المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من هي الفرقة الناجية ‏؟‏ يجيب على هذا السؤال شيخ الاسلام ابن تيمية


كيف حالك ؟

قاسم علي
05-27-2005, 05:11 PM
من هي الفرقة الناجية ‏؟‏ يجيب على هذا السؤال شيخ الاسلام ابن تيمية
من هي الفرقة الناجية ‏؟‏

يبين شيخ الإسلام ‏(14) - رحمه الله- أولى الطوائف والفرق بأن تكون هي الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة فيقول‏:‏ أحق الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية أهل الحديث والسنة الذين ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، وهم أعلم الناس بأقواله وأحواله وأعظمهم تمييزاً بين صحيحها وسقيمها، وأئمتهم فقهاء فيها وأهل معرفة بمعانيها، واتباعاً لها تصديقاً وعملاً وحباً وموالاة لمن والاها ومعاداة لمن عاداها؛ الذين يردون المقالات المجملة إلى ما جاء به من الكتاب والحكمة، فلا ينصبون مقالة ويجعلونها من أصول دينهم وجمل كلامهم إن لم تكن ثابتة فيما جاء به الرسول، بل يجعلون ما بُعث به الرسول من الكتاب والحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه‏.‏

وما تنازع فيه الناس من مسائل الصفات والقدر والوعيد والأسماء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك يردونه إلى الله ورسوله، ويفسرون الألفاظ المجملة التي تنازع فيها أهل التفرق والاختلاف؛ فما كان من معانيها موافقاً للكتاب والسنة أثبتوه، وما كان منها مخالفاً للكتاب والسنة أبطلوه‏.‏ ولا يتبعون الظن وما تهوى الأنفس؛ فإن اتباع الظن جهل، واتباع هوى النفس بغير هدى من الله ظلم‏.‏

وجماع الشر الجهل والظلم، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً‏}‏ ‏[‏الأحزاب‏:‏ 72‏]‏ إلى آخر السورة، وذكر التوبة - يعني في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَيَتُوبُ اللّهُ‏}‏ ‏[‏الأحزاب‏:‏ 73‏]‏ لعلمه سبحانه وتعالى أنه لا بد لكل إنسان من أن يكون في جهل وظلم ثم يتوب الله على من يشاء فلا يزال العبد المؤمن دائماً يتبين له من الحق ما كان جاهلاً به ويرجع عن عمل كان ظالماً فيه، وأدناه ظلمه لنفسه، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 257‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ‏}‏ ‏[‏الحديد‏:‏ 9‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ‏}‏ ‏[‏إبراهيم‏:‏ 1‏]‏‏.‏

ثم بيّن الشيخ - رحمه الله- تفاوت الناس في مخالفة الحق فقال‏:‏ ومما ينبغي أيضاً أن يعرف أن الطوائف المنتسبة إلى متبوعين في أصول الدين والكلام درجات‏:‏ منهم من يكون قد خالف السنة في أصول عظيمة، ومنهم من يكون إنما خالف السنة من أمور دقيقة، ومن يكون قد رد على غيره من الطوائف الذين هم أبعد عن السنة منه، فيكون محموداً فيما رده من الباطل وقاله من الحق، لكن يكون قد جاوز العدل في رده بحيث جحد بعض الحق وقال بعض الباطل، فيكون قد رد بدعة كبيرة ببدعة أخف منها ورد بالباطل باطلاً بباطل أخف منه، وهذه حال أكثر أهل الكلام المنتسبين إلى السنة والجماعة‏.‏ ومثل هؤلاء إذا لم يجعلوا ما ابتدعوه قولاً يفارقون به جماعة المسلمين يوالون عليه ويعادون، كان من نوع الخطأ، والله تعالى يغفر للمؤمنين خطأهم في ذلك‏.‏

يريد الشيخ - رحمه الله- أنهم إذا لم يجعلوا رأيهم المخطئ ديناً يتعصبون له فإنهم ترجى لهم المغفرة التي وعد الله به من أخطأ من غير قصد‏.‏

قال الشيخ‏:‏ ولهذا وقع في مثل هذا كثير من سلف الأمة وأئمتها، لهم مقالات قالوها باجتهاد وهي تخالف ما ثبت في الكتاب والسنة، بخلاف من والى موافقه وعادى مخالفه وفرّق بين جماعة المسلمين، وكفّر وفسّق مخالفه دون موافقه من مسائل الآراء والاجتهادات، واستحل قتال مخالفه دون موافقه فهؤلاء من أهل التفرق والاختلافات‏.‏

ولهذا كان أول من فارق جماعة المسلمين من أهل البدع الخوارج المارقون، وقد صح الحديث في الخوارج عن النبي - صلى الله عليه وسلم- من عشرة أوجه؛ خرجها مسلم في ‏"‏ صحيحه ‏"‏ وخرج البخاري منها غير وجه، وقد قاتلهم أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فلم يختلفوا في قتالهم كما اختلفوا في قتال الفتنة يوم الجمل وصفين؛ إذ كانوا في ذلك ثلاثة أصناف‏:‏ صنف قاتلوا مع هؤلاء، وصنف قاتلوا مع هؤلاء، وصنف أمسكوا عن القتال وقعدوا، وجاءت النصوص بترجيح هذه الحال‏.‏

فالخوارج لما فارقوا جماعة المسلمين وكفروهم واستحلوا قتالهم جاءت السنة بما جاء فيهم كقوله - صلى الله عليه وسلم- ‏:‏ ‏(‏ يحقر أحدهم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، أينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً عند الله لمن قتلهم يوم القيامة ‏)‏ ‏(15)

وقد كان أولهم خرج على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ‏.‏ فلما رأى قسمة النبي قال‏:‏ يا محمد‏!‏ اعدل فإنك لم تعدل‏!‏ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم- ‏:‏ ‏(‏ لقد خبتُ وخسرتُ إن لم أعدل ‏)‏، فقال له بعض أصحابه‏:‏ دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق‏.‏ فقال‏:‏ ‏(‏ إنه يخرج من ضئضئ هذا أقوام يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم،‏.‏‏.‏‏.‏ ‏)‏ ‏(16)‏ الحديث‏.‏

فكان مبدأ البدع هو الطعن في السنة بالظن والهوى، كما طعن إبليس في أمر ربه برأيه وهواه‏.‏

ثم تكلم الشيخ - رحمه الله - عن تكفير أهل البدع وما دار فيه من خلاف وتفصيل إلى أن قال‏:‏ وفصل الخطاب في هذا الباب بذكر أصلين‏:‏ أحدهما‏:‏ أن يعلم أن الكافر في نفس الأمر من أهل الصلاة لا يكون إلا منافقاً، وتكلم عن المنافقين‏.‏

ثم قال‏:‏ والأصل الثاني‏:‏ أن المقالة تكون كفراً كجحد وجوب الصلاة والزكاة والصيام والحج وتحليل الزنا والخمر والميسر ونكاح ذوات المحارم، ثم القائل بها قد يكون بحيث لم يبلغه الخطاب؛ كمن هو حديث عهد بالإسلام أو نشأ ببادية بعيدة لم تبلغه شرائع الإسلام؛ فهذا لا يحكم بكفره إذا لم يعلم أنه أنزل على الرسول‏.‏

ومعنى كلام الشيخ أن من جحد حكماً مجمعاً عليه وقد بلغه ما أنزل على الرسول فيه إنه يحكم بكفره؛ لأنه قد قامت عليه الحجة وانقطعت معذرته‏.‏
من كتاب أضواء من فتاوى ابن تيمية للشيخ العلامة الفوزان

الحنش
05-27-2005, 05:16 PM
جزاك الله خير

قاسم علي
05-28-2005, 06:56 PM
جزاك الله خيرا

أبو علي السلفي
05-28-2005, 09:40 PM
جزاك الله خير

قاسم علي
11-15-2005, 06:13 PM
وياك.......................

عبدالعزيز الجنوبي
11-15-2005, 07:28 PM
نقل مبارك جزاك الله خيرا

أبوعكاشة الأثري
11-15-2005, 07:37 PM
جزاك الله خيرا يا أخي قاسم علي

إبراهيم يوسف
11-15-2005, 10:16 PM
جزاك الله خيرا

قاسم علي
11-16-2005, 03:14 PM
وياك...........

12d8c7a34f47c2e9d3==