المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [من أحكام الهجر]لفضيلة الشيخ فالح-حفظه المولى-شريط مفرغ هدية للإخوة بليبية...


كيف حالك ؟

محمد الصميلي
05-20-2005, 09:08 PM
مِنْ أَحْكَامِ الهَجْرِ


لفضيلة الشيخ العلامة الوالد:
فالح بن نافع بن فلاح الحربي
-حفظه الله تعالى و نفع به-

محاضرة من تفريغ و إعداد:
محمد بن أحمد الصميلي السَّلفي الجزائري
-غفر الله له و لوالديه وللمؤمنين-

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، يسر إخوانكم في مؤسسة دار ابن رجب للإنتاج الإعلامي و التوزيع بالمدينة النبوية، أن يُقدموا لكم هذه المادة العلمية، سائلين الله عز وجل أن ينفع بها، وأن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه، إنه ولي ذلك و القادر عليه،(...تداخل كلام الشيخ فالح مع المُقدم...والآن كلام الشيخ فالح الحربي-حفظه الله:)
أما بعد:
فأيها الإخوة الحُضور؛ وأيها الإخوة المُستمعون؛ فرصة أن أقف أمامكم أو أجلس أمامكم وأن أتكلم معكم فيما يُفيدنا و ينفعنا، في هذه اللحظات المُباركة في هذا الشهر المُبارك، الذي أُهنيء نفسي وإياكم بأيامه، وساعاته، و قيامه، و صيامه، ونسأل الله لنا و لكم القَبول، ومُضاعفة الحسنات.
أيها الإخوة؛ كلُ أمر ديننا وشأن إسلامنا مُهمٌ، والحديث فيه يحلوا وهو ذو شُجُون، وما يستغني أحدٌ منَّا عن التفقه في دينه، والتعلم لإسلامه والتفقه، ولا يكون ذلك إلاَّ بالتعلُم وبالتعليم، وديننا جاء بالعلم، وأوجب العلم قبل القول و العمل، كما قال سبحانه و تعالى {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}(محمد:19)، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم [طلبُ العلم فريضة -على من- على كل مسلم]، و(كل) هنا من صيغ العُموم، طلب العلم فريضة على كل مسلم، ذلك أن المسلم لا يستطيع أن يعبد ربه وأن يدين له إلاَّ بمعرفة ما شرعه له-سبحانه و تعالى-، وديننا جاء لجمع الكلمة ولعدم التفرق، ولهذا فهو دين الجماعة، وقد أجمع أهل العلم على أنه:" لا إسلام إلاَّ بجماعة، ولا جماعة إلاَّ بإمارة، ولا إمارة إلاَّّ بسمع وطاعة "، وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:[عليكُم بالجماعة، فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فمات، فميتته جاهلية]، وفي هذا السياق [ فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه]، لأن هذا اللفظ الذي ذكرناه لعله رواية أخرى، وهذه الرواية التي فيها قد خلع ربقة الإسلام من عنقه أن الرسول صلى الله عليه و سلم ذكر أن الله أمره بخمس، وقد أيضاً أمر يحيا بخمس ومن ضمنها قال [الجماعة، فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عُنقه].
إذن أيها الإخوة؛ على هذا لا بدَّ للجماعة من نظام، ونظام الجماعة في الإسلام هو النظام الذي نظمه الله سبحانه و تعالى، جاء هذا في كتابه و في سنة نبيه صلى الله عليه و سلم، علمنا كيف نعيش في الحياة، كيف يتعامل بعضنا مع بعض، كيف نُعالج أدوائنا، وكيف نصلح أمورنا، وما هي الحدود التي نقف عندها، وما جاءت التطبيقات العديدة في الإسلام و الأحكام العظيمة إلاَّ لهذا، من ذلك ذلكم الباب العظيم وهو باب " سدِّ الذرائع" و من ذلك "الحدود و التعزيرات"، وحتى "الكفارات" حتى مشروعية الكفارات فإن له علاقة بأحكام المُجتمع، وبحياة الناس، وبحياة أهل الإسلام، ومما يحتاج إلى بيان وأن نتحدث عنه ولهُ علاقة وطيدة ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بأخلاق المجتمع المسلم وينبني عليه الاجتماع أو التفرق: "الهَجْرُ فِي الإِسْلاَمِ".
يعلم المُسلمون جميعاً أنَّ الهَجْرَ حُكمٌ ثابتٌ في الشرع، ولا (يغفل) أحد أن الرسول صلى الله عليه و سلم و الصحابة ومن بعدهم أنهم كانوا يهجرون، ويأخُذون بهذا الحُكم، ولكن هناك تفصيلات وتطبيقات ربما لم يُصب فيها الكثير، بل عامة المُسلمين لا يعرفونها، فهناك من تطرف، وهناك من –ربما- لم يعرف المقاصد و المطالب من الهجر في الإسلام، فلم يهتم بهذا الأمر، ويُمكن أن نُبيِّن هذا الحُكم طالما ثبت بهذه الصورة على المسلمين، كما ينبغي أن يعرفوا وكما هو الحال الذي يعيشه الناس وعلى ما اختلط عليهم والتبس، فيعيشون أحوالاً تحتاجُ إلى إعادة نظر، وإذا المعالجة بناءً على الفهم الصحيح، والفهم الذي ينبغي على وصفه يُطبَّق هذا الحُكم الشرعي، الذي لا يُشك أنه مقررٌ في الشريعة، ودلَّت عليه النُصوص من الكتاب و السنة، وعمل به سلف الأمة ونحنُ أتباعهم، وقد أشرنا إلى هذا.
فيُمكن أن نُقسم الناس إلى طرفين و واسطة في هذا الباب، الطرف الأول: -وربما من على هذا يَقِلون-وهو من يُنكر الهجر، وهؤلاء إن قلوا أو كثروا فإنهم لا يخرجون عن أهل الجهل بأحكام الدين أو أهل الأهواء، وقد رأينا ذلك من المُبتدعة، من أتباع الأحزاب وذوي الأحزاب البدعية، وخُصوصاً الدُعاة السياسيين، فتجدهم دائماً وهم يُطبقون الهجر ويستخدمونهُ استخداماً سيئاً، يُجانب أخلاق أهل الإسلام، ويُنكرون (على الذي) يهجر، ويقولون "لا هجر!" ويُريدون من وراء ذلك الدفاع عن بدعهم وأهل البدع وأن لا يُهجر، لأن الهجر أول ما يتوجه يتوجه إلى المُبتدعة، ثم أهل المعاصي، حتى أهل المعاصي كذلك يُهجرون، هذا الطرف الأول، وهو لاشك أنه انحراف، و ضلال، وتطرف-إن صحَّ التعبير-، لأنهُ يُنكر ما هو معلوم من الدين بالضرور، وهو ثُبوت الهجر في القرآن وفي السُنَّة، وقد هجر رسول الله صلى الله عليه و سلم، وهجر الصحابة و التابعون وأتباعهم من بعدهم، فإنهم هجروا.
والطرف الآخر: هو أنه يُطبق الهجر على كل أحد، سواء خالفه في معصية، أو في بدعة، أو خالفه في اجتهاده، فإنه يهجره! ويُنابذه ولا يُسلم عليه، وقد يُوجد منهم من يرى الهجر لأهل البدع وليس لأهل المعاصي، وهذا أيضاً يُعتبر خالف النُصوص، وسيرة السلف-رحمهم الله-.
و(الطرف) الوسط: وهو الإيمان بالهجر بأنه حكمٌ ثبت في الشرع، وهو باقٍ إلى قيام الساعة، ولكنه ليس مجرداً عن المصلحة، وعن (التقييم) والتربية و الإصلاح، وإنما يُنظر إليه على أنه شُرع لذلك كله، سواءً ما كان منه: الهجر الوقائي الاحترازي، أو الهجر التأديبي.
والهجر الوقائي هو: أن يهجر الإنسان ليقي نفسهُ التأثر بأهل البدع، وأهل المعاصي، وأهل الشر، من أجل سلامة نفسه، وهذا ما يجب على الإنسان أولاً، وكان السلف عامة ما جاء في الهجر، أو أكثر ما جاء عنهم و نُقل عنهم من الآثار هو أنهم يهجرون أهل البدع وأهل المعاصي خوفاً على أنفسهم، ولهذا تجدهم لا يجلسون إلى أهل البدع، قد يكونون أئمة، ولا يسمحون لأهل البدع أن يجلسوا في مجالسهم، وفي حلقات تعليمهم، ولا يتكلمون معهم و لا يسمحون لهم بالكلام، ولو كان ذلك بقراءة القرآن عليهم، أو قراءة الحديث حديث النبي صلى الله عليه و سلم، وذلك خوفاً على أنفسهم، وهذه الحكمة التي جاءت فيها النصوص الكثيرة عن السلف أنهم يهجرون أهل البدع، ولا يسمحوا لأهل البدع أن يجلسوا في مجالسهم أو أن يجلسوا إليهم، أو أن يتكلموا معهم، وإذا تكلموا معهم فلأجل بيان بدعهم، أو إذا كان العاصي ببيان ما هو عليه من معصية، ما هو عليه من خطأ، والنُصح له بأن يرجع و يتُوب إلى الله سبحانه و تعالى، ولا نجد أحداً من السلف سمح لنفسه ولا لغيره أن يجلس إلى أهل البدع، أو أن يذُوب في أهل البدع ويسكت عنهم، ولا يُفاصلهم.
فأهل السُنة يُفاصلون أهل البدع، يُفاصلونهم في منهجهم، يُفاصلونهم في عقيدتهم، يُفاصلونهم في عملهم، وأما عدم السلام والهجر فإنه يحتاج إلى-الهجر الذي هو عدم الزيارة أو عدم السماح للغير بعدم التكلم مع أولائك، أو أن يختلط بهم مع التميز و المُفاصلة، فهؤلاء على ما هم عليه من بدعة، وأهل السُنَّة على ما هم عليه من سُنَّة، يعني هم على السُنَّة ويُنكرون على أهل البدع، وهنا نعلم خطأ من يرى أنهُ يُخالط أهل البدع ويجلس إليهم، وهو لا يُنكر عليهم، ويقول: ( أنا أريد أن أُلاينهم، وأريد أن أبيِّن لهم، وحتى لا ينفروا أريد أن أتألفهم..)، فإنَّ هذه ليست طريقة السلف، وإنما طريقة السلف إنما البيان لهم، وقضيَّة المُناظرة إن كان فيها مصلحة ويقوم بها من هو على جانب من الفقه، و العلم، والحُجَّة، فهذا جاء وإن كان لم يكن عاماً، وإنما هو خاص بأُناس إمَّا أن يُعينوا من قبل ولي الأمر، وإمَّا أن يتصدوا لأهل البدع مع فقههم ومعرفتهم ببيان ما هم عليه، أما أن يذهبوا معهم، ويخرج يجلس مع جماعة الإخوان، ويخرج يجلس مع جماعة التبليغ، اجلس مع أهل البدع!، أنا أجلس إليهم وأذهب وأجيء معهم لأجل أن أتألفهم، فهذا ليس لهُ سلف، ولا يُوجد أحد من سلفنا يفعل ذلك الفعل، ولا تحصُل السلامة إلاَّ بهذا بمُفاصلة أهل البدع، حتى ولو كان يُسلم عليهم أو يبُشُ في وجوههم في بعض الحالات.
وقد يهجر الهجر الذي هو الآن مفهوم الهجر عندنا، عند الناس، وعند المُجتمع، وهو عدم (الكلام)، عدم الزيارة للشخص، وربما حتى لو دُعي إلى هذه المُناسبة لا تجتمع معه ولا تذهب إلى تلك المُناسبة، هذا لم يستعمله السلف بالشكل الموجود اليوم و الذي ربما حصل من جرائه من الضرر و الفتنة ما يحصل بين أهل المنهج الواحد، ولا يكون الهجر لكل أحد وهو ما (شاع) بين المُسلمين اليوم، فكل أحد يرى أنه يهجر، وأنَّ ذلك إليه، ولا يرجع ينظر إلى الأحوال، ولا يرجع إلى الذين يعرفون المصالح و المفاسد، وإن كان الأمر يحتاج إلى الرجوع إلى العلماء رجع إليهم، وإنما هكذا يهجر عشوائياً وكما يحلوا إليه، ولا ينظر إلى مقاصد الشريعة ومطالب الدِّين في الهجر، وكان من أهل السُنَّة من يهجر و ينظر إلى المصالح و المفاسد، وإذا ما ترتب على الهجر مصلحة أو يتركه من أجل مفسدة، أو إذا هجر يعني لا يستوي الأمر لا مصلحة ولا مفسدة فحينئذٍ لا يكون الهجر، وإنما قد يهجر و قد يُوجد من السلف من أهل السُنَّة من هجروا وهم لا ينظرون إلى حال النَّاس من (التصنيف)، ولا إلى حال أنفسهم من جهة منع التضرر ببدعة أو بأهلها، أو المعصية، وإنما ينظرون غيرةً لله، إنما ينظرون إلى جانب الغيرة لله سبحانه و تعالى، فوُجد من هجر -مثلاً- ولدهُ، وهجر قريبه، لأجل أنه أخبره بحديث ولم يعمل به، أو وجهه إلى أن يعمل بحديث أو إلى أن يترك أمراً يُخالف السُنَّة فهجرهُ، وكان هجرهُ لله، هجره غيرةً لله فهذا الهجر أيضاً في محله.
إذن أهل السُنَّة يهجرون و لكنهم ينظرون إلى المصالح، وإلى المفاسد و المضار، ويعلمون أن هذا من مطالب الشريعة، ومقاصد الدِّين، وأن هذا المُجتمع الذي هم فيه مُجتمعٌ ينبغي أن لا يتفرق، شيء يُفرقه يُحال دونه، ما لم يكن الافتراق على الأصول، وإذا كان هناك ما يكون سبباً للجمع فإنه يُفعل، كزجر أصحاب المُخالفات عن مُخالفاتهم، سواءً كان ذلك بدع، أو معاصي ومخالفات لم تصل إلى حد البدعة، وعلى تفصيل وهو أن الذي يهجر يكون عارفاً بالمصلحة و بالمفسدة، إن كان حينما يهجر يهجر لمصلحة نفسه، والخوف على نفسه أولاً، وقُلنا أن عامة الآثار التي وردت عن السلف أنهم يهجرون خوفاً على أنفسهم، هذا الهجر الوقائي.
وإن كان الهجر للزجر و التأديب: فإنهم ينظرون إلى المهجور هل يتأدب وينزجر، ويستفيد من هذا الهجر أو لا يستفيد، فإن كان يستفيد من هذا الهجر هُجِر، وقد يتعيَّن الهجر حينئذٍ ويجب، وإن لم يكن فإن الهجر حينئذ لا وجه له، وقد تكون المصلحة في عدم الهجر، فلا يهجر درءًا للمفسدة، وتحصيلاً للمصلحة إن كانت المصلحة في الملاينة وفي عدم الهجر، وفي السلام، و في مُصانعة وليس في مداهنة في دين الله سبحانه و تعالى، يقصُد خيره ولعله يرجع و إلاَّ فيدرأ شراً أعظم؛ فبعض الشر ولا جميعه، كما يقال: "حنانيك بعض الشر أهون من بعض".
وقد يقصد من وراء الهجر الوقائي أن لا يتأثر الآخرون بالشخص المهجور، يهجره لأجل الآخرين ولأجل مصلحة المجتمع المُسلم، لأجل مصلحة غيره، لأجل مصلحة شخص أو أشخاص أخريين، حتى لا يتأثروا بهذا الشخص المهجور، وإن كان المهجور لا يستفيد من الهجر، إذا كان لا يترتب مفسدة عظيمة على هجره، ولا هناك مصلحة عظيمة من وراء عدم هجره، وإنما المصلحة في كونه يهجره لكن للأخريين في دينهم، في دنياهم، نصحاً لهم.
رسول الله صلى الله عليه و سلم حينما جيء برجلٍ ليُصلي عليه وعليه دَيْنٌ لم يُصلي عليه صلى الله عليه و سلم، وقال صلوا أنتم على صاحبكم، فلم يُصلي عليه، وجيء برجلٍ آخر فامتنع من الصلاة عليه –عليه الصلاة و السلام-فلما تحمل أحد الصحابة دينهُ قال: عليَّ دينه يا رسول الله، صلى عليه الرسول-صلى الله عليه و سلم-، وهذا يأخُذ منه أهل العلم أن الشخص الذي لهُ شأن، ولهُ منزلة، ومكانة، وينظر الناس إليه، وحينما يهجر ويمتنع يتأسى الناس به، فإنهُ يهجر ويكون في هجره مصلحة، هذا الذي يكون هجره مُتحقق المصلحة، قد تحققت المصلحة فيه وهو يعرف المصالح، لذلك عُمر-رضي الله عنه- أمر بهجر صُبيغٍ سَنةٌ كاملة، لما كان يتبع المُتشابه فضربهُ عمر-رضي الله عنه- وأمر بهجره سنة.
إذن فعلى هذا الهجر؛ قد يهجر الشخص لحماية نفسه، وقد يهجر من أجل مصلحة المهجور-أيضاً-، أو درئ مفسدة كذلك عن نفسه، وجلب مصلحة وسلامة لنفسه و السلامة لا يعدلها شيء-كما يُقال-، أو دفع مضرة عن الآخرين، فإذا تأسو به انزجروا عن أن يتأثروا بهذا الشخص أو يتبعوا سبيله و طريقه، ويقبلون دعوته وبدعته وما هو عليه من ضلالٍ يدعوا إليه إذا كان داعية فتنة.
و هذا الأمر؛ أمرٌ لا بُدَّ من الدِّقة فيه، فمن الذي يُقدر المصالح و المفاسد؟!، لا يُقدرها كل أحد، وإنما يُقدرها من يعلم المصالح و المفاسد، ومن هو أهل للنظر في الأمور، وبعض الأمور إنما يُرجع فيها إلى أهل الرأي، وأهل الفقه، وأهل الحل و العقد، لأنَّ الهجر ربما أفسد عليهم المُجتمع، أو أفسد على المُسلمين اجتماعهم وضرهم، وتسبب في فتن لا يستطيعون الخروج منها، وقد قال الله سبحانه و تعالى{وإن جائهم أمر من الخوف أو الأمن أذاعوا به و لو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم و رحمته لتبعتم الشيطان إلا قليل }، فالأمور المُهمة يُرجع فيها إلى أهلها، والهجر من الأهمية بمكان، خُصوصاً إذا كان الهجر عاماً وساد و فشا في المُجتمع، وذلك لعدم فهم الناس لحقيقة الهجر، وهو أنه لا يلزم أن يَهجُر جميع الناس ما لم يأمر بذلك مسئُول، سُلطان، إنسان لهُ الأمر، كما فعل الرسول صلى الله عليه و سلم، مع الثلاثة الذين خُلفوا، أمر الصحابة جميعاً أن يهجروهم، حتى الزوجات، إلاَّ زوجة (هلال) ابن أمية حينما استأذنت من الرسول صلى الله عليه و سلم أن تخدمهُ، وقال لها يا (...)، وعُمر-رضي الله عنه-كما أسلفنا أمر بهجر صُبيغ، أما إذا كان الأمر على الإطلاق، وما هناك تقييد، وما هنا من لهُ الأمر ويأمر بالهجر فيُلتزم أمره، فلا شك أنه لا يفعل إلاَّ بعد أن ينظر في الأمر، ويرى فيه مصلحة أو درئ مفسدة - المصالح و المفاسد- فكلُ شخص ينظر إلى حاله؟، إلى حال من يُريد هجره، ولا يُلزم الآخرين، قد يكون الهجر في حق شخصٍ فيه مصلحة أو درئ مفسدة، وقد يكون بالنسبة لشخص آخر فيه فساد وليس فيه مصلحة، بل المصلحة في عدم الهجر، والناس يختلفُون، قد يهجُر شخصٌ شخصاً ولا يستطيع أن يتجمل هجره فينزجر ويرتدع عما أتاه، ويتُوب إلى رُشده ويستقيم فيكُون الهجر خيراً له، وقد يهجر شخصٌ آخر فيكون في هجره الفساد و الضرر، وقد يرتكب ذلك الشخص أسوء مما هو عليه من الذُنوب أو من المُخالفة، فحينئذ ينبغي أن لا يُهجر، و ينبغي أن لا يُوقِع هذا الضرر وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [لا ضرر ولا ضرار]، فتتوجه نُصوص كثيرة إلى ذاك الهاجر، كان في سعة وفي حِلٍ منها فإذا هجر توجهت إليه تلك النُصوص وكانت عليه التبعة وكان مُؤاخذا، وقد يكون هجره تسبب في مفاسد، ومضار، وفتن، فلا يجوز أن يكون الهجر هكذا اعتباطاً بدون حكمة، وبدون نظر إلى المصالح و المضار، وإذا كان الهجر بين العامة حصل من الفساد أضعاف، إذا كان عامة الناس هُم الذين يهجرون و ينتشر بينهم؛ " هجرتُ فلاناً!..اهجر فلاناً!..اهجروا فلاناً!..قاطعُوا علاناً!.."ولا ينظرون إلى الهجر إنما هو للإصلاح، و للتقويم، وأنهُ علاج، وهذا ما شاع مع الأسف الآن وانتشر، وحصل من جرائه من المحن و الفتن، و الهرج و المرج، (...)، ولا شك أنه كما يُقال:

لا يعرف الشوق إلاَّ من يُكابدهُ *** ولا الصبابة إلاَّ من يُعانيها

فالذين عانَوْ من هذا يعرفون في المُجتمعات التي عانت من هذا.
و هؤُلاء العامة، أو الذين هُم-يعني- مُبتدئة في العلم وفي الفقه في الدِّين وهُم في بلاد شتى، وفي أنحاء مُختلفة من العالم، ولهُم ظروفُهم وأحوالهم مع مُجتمعهم والبلاد التي هُم فيها، وقد يكونون في بلاد الكُفر، وقد يكونون في بلاد الإسلام التي أهلها يجهلون الإسلام و الكثير من الإسلام، فيستخدمون الهجر وهُم لا يعرفون مقاصدهُ و مطالبهُ، فلا ينظرون إلى مجتمعهم وإلى أحوالهم، فالإنسان في وقت قد يُطبق ما لا يُطبق في وقتٍ آخر، وفي مُجتمعٍ قد يكون في (تكليف) الحُكم فيه إصلاح وفي مُجتمعٍ آخر قد لا يكون فيه الإصلاح، وحتى لو كان حق، وكانت فتوى لعالم لهُ مكانته، وفتواهُ فتوى صحيحة قد لا تُطبَّق في غير الحال التي أفتى فيها العالم، أو العالم نفسه ربما لو عاش الظرف الذي يعيشُهُ ذاك المُجتمع، يعيشُه من يأخُذوا بفتواه ويُطبِّقها لما طبَّق هذه الفتوى، ولكان لهُ رأيٌ آخر، ليس لأن فتواه ليست بحق أو أنهُ تنازل عنها وتراجع عنها، ولكن لأن الحال لا يُناسب، وأنها هُناك ليست في موضعها:

ووضع الندى في موضع السيف بالعُلا***مُضرٌ كوضع السيف في موضع الندى

قد يحصُل الاقتتال و الدِّماء في تطبيق حُكمٍ في حالٍ مُعيَّنة ولا يحصُل في مكان آخر، وأذكُرُ في بعض البلاد أن بعض طُلاب العلم أخذ فتوى أحد العُلماء في فِرقةٍ من الفِرق وأنَّ تلك الفِرقة كافرة، وهيَّ تُهَيمِنُ على ذلك البلد، و أولائك الذين ينشرون هذه الفتوى هُم قِلَّة بمقابل أولائك، فبِمُجرد أن نشر تلك الفتوى قامت الفِتنة، وحصلت الدِماء وسالت في ذاك البلد ولحِقت الأبرياء من المُسلمين، وحصل من الضرر ما لا يعلمه إلاَّ الله-سبحانه و تعالى-، والفتوى حق.
فإذن؛ لابُدَّ لإخواننا أنهم يُعيدون النظر في مسألة الهجر، في مسألة -أيضاً- أخذ فتاوى عُلماء من عُلمائهم سواء الأئمة المُتقدمين أو العُلماء المُتأخرين، فينظرون في المصالح و المفاسد، وينظرون في أحوالهم، ولا يقولون عن هذا العالم أن فُلان قال كذا و فعل كذا مع فلان.. أو أن فلان في الحال الفُلاني طبَّق ما هو كذا وأمر بكذا..، هذا في وقته وهو حكيم وضع الأشياء في مواضعها، أو في بلده-كذلك- الذي هو فيه، وتلك الفتوى هي فتواه و التطبيق هو تطبيقه، لكن هل أنت تصلُحُ لهذا؟!!، هل أنت تنظر بنظره؟!!، هل أنت تعرف المصالح والمضار كما يعرفها؟!!، هل أنت تعرفُ المنهج والأصول التي يتبعها أهل السُنَّة والجماعة –وأنت منهم-؟!!، ما يعرف هذا إلاَّ أهل العلم، وأهل الفقه في الدِّين، فينبغي عدم الإسراع في مثل تلك السُلوكيات والأعمال التي هي الهجر أو ما يُشبه الهجر، مما يُصر عليه أهل السُنَّة أو عوام أهل السنة أو حتى طُلاَّبُ العلم فيهم، وهم أهل سُنَّة وفيهم الخير، ويُريدون الخير-لاشك-لأنفسهم و لغيرهم، وهُم أحسن من غيرهم، أهل السُنَّة دائماً هم مثل الشامة بين النَّاس، وهُم -لاشك- أنهم خير النَّاس، ومُحافظتهم على السُنَّة وحرصُهم عليها، وفهمهم لها، والتفقه فيها، وتطبيقُها عملياً هذا هو منهجهم، وهذا ما يأمُرُهُم بهِ منهجهم، لكن ما يتعلق بمُجتمع المُسلم، بحياة النَّاس، بالتطبيقات التي لا بُدَّ من النظر فيها إلى المصالح والمضار، وأنها –يعني- فيها تربية وفيها تأديب للنَّاس، الرسول صلى الله عليه و سلم اشرنا إلى سد الذرائع، ونُشير إليه الآن، وهو أنَّ سد الذرائع هذا بابٌ عظيم في الإسلام وهو دقيق، والذي شرَّعهُ هو الذي يفتح هذا الباب وهو الذي يُغلقه، أو هو الذي كما أغلق هذا الباب يفتحهُ، فالرسول صلى الله عليه و سلم حينما ذهب ليقلب زوجته –أو يعني ليرُدها إلى بيتها، إلى منزلها-وهو مُعتكفٌ في المسجد في رمضان، في مثل هذه الأيام في رمضان، تأتيه إلى المسجد، يأتي إليه زوجاته إلى المسجد، فخرج مع زوجته وهو في الطريق خارج المسجد رآهُ اثنان من الصحابة، فقال على رسلكما، (لأنه) لما رأياهُ أسرعا، فقال الرسول صلى الله عليه و سلم [على رسلكما إنها صفيَّة]، قال [ سبحان الله، إني خفت أن يقذف الشيطان في أنفسكما-أو في نفسيكما-شيئاً-أو شراً-]، أُنظر إلى الرسول صلى الله عليه و سلم في رمضان، ورسول الله صلى الله عليه و سلم وهم صحابة، ومع ذلك الرسول صلى الله عليه و سلم خشي عليهما، فقال لهما إنها صفية يعني زوجته، حتى لا يُسيأ الظن في الرسول صلى الله عليه و سلم، مع أنه استعظم هذا وقال سبحان الله يا رسول الله، فهذا دليل على أن-أيضاً- هذا الباب لا بُدَّ من النظر إليه، أن الإنسان يقفل باب الشر عن الناس، ولا يُدخل الناس في فتنة، ولا في الشُكوك، ولا في الظُنون، ولا أن يحملهم على المُخالفة، لا بُدَّ وأن يكون صاحب السُنَّة حريصاً على الناس، وعلى خير الناس، وعلى دفع الشبهة و الشر عن نفسه، وأن لا يعمل عملا إلاَّ في موضعه و في محله، وإذا كان يهربُ من الشر فلا يكون في ذلك-أيضاً- مفسدة وضرر على غيره، وأُسوته في ذلك هو حُذيفة -رضي الله عنه-أيضاً والصحابة و الرسول صلى الله عليه و سلم-لا شك في هذا-، فحُذيفة يقول: "كان الناس يسألون رسول الله صلى اله عليه و سلم عن الخير، وكُنت أسأله عن الشر مخافة أن يُدركني "، وهذا قد يأتي دليلاً على كون الشخص يهجر لوقاية نفسه من الشر، والذي كم ذكرنا عليه عُموم هجر السَّلف-رضي الله عنهم ورحمهم-، " فقُلت يا رسول الله كنَّا في جاهلية و شر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟" الحاصل أن حُذيفة-رضي الله عنه-كان يسأل عن الشر مخافة أن يُدركه الشر، والحديث طويل وهو حديث يُعتبر أصلاً في الفتن و معرفة الفتن، ومن ذلك أن الرسول صلى الله عليه و سلم نصح لحُذيفة حينما يُدرك الدعاة الذين هم على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها، قال: "فاعتزل تلك الفِرق- هذا هو الهجر- ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يأتيك الموت وأنت على ذلك"، وذلك حينما لم يكُن للمسلمين جماعةٌ ولا إمام، لأن يُفترض إن الجماعة والإمام تكون على الحق و على السُنَّة، وفعلاً الحق في الجماعة دائماً، ويد الله على الجماعة.
ولا أريد أن أُطيل على إخواني الحاضرين و المُستمعين، وإنما أحببتُ أن أنبههم إلى هذا الأمر، وأنهُ أمرٌ مهم، وأنهُ لا بُدَّ من التفصيل فيه، ولا يُستخدم كما يُستخدم لدى بعض النَّاس والشباب وكأنهُ سيفٌ يُسَلَّطُ على الرقاب، وكأنه خديعة من الشيطان يُفرقُ بها أي مجتمع من مجتمعات أهل السنة ومن مجتمع المُسلمين، وإنما ينبغي أن يُفهم هذا الحُكم، وتُفهم أهميته في جلب الخير وفي دفع الشر، وأنهُ لا يتصدى له أو يُقدم عليه إلاَّ من يعرفه ويفهمه ويفقهه، هذا من الناحية العملية.
أما من الناحية العقدية، فإنه يجب أن يكون كل مسلم يعتقد مشروعية الهَجْر، وأنه لم يُنسخ وهو باقٍ إلى قيام الساعة، ولكن من الناحية العملية لا بُدَّ من النظر -كما أشرنا- إلى المصالح و المفاسد، والنظر إلى الهاجر و إلى المهجور، وإلى المُجتمع، وإلى أيضاً كذلك ضرر الهجر إذا لم يكن فيه مصلحة راجحة وكان هناك مفسدة، وأن لا يُجعل لكل أحد، وكلٌ يعطي لنفسه الحق بأن يهجُر، وربما وُجد بين المجتمعات مجموعة من النّاس يكون لهم -والغالب يكونون من السباب-يكون لهم قائد يتربون على يديهم يقُودهم، يأمُرهم وينهاهم، وإذا قال اهجروا فلاناً هجروه، وإذا قال لا تهجروا فُلاناٍ لن يُهجر، وكل هذا في الحقيقة ليس على ما ينبغي، ولا يجُوز أن تُوجد هذه السُلوكيات بيننا، لما فيها من السُوء وما فيها من الخطر على المُسلمين.
أنصحُ الشباب أن لا يتربى بعضهم على أيدي بعض، وأن لا يقُود بعضهم بعضاً في مُجتمعات المُسلمين، وإنما يتجهون إلى العلم، يتجهون إلى التفقه في الدِّين، يتجهون إلى سُؤال العلماء، يتربون على الكتاب و السُنَّة، وينظرون ماذا كان سلفهم، وكيف كانوا يعيشون، هل كانوا-يعني- أحزاباً و(أتباعاً) يتَّبعُون كل من رفع راية، أو دعا إلى منهج أو إلى توجُه، ويكونون (ليِّنين) تابعين لغيرهم، أو أنهم كانوا أحراراً كما قال عمر: " إنكم قد استعبدتُم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً "، فما الفرق بينك و بين الشاب الآخر الذي هو على مُستواك، وما الفرق بينك و بين العامي الآخر إذا كُنت عامياً جاهلاً، لا يجوز أن يتبع هؤلاء بعضهم بعضاً، وإنما على الجميع الهداية من كتاب ر بهم و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم، والرجوع إلى عُلمائهم فإنهم لم يُكلفوا إلاَّ بما يُطيقون وما يقدرون عليه وما يستطيعون، (وما تسقط عنهُم المُبتدعة)، وهو أن ترجعوا إلى العلماء، {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }(النحل:43- الأنبياء:7)، [هلا سألوا إذا لم يعلموا، إنما شفاء العي السؤال]، هكذا ينبغي أن يتربى المُجتمع المُسلم، أما أن يتربى على العنتريات، وأن كل واحد منهم يتبع رأيه، وهواه، وأن بعضهم يقُود الجهلة و الشباب، و العامة بعضهم يقُود بعضاً، ويعتمدون على أفهامهم، وعلى فقههم هُم للمصالح و المفاسد، وربما استخدموا ما يعلمون أنهُ في الدين لكن استخدموه استخداماً في غير محله، في حُضوض النفس و الهوى، فهذا فيه خطر عظيم، وفيه ضرر كبير عليهم وعلى مُجتمعاتهم.
المُسلم والمُؤمن دائماً يهربُ عن الشَّر، ويَسعى إلى الخير، ويُحبُّ الخير للآخرين، وهذا كُلهُ في الدين وفي الإسلام الذي أكملهُ الله سُبحانه و تعالى، بعد أن أجمله، {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً}(المائدة:3).
فهذه نصيحة لإخواني ولنفسي أولاً، أسأل الله سُبحانه و تعالى يُوفقني وإياهم إلى مراشد الأمر، وأن يجعلني وإياهم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

ملاحظة هامة:
الأسئلة مع أجوبتها جد مفيدة، ولم أفرغها لأسباب فلتراجع من الشريط، وهي تحوي:
- حكم سماع أشرطة الوُعاض وضوابط ذلك.
- كلمة في خلاف الشباب في فتنة المُبتدع أبي الحسن مصطفى المأربي المصري.
- كلمة في أصناف الناس اتجاه فتنة المُبتدع العيد شريفي الجزائري.
- وغيرها، وبالله التوفيق.
هدية متواضعة إلى الإخوة السلفيين في ليبية وفقهم الله وبارك فيهم...

عبد السلام الليبي الآثري
05-21-2005, 03:10 AM
بارك الله فيك اخي لكن هل الهدية لنا نحن في ليبيا ام ان (ليبية ) مدينة عندكم في الجزائر

__________________

عبدالسلام صالح الشرقاوي

محمد الصميلي
05-22-2005, 03:35 PM
وإياك أخي عبد السلام،...
أما الهدية فهي خاصة لكم أيها الإخوة الفُضلاء في دولة ليبيا-صانها الله تعالى من كل سوء وسائر بلاد المُسلمين..آمين-
وللجميع...
وبالمناسبة ليس هناك مدينة عندنا في الجزائر بذلك الإسم،
وكتابة [ ليبية] بالتاء المربوطة لأنني وجدت في أحد المقالات مكتوبة بما كتبتها به، فعُذراً......
بالتوفيق...

همام مسعود
05-23-2005, 12:33 AM
جزاك الله خيرا على هذه الجهود في نشر علم الشيخ - حفظه الله -
وهذا رابط المحاضرة في مكتبة الأثري http://www.alathary.net/books/book.php?book_id=86

البنغازي الليبي
05-23-2005, 12:47 AM
جزاك الله خيرا
ولوان الشباب عندنافي ليبيا يعملون بماذكره الشيخ هنا لكفانا هذا (( الشرموله الحارة )) اللي عندنا

سيف الأسلام الليبي
05-23-2005, 03:19 AM
وهذا الموضوع في الملف المرفق ونسخة لموقع الشيخ
والهدية مقبولة ياصميلي وترقب هديتنا لكم ايها الحبيب :

الحنش
05-24-2005, 10:21 AM
والله أتمنى من كل السلفيين تأمل أحكام الهجر ومعرفتها وعدم الخلط بها وترك نهج السحابي الحدادي الخبيث

رياض عبدالقادر
05-26-2005, 10:18 PM
جزاك الله خيرا أخي الصميلي على هذا الجهد القيم

محمد الصميلي
07-07-2005, 02:58 PM
أيها الإخوة الكرام: همام مسعود، البنغازي اللليبي، سيف الإسلام، حنش؟، رياض عبد القادر، وإياكم ،
وأرفعه اليوم هدية إلى الأخ الكريم أكرم اللواحي الليبي، وفقنا الله تعالى وإياه للعلم النافع و العمل الصالح. آمين.

12d8c7a34f47c2e9d3==