المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة " الدرر الثمينة في محبة علماء المدينة "


كيف حالك ؟

الكاسر
11-13-2003, 05:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد ،،،

فهذه قصيدة كنت قد كتبتها قبل أعوامٍ لأحد إخواني من طلبة العلم بالمدينة النبوية ، ذكرت له فيها بعض مشاعري نحو مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومحبتي لعلماء السنة فيها ، وقد تخللتها بعض النصائح التي هي في الحقيقة موجهة إلى نفسي قبل أي شخص آخر ، رأيت أن أعرضها على إخواني من أهل السنة ، ونحن في أيام – كسابقتها من أيام – نسمع فيها الذم والطعن في علماء المدينة النبوية – كان الله لهم – لا لشيء إلا لقيامهم بنصرة مذهب السلف ، وأتمثل في هذا ببيت النابغة إذ يقول :

ولا عيبَ فيهم غير أن سيوفَهمْ ****** بهن فلولٌ من قراع الكتائبِ

فإليكم- أيها الإخوة - أهدي هذه الأبيات ، آملاً التجاوز عما فيها من تقصير في حق علمائنا ، والله المستعان ، وعليه التكلان :



طال الضياعُ فكيف لا أتذمَّرُ=والعمرُ يمضي والفراغُ يدمرُ

أبكي على نفسي وحُقَّ لِيَ البُكا = فمن الذي لكسور قلبيَ يجبرُ

كفَّ الملامَ فلستَ تعلم أنَّ لي = قلباً جريحاً بالأسى يتكدرُ

أين الذين أحبهم وأُلامُ في = حبي لهم وهمُ بنا لم يشعروا

هذا فؤادي ليس يهوى غيرهمْ = وكذاك عيني غيرهمْ لا تبصرُ

قالوا بأني فيهمُ غالٍ فقلـــــــــــ = ـــتُ : صدقتمُ إذ فضلهمْ لا يُنْكَـــرُ

قالوا : إذن فاكتمه لاتظهره إنَّ = الحبَّ يقوى إن كتمتَ ويكبرُ

فأجبتهم كلا ولستُ بكاتمٍ = حبي ومن ذا يستطيعُ ويقدرُ

ولئن كتمتُ الحبَّ بين جوانحي = فالعين تبديه وحتماً تظهرُ

يا راحلاً نحو المدينة قل لهم = إني لأبكي كلما أتذكرُ

قلبي يهيم صبابةً ومحبةً = وبذكر طيبة أدمعي تتحدرُ

دارٌ ثوى فيها النبيُّ وصحبُهُ = وبها قضوا فلها المقام الأكبرُ

أرضٌ إليها هاجروا من بعدما = رفضَ العقيدةَ من بغوا وتجبروا

ورجالها نصروا النبيَّ ودينَهُ = يا عِزَّ من يؤوي النبيَّ وينصرُ

دارٌ لها الإيمانُ يأرِزُ كيف لا = تعلو على البلدان مجداً تفخرُ

واقصدْ رعاك الله مسجدَها الذي = بالعلم والعلماء دوماً يزخرُ

واركعْ لربك ركعتين بروضةٍ = تسبي قلوبَ العابدين وتأسرُ

واسكبْ دموعك إن دمعة تائبٍ = تمحو الذنوبَ وللفؤادِ تطهرُ

وارفعْ يديك إلى السماء ولا تسلْ = أحداً سوى ربٍّ عظيمٍ يقدرُ

واحذرْ بأن تدعو الرسولَ لحاجةٍ = إنَّ الرسولَ لمثل هذا منـــــكِـــــرُ

وسل الذي أبوابُهُ مفتوحةٌ = يعطي الجزيلَ وللعسير ييسرُ

وإذا وقفت لكي تسلم فافعلنْ = فعلَ ابنَ فاروق ٍ فذلك يذكرُ

واقرَا السلامَ عليهمُ واحذر بأنْ = تجعله عيداً ذاك فعلٌ مُنـْكَرُ

وزر البقيعَ وسلمنَّ عليهمُ = إنَّ الزيارةَ للقبور تُذًكّرُ

وإذا لقيتَ الرافضيَّ فقلْ له = أبشرْ بنار الخلد فيها تُسَعَّرُ

أَتسبُّ أزواجَ النبي وصحبَهُ = تباً لمن يخفي النفاقَ ويضمرُ

قبحاً لوجهك ما أشدَّ سواده = في النار والقطران سوف يسجَّرُ

ما قد علمنا في اليهود ككفركم = بل كفركم من كل كفرٍ أكبرُ

بلغْ سلامي إن بلغت ربوعها = أهلَ الحديث فهمْ بدورٌ تزهرُ

أهلَ المدينة كم نُذَمُّ بحبكم= ولكم رأينا من حبيبٍ يهجرُ

من دون ذنبٍ قد جنيناه ولــــــــــ = ــــــــكنْ حبُّنا إياكمُ لا يُغفرُ

لكنْ لحبكمُ تهون شدائدٌ = حلت بنا ولأجلكمْ نتصبرُ

يا أهلَ طيبةَ من سواكم قادها= حرباً على حزبية تتسترُ

يا أهلَ طيبةَ من سواكم رافعٌ = صرحَ العقيدة شامخاً يتبخترُ

يا أهلَ طيبةَ من سواكم مسقطٌ = علمَ التصوفِ فهو هاوٍ يكسرُ

يا أهلَ طيبةَ كم خُذِلْتمْ فاصبروا= فالنصرُ نائلُهُ الذي هو يصبرُ

يا أهلَ طيبةَ أنتمُ أولى الخليـــــــــــ = ـــــقة بالنبيِّ ودينِهِ فاستبصروا

واستمسكوا بالسنة الغراءعضـــ = ــــوا بالنواجذ والزموها واصبروا

وخذوا العلومَ من الأكابر والزموا= أقدامهم فهمُ بحورٌ تزخرُ

وذروا الأصاغرَ إنهم سبب العمى = وبهم ضلال النشء بادٍ يظهرُ

هذا هو العَبَّادُ حبرُ زمانه = زينُ العباد به المدينة تفخرُ

وأمانهم أعني محمداً الذي = أخزى ذوي الأهواء حتى أدبروا

مازال يدعو للعقيدة جاهداً = ولمنهج السلف الأصيل يقررُ

أما الربيعُ ربيعُ طيبةَ فاسمعنْ = ماقاله الأعلام حقاً يسطرُ

قالوا لواءُ الجرح والتعديل يحـــــــ = ـــــملُهُ ربيعٌ ذاك حق ٌّيذكرُ

أما محدثُها وزهرةُ أهلـــهأ = حمادُ الانصاري بدرٌ مسفرُ

أكرِمْ به من نسلِ أنصار الرســـــ =ــــــــول لمثله ترنو العيون وتنظرُ

وكذلك العَلَمُ الذي في وجهه = نورٌ كنور البدر بل هو أنورُ

أعني عبيدَ الجابريَّ فإنه = في حرب مبتدعٍ حسامٌ مشهرُ

أما ابن سعدٍ فهو صالحٌُ الذي = بعداوة البدع القبيحة يجهرُ

آتاه ربي في الفؤاد بصيرةً = تغني عن العينين بل هي أبصرُ

كم من بصير العين أعمى قلبُهُ =في ظلمةٍ وضلالةٍ لا يبصر ُ

أما ابنُ نافعَ فالحٌ أكرِمْ به = ذاك المجاهدُ كم به نستبشرُ

كم قد تكلم في أناسٍ أظهروا = حبَّ العقيدة نعم ذاك المظهرُ

لكنهمْ أخفوا محبتهم لمن = هَدَمَ العقيدةَ للتحزب أضمروا

فأبان مكرهمُ وهتك سترهمْ = والله يكشف ستر من يتكبرُ

وبقية العلماء لست بمستطيــــــــــــــــ=ــــــــــــــعٍ ذكرهم في الشعر ذاك يُعَسَّرُ

اسمع أخي هذي النصيحة من أخٍ = يهواكمُ ولغيركمْ لا ينظرُ

أقبلْ على الرحمن والقرآن لا = تعرضْ فبالإعراض أنت ستخسرُ

واحفظْ كتابَ الله بالترتيل فــالـــــ=ــــــــمحرومُ من يتلوه لا يتدبرُ

واحفظْ أحاديثَ النبيِّ وصحبِهِ = فالحفظُ في زمن الشبابِ مُيَسَّرُ

وعليك بالآثار والزم أهلها= فالخيرُ كلُّ الخير عنهم يؤثرُ

واعلمْ بأنَّ المحدثاتِ كبيرَها= وصغيرَها شر عظيم يكبرُ

جانبْ ذوي الأهواء واحذرْ مكرهمْ= فسبيل أصحاب الهوى أن يمكروا

وتعلم النحوْ الذي تحلو به = وتسوء إن قصرت منك سيسخرُ

فجمالُ وجه المرء ليس بنافعٍ = إن كان يلحن في الكلام ويكسرُ

وجمالُ قول المرء ليس بنافعٍ = إن كان يكذب في الفعال ويغدرُ

واحفظْ لسانك لا تقل شراً به= كم من وجوه في جهنم تعفرُ

وسل الإلهَ بأن يثبتنا على الدّ = ين القويم ويسترنْ ما نسترُ

أولستُمُ تتنعمون بنعمةٍ = كبرى ومن يبغِ الزيادةَ يشكرُ

وذر الذنوبَ فللذنوبِ عقوبة = وفضائلُ الرحمن ربك أكثرُ

ومن العقوبة - سل إلهك دفعها- = أن ترحل النعماء عنك وتدبرُ

ومن العقوبة منع خير نازل = وحلول شر بالعذاب سينذرُ

واقبل سلامي مع ودادٍ صادقٍ = ولك النصيحة والدعا يا منذرُ

12d8c7a34f47c2e9d3==