المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإمام القصاب-رحمه الله تعالى- وردوده على المرجئة...


كيف حالك ؟

القصاب الجزائري
06-24-2005, 12:17 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله أحمده سبحانه على نعمه المتتالية وأصلي وأسلم على نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين.
و بعد: قال فضيلة الشيخ فالح بن نافع الحربي-حفظه الله تعالى- في شريطه الموسوم (الجواب المنيع على الإثارة والاستفزاز والتشنيع) :"آخر من قرأت له صاحب نكت القرآن القصاب- رحمه الله- وهو من أئمة أهل السنة في قضية من لا يكفر بالصلاة والزكاة عندما يرى كفر من يكفر بالصلاة والزكاة فيلزمه بأنه وافق المرجئة فتلك شكاة ظاهر عنك عارها ". انتهى كلامه حفظه الله.
فهذا دليل قاطع بأن القوم -السحابيين- جهال يهرفون بما لا يعرفون فقد كذبوا أن يكون القصاب رحمه الله تعالى إمام من أئمة أهل السنة وأن له كتاب( النافع) " نكت القرآن" والأمر الغريب أنه جهله شيخهم ربيع ومقلديه وعلمه الشيخ الناقد البصير وبحق فالح بن نافع الحربي جزاه الله عنا كل خير .
وهذا جزء من الكتاب النكت يرد فيه على المرجئة وهو رد كذلك على ربيع وزمرته.

القصاب الجزائري
06-25-2005, 04:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين أحمده تعالى على ما من به علينا من نعمة الإسلام والإيمان وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الغر المحجلين.
وبعد: إن الإمام محمد الكرجي القصاب رحمه الله أول ما بدأ في كتابه النكت - وهو كتاب جامع - بالرد على المرجئة ففي المجلد الأول صفحة (92) في معرض تفسيره للاية 08 يقول : - وقوله : "ومن الناس من يقول ءامنا بالله وباليوم الأ خر وما هم بمؤمنين" رد على المرجئة من جهتين :

إحدهما نفي الإيمان بالقول الذي لا يكون عندهم إلا به.
والأخرى : انهم يفرقون بين الإيمان واليقين ، فيزعمون أن اليقين خلاف للإيمان حتى إنهم ليتأولون قوله في سورة المدثر : "ويزداد الذين أمنوا إيمانا ".
أي : يزدا دون يقينا ، فررا من لزوم الحجة لهم في زيادة الإيمان .
وأرى الله تبارك وتعالى قد سمى الإيمان بالأخرة يقينا بقوله قبل هذه الاية : "والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالأخرة هم يوقنون" .
وعليهم فيها حجة ثالثة : من أن الإيمان ذوا أجزاء ، وهم لا يجعلونه إلا جزءا واحدا ، ولم يقع النكير عليهم في تسميتهم الإيمان بالأخرة إيمانا ، إذ هو لا محالة كذلك ، إنما نفاه عنهم حيث كانوا غير صادقين في قولهم. إنتهى كلامه رحمه الله

سمير الأثري
06-27-2005, 02:16 AM
جزاك الله خيرا

القصاب الجزائري
06-27-2005, 02:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين وكفى بالله شهيدا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا.
وبعد:

فهذا الرد الثاني من ردود إمامنا محمد بن علي –رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جنانه –من خلال سورة البقرة حيث قال رحمه الله:
الرد على المرجئة:

قوله:"وإذا قيل لهم ءامنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم", رد على المرجئة, إذ المتمسكون بدين موسى صلى الله عليه وسلم قبل إنزال الفرقان كانوا مستكملي الإيمان عندهم. وقد سماهم الله تبارك وتعالى بترك الإيمان بالقرآن و الاقتصار على الإيمان بالتوراة – كفارا.

وليس يخلو ما دعوا إليه من الإيمان بالقرآن, من أن يكون عند المرجئة مضافا إلى أصل الإيمان, أو معدودا في عداد الشرائع , فإن كان مضافا إلى أصل الإيمان فهو نقض لقولهم فيما أنكروه من تجزية و نفي الزيادة فيه.

وإن كان سلوكا به سبل الشرائع فهم لا يسمون شيئا من الشرائع إيمانا وقد سماه الله تعالى في هذه الآية إيمانا, ولا يسمون تارك شريعة كافرا, وقد سمى الله من لا يؤمن بالقرآن في هذه الآية كافرا. انتهى كلامه رحمه الله تعالى.

سمير الأثري
06-27-2005, 02:36 AM
بارك الله فيك

القصاب الجزائري
06-29-2005, 06:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلقنا لعبادته, وفرض علينا توحيده وطاعته، وأرسل إلينا محمدا صلى الله عليه وسلم فبلغ الأمة دين الله تعالى وشريعته، نحمده سبحانه ونشكره على توفيقه وهدايته، وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك لهفي ملكه ولا في عبادته، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، والله أعلم حيث يجعل رسالته، صلى الله عليه وسلم وعلى جميع آله وصحابته، أما بعد:

إن الإمام القصاب في كتابه النكت لم يتوانى ولو مرة واحدة في الرد على المرجئة من خلال سورة البقرة حيث أنه رحمه الله تعالى ما من آية فيها ذكر الإيمان إلا ود عليهم -رحمه الله- فهذا هو الرد الثالث من خلال سورة البقرة حيث قال رحمه الله تعالى وذلك في الصفحة 155 من الجلد الأول :

حجة خانقة على المرجئة :
قوله تعالى :"ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب" إلى قوله :"أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون" حجة خانقة للمرجئة جدا؛ لأنه -جل وتعالى- لم يثبت لهم الصدق إلا بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وغيرهما من الأعمال التي ذكرها معهما، وهم لايخالفون أن من لم يكن صادقا كان إيمانه غير ثابت له.

القصاب الجزائري
06-30-2005, 07:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد: إن الإمام محمد الكرجي المجاهد- رحمه الله تعالى وأدخله الجنة بمنه وكرمه - رد على المرجئة ردودا مفحمة منها ما يأتي ذكره.
قال رحمه الله:
قوله:"والذين ءامنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين ءاووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا"؛ رد على المرجئة:فيما أضاف الهجرة والجهاد والنصرة والإيواء إلى الإيمان، وقد شهد لقوم في أول السورة بحقيقه، ولم يذكر هذه الشرائط، وذكر لأولئك شرائط لم يذكرها لهؤلاء، فدل على أن الإيمان ذو أجزاء، وأن كل خير يفعله المؤمن متقربا به إلى الله، فهو من الإيمان فرضا كان أو تطوعا، لأن الجهاد والنصرة والإيواء قد يكون نافلة في بعض الأوقات إذا لم يكن المنصور والمؤوى مضطهدا.
والجهاد إذا قامت به طائفة فهو للباقين فضيلة لا فريضة.
فإن قال قائل: فالنصرة والإيواء في هذا الموضع مقصود به رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكانا فيه، صلى الله عليه وسلم، فرضين- بقي عليه الجهاد الذي لايتهيأ له فيه شيئ من أن الخارج فيه بعد الكفاية متطوع بخروجه.
وفيه دليل: على أن اسم الإيمان شامل المؤمن بقليل الإيمان و كثيره، وأن مستحقه بكلمة الإخلاص قبل أن تفرض الفرائض لم يستكمل أقاصي درجاته وأنه إنما سمي مؤمنا في ذلك الوقت؛ لأنه لم يكن مخاطبا بغيرها، فلما أتى بما خوطب به سمي ائتماره ذلك إيمانا؛ لأن الله -تبارك وتعالى- أفرد قول تلك الكلمة وحدها بالإيمان ومنعه من غيرها، فكل مؤتمر لأمر من أمر الله فائتماره إيمان كما كان ائتمار قائلي كلمة الإخلاص إيمانا.
ولاأحسب المرجئة المساكين أوتوا إلا من قلة بصرهم باللغة، حيث قدروا أن شيئا بعينه إذا سمي باسم لم يجز أن يسمى به غيره، أو أن الإسم لا يقع على المسمى إلا بعد كمال ذلك الشيئ الذي سمي به فيه، وأغفلوا أن الله -جل وعلا- سمى نفسه عليما وحكيما، وهو عليم بكل شيئ حكيم في جميع صنعه، ثم أجاز أن يسمى غيره عليما وحكيما، ولم يستكملوا ما استكمله -جل وتعالى- ولم يجز أن يستكملوه وقد استحقوا الإسم ببعضه، ويسمى الإنسان حسنا وقبيحا وطويلا وقصيرا ببعض أجزاء الحسن والقبح والطول والقصر وأشباه ذلك، ثم يكون في الناس من هو فوقه في ذلك، والإسم واحد وإن اختلفت درجاته وتفاضل بعض فيه على بعض.
وكذلك المؤمن في بعض درجات إيمانه؛ لأن الذي يقع عليه الإيمان هو الإئتمار وهو واحد في شيئ كان أو شيئين، كما أن الحسن واحد، وإن كان في الوجه والعينين والشفتين وأشباه ذلك. إنتهى كلامه غفر الله له.
الله الله في هذا الرد القوي ؛ اللهم اجعل هذا في ميزان حسناته ، اللهم اجزه عنا خير الجزاء آمين.

القصاب الجزائري
07-02-2005, 07:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين وعليه أتوكل وإليه ألجأ، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فمعذرة إخواني الأثريين على الخطأ الذي وقعت فيه عن غير قصد وهو تسبيق الرد الماضي على هذا الرد، فإني أستغفر الله وأتوب إليه وأعتذر لكم، وما توفيقي إلا بالله.
قال الإمام القصاب رحمه الله تعالى:
تفسير سورة الأنفال:
رد على المرجئة:
قوله عز وجل:(( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم ءاياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون* الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون* أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم)) رد على المرجئة من وجوه:

أحدها: أنه ذكر عامة الأعمال الصالحة الظاهرة والباطنة وجعلها من الإيمان، وذلك أنه ذكر قبل(( إنما المؤمنون )) التقوى وإصلاح ذات البين، ثم نسق في هذه الآية عملا بعد عمل وذكر فيها التوكل وهو: باطن.

والثاني: أنه ذكر زيادة الإيمان بتلاوة الآيات عليهم وهم ينكرونه.

والثالث: أنه لم يثبت لهم حقيقة الإيمان إلا باجتماع خصال الخير من الأعمال الظاهرة والباطنة وهم يثبتون حقيقه بالقول وحده.

والرابع: أنه -جل وتعالى- قال بعد ذلك:(( لهم درجات)) وقد أثبت لهم الإيمان بشرائطه وحقيقته، وهم لايجعلون للمؤمن إلا درجة واحدة، ولا يجعلون للإيمان أجزاء.
فكيف يستقيم أن يسمى المرء بالإقرار وحده مستكمل الإيمان وقد سمى الله -جل جلاله- كل ما حوته الآية إيمانا ؟
فإن قيل: فما لك تنكر على القوم أن يشهدوا لأنفسهم بحقيقة الإيمان وقد شهد الله لهم في هذه الآية ؟
قيل: لم أنكر حقيقة الإيمان وإمكانه في كثير من الخلق ؟ وكيف أنكر شيئا أكمله الله لملائكته وأنبيائه وشهد لأهل هذه الآية به؟ إنما أنكرت عليهم ما أنكرت من جهتين:

إحداهما: أن الله شهد بحقيقه لأهل هذه الآية بخصال كثيرة وهم يشهدون لأنفسهم بخصلة واحدة.أيجوز أن أشهد على مقر بكلمة الإخلاص مصدق بها، ذكر عنده ربه فلم يوجل قلبه، أو فرط في الصلاة، ولم يؤت الزكاة بحقيقة الإيمان ؟ والله -جل وعلا- لم يشهد له به، فأساوي بينه وبين من كل ذلك كائن فيه.
أم كيف يجوز أن يكون إيمان هذين يستوي من غير أن يكون أحدهما زائدا على صاحبه فيه ؟ وكيف ينكر الزيادة والنقصان في شيئ، ولا محالة كل زائد على شيئ فالآخر أنقص منه.
فإن كانوا يزعمون إيمانهما في كلمة الإخلاص قولا واحدا فنحن لانأباه.
وإن زعموا أن اسم الإيمان لايقع على غيرهما، فنحن لانخالف كتاب ربنا.
وقد حوت هذه الآية وغيرها -مما سنأتي عليها في مواضعها على نسق السور إن شاء الله- ما حوت من العمل المسمى بالإيمان.
والأخرى: أن تحت الحقيقة معنيين، فإن كانوا يقولون: إنهم حقا مؤمنون بخصال بأعيانها فيهم في وقت القول عند
أنفسهم، فنحن لاننكره، وإن قالوا: إنهم حقا مؤمنون لا يأمنون مكر الله -جل جلاله- في السلب، ولا يحذرون القطع بهم عند الخاتمة؛ فهذا هو المنكر الذي لانواطئهم عليه ولا نسلمه لهم لتكذيب الخبر والمشاهدة معا له. انتهى كلامه رحمه الله .

اللهم إنا نعوذ بك من الإرجاء والمرجئة آمين.

القصاب الجزائري
07-07-2005, 10:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده، وبعد:
لقدرد الإمام محمد الكرجي المجاهد -رحمه الله تعالى- على المرجئة ردودا قوية لم يتسامح معهم ولا مرة دفاعا عن هذا الدين،ولقد أوردت الرد الأول له ردا على مرجئة سحاب الذين اتهمو الشيخ فالحا بالكذب زورا وبهتانا، فعجلت به وهو في الواقع هذا هو موضعه، فمن أراد الإطلاع عليه فليرجع له، ولكي لانعيد فهاهو الرد الثاني من سورة التوبة فإليكموه:

المرجئة:
قوله:((وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا، فأما الذين ءامنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون)).
حجة على المرجئة فيما ينكرونه من زيادة الإيمان ونقصه، وهذا نص القرآن ينطق بزيادته كما ترى.

سورة يونس:
ذكر الإيمان والإسلام:
قوله:((وقال موسى يا قوم إن كنتم ءامنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين)).
حجة لمن يقول: الإيمان والإسلام وإن فرق بهما إسم فجماعهما واحد.
وفيه دليل على أن التوكل من الإيمان، وهو رد على المرجئة. انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
أسأل الله العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم كما أسأله سبحانه أن يوفقنا لخدمة السنة آمين.

القصاب الجزائري
07-11-2005, 05:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقبن والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه أجمعين، وبعد:
قال الإمام محمد بن علي الكرجي المجاهد –رحمه الله تعالى وأجزل له المثوبة- من خلال رده على المرجئة من سورة مريم:
ذكر زيادة الإيمان:
((ويزيد الله الذين اهتدوا هدى)).
حجة على المرجئة في زيادة الإيمان.
وقال رحمه الله تعالى:
سورة المؤمنون:
المرجئة:
وقوله تعالى((قد أفلح المؤمنون؛ الذين هم في صلاتهم خاشعون)) إلى قوله((أولئك هم الوارثون)).
حجة غلى المرجئة واضحة، ألا تراه كيف نعت المؤمنين بنعوت العمل ولم يجعلهم وارثي جنته وفردوسه إلا بها. فكيف يكون مستكمل الإيمان من عري من هذه النعوت المذكورة في وصف المؤمنين.
وقال الإمام أيضا-غفر الله له-في سورة النور:
المرجئة:
وقوله:((إنما المؤمنون الذين ءامنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستئذنوه، إن الذين يستئذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله)).
حجة على المرجئة فيما يزعمون أن الأعمال ليست من الإيمان، وقد جعل الله –جل وتعالى- استئذان الرسول من الإيمان؛ إذ جعله في صفة الإيمان، ولم يشهد لهم به إلا معه. انتهى كلامه رحمه الله .

القصاب الجزائري
07-13-2005, 06:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
يقول الإمام محمد بن علي -رحمه الله تعالى- في معرض تفسيره لسورة السجدة :
ذكر السجود:
وقوله تعالى:((إنما يؤمن بئاياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجّدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لايستكبرون)).
دليل على أشياء:
منها: أن السجود من الإيمان، وهو رد على المرجئة؛ إذ في قوله:((إنما يؤمن بئاياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجّدا)) دليل على أنهم لو لم يخروا سجدا لم يكونوا مؤمنين، وهذا إذا امتنعوا من سجدة فرض أو تطوع استكبارا. فإذا رأوها حقا وهي تطوع فتركوها كسلا، أو علما بأنها غير مفروضة لم يأخذوا ثواب الساجدين، ولم يكونوا حرجين.
وعلى كل حال جاءوا بها فهي من الإيمان، فإن كانت فرضا كانت جزءا من أجزاء فرضه، وإن كانت تطوعا فهي من أجزاء نوافله.
ألا ترى أن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من كان يقول:(تعالوا نؤمن ساعة) يقولها في المسجد.
فرأى قعوده فيه إيمانا، وليس القعود فيه مفروضا، فهو من الإيمان الذي يكون تطوعا.

وقال أيضا رحمه الله في سورة الأحزاب:
قوله:((ولما رءا المؤمنون الأحزاب)) إلى قوله:((وما زادهم إلا إيمانا وتسليما)).
حجة على المرجئة في زيادة الإيمان.

وقال أيضا غفر الله له في سورة الملائكة:
ذكر أن الله في السماء على العرش:
قوله:((إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه)).
حجة قاطعة لكل لبسة على من يزعم أن الله بنفسه في الأرض.
فكيف يصعد إليه -ويحهم- العمل الصالح وهو مع عامله بزعمهم في الأرض؟
بل هو في السماء على العرش بلا مرية ولا شك، وعلمه بكل مكان لا يخلوا من علمه مكان.
وهذه الآية مع ما فيها من الحجة على هؤلاء حجة على المرجئة فيما يعرون الإيمان من العمل الصالح، وهذا القول نفسه لا يرفعه إلا العمل الصالح كما ترى، فكيف لايكون من الإيمان؟ والقول الذي هو عندهم كمال الإيمان لا يرفعه إلا العمل. انتهى كلامه رحمه الله تعالى.

القصاب الجزائري
07-16-2005, 08:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علىرسول الله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين إلى يوم الدين، أما بعد:
قال الإمام القصاب- رحمه الله تعالى وغفر له- في كتابه الماتع نكت القرآن وبالضبط في تفسيره لسورة محمد:
المرجئة:
قوله تعالى:((والذين اهتدوا زادهم هدى وءاتاهم تقواهم))، حجة عليهم-على المعتزلة والقدرية- في إعطاء التقوى، وعلى المرجئة في زيادة الهدى.
وقال غفرالله له في سورة الفتح:
ذكر المرجئة:
قوله-تعالى-:((هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم))، حجة على المرجئة واضحة.
وقال أيضا في نفس السورة:
ذكر الإستثناء في الإيمان:
وقوله:((لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله ءامنين محلقين رءوسكم ومقصرين))، حجة لمن يستثنى في الإيمان، ولا يكون شكا منه. وقد سبقنا إلى هذا غير واحد من أهل العلم.
وقال الإمام محمد غفر الله له في سورة الحجرات:
ذكر الإيمان:
قوله تعالى:((ولكن قولوا أسلمنا))، ليس بخلاف لما قلنا: في سورة البقرة، وجمعنا بين الإيمان و الإسلام، إذ ليس بين الأمة خلاف أن أحدا لايثبت له إسلام منفرد، يكون به من أهل الدين، ويمتاز به عن الكفر دون الإيمان، والله جل وتعالى يقول نصا:((ولما يدخل الإيمان في قلوبكم)) فدل على أنهم استتروا بما حقنوا به دماءهم، وأموالهم، ولم يكونوا مؤمنين، ولا نفعهم ذلك يوم الدين.
ذكر المرجئة والجهاد:
قوله تعالى:((إنما المؤمنون الذين ءامنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون))، حجة على المرجئة واضحة، إذ هم مقرون بأن من لم يكن له صدق الإيمان فليس بمؤمن، وقد جعل الله الجهاد من صدق الإيمان كما ترى.
فإن قيل: فكيف يكون من لم يجاهد صادقا في إيمانه، إن كان الجهاد جزءا من أجزائه؟
قيل: قال الله تبارك تعالى:((لا يكلف الله إلا ما ءاتاها)) و((إلا وسعها))، فمن لم يطق الجهاد بالنفس، والمال، وآمن به، ورآه حقا وأحبه فهو من أهله، وليس عليه غيره، والجهاد- مع ذلك فرض على الكفاية، والإيمان يزيد وينقص، فمن جاهد بنفسه، وماله كان أفضل درجة ، وأزيد إيمانا ممن قعد عنه بالعذر والرخصة، فكلاهما مؤمن، وبعضهما أزيد فيه من بعض، وكل بمقدار جزئه صادق فيه، قال الله تبارك وتعالى:((فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى))، وهذا بعدما عذر أولي الضرر- في أول الآية- فقال:((لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله)).
وقال رحمه الله تعالى في سورة والذاريات:
ذكر الإيمان:
وقوله:((فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين؛ فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين))، دليل على أن الإيمان، والإسلام وإن فرق بهما إسما فهو يجمعهما معنى وفيه رد على المرجئة.
وقال أيضا رحمه الله وغفر له في سورة الحديد:
المرجئة:
وقوله تعالى:((ألم يإن للذين ءامنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق))، رد على المرجئة إذ المخاطبون الموبخون بهذا قد كان لهم- لامحالة- حظ في الخشوع قبل استبطائهم وتقريعهم؛ إذ لو لم يكن لهم حظ فيه ؛وإن قل؛ ما كانوا مؤمنين، فهل ما التمس منهم إلا زيادة في خشوعهم، الذي بقليله استحقوا اسم الإيمان قبل أن يطالبوا بكثيره.
إنتهى كلامه رحمه الله تعالى وغفر له من كتابه الماتع نكت القرآن وهذا آخر ما وجدت له فيما يخص الرد على المرجئة،وله ردود رحمه الله على بعض الفرق الأخرى يسر الله لي نشرها ، وأخيرا أسأل الله العظيم أن يرحم الإمام القصاب ويغفر له وأن يجعل كل ما عمله في ميزان حسناته آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

فكري الدينوري
01-16-2006, 09:41 PM
جزكم الله خيرا

12d8c7a34f47c2e9d3==