المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قال الشيخ الفوزان أسباب التفرق


كيف حالك ؟

أبو يونس
06-07-2005, 01:20 AM
والتفرق له أسباب كثيرة من أعظمها ‏:‏

أولًا‏:‏ مخالفة منهج السلف من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتباعهم فالسلف لهم منهج يسيرون عليه‏,‏ منهج في الاعتقاد ومنهج في الدعوة‏,‏ ومنهج في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر‏,‏ ومنهج في الحكم بين الناس‏,‏ وهذا المنهج كله متوحد على كتاب الله وسنة رسولنا صلى الله عليه وسلم‏.‏ وكانت هذه البلاد والحمد لله تسير على هذا النهج كما يعرف هذا القاصي والداني لا ينكره إلا مكابد‏,‏ كانت هذه البلاد تسير على منهج سليم‏,‏ تسير على منهج السلف الصالح في العقيدة‏,‏ وفي الدعوى إلى الله عز وجل‏,‏ وفي الأمر بالمعرف والنهي عن المنكر وفي الحكم بين الناس بما أنزل الله‏,‏ كل هذا موجود ولا يزال ولله الحمد في هذه البلاد لا ينكر ذلك إلا مكابر‏.‏

أبو يونس
06-07-2005, 01:34 AM
ثانيًا‏:‏ ومن أسباب هذا التفرق وهذا الاختلاف الاستماع إلى الأكاذيب وإلى الوشايات والإرجافات والترويجات التي يروجها بيننا ضعاف الإيمان أو المنافقون أو المغرضون الذين لا يريدون لنا أن نجتمع على عقيدة واحدة وعلى دين واحد‏.‏ فالواجب علينا التثبت وعدم التسرع والله سبحانه أمرنا بالتثبت فينا يختص بالعامة من الأمة وجعل أمور السلم والحرب والأمور العامة جعل المرجع فيها إلى ولاة الأمور وإلى العلماء خاصة‏,‏ ولا يجوز لأفراد الناس أن يتدخلوا فيها لأن هذا يشتت الأمر ويفرق الوحدة ويتيح الفرصة لأصحاب الأغراض الذين يتربصون بالمسلمين الدوائر‏.‏

فهناك أمور هي من اختصاص ولاة الأمور ومن اختصاص علماء الأمة أما أفرادنا فإنه لا ينبغي لهم أن يتدخلوا فيها لأنها ليست من شؤونهم وإذا تدخل فيها كل أحد فسدت‏.‏

يقول الله سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{‏وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً‏}‏‏.‏ ‏[‏النساء /83‏]‏‏.‏

الرجوع فيما يشكل على الناس من أمور الأمن والخوف والحرب والسلم إلى أولي الأمر وأهل الحل والعقد ‏:‏

فأمور الأمن وأمور الخوف وأمور الحرب والسلم والمعاهدات هذه من شؤون ولاة أمور المسلمين‏,‏ ومن شؤون أهل الحل والعقد هم الذين يدرسونها وهم الذين يتولونها وفيهم الكفاية ولله الحمد ‏,‏أما إذا صارت مباحة لكل أحد وتدخل فيها كل أحد فإن هذا مما يفسد الأمر ومما يبلبل الأفكار ومما يشغل الناس بعضهم ببعض ومما يفقد الثقة بين المسلمين وبين الراعي والرعية وبين الأفراد والجماعات وتصبح شغل الناس الشاغل وفي النهاية لا يتوصلون إلى شيء وهذا ما يريده الأعداء‏.‏

كذلكم الله جل وعلا أمرنا بالتثبت حينما يبلغنا شيء عن جماعة من الجماعات أو عن قبيلة من القبائل أو عن فئة من المسلمين إذا بلغنا خبر سيئ يقتضي قتال هذه الجماعة‏,‏ أمرنا الله جل وعلا أن لا نتسرع في هذا الأمر حتى نتثبت‏.‏

يقول الله سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ‏}‏‏.‏ ‏[‏الحجرات / 6‏]‏‏.‏

يعني إن بلغكم خبر عن جماعة أو قوم أو عن قبيلة أو عن فئة من الناس أنها فعلت فعلًا تستحق به أن تقاتل فلا تتعجلوا في الأمر ولا تعلنوا الحرب عليهم ‏,‏ولا تداهموهم حتى تتأكدوا من صحة الخبر‏.‏

12d8c7a34f47c2e9d3==