أبو عمر العتيبي
11-11-2003, 05:02 AM
تحذير المفجرين ومؤيدي المخربين من الضلال والمروق من الدين
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد:
فقد تقرر في الشرع حرمة دم المسلم ودم المعاهد ، لقوله تعالى: ((ومن يقتل مؤمنا متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له جهنم وساءت مصيراً} ، فمن يستحل دماء المسلمين ودماء المعاهدين بالتفجير والتخريب فله حالتان :
الحالة الأولى: أن يكون باغياً ظالماً فقد جاء الوعيد العظيم على هذا البغي والفساد .
قال تعالى: {والله لا يهدي القوم الظالمين} .
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : ((يقول الله تعالى: يا عبادي إن حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا)) رواه مسلم في صحيحه.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : ((اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة)).
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : ((تستجاب دعوة المظلوم وإن كان كافراً)).
والله يقول: {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً}.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : ((من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً)) رواه البخاريُّ في صحيحه.
وقال تعالى: {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام * وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد * وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد}..
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمَهُ اللهُ- في تفسيره : "{والله لا يحب الفساد} وإذا كان لا يحب الفساد فهو يبغض العبد المفسد في الأرض غاية البغض، وإن قال بلسانه قولاً حسناً.
ففي هذه الآية دليل على أن الأقوال التي تصدر من الأشخاص ليست دليلاً على صدق ولا كذب، ولا بر ولا فجور، حتى يوجد العمل المصدق لها المزكي لها، وأنه ينبغي اختبار أحوال الشهود، والمحق والمبطل من الناس بسبر أعمالهم، والنظر لقرائن أحوالهم، وأن لا يغتر بتمويههم وتزكيتهم أنفسهم.
ثم ذكر أن هذا المفسد في الأرض بمعاصي الله إذا أُمر بتقوى الله تكبَّر وأنِفَ و{أخذته العزة بالإثم} فيجمع بين العمل بالمعاصي والتكبر على الناصحين " انتهى كلامه -رحمَهُ اللهُ- .
الحالة الثانية : أن يكون مستحلاً لدماء المسلمين لأنه يكفرهم ، ويرى بطلان دينهم واستحقاقهم للقتل ، أو أنه يستحل دماء المعاهدين لأنه يكفر ولي الأمر وبطلان دينه فهذا يخشى عليه الكفر والردة .
لأنه يبطل دين الإسلام الذي بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- به .
عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن أخوفَ ما أخافُ عليكم رجل قرأ القرآن ، حتى إذا رُئِيَتْ بَهْجَتُهُ عليه، وكان ردءاً للإسلام غيره إلى ما شاء الله ، فانسلخ منه، ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسَّيفِ ، ورماه بالشرك))
قال: قلت : يا نبي الله أيهما أولى بالشرك: المرمي أم الرامي؟
قال -صلى الله عليه وسلم- : ((بل الرامي)) رواه ابن حبان في صحيحه(1/281-282رقم81) ، والبزار(7/220رقم2793) وحسنه.
ومن يكفر المسلمين بالذنوب والمعاصي ، أو أنه يجعل ما ليس بذنب ذنباً كما فعلت الخوارج فيخشى عليه الكفر والردة .
وذلك للأحاديث المتواترة في ذم الخوارج وبيان مروقهم من الدين ، وأنهم كلاب النار .
قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى(35-54) : "ثبت في الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((تمرق مارقة على حين فرقة من المسلمين تقتلهم أولى الطائفتين بالحق)) وهذا الحديث يتضمن ذكر الطوائف الثلاثة ، ويبين أن المارقين نوع ثالثٌ ، ليسوا من جنس أولئك ، فإن طائفة علي أولى بالحق من طائفة معاوية ، وقال في حق الخوارج المارقين : ((يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم ، وقراءته مع قرائهم ، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ،أينما لقيتموهم فاقتلوهم ، فإن في قتلهم أجرا عند الله لمن قتلهم يوم القيامة)) وفي لفظ: ((لو يعلم الذين يقاتلونهم ما لهم على لسان نبيهم لنكلوا عن العمل)).
وقد روى مسلم أحاديثهم في الصحيح من عشرة أوجه ، وروى هذا البخاري من غير وجه ، ورواه أهل السنن والمسانيد ، وهي مستفيضة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ، متلقاة بالقبول ، أجمع عليها علماء الأمة من الصحابة ومن اتبعهم ، واتفق الصحابة على قتال هؤلاء الخوارج".
وقد اختلف العلماء في تكفير الخوارج قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى(28/518) : " فإن الأمة متفقون على ذم الخوارج وتضليلهم ، وإنما تنازعوا في تكفيرهم على قولين مشهورين في مذهب مالك وأحمد، وفي مذهب الشافعي أيضاً نزاعٌ في كفرهم".
وكان شيخ الإسلام عبد العزيز بن باز -رحمَهُ اللهُ- يرجح أنهم كفار لقوله -صلى الله عليه وسلم- : ((يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية)) ولغير ذلك من الأدلة.
فليحذر المسلمون من صنيع أولئك المفجرين الفاجرين ، والمخربين الفاسقين.
والواجب على المسلمين محاربة أولئك ، وكشف سترهم وحالهم ، وتقديمهم للشرع لإقامة حكم الله فيهم ، ويحرم إيواؤهم ونصرتهم .
لقوله -صلى الله عليه وسلم- : ((لعن الله من آوى محدثاً)) رواه مسلم في صحيحه .
والواجب على المسلمين إنكار المنكر ، فمن وجد أنه يؤيد أولئك الفاجرين المفجرين فلينكر عليه ، فإن لم ينتصح فيجب تقديمه للمحكمة الشرعية لتعزيره وتأديبه .
أسأل الله أن يحمي بلاد الحرمين من كل أذى ومكروه ، ونسأله تعالى أن يهلك الخوارج أعداء السنة ، وأن يفضحهم ، وأن يفرق جمعهم ، وأن يخزيهم ويذلهم ، وأن يذل من يدافع عنهم أو يخفي أمرهم ويتستر عليهم.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
كتبه:
أبو عمر أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي.
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد:
فقد تقرر في الشرع حرمة دم المسلم ودم المعاهد ، لقوله تعالى: ((ومن يقتل مؤمنا متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له جهنم وساءت مصيراً} ، فمن يستحل دماء المسلمين ودماء المعاهدين بالتفجير والتخريب فله حالتان :
الحالة الأولى: أن يكون باغياً ظالماً فقد جاء الوعيد العظيم على هذا البغي والفساد .
قال تعالى: {والله لا يهدي القوم الظالمين} .
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : ((يقول الله تعالى: يا عبادي إن حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا)) رواه مسلم في صحيحه.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : ((اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة)).
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : ((تستجاب دعوة المظلوم وإن كان كافراً)).
والله يقول: {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً}.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : ((من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً)) رواه البخاريُّ في صحيحه.
وقال تعالى: {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام * وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد * وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد}..
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمَهُ اللهُ- في تفسيره : "{والله لا يحب الفساد} وإذا كان لا يحب الفساد فهو يبغض العبد المفسد في الأرض غاية البغض، وإن قال بلسانه قولاً حسناً.
ففي هذه الآية دليل على أن الأقوال التي تصدر من الأشخاص ليست دليلاً على صدق ولا كذب، ولا بر ولا فجور، حتى يوجد العمل المصدق لها المزكي لها، وأنه ينبغي اختبار أحوال الشهود، والمحق والمبطل من الناس بسبر أعمالهم، والنظر لقرائن أحوالهم، وأن لا يغتر بتمويههم وتزكيتهم أنفسهم.
ثم ذكر أن هذا المفسد في الأرض بمعاصي الله إذا أُمر بتقوى الله تكبَّر وأنِفَ و{أخذته العزة بالإثم} فيجمع بين العمل بالمعاصي والتكبر على الناصحين " انتهى كلامه -رحمَهُ اللهُ- .
الحالة الثانية : أن يكون مستحلاً لدماء المسلمين لأنه يكفرهم ، ويرى بطلان دينهم واستحقاقهم للقتل ، أو أنه يستحل دماء المعاهدين لأنه يكفر ولي الأمر وبطلان دينه فهذا يخشى عليه الكفر والردة .
لأنه يبطل دين الإسلام الذي بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- به .
عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن أخوفَ ما أخافُ عليكم رجل قرأ القرآن ، حتى إذا رُئِيَتْ بَهْجَتُهُ عليه، وكان ردءاً للإسلام غيره إلى ما شاء الله ، فانسلخ منه، ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسَّيفِ ، ورماه بالشرك))
قال: قلت : يا نبي الله أيهما أولى بالشرك: المرمي أم الرامي؟
قال -صلى الله عليه وسلم- : ((بل الرامي)) رواه ابن حبان في صحيحه(1/281-282رقم81) ، والبزار(7/220رقم2793) وحسنه.
ومن يكفر المسلمين بالذنوب والمعاصي ، أو أنه يجعل ما ليس بذنب ذنباً كما فعلت الخوارج فيخشى عليه الكفر والردة .
وذلك للأحاديث المتواترة في ذم الخوارج وبيان مروقهم من الدين ، وأنهم كلاب النار .
قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى(35-54) : "ثبت في الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((تمرق مارقة على حين فرقة من المسلمين تقتلهم أولى الطائفتين بالحق)) وهذا الحديث يتضمن ذكر الطوائف الثلاثة ، ويبين أن المارقين نوع ثالثٌ ، ليسوا من جنس أولئك ، فإن طائفة علي أولى بالحق من طائفة معاوية ، وقال في حق الخوارج المارقين : ((يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم ، وقراءته مع قرائهم ، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ،أينما لقيتموهم فاقتلوهم ، فإن في قتلهم أجرا عند الله لمن قتلهم يوم القيامة)) وفي لفظ: ((لو يعلم الذين يقاتلونهم ما لهم على لسان نبيهم لنكلوا عن العمل)).
وقد روى مسلم أحاديثهم في الصحيح من عشرة أوجه ، وروى هذا البخاري من غير وجه ، ورواه أهل السنن والمسانيد ، وهي مستفيضة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ، متلقاة بالقبول ، أجمع عليها علماء الأمة من الصحابة ومن اتبعهم ، واتفق الصحابة على قتال هؤلاء الخوارج".
وقد اختلف العلماء في تكفير الخوارج قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى(28/518) : " فإن الأمة متفقون على ذم الخوارج وتضليلهم ، وإنما تنازعوا في تكفيرهم على قولين مشهورين في مذهب مالك وأحمد، وفي مذهب الشافعي أيضاً نزاعٌ في كفرهم".
وكان شيخ الإسلام عبد العزيز بن باز -رحمَهُ اللهُ- يرجح أنهم كفار لقوله -صلى الله عليه وسلم- : ((يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية)) ولغير ذلك من الأدلة.
فليحذر المسلمون من صنيع أولئك المفجرين الفاجرين ، والمخربين الفاسقين.
والواجب على المسلمين محاربة أولئك ، وكشف سترهم وحالهم ، وتقديمهم للشرع لإقامة حكم الله فيهم ، ويحرم إيواؤهم ونصرتهم .
لقوله -صلى الله عليه وسلم- : ((لعن الله من آوى محدثاً)) رواه مسلم في صحيحه .
والواجب على المسلمين إنكار المنكر ، فمن وجد أنه يؤيد أولئك الفاجرين المفجرين فلينكر عليه ، فإن لم ينتصح فيجب تقديمه للمحكمة الشرعية لتعزيره وتأديبه .
أسأل الله أن يحمي بلاد الحرمين من كل أذى ومكروه ، ونسأله تعالى أن يهلك الخوارج أعداء السنة ، وأن يفضحهم ، وأن يفرق جمعهم ، وأن يخزيهم ويذلهم ، وأن يذل من يدافع عنهم أو يخفي أمرهم ويتستر عليهم.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
كتبه:
أبو عمر أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي.