المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سبب انتشار هذا القول المحدث في الايمان


كيف حالك ؟

ابو يحي
05-18-2005, 02:59 AM
السلام عليكم

قال الدكتور السناني حفظه الله في كتابه اقوال ذوي العرفان

 وهذه المقولة الحادثة مع الأسف إنما انتشر أمرها اتباعاً لزلات العلماء دون رسوخ علمي متين في معتقــد أهــل السنــة والجماعــــة ، قال شيــــخ الإسـلام ابن تيمية (الفتاوى:7/364) ــ ونقل قول من قال :"كل من كفره الشارع فإنما كفره لانتفاء تصديق القلب" ــ قال رحمه الله:"وكثـير من المتأخـرين لا يميـزون بين مذاهب السلف وأقوال المرجئة والجهمية ؛ لاختلاط هذا بهذا في كلام كثير منهم ، ممن هو في باطنه يرى رأي الجهمية والمرجئة في الإيمان ، وهو معظم للسلف وأهل الحديث ، فيظن أنه يجمع بينهما ، أو يجمع بين كلام أمثاله وكلام السلف".
 ومما زاد في البلاء أن بعض من زل في هذه المسألة أخذ يتتبع عبارات بعض أهل العلم انتصاراً لمن تبعه في هذه المسألة ، مع مخالفة هذا القول لما توارثه أهل السنة والجماعة عن شيوخهم ولما هو مسطور في كتبهم في الاعتقاد عندهم ، حتى أنه ليظهر للناظر تشابه حال هؤلاء مع حال من وصفهم شيخ الإسلام رحمه الله (بواسطة كتاب الصــوارف عــن الحـق:118) بقولـه في كــلام نفيــس عظيم:
"وهاهنا أمر خفي ينبغي التفطن له ، وهو أن كثيراً من أئمة الدين قد يقول قولاً مرجوحاً ويكون مجتهداً فيه مأجوراً على اجتهاده فيه موضوعــاً عنــه خطــؤه فيـه ، ولا يكــون المنتصـر لمقالتـه تلـك بمنزلته في هذه الدرجة ؛ لأنه قد لا ينتصر لهذا القول إلا لكون متبوعه قد قاله ، بحيث إنه لو قاله غيره من أئمة الدين لما قبله ولا انتصر له ولا والى من وافقه ولا عادى من خالفه ، وهــو مع ذلك يظن أنه إنما انتصر للحق بمنزلة متبوعه وليس كذلك ، فإن متبوعه إنما كان قصده الانتصار للحق وإن أخطأ في اجتهاده ، وأما هذا التّابع فقد شاب انتصاره لما يظنه الحقّ إرادة علو متبوعه وظهور كلمته ، وأن لا ينُسب إلى الخطــأ ، وهذه دسيســة تقــدح في قصد الانتصار للحق ، فإنه فهم عظيم ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم".
إن ما ذكره شيخ الإسلام تجده ظاهراً عند بعض الناس الذين قد يظهرون التعصب لأقوال المتبوع بقالب السنة والاتباع ، وتعجب حين ترى المتبوع قد يخالف الجمهور وربما الإجماع الذي عليه الأمة منذ عصور في مسألة ، ومع ذلك تجد الأتباع في كل مرة يجعلون اجتهاده حجة ، فهم ساعون لتأييد رأيه متتبعون لذلك متشابه الأقوال والأدلة ، فأي اتباع هذا ؟ وهل نزلت العصمة على أحد بعد الأنبياء؟ ورحم الله الإمام وكيع بن الجراح حين قال(ذم الكلام للهروي:2/270) :"من طلب الحديث كما جاء فهو صاحب سنة ، ومن طلبه ليقوي به رأيه ؛ فهو صاحب بدعة".
ـ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله(منهاج السنة:5/274) وذكر المتأولين للنصوص على آرائهم:"تجده يتأول النصوص التي تخالف قوله تأويلات لو فعلها غيره لأقام القيامة عليه ، يتأول الآيات بما يُعلم بالاضطرار أنّ الرسول لم يرده ، وبما لا يدّل عليه اللفظ أصلاً ، وبما هو خلاف التفسير المعروف عن الصحابة والتابعين ، وخلاف نصوص أخرى. ولو ذكرت مـا أعرفــه مــن ذلــك ذكرت خلقاً ، و لا أستثني أحداً من أهل البدع : لا من المشهورين بالبدع الكبار من معتزلي ورافضي ونحو ذلك ، ولا من المنتسبين إلى السنة والجماعــة من كرَّامـي وأشعري وسالمي ونحو ذلك ، وكذلك من صنّف على طريقتهم من أهل المذاهب الأربعة وغيرها ، هذا كله رأيته في كتبهم ، وهذا موجود في بحثهم في مسائل الصفات ، والقرآن ، ومسائل القدر ، ومسائـل الأسمـاء والأحكـام ، والإيمان ، والإسلام ، ومسائل الوعد والوعيد ، وغير ذلك".
 ولذلك فإننا نحث هؤلاء الإخوة القائلين بهذا القول بصدق ومحبة أن يلتزموا بما اتفق عليه عند الجميع من قول السلف الصالح "أن الإيمان قول وعمل واعتقاد" ، وأن يفارقوا أهل البدع وذلك بالتزام شعار أهل السنة بعدم إحداث أو ابتداع أقوال لم يقلها السلف :
ـ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله(منهاج السنة النبوية:5/95):"ولكن من شأن أهل البدع أنهم يبتدعون أقوالاً يجعلونها واجبة في الدين ، بل يجعلونها من الإيمان الذي لا بد منه ، ويكفّرون من خالفهم فيها ويستحلّون دمه ، كفعل الخوارج والجهمية والرافضة والمعتزلة وغيرهم ، وأهل السنة لا يبتدعون قولاً ولا يكفـــرون من اجتهد فأخطأ ، وإن كان مخالفاً لهم ، مكفراً لهم ، مستحلاً لدمائهم ، كما لم تكفر الصحابة الخوارج".
فكيف إذا كانت هذه الأقوال المحدثة مخالفة لأقوال السلف وإطلاقاتهم بعدم التفريق بين القول والنية من جهة والعمل من جهة أخرى ؟ ثم هي مع كونها أقوال نظرية لا يمكن وجــودها في الـواقــع ، قــد أحدثت شقاقاً في صفوف خواص أهل السنة والجماعة السلفيين في هذا العصــر فأضعفت جانبهــم وأخملت دعوتهم وأفرحت خصومهم.

اخي السلفي تنبه جيدا للكلام هذا بارك الله فيك

12d8c7a34f47c2e9d3==