعود المالكي للشيخ ربيع المدخلي - هداه الله -


كيف حالك ؟

فكري الدينوري
06-27-2005, 04:29 AM
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله
وكفى وسلام على نبيه المصطفى

شيخنا الفاضل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : أما بعد ؛
فهذه تذكرة من محب لك أرجو أن تتقبلها بصدر رحب كما عهدناك فو الله ما كتبتها إلا بعد أن رأيت الحزبيين قد فرحوا بما حصل من فرقة في الصف ولعلها تكون خيراً لنا وهي كذلك والحمد لله .

هذه شيخنا بعض الملاحظات التي كانت سبباً رئيسياً فيما يبدوا لي في كثرة المشاكل لا أقول كما قلت من قبل فرقت الصف ولكن أشغلت طلبة العلم عن تحصيل العلم النافع .

لقد أشغلت نفسك ياشيخ بأمور أنت مسبوق إليها وقد وضح فيها الحق من غيرك ولاننكر جهدك ولكن ننكر عليك إشغال نفسك ومن معك بها ، وتعلمون قول شيخنا أبي عبد الرحمن الوادعي لكم ياشيخ لا تشغل نفسك بهذه الأمور واصنع كما نصنع نحن في دمّاج ، نكون في الدرس فإذا جاءت مناسبة أعطينا هؤلاء الحزبيين ( لطمة ) ولا نشغل أنفسنا بهم، وهل تظن ياشيخ أن ما ينشر من أشرطة لنا قد سجلناها في وقت واحد ، هؤلاء الطلاب كلما مرت بهم كلمة في درس سجلوها ثم ضموا إليها أخرى بعدها بزمن حتى يكتمل لهم شريط فيخرجوه ياشيخ انشغل بالعلم .

فأقول : سيد قطب الذي أشغلت نفسك ومن معك به قد وضح أمره بعد أن تكلم فيه الألباني وحدث له من جراء ذلك فتنة عظيمة لا تخفى عليكم أيام الشيخ عبدالله عزام رحمه الله ونحن لا ننكر عليك ما كتبته في سيد قطب [/U]وإن كان ينبغي عليك أن تلاحظ المتقدم والمتأخر من كلامه رحمه الله لكن ننكر عليك عقد الولاء والبراء على هذه المسألة فكيف تنكر وتغضب على من تأول لسيد بعض كلامه وأنت بالأمس القريب تكيل له المدح فقد قلت في كتابك منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله - الطبعة الأولى "رحم الله سيد قطب لقد نفذ من دراسته إلى عين الحق والصواب، ويجب على الحركات الإسلامية أن تستفيد من هذا التقرير الواعي الذي انتهى إليه سيد قطب عند آخر لحظة من حياته بعد دراسة طويلة واعية ، لقد وصل في تقريره هذا إلى عين منهج الأنبياء عليهم الصلاة والسلام" (وقد حذفته من الطبعة الثانية وما بعدها فالحمد لله على توفيقه ) .

ولعلك تعتذر لنفسك على فعلتك هذه ، فما تقول إذا فيما كتبه الشيخ محمد أمان الجامي في كتابه " المحاضرة " وكيله المدح والثناء لسيد قطب ولا أعرف أن الشيخ كتب كتاباً نقض فيه ما تقدم منه .

فبالله عليك كيف تنكر على بعض خصومك أنه قال في سيد " وهناك عليه إعتراضات منها ما هو صواب ومنها ما هو خطأ من المسائل التي لا أراها صواباً منه أو عليه في الإنتقاد القول بأنه يرى الحلول والإتحاد أي أنه يرى كل شئ الله فيه كقول أهل الحلول والإتحاد الذين يقولون أن الله حل في كل شئ ، الرجل حاشاه من ذلك نعم له كلمات الناظر فيها يفهمها بذلك " .

مع أن دفع هذه العقيدة عن سيد قطب سبق إليه الألباني وقال إنها زلة قلم من سيد قطب رحمه الله ، وعلى كل حال فإن له كلاماً في الظلال صرح فيه بالفرق بين الخالق والمخلوق .

ويجب أن تعلم ياشيخ أن المشكلة الآن التي تواجه الدعوة ليست سيد قطب ولا كتاباته صحيح أن كتاباته كان لها دور في انحراف كثير من الدعوات لكن الآن الأمر تغير وتبدل فقد أصبح لأهل البدع زعامات غير سيد بل أن الأتباع لا يقبلون من أحد أن يقارن بين هذه الزعامات الجديدة وبين سيد لكونهم أصبحوا يقرون بأن سيدا لا يعد عالماً فضلاً عن أن يكون إماماً كما كان ، فينبغي لك ياشيخ أن تستيقظ من غفلتك وتفقه الواقع الذي حولك فهذا من الفقه الواجب على المتصدرين أمثالك نسأل الله أن ينفع بك .

فها أنت قد غضبت عندما بلغك قول بعض خصومك في سيد ولم تغضب ولم تنتصر لعقيدة أهل السنة عندما وقع أبو الحسن وصاحبه الحلبي في الإرجاء وخالفت العلماء وشككت في أمانتهم ونياتهم من أجل ألا تبين خطأهم وإن كنت أظن أنك تدين الله بما هما عليه من عقيدة باطلة فهاهو الشيخ أبو رائد جاءك إلى مجلسك وأنت تشرح للشباب حديث الشفاعة وقلت إن معنى لم يعملوا خيراً قط " أي من عمل الجوارح "

فقال لك : ياشيخ إمام الأئمة ابن خزيمة قال " لم يعملوا خيراً قط أي على الكمال والتمام "

فقلت له -غاضباً - :أين ذكر هذا؟

فقال لك : في كتاب التوحيد فطلبت منه أن يوقفك على الموضع فلما أوقفك عليه سكت ،

ثم قال لك : إن حديث أبي هريرة عند البخاري صريح في أن آخر من يخرج من النار إنما يعرفون بعلامة السجود فقلت له هذا صحيح البخاري اقرأ علينا الحديث فأخرج الحديث وقرأه عليك وكان في آخره فقال أبو هريرة " فهؤلاء آخر من يخرج من النار "
فقلت : هذا اجتهاد من أبي هريرة وأنت تعرف وأنت استاذ الحديث أن هذه اللفظة جاءت مرفوعة من طرق بل المشهور عند طلبة العلم رفعها لا وقفها ولو لم تأت مرفوعة فهي في حكم المرفوع كما تعلم ورغم ذلك كابرت وغيرت الحقائق .

فما بالك ياشيخ تكيل بمكيالين وما بالك تقول في أحد أشرطتك عمن نذرت نفسك في محاربتهم الشيخ سفر والشيخ سلمان أنهم على منهج أهل السنة والجماعة وعندما سئلت في إحدى محاضراتك بمكة هل هم مبتدعة ؟

قلت : لا .

فواعجباً تقر أنهم من أهل السنة والجماعة وليسوا مبتدعة وتعاديهم كل هذا العداء ، لا ريب أن الأمور الشخصية والأهواء لها دور في كل هذا نسأل الله العافية ، فلو قلنا إنهم مبتدعة وحذرنا منك لأنك قلت ما قلت فهل تقبل هذا ، ما أظنك ستقبل .

فما بالك تنابذ بعض خصومك لأنه لم يخرج عرعور و لا المغراوي من السلفية بعد أن أصدرت حكمك فيهما وقلدك من قلدك . هو يعرف أن عرعور زل بقوله إن " سيداً أحسن من تكلم في المنهج " لكنه يزعم إن الرجل تراجع فهل نقول له أخطأت في محاولتك معه ورده إلى المنهج السلفي بعد أن أصدر الشيخ حكمه ، هذه والله عين الحزبية التي يدعو لها دعاة عدم التحزب . كما أنه يعرف أن المغراوي زل بقوله " إن عجول بني اسرائيل في كل مكان " لكنه يزعم إن الرجل لا يقول بهذا الآن وهذه كلمات قديمة قالها فندم على قولها الآن ونحن نحاول أن نلم الصف ونبذل المحاولات حتى نيئس لكننا لا نقلد غيرنا في إصدار الأحكام .

لقد جعلت من نفسك ياشيخ سددك الله وصياً على السلفية وكأنه لا يوجد في الساحة إلا أنت بل في كثير من مجالسك يأتوك محبوا منهجك من الأعاجم فيقولون لك ياشيخ ، فلان من الناس ويذكروا لك اسمه ينتقدك في شدتك فتقول لهم قولوا له إنه بقوله هذا يطعن في السلفية شعر أم لم يشعر .

حتى إن الشيخ مقبل رحمه الله كان لا يعجبه فيك هذا الأمر وقد صرح بذلك .

وبرهان ذلك أنك تقول عن الشيخ بكر أبو زيد ( …… بل وجه لأهل السنة هذه القذيفة الثالثة – أي الخطاب الذهبي – التي هي أكبر من أختيها ، قد يقول بعض الناس إنها موجهة إلى شخص واحد ، فما دخل أهل السنة فيها .
وأقول : اسألوا أهل السنة المحضة وهم كثير في هذه البلاد وفي الشام واليمن والهند وباكستان وغيرها من البلدان ، هل هذه قذيفة ضدهم وضد عقيدتهم ومنهجهم ؟ أو هي لنصرتهم ونصرة عقيدتهم ومنهجهم وشد لأزرهم …… )

وقد بلغ بك الإعجاب بنفسك أنك جعلت من نفسك مرجعاً للشباب السلفي فيسألونك عما يحتارون فيه ، ومن ذلك أنهم احتاروا في أمر الشيخ بكر أبو زيد وكتاباته فهاأنت تقول : ( ولما كان لكتاب – التصنيف – ولهذا – الخطاب – من الآثار الخطيرة على الشباب في بلدان كثيرة كالمملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية وقطر والجزائر وغيرها من البلدان التي شغلتني وشغلت غيري بالاتصالات والشكاوي المرة …… ) .

وتقول في مدح نفسك : (ونحن والله الذين ندافع بصدق وإخلاص عن علماء الإسلام قديماً وحديثاً ) وعندما رددت على صاحب المعيار قوله ( فلا أدري كيف يمنح باحث درجة العالمية العالية الدكتوراه في علوم الحديث وهو عاجز عن استخراج ترجمة رواة الميزان ) .

فكان ردك : ( من أي دين ونحلة استقيت مثل هذه الأحكام ، إذا لم يجد باحث ناجح ترجمة واحدة لا يستحق درجة العلمية العالية – الدكتوراه – مهما بلغ عمله من الإتقان والنضج )

وقلت أيضاً ( … رأيت أخطائي التي قد صححت معظمها قليلة جداً يصدق عليها – كفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه - !!! )

أما كلامك في العلماء فقد اشتهر عنك أنك قلت في الألباني إن " سلفيتنا أقوى من سلفية الألباني "، وقد حاول أن يدافع عنك في " سحاب " أبو عبد الله المدني " خالد الظفيري – الكويتي الملازم لك كظلك" مشرف المنتدى الإسلامي لسحاب .

فقال :" نقول بأن الشيخ قال هذا في مناسبة معروفة وشريط معروف قد طرح فيه سؤال حول بعض فتاوى الشيخ الألباني ورد فيه طعن خصومه وذكر جهوده العظيمة في خدمة السنة النبوية أثنى على الشيخ رحمه الله بما هو أهلٌ له ، ثم رد على من يزعمون بأن سلفية الشيخ مأخوذة من الألباني "

بل قلت في ردك على باشميل أنك أول من نبه على أخطاء الألباني في العقيدة حتى تكلف الشيخ محمد بن عبدالوهاب البنا المجيء إليك وقال لك اتق الله ياشيخ كيف تقول هذا الكلام في شيخك .

فهل كل هذا لأن باشميل نسبك للألباني وهو معلمك السلفية شئت أم أبيت بعد أن كنت أخوانياً ،

أم لأن الألباني قال فيك " إلا ما أشرت إليه آنفاً من شيء من الشدة في الأسلوب ..."

فالشيخ الألباني ما قال إلا حقاً وأيده على ذلك الشيخ ابن عثيمين فقال عنك " عنده شدة أو خطأ في الكلام يعني في صيغة الكلام لا في مضمونه .

وقال أيضاً لكن قد يكون الإنسان بشراً قد يعبر بعبارات غليظة قوية شديدة لا تليق بمسلم "

ولا تغتر بمدح الألباني لك في بعض المواقف فهاهو قد قال في الشيخ سفر وسلمان هم معنا على الخط ولم تقبلها منه مع أنك قلتها بعده لكن بعبارة أخرى !! .

وخلاصة القول إني ناصح لك أن تعرف قدرك وأن تترك الوصاية على دين الله والعجب بنفسك وأن تبذل قصارى جهدك في رأب الصف لا في صدعه وأن تكون غيرتك على الكتاب والسنة .

فأنت كثيراً ما تقول " صبرنا على أخطاء فلان كثيراً حتى إذا فرغ صبرنا تكلمنا " وكان الأجدر بك أن تقول صبرنا على فلان كثيراً حتى إذا تكلم فينا تكلمنا ... لا لأنه تكلم فيك ولكن لأنه بكلامه فيك يطعن في السلفية ...

فاتق الله ياشيخ واسأل الله حسن الخاتمة ولابد أنك عرفتني ولكني آثر عدم كتابة اسمي طلباً لعدم الانشغال بك وبأتباعك لأنك ستخرج ولابد كتاباً في الرد على أوراقي هذه كما تعودنا منك وحينئذ سأضطر للرد وسندخل في دائرة مفرغة فالحمد لله على العافية .

إنتهت منقولة من موقع النصيحة لأبي رائد سعود المالكي

فكري الدينوري
06-27-2005, 04:32 AM
تزكيات صاحب النصيحة ابورائد المالكي :

التزكيات :

أولاً) الشيخ الإمام أبو عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله :

..... والأخ الشيخ سعود بن صالح من أبرز الدعاة إلى الله يدعو إلى الله على بصيرة يحب السنة وأهلها ويحارب البدعة وأهلها قوي في العقيدة قولا وعملا ويجل علماء التوحيد ميتهم وحيهم ومحب للعلم النافع وحريص على التزود منه ويبغض الحزبية وينفر عنها من أجل هذا كله فقد أحببناه في الله فجزاه الله خيراً ونفع به الإسلام والمسلمين إنه جواد كريم .

وفي موضع آخر قال رحمه لله " ... والأخ الفاضل أبورائد سعود أخ فاضل حسن الأخلاق محب للتوحيد والسنة وكتب الحديث لازمني عند نزولي مكة ويسألني سؤال حريص فاهم محب للعلم شغوف به ..

ثانياً) الشيخ محمد بن علي بن آدم الأثيوبي شارح سنن النسائي وابن ماجة :

..... فإن الأخ سعود بن صالح المالكي معروف عندي بحسن السلوك وسلامة العقيدة ويتمتع بهمة عالية في طلب الازدياد من العلوم الشرعية وكان يحضر في بعض الدروس التي ألقيها في مسجد دار الحديث الخيرية كل ليلة عدا ليلة الجمعة فرأيت منه إقبالا مشكورا على الاستفادة والإفادة ولمست منه الأخلاق الفاضلة والأحوال السنية في معاملته لمن يستفيد منهم ، ويفيدهم ، وله بعض كتابات في المجالات العلمية تشهد على براعته في باب العلم ، وأرجو من الله تعالى أن يزيده من الحرص على التعلّم والتعليم وينفع به الأجيال الناشئة إنه سميع مجيب قريب ....

ثالثاً ) الشيخ وصي الله عباس الأستاذ بجامعة أم القرى والمدرس بالحرم المكي :

... فإن الأخ سعود بن صالح السعدي المالكي عرفته منذ سنوات وهو طالب في الدراسات الإسلامية بكلية الشريعة دبلوم الشريعة بجامعة أم القرى وقد جمعتنا مجالس مذاكرة بعض المسائل العلمية فوجدته بفضل الله واسع الإطلاع صاحب فكر معتدل وعقيدة سلفية ومنهج سلفي .....


وقال عنه الشيخ فالح : ابو رائد المالكي له كتب قيمة وجيدة وعليه بعض الملاحظات ....... هذا ماقاله الشيخ فالح الحربي حفظه الله
منقول من الاخ رياض عبدالقادر

عبد السلام الليبي الآثري
06-28-2005, 03:58 PM
إجتماع الأئمة على نصرة مذهب أهل السنة
((رد على المرجئة))

]بقلم
أبورائد سعود بن صالح المالكي




قدم لهذا الكتاب
فضيلة الشيخ العلامة مقبل الوادعي رحمه الله
وفضيلة الشيخ وصي الله عباس


تجده من هنا :
http://alathary.net/vb2/showthread.php?t=5833

القصاب الجزائري
06-29-2005, 07:36 PM
هل أبو رائد المالكي يدافع عن قطب ويلتمس له الأعذار رغم أن سيدا قال بوحدة الوجود وبخلق القرآن ؟
أرجو الإجابة على هذا السؤال بارك الله فيكم.

فكري الدينوري
06-29-2005, 08:54 PM
أخي وإن كنت لست مدافعا عن الرجل ، لكن لابأس أن أنقل لك كلام المالكي في سيدقطب :

يقول في ( الاخوان المسلمون دعوة ثورية ) :

{ ... بل أصبح دورها محصوراً - يقصد الاخوان المسلمين - في التنظيم العالمي وهو اسم على غير مسمى ، وكذلك التنافس على بعض الكراسي في بعض المؤسسات التعليمية و الخيرية ، ويمثل أحد أعضائها وهو سيد قطب الفكر التكفيري في هذا العصر قال القرضاوي في كتابه " أولويات الحركة الإسلامية " (ص110) " في هذه المرحلة ظهرت كتب سيد قطب التي تمثل المرحلة الأخيرة من فكره والتي تنضح بتكفير المجتمع "
يقول سيد قطب في الظلال (3/1642) عند تفسير قوله تعالى { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله } " من النص القرآني ! الواضح الدلالة ومن تفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فصل الخطاب ، ثم من مفهومات المفسرين الأوائل والمتأخرين تخلص لنا حقائق في العقيدة والدين ذات أهمية بالغة نشير إليها هنا بغاية الاختصار : إن العبادة هي الإتباع في الشرائع بنص القرآن وتفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم فاليهود والنصارى لم يتخذوا الأحبار والرهبان أرباباً بمعنى الاعتقاد بألوهيتهم أو تقديم الشعائر التعبديه إليهم ومع هذا فقد حكم الله – سبحانه – عليهم بالشرك في هذه الآية وبالكفر في آية تالية في السياق لمجرد أنهم تلقوا منهم الشرائع فأطاعوها واتبعوها فهذا وحده – دون الاعتقاد والشعائر – يكفي لاعتبار من يفعله مشركاً بالله الشرك الذي يخرجه من عداد المؤمنين ويدخله في عداد الكافرين . " ا.هـ
قلت : وبالرجوع إلى تفسير النبي صلى الله عليه ,وآله وسلم للآية وإلى تفسير العلماء أتباع السلف الصالح الذين عرفوا شبهة الخوارج وأبطلوها نجد خلاف ما قرره سيد فقد جاء في سنن الترمذي :
عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي عُنُقِي صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ يَا عَدِيُّ اطْرَحْ عَنْكَ هَذَا الْوَثَنَ وَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فِي سُورَةِ بَرَاءَةٌ ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ) قَالَ أَمَا إِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْبُدُونَهُمْ وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا أَحَلُّوا لَهُمْ شَيْئًا اسْتَحَلُّوهُ وَإِذَا حَرَّمُوا عَلَيْهِمْ شَيْئًا حَرَّمُوهُ *
فلا بد إذاً - في هذه المسألة - من شرط الاستحلال ولا يحكم بالكفر المخرج من الملة بمجرد الطاعة كما قرر ذلك سيد ، حيث قال " فهذا وحده – دون الاعتقاد والشعائر – يكفي لاعتبار من يفعله مشركاً بالله الشرك الذي يخرجه من عداد المؤمنين ويدخله في عداد الكافرين " .}

ويقول المالكي - أيضا -{ : وقد فصلت في الأصل وفي رسالة مستقلة بعنوان " حقيقة الإخوان المسلمين " ، انحراف هذه الجماعة عن منهج أهل السنة والجماعة ولا بأس أن أذكر هنا بعض الشواهد على ذلك وفي مسألة واحدة هي من أهم مسائل الدين .
الجهل بالتوحيد عند قادة الإخوان المسلمين، وعدم الدعوة إليه كما دعا الأنبياء :
ولبيان هذا الأمر سوف أنقل كلاماً لرجل يعد أكثرهم معرفة بالتوحيد بل إنه من المنادين بتغيير خط سير الجماعة وبضرورة التربية على العقيدة ، (انظر كتاب لماذا أعدموني) .
هذا الرجل هو سيد قطب الذي يقول في كتابه المسمى بالظلال (3/1492 ) " فأما تلك الأصنام التي عُرف أنهم يعبدونها فما كان ذلك قط لاعتقادهم بألوهية لها كألوهية الله – سبحانه – ولقد صرح القرآن الكريم ! بحقيقة تصورهم الاعتقادي فيها وبسبب تقديمهم الشعائر لها في قوله تعالى { والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفاً } فهذا كان مبلغ تصورهم لها مجرد شفعاء عند الله ، وما كان شركهم الحقيقي من هذه الجهة !!! ولا كان إسلام من أسلم منهم متمثلاً في مجرد التخلي عن الاستشفاع بهذه الأصنام !! ، وإلا فإن الحنفاء الذين اعتزلوا عبادة الأصنام هذه وقدموا الشعائر لله وحده ما اعتبروا مسلمين !! ، إنما تمثل الإسلام في الاعتقاد والشعائر وإفراد الله سبحانه بالحاكمية – في أي زمان وفي أي مكان – هم مشركون لا يخرجهم من هذا الشرك أن يكون اعتقادهم أن لا إله إلا الله – مجرد اعتقاد – ولا أن يقدموا الشعائر لله وحده فإلى هنا يكونون كالحنفاء الذين لم يعتبرهم أحد مسلمين ، إنما يعتبر الناس مسلمين حين يتمون حلقات السلسلة أي حين يضمون إلى الاعتقاد والشعائر إفراد الله سبحانه بالحاكمية ، ورفضهم الاعتراف بشرعية حكم أو قانون أو وضع أو قيمة أو تقليد لم يصدر عن الله وحده وهذا وحده هو الإسلام لأنه وحده مدلول شهادة : أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، كما عرف هذا المدلول في الاعتقاد الإسلامي وفي الواقع الإسلامي سواء ، ثم أن يتجمع هؤلاء الذين يشهدون أن لا إله إلا الله على هذا النحو وبهذا المدلول في تجمع حركي بقيادة مسلمة وينسلخوا من التجمع الجاهلي وقيادته الجاهلية" أ.هـ
قلت : فمن الأحناف الذين لم يحكم سيد بإسلامهم في كلامه السابق ، زَيْد بْن عَمْرو بْن نُفَيْلٍ قال الحافظ " وَكَانَ مِمَّنْ طَلَبَ التَّوْحِيد وَخَلَعَ الْأَوْثَان وَجَانَبَ الشِّرْك , لَكِنَّهُ مَاتَ قَبْل الْمَبْعَث , وَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ النبي , وقَالَ : " وَلَقَدْ رَأَيْته فِي الْجَنَّة يَسْحَب ذُيُولًا " وفي حديث آخر ذكره الحافظ ، قَالَ : " غَفَرَ اللَّه لَهُ وَرَحِمه , فَإِنَّهُ مَاتَ عَلَى دِين إِبْرَاهِيم ".
فهذا هو سيد قطب الذي قيل فيه زوراً و بهتاناً إنه أحسن من تكلم عن معنى لا إله إلا الله وليس هذا مكان الكلام عن ابن قطب وما عنده من طامات فإن لذلك مكاناً آخر، لكن الذي يهمنا هنا أن نبين خطورة هذا الكلام وأنه بعينه حجة القبوريين في هذا الزمان الذين يبررون أعمالهم ، وأنها لا تبلغ بهم الشرك الأكبر بقولهم : إن المشركين الذين بعث إليهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا يعبدون الأصنام وأما الذين يدعون الأولياء ويطوفون بالقبور فهم لا يعبدون الأولياء وإنما يريدون شفاعتهم . والمشركون الأولون لم يحكم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكفرهم بسبب هذا الأمر كما قرر سيد قطب لكن القبوريين يجعلون السبب ، أنها أصنام وسيد يجعل السبب عدم التحاكم إلى شرع الله !.}

ويقو ل المالكي - ايضا - : { لذلك نجد أن ابن قطب ومن على شاكلته لا يأبهون بشرك القبوريين ،لأن حقيقة الشرك الأكبر عندهم في مسألة الحاكمية وليس في مسألة الشفاعة وهذا ضلال وأي ضلال ...}
أصل المقال من هنا : # http://www.aburayd.cjb.net/

فكري الدينوري
07-08-2005, 01:18 AM
للتذكير................

بن حمد الأثري
06-30-2008, 05:48 PM
للتذكير................

12d8c7a34f47c2e9d3==