المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فاروق الغيثي و عدم تفريقه بين الخوارج المارقة و البغاة المتأولين


كيف حالك ؟

المفرق
06-20-2005, 04:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد أكرم رسله وأمينه على وحيه، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
قيل لعبد الرحمن بن مهدي : (( إن فلاناً صنف كتابا يرد على المبتدعة ، قال: بأي شيء ؟ بالكتاب و السنة ؟ ، قال : لا ، لكن بعلم المعقول و النظر فقال : أخطأ السنة و رد بدعة ببدعة )). (( صون المنطق و الكلام للسيوطي /131)).

و سئل فضيلة الشيخ فالح بن نافع الحربي – حفظه الله – فقيل له:
( ما هي نصيحتكم لطالب العلم الذي يبحث في مثل هذه المسائل ويكتب فيها بحوث دون الرجوع إلى العلماء ليقرأوا ما كتب ؟
فأجاب :
لابد أن يرجع للعلماء , وإلا فلا يكتب , كان علماؤنا كان الشيخ ناصر الدين الألباني علماء كبار ينهوننا أن نكتب يقولون إذا أردتم أن تكتبوا بحوثاً فاحتفظوا بها , وإيّاكم أن ونشرها , وأما أن يأتي وينشر ويستقل بأفكاره , حتى لو كان يعرف , لربما في بعض الحالات يعطي خصمه السلاح الذي يوجهه إلى صدره بل إلى المنهج الحق, وإلى الدين الحق مع الأسف وهذا أصعب وهذا أخطر , فينبغي أن ننتبه على ديننا من الفساد وعلى أمتنا من هذا الفساد وأن لا نسبب الفتنة فيها , فانتبهوا لهذا الأمر , هذا أمر خطير , هذا تفلّت في الحقيقة ويظنون هؤلاء أن الدين مُنتقى منكل أحد بل ربما تعلم من بعض الضالين ومن بعض الجهلة , وانه يقول أن لا أخذ إلا بما أقتنع به , نحن رجالً وهم رجال , وأنا لا أقل إلا الدليل وهو لا يدري أين رأسه من قدمه مع الأسف ).

وقفت على زلة شنيعة وخطيرة لفاروق الغيثي في رده على - المرجئ مؤسس قواعد المميعة - إبراهيم بن عامر الرحيلي المعنون بـ ( المغيرات الأصولية الأثرية على قواعد الدكتور إبراهيم الرحيلي الحزبية :الجزء الأول ) في فصل : (الدكتور الرحيلي يعتبر الخوارج إخوانه ولا يتهمهم مع اعترافه أنهم يكفرون علماء السنة) وجب بيانها نصيحةً: "لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم"، قال فاروق: - بعد ما نقل أقوال الطبري و الحافظ - رحمهم الله - في موقف الصحابة – رضي الله عنهم – من الخوارج - : (ولكن وصل الخزي والعار والهزيمة النفسية والعقدية بالدكتور الرحيلي إلى أن يعتبر الخوارج المارقين وكلاب النار وشر قتلى تحت أديم السماء والملعونين على لسان الصحابة وقتلة أمير المؤمنين عثمان وعلي وقتلة الأبرياء من النساء والشيوخ والأطفال في كل عصر و مصر)
قلت : قتلة عثمان – رضي الله عنهم – بغاة و ليسوا خوارج مارقة كما تزعم و قد يطلق عليهم أنهم خوارج لغة ، لا إصطلاحا بمفهومه الشرعي بحيث ينطبق عليهم كل الأحاديث النبوية التي جاءت فيهم و خلط و خبط الغيثي و أيضا ربيع المدخلي و أتباعه في هذه المسألة الخطيرة لعدم إدراكهم الفروق الجلية بين البغاة و الخوارج المارقة وقد بين هذه المسألة في عصرنا الحاضر أحسن بيان و فصل و بين خلط وخبط وتلبيس هؤلاء فضيلة الشيخ فالح بن نافع الحربي - جزاه الله خيرا - في محاضرته القيمة ( - البينات الفارقة في قتال البغاة والخوارج المارقة) - فليرجع إليها فاروق الذي يتمسح بالشيخ و يدعي زورا و بهتانا أنه على منهجه و عقيدته و يوهم للناس أنه هو و الشيخ سواء في العلم و أنه دقيق في ((مسائل المنهج)):

أرأيت أن السيف ينقص قدره إذا قيل*** أن السيف أمضى من العصا

فهلا إستفدت يا غيثي مما يقرره الشيخ في أشرطته و كتبه؟؟ أم أنها الإستقلالية بالرأي و حب الظهور الذي يقصم الظهور و هي من أبرز سماتك ؟؟- و بين شيخ الإسلام بن تيمية هذا في فتاويه و في كتابه العظيم ( منهاج السنة النبوية...) في عدة مواطن وأن قتلة عثمان – رضي الله عنه - بغاة ننقل بعض منها:

قال شيخ الإسلام بن تيمية - رحمه الله - في الجزء الأول (306):
وكان المسلمون على ما بعث الله به رسوله من الهدى ودين الحق الموافق لصحيح المنقول وصريح المعقول فلما قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه ووقعت الفتنة فاقتتل المسلمون بصفين مرقت المارقة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم تمرق مارقة على حين فرقة من المسلمين يقتلهم أولي الطائفتين بالحق وكان مروقها لما حكم الحكمان وافترق الناس على غير اتفاق
وحدثت أيضا بدعة التشيع كالغلاة المدعين لإلاهية علي والمدعين النص على علي رضي الله عنه السابين لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فعاقب أمير المؤمنين علي رضي الله عنه الطائفتين قاتل المارقين وأمر بإحراق أولئك الذين ادعوا فيه الإلاهية فإنه خرج ذات يوم فسجدوا له فقال لهم ما هذا فقالوا أنت هو قال من أنا قالوا أنت الله الذي لا إله إلا هو...)


وقال - رحمه الله - في الجزء السادس (296/297):
(فالجواب أما قوله وخالفه المسلمون كلهم حتى قتل ،فإن أراد أنهم خالفوه خلافا يبيح قتله أو أنهم كلهم أمروا بقتله ورضوا بقتله وأعانوا على قتله فهذا مما يعلم كل أحد أنه من أظهر الكذب فإنه لم يقتله إلا طائفة قليلة باغية ظالمة قال ابن الزبير لعنت قتلة عثمان خرجوا عليه كاللصوص من وراء القرية فقتلهم الله كل قتلة ونجا من نجا منهم تحت بطون الكواكب يعني هربوا ليلا وأكثر المسلمين كانوا غائبين وأكثر أهل المدينة الحاضرين لم يكونوا يعلمون أنهم يريدون قتله حتى قتلوه وإن أراد أن كل المسلمين خالفوه في كل ما فعله أو في كل ما أنكر عليه فهذا أيضا كذب فما من شىء أنكر عليه إلا وقد وافقه عليه
كثير من المسلمين بل من علمائهم الذين لا يتهمون بمداهنة والذين وافقوا عثمان على ما أنكر عليه أكثر وأفضل عند المسلمين من الذين وافقوا عليا على ما أنكر عليه إما في كل الأمور وإما في غالبها وبعض المسلمين أنكر عليه بعض الأمور وكثير من ذلك يكون الصواب فيه مع عثمان وبعضه يكون فيه مجتهدا ومنه ما يكون المخالف له مجتهدا إما مصيبا وإما مخطئا
وأما الساعون في قتله فكلهم مخطئون بل ظالمون باغون معتدون وإن قدر أن فيهم من قد يغفر الله له فهذا لا يمنع كون عثمان قتل مظلوما ).

وقال أيضا - رحمه الله - في نفس الجزء السابق (248) :
(وأما قوله وولى مروان أمره وألقى إليه مقاليد أموره ودفع إليه خاتمه وحدث من ذلك قتل عثمان وحدث من الفتنة بين الأمة ما حدث ،فالجواب أن قتل عثمان والفتنة لم يكن سببها مروان وحده بل اجتمعت أمور متعددة من جملتها أمور تنكر من مروان وعثمان رضي الله عنه كان قد كبر وكانوا يفعلون أشياء لا يعلمونه بها فلم يكن آمرا لهم بالأمور التي أنكرتموها عليه بل كان يأمر بإبعادهم وعزلهم فتارة يفعل ذلك وتارة لا يفعل ذلك وقد تقدم الجواب العام ولما قدم المفسدون الذين أرادوا قتل عثمان وشكوا أمورا أزالها كلها عثمان حتى أنه أجابهم إلى عزل من يريدون عزله وإلى أن مفاتيح بيت المال تعطى لمن يرتضونه وأنه لا يعطي أحدا من المال إلا بمشورة الصحابة ورضاهم ولم يبق لهم طلب ...) .

وقال - رحمه الله - في الجزء الثامن (314):

(ثم إن واحدا من هؤلاء قتله قتل مستحل لقتله متقرب إلى الله بقتله معتقدا فيه أقبح مما اعتقده قتله عثمان فيه فإن الذين خرجوا على عثمان لم يكونوا مظهرين لكفره وإنما كانوا يدعون الظلم وأما الخوارج فكانوا يجهرون بكفر علي وهم أكثر من السرية التي قدمت المدينة لحصار عثمان حتى قتل فإن كان هذا حجة في القدح في عثمان كان ذلك حجة في القدح في علي بطريق الأولى والتحقيق أن كليهما حجة باطلة لكن القادح في عثمان بمن قتله أدحض حجة من القادح في علي بمن قاتله فإن المخالفين لعلي المقاتلين له كانوا أضعاف المقاتلين لعثمان بل الذين قاتلوا عليا كانوا أفضل باتفاق المسلمين من الذين حاصروا عثمان وقتلوه وكان في المقاتلين لعلي أهل زهد وعبادة ولم يكن قتله عثمان لا في الديانة ولا في إظهار تكفيره مثلهم ومع هذا فعلى خليفة راشد والذين استحلوا دمه ظالمون معتدون فعثمان أولى بذلك من علي الثالث أن يقال قد علم بالتواتر أن المسلمين كلهم اتفقوا على مبايعة عثمان لم يتخلف عن بيعته أحد مع أن بيعة الصديق تخلف عنها سعد بن عبادة ومات ولم يبايعه ولا بايع عمر ومات في خلافة ) .

وقال أيضا -رحمه الله- في نفس الجزء السابق (234) :

(...ولهذا كانت خلافة عثمان هادية مهدية ساكنة والأمة فيها متفقة وكانت ست سنين لا ينكر الناس عليه شيئا ثم أنكروا أشياء في الست الباقية وهي دون ما أنكروه على علي من حين تولى والذين خرجوا على عثمان طائفة من أوباش الناس فقصده..)

و بين هذا سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - في مجموع فتاويه الجزء السادس حيث قال :
(وتقع أيضا على المصائب والعقوبات كما قال تعالى : وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً يعني : بل تعم .
جاء عن الزبير بن العوام رضي الله عنه وجماعة من السلف في هذه الفتنة أنهم قالوا : ما كنا نظن أنها فينا حتى وقعت وكانت بسبب مقتل عثمان رضي الله عنه فإن قوما جهلة وظلمة وفيهم من هو متأول خفي عليه الحق واشتبهت عليه الأمور فتابعهم حتى قتلوا عثمان رضي الله عنه بالشبه الباطلة والتأويلات الفاسدة ثم عمت هذه الفتنة وعظمت وأصابت قوما ليس لهم بها صلة وليسوا في زمرة الظالمين وجرى بسببها ما جرى بين علي رضي الله عنه ومعاوية رضي الله عنه وما حصل يوم الجمل ويوم صفين كلها بأسباب الفتنة التي وقعت بسبب ما فعله جماعة من الظلمة بعثمان رضي الله عنه ...) إلخ.


وقال - رحمه الله - مبينا متى خرجت الخوارج ومن قاتلها / (المصدر مجموع فتاويه الجزء السادس) :

(ولما وقعت الفتنة في عهد الصحابة رضي الله عنهم اشتبهت على بعض الناس وتأخر عن المشاركة فيها بعض الصحابة من أجل أحاديث الفتن كسعد ابن أبي وقاص ومحمد بن مسلمة وجماعة رضي الله عنهم ولكن فقهاء الصحابة الذين كان لهم من العلم ما هو أكمل قاتلوا مع علي . لأنه أولى الطائفتين بالحق وناصروه ضد الخوارج وضد البغاة الذين هم من أهل الشام لما عرفوا الحق وأن عليا مظلوم وأن الواجب أن ينصر وأنه هو الإمام الذي يجب أن يتبع وأن معاوية ومن معه بغوا عليه بشبهة قتل عثمان .

والله جل وعلا يقول في كتابه العظيم : وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي ما قال فاعتزلوا قال : فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ فإذا عرف الظالم وجب أن يساعد المظلوم لقوله سبحانه : فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ والباغون في عهد الصحابة معاوية وأصحابه والمعتدلة علي وأصحابه فبهذا نصرهم أعيان الصحابة نصروا عليا وصاروا معه كما هو معلوم .

وقال في هذا المعنى صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح في قصة الخوارج : تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين تقتلهم أولى الطائفتين بالحق فقتلهم علي وأصحابه وهم أولى الطائفتين بالحق . وقال صلى الله عليه وسلم في حديث عمار : تقتل عمارا الفئة الباغية فقتله معاوية وأصحابه في وقعة صفين . فمعاوية وأصحابه بغاة لكن مجتهدون ظنوا أنهم مصيبون في المطالبة بدم عثمان كما ظن طلحة والزبير يوم الجمل ومعهم عائشة رضي الله عنها لكن لم يصيبوا فلهم أجر الاجتهاد وفاتهم أجر الصواب .

وعلي له أجر الاجتهاد وأجر الصواب جميعا وهذه هي القاعدة الشرعية في حق المجتهدين من أهل العلم أن من اجتهد في طلب الحق ونظر في أدلته من قاض أو مصلح أو محارب فله أجران إن أصاب الحق وأجر واحد إن أخطأ الحق أجر الاجتهاد كما قال صلى الله عليه وسلم : إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد وأخطأ فله أجر متفق على صحته) إهـ.

وسئل سماحة المفتي عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله - فقيل له :
(السائل:شيخ سؤال كذلك يا شيخ شيخ هل الإستدلال بالتنازل عن الأصول قالوا أن قتلة عثمان كانوا في جيش علي وكبار الصحابة لم يتكلم في علي هل هذا من التنازل عن الأصول ؟
الشيخ : لالالا قتلة عثمان كلهم مخطئون وضالون نسأل الله العافية
السائل :شيخ هل يصح أن يقال أنهم خوارج شيخ ؟
الشيخ : نعم خوارج وكلهم ضالون مخطئون نسأل الله العافية حياك الله
السائل : شيخ خوارج بغاة شيخ ؟
الشيخ : نعم بغاة وضالون نسأل الله العافية حياك الله). ( مكالمة هاتفية منشورة في شبكة الأثري)


وقال الغيثي أيضا في موضع آخر من رد ه على الرحيلي : ( وهو يتحدث عن الخوارج : " نحن واللـه لا نتهم إخواننا الآن ممن نحن لا نخرجهم من الإسلام كثير منهم – حتى يصدر منهم الكفر – مع أنهم قد يكفروننا ويكفرون ويتهمون العلماء "( شريط الملل والنحل (2) )......نعم ورد أثر لعلي رضي الله عنه أنه لما سئل هل الخوارج كفار ؟ فأجاب بأنهم إخواننا بغوا علينا . و هذا الأثر قصد به علي رضي الله عنه الرد على من توهم أن قتال الصحابة لهم كان بسبب ردتهم ، لا بسبب ضلالتهم ....إلخ).
قلت : لفظ '' إخواننا '' الذي جاء في الأثر قاله علي – رضي الله عنه – في أهل الجمل وصفين و ليس في الخوارج المارقة خلافا لما زعمته يا فاروق وكما بينت سابقا أن هذا الخلط و الخبط راجع لعدم تفريقكم بين البغاة حاشا الصحابة - رضي الله عنهم - و الخوارج المارقة و صدق عليك قول الإمام عبد الرحمن بن مهدي : ( إنه رد بدعة ببدعة) و قد أعطيت بهذا الصنيع سلاحا لعدوك و للتدليل على كلامي السابق أنقل لكم بالنص رد لأحد طلبة العلم – جزاه الله خيرا –على علي الحلبي في هذه المسألة و قد أجاد و أفاد:
( بسم الله الرحمن الرحيم

ألقى الشيخ علي الحلبي درسا يوم الجمعة الموافق 9/ 1/2004 في مخيم البقعة واثناء الاسئلة استفسر طالب علم عن قول الشيخ لفرقة التبليغ ( اخواننا ) فاخذ الشيخ يستدل بقول علي – رضي الله عنه – للخوارج : " اخواننا بغوا علينا " وما درى الحلبي ان لفظ "اخواننا " قالها علي – رضي الله عنه – في اهل الجمل وصفين .

كما روى ابن ابي شيبة في : " مصنفه " ( 15/256) والبيهقي في " سننه " ( 8/173/182) وابو العرب في " المحن " ( 105-106) عن ابي البختري قال : " سئل علي عن اهل الجمل قال : قيل : امشركون هم ؟ قال : من الشرك فروا قيل : امنافقون هم ؟
قال : ان المنافقين لا يذكرون الله الا قليلا قيل : فما هم ؟ قال : اخواننا بغوا علينا "

واما ما جاء في جق الخوارج فقد روى عبد الرزاق ( 10/150) وابن ابي شيبة ( 15/332) وابن نصر في" تعظيم قدر الصلاة "
(591-594) والبيهقي (8/174) عن طارق بن شهاب قال : " كنت عند علي فسئل عن اهل النهر اهم مشركون ؟ قال : من الشرك فروا قيل : فمنافقون هم ؟ قال : ان المنافقين لا يذكرون الله الا قليلا قيل له : فما هم ؟ قال : قوم بغوا علينا " .

وفي سند عبد الرزاق انقطاع الا ان الذي عند ابن ابي شيبة وابن نصر صحيح موصول وهذا لفظه كما ترى ليس فيه كلمة
" اخواننا " .

وقد اورد ابن كثير في " البداية والنهاية " (10/591) رواية بلفظ " اخواننا " في حق الخوارج لكنه احسن صنعا حيث ساقها بسندها من " كتاب الخوارج " للهيثم بن عدي عن اسماعيل بن ابي خالد والهيثم هذا منكر الحديث كما في ترجمته في
" تاريخ بغداد " ( 14/50) ويدل على نكارة ما روى ان ابن نصر روى في كتابه السابق ( 593) الاثر نفسه لكن من طريق وكيع عن اسماعيل بن ابي خالد باسناده الا انه بلفظ : " قوم حاربونا" وهو اسناد صحيح فدل على ان لفظ " اخواننا بغوا علينا " من منكرات الهيثم .

ولذلك قال ابن تيمية – رحمه الله – في " رسالة فضل اهل البيت وحقوقهم " (29) : " وقد ثبت عن امير المؤمنين علي – رضي الله عنه - من وجوه انه لما قاتل اهل الجمل لم يسب لهم ذرية ولم يغنم لهم مالا ولا اجهز على جريح ولا اتبع مدبرا ولا قتل اسيرا
وانه صلى على قتلى الطائفتين بالجمل وصفين وقال : ( اخواننا بغوا علينا ) واخبر انهم ليسوا بكفار ولا منا فقين واتبع في ما قاله كتاب الله وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – فان الله سماهم اخوة وجعلهم مؤمنيين في الاقتتال والبغي كما ذكر في قوله : ( وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ) ".

وقال ايضا في ( 31 ) : " ولا يستوي القتلى الذين صلى عليهم وسماهم : ( اخواننا ) والقتلى الذين لم يصلي عليهم بل قيل له : من الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا ؟ فقال : هم اهل حروراء . فهذا الفرق بين اهل حروراء وبين غيرهم الذي سماه امير المؤمنين في خلافته بقوله وفعله موافقا لكتاب الله وسنة نبيه وهو الصواب الذي لا معدل عنه لمن هدي رشده " .

وكذلك قال في " مجموع الفتاوى " ( 28/518) وفي " منهاج السنه " ( 4/497) و ( 7/406) وهذا من دقته – رحمه الله –
وما استصوبه ابن تيمية – رحمه الله – هنا هو الرواية التي اعتمدها القرطبي في " تفسيره " ( 16/323-324)

ثم اين انت يا حلبي من النصوص التي تواترت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – في حق هذه الشرذمة والعرة .

1 . قول النبي – صلى الله عليه وسلم - : " طوبى لمن قتلهم او قتلوه " .
2 . وقوله – صلى الله عليه وسلم - : " هم شر الخلق والخليقة " .
3 . وقوله – صلى الله عليه وسلم - : " لئن ادركتهم لاقتلنهم قتل عاد " .
4 . وقوله – صلى الله عليه وسلم - : " من لقيهم فليقتلهم فان في قتلهم اجرا لمن قتلهم يوم القيامة " .
رواها كلها البخاري ومسلم .
5 . وقوله – صلى الله عليه وسلم - : " الخوارج كلاب النار " رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما وهو صحيح .

سئل بعض الصحابة عن الخوارج .
قال سعد بن ابي وقاص : " الفاسقين " .
قال عبد الله بن ابي اوفى : " اعداء الله " .
قال ابن عمر : " شر الخلق " .

قلت : فهل بقي اشتراك بين قول علي القرشي الهاشمي – رضي الله عنه – وبين قول علي الحلبي ؟ !!!!!!!!!!!!

ملاحظة : الشريط مسجل بالصوت ولكن لا اعرف ادخاله .
هذا والحمد لله ربي العالمين .
• نقلا عن بعض طلبة العلم
• كتبها : ابو عبد الرحمن شريف بن سليمان بن صباح ابو بكرة الترباني)إهـ

و آخيرا :

أنصح فاروق الغيثي بالرجوع إلى علماء أهل السنة والجماعة بدءا من سماحة المفتي والعلامة صالح الفوزان و العلامة صالح اللحيدان و إخوانهم - حفظهم الله - وعدم الطعن فيهم و التنقص من قدرهم فـ(إن لحوم العلماء مسمومة) و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

أبو علي السلفي
06-20-2005, 08:14 AM
بارك الله فيك أيها المفرق

12d8c7a34f47c2e9d3==