المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إنكار المنكر واجب على الجميع دون استثناء العلامة الأثري عبد العزيز بن عبد الله بن باز


كيف حالك ؟

عبد الله السلفي
05-24-2005, 03:02 PM
إنكار المنكر واجب على الجميع دون استثناء


ف ي سؤال وجهته سائلة تقول : أنكرت منكرا رأيته في عملي كان ذلك سببا لطردي من العمل وسببا لتعاستي ومتاعبي النفسية ، وأصبحت أنهى أولادي عن إنكار أي منكر ، أرجو التوجيه أثابكم الله؟ .

قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي عام المملكة العربية السعودية ، ورئيس هيئة كبار العلماء ، وإدارة البحوث العلمية والإفتاء : لا شك أن الذي حصل عليك خطأ كبير ممن فعله إذا كنت قد أنكرت المنكر عن علم وبصيرة . والواجب عليك إنكار المنكر ولا يضرك كونك طردت من العمل واستغني عنك فقد أرضيت ربك عز وجل وفعلت ما يجب عليك فعله . وأوضح سماحته : أن الأمور جميعها بيد الله سبحانه . وقال سماحته : لقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان والله جل وعلا يقول في كتابه العزيز : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ويقول عز من قائل : كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ

وخاطب سماحة الشيخ ابن باز السائلة بقوله : فإذا فعلت ذلك طاعة لله والتماسا لمرضاته فإن العاقبة تكون لك حميدة ولا يضرك ما حصل ، وسوف يغنيك الله عن ذلك ، والله الرزاق جل وعلا ، وبيده الخير كله وهو القائل سبحانه : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا وبين سماحته : أن على المؤمن تقوى الله عز وجل ، وعلى الجميع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

واختتم سماحته إجابته مخاطبا السائلة وقد أخطأت في نهيك أولادك عن إنكار المنكر ، فاتقي الله وتوبي إليه من ذلك ، وأوصيهم بما أوجب الله عليهم

مجموع فتاوى ومقالات_الجزء التاسع

عبد الله السلفي
05-24-2005, 03:09 PM
الكيفية الصحيحة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر


س : ما هي الكيفية الصحيحة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وما هي الحكمة المقصودة في مثل هذا المقام؟

ج : هذا سؤال عظيم وجدير بالعناية ؛ لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم الواجبات ومن فرائض الإسلام ، ولأن القيام بذلك من أهل العلم والإيمان والبصيرة من أعظم الأسباب لصلاح المجتمع وسلامته من عقاب الله سبحانه واستقامته على الصراط المستقيم ، ولهذا يقول سبحانه : كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ فجعلهم خير أمة بسبب هذه الأعمال الطيبة . وقال سبحانه : وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ فوصفهم الله بالفلاح لهذا الأمر العظيم بدعوتهم إلى الخير وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، فجعلهم مفلحين بعملهم الطيب ، والفلاح : هو الحصول على كل خير ، والحصول على أسباب السعادة . وقال عز وجل : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ فوعدهم الرحمة على أعمالهم الطيبة التي منها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهذا يدل على أن هذا هو الواجب على المؤمنين والمؤمنات وليس خاصا بأحد عن أحد ، وهو من صفاتهم العظيمة وأخلاقهم الكريمة ، لكن يكون بالحكمة والعلم ، لا بالجهل ، ولا بالعنف والشدة ، فينهي ويأمر عن علم وبصيرة فالمعروف هو ما أمر الله به ورسوله ، والمنكر هو ما نهى عنه الله ورسوله فالواجب على الآمر الناهي أن يكون على بصيرة وعلى علم سواء كان رجلا أو امرأة ، وإلا فليمسك حتى لا يأمر بالمنكر أو ينهي عن المعروف . قال تعالى : قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي فقوله تعالى : عَلَى بَصِيرَةٍ أي على علم .

ويقول سبحانه : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ والحكمة هي العلم والبصيرة ، ووضع الأمور في مواضعها اللائقة بها ، والدعوة إلى الله من جنس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ لأنها بيان للحق ، وإظهار له للناس . والآمر كذلك يدعو إلى الله ، والناهي كذلك ، إلا أن الآمر والناهي قد يكون عنده من السلطة ما يردع به صاحب المنكر ، ويلزم بالمعروف ، والداعي إلى الله مهمته أوسع من ذلك يبين للناس ويرشدهم إلى الحق وقد لا تكون عنده سلطة للإلزام . فالحاصل أن الواجب على الداعي والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يكون على علم وعلى بينة وعلى بصيرة حتى لا يأمر بما يخالف الشرع ، وحتى لا ينهى عما هو موافق للشرع والواجب أيضا أن يكون برفق وعدم عنف ، وعدم كلمات بذيئة بل يكون بكلام طيب وأسلوب حسن ورفق كما قال الله عز وجل : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ وقال سبحانه وتعالى لموسى وهارون لما بعثهما إلى فرعون : فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى فالمشروع للآمر الناهي أن يرفق بالناس ويأمرهم بالألفاظ الحسنة وينهاهم بالألفاظ الحسنة حتى يكون ذلك أقرب لقبول أمره ونهيه والاستفادة منه إلا من ظلم وتعدى وأبى ، فهذا له أسلوب آخر ، كما قال سبحانه : وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فالتعنيف والتأديب يكونان إذا لم يلتزم بالمعروف ولم ينته عن المنكر . أما في أول الأمر فإن الآمر والناهي يخاطب الناس بالتي هي أحسن ، فمن عاند وأبى فله حال أخرى من جهة أنه يستحق التعنيف والتشديد أو غير ذلك مما يقتضيه الشرع المطهر .

مجموع فتاوى ومقالات_الجزء التاسع

عبد الله السلفي
05-24-2005, 03:13 PM
إنكار المنكر حسب الطاقة


سؤال : إنني فتاة أسكن في السكن الداخلي مع الطالبات ، وقد هداني الله إلى الحق وأصبحت متمسكة به ولله الحمد . لكنني متضايقة جدا مما أرى حولي من بعض المعاصي والمنكرات ، خصوصا من بعض زميلاتي الطالبات كسماع الأغاني والغيبة والنميمة ، وقد نصحتهن كثيرا ولكن بعضهن يهزأ بي ويسخر مني ويقلن إنني معقدة . سماحة الشيخ : أرجو إفادتي . . . . ماذا أعمل جزاكم الله خيرا ؟

جواب : الواجب عليك إنكار المنكر حسب الطاقة بالكلام الطيب والرفق وحسن الأسلوب ، مع ذكر الآيات والأحاديث الواردة في ذلك حسب علمك ، ولا تشاركيهن في الأغاني ولا في الغيبة ولا في غيرها من الأقوال والأفعال المحرمة واعتزليهن حسب الإمكان حتى يخضن في حديث آخر لقول الله سبحانه : وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ

ومتى أنكرت بلسانك حسب الطاقة واعتزلت عملهن لم يضرك فعلهن ولا عيبهن لك ، كما قال الله سبحانه : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ

فأبان سبحانه أن المؤمن لا يضره من ضل إذا لزم الحق واستقام على الهدى ، وذلك بإنكار المنكر والثبات على الحق وحسن الدعوة إليه وسيجعل الله لك فرجا ومخرجا وسينفعهن الله بإرشادك إذا صبرت واحتسبت إن شاء الله وأبشري بالخير العظيم والعاقبة الحميدة ما دمت ثابتة على الحق منكرة لما خالفه كما قال الله سبحانه : وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى وقال عز وجل : فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ

وقال سبحانه : وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ وفقك الله لما يرضيه ومنحك الصبر والثبات ووفق أخواتك وأهلك وزميلاتك لما يحبه ويرضاه إنه سميع قريب وهو الهادي إلى سواء السبيل

الإنجاز في ترجمة الإمام عبد العزيز بن باز

عبد الله السلفي
05-24-2005, 03:19 PM
تفنيد رأي الكاتب وتفصيل القول في أحكام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر


وأما قوله : ( ولكنه غير لازم ولا مقبول إلى جانب السلطات الحكومية المكلفة ) فهذا خطأ ظاهر أيضا؛ لأن الأجهزة والسلطات الحكومية إن كانت قد قامت بواجب الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فمشاركة غيرها لها في ذلك من المتطوعين حسنة جدا ومطلوبة شرعا؛ لأنه من باب التعاون على البر والتقوى ، ومن باب المشاركة في جهاد شرعي وتوجيه صالح .

وقصارى ما هنالك أن الأجهزة والسلطات الحكومية قد أدت فرض الكفاية وصار القيام من غيرهم بمشاركتهم من باب السنن والتطوع وذلك من أفضل العبادات وأحبها إلى الله سبحانه .

وأما إن كانت الأجهزة والسلطات الحكومية لم تقم بالواجب على الوجه الأكمل ، فإن مشاركة غيرهم لهم في ذلك متعينة لأن فرض الكفاية لم يسقط بهم .

وقد تقرر في الأدلة الشرعية أن الدعوة إلى الله سبحانه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروض الكفاية إذا قام بها من يكفي سقط الفرض عن الباقين وصارت المشاركة فيها في حق الباقين سنة ، وإن لم يقم بها من يكفي إثم الجميع .

وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الأفراد

وقد يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض عين وذلك في حق من يرى المنكر وليس هناك من ينكره وهو قادر على إنكاره فإنه يتعين عليه إنكاره لقيام الأدلة الكثيرة على ذلك ومن أصرحها قول النبي صلى الله عليه وسلم : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان أخرجه مسلم في صحيحه .

والإنكار بالقلب فرض على كل واحد لأنه مستطاع للجميع وهو بغض المنكر وكراهيته ومفارقة أهله عند العجز عن إنكاره باليد واللسان لقول الله سبحانه : وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ

وقال تعالى في سورة النساء : وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ الآية .

وقال تعالى : وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا . ومعنى لا يشهدون الزور : لا يحضرونه .

تفسير الزور - وحكم الداعي إليه

والزور يشمل كل منكر ، ويدخل في ذلك الشرك والكفر وأعياد المشركين والاجتماع على شرب الخمور والتدخين والأغاني وآلات الطرب وأفلام السينما وأشباه ذلك من المنكرات ، ذكر معنى ذلك الحافظ ابن كثير في تفسير هذه الآية .

وذكر البغوي رحمه الله عند تفسيرها قريبا من ذلك وقال :

( أصل الزور تحسين الشيء ووصفه بخلاف صفته فهو تمويه الباطل بما يوهم أنه حق ، وهذا هو الواقع من أهل الباطل فإنهم يحسنون المنكرات بوصفها بغير حقيقتها حتى يرغب فيها الناس وحتى لا ينفروا منها فيكون على فاعل ذلك إثم ما عمل وإثم الدعوة إليه ، وأعظم من ذلك الدعوة إليها بالقول ) .

وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا والأدلة في هذا المعنى كثيرة .

مجموع فتاوى ومقالات_الجزء الثالث

محمد الصميلي
05-24-2005, 07:27 PM
جزاك الله خيرا ...
وللعلم فإن كتاب "جهود الإمام بن باز في الرد على المخالف"لعبد الله السلفي كتاب جدير بالعناية والله أعلم.

12d8c7a34f47c2e9d3==