المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( عمل الجوارح و الإيمان ) دراسة مختصرة في الرد على من وافق المرجئة من أهل العصر


كيف حالك ؟

المفرق
05-05-2005, 09:33 PM
عمل الجوارح و الإيمان

دراسة مختصرة في الرد على من وافق المرجئة من أهل العصر



هل من شهد الشهادتين مخلصاً بهما قلبه يكون ناج من الخلود في النار ولو لم يأت بشيء من أعمال الجوارح ولو فعل كل المحرمات عدا الشرك .


وهذه المسألة في بيان أن عمل الجوارح ركن في الإيمان ، وهي مسألة طويلة وكبيرة و هي من أول المسائل التي تصدى أهل السنَّة للرد على المرجئة فيها وإن زعم بعضهم غير هذا فدعني من بنيات الطريق .

قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى ( 7/621) " ومن قال بحصول الإيمان الواجب بدون فعل شيء من الواجبات …… كان مخطئاً خطئاً بيِّناً وهذه بدعة الإرجاء التي أعظم السلف والأئمة الكلام في أهلها وقالوا فيها من المقالات الغليظة ما هو معروف والصلاة هي أعظمها وأعمها وأولها وأجلها"

فتأمل قوله " وهذه بدعة الإرجاء " .

وقال رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (7/187) " من الممتنع أن يكون الرجل مؤمناً إيماناً ثابتاً في قلبه بأن الله فرض عليه الصلاة والزكاة والصيام والحج ويعيش دهره لا يسجد لله سجدة ولا يصوم من رمضان ولا يؤدي لله زكاة ولا يحج إلى بيته فهذا ممتنع ولا يصدر هذا إلا مع نفاق في القلب وزندقة لا مع إيمان صحيح "

فهل بعد هذا يقال إنه يعني كمال الإيمان كما زعم بعضهم فأي إيمان يجتمع مع النفاق والزندقة !! .

تنبيه : قوله " يعيش دهره " لا يعني أنه لا يكون كافراً حتى يموت على ذلك كما ادعى بعضهم وأتى على ذلك بتفصيلات فلسفية لا طائل من وراءها ، حتى قال في فرقانه " من ثبت إسلامه وصح إيمانه القلبي فإن العمل الظاهر في حقه بعد هذا شرط لكمال إيمانه زيادته زيادة في إيمانه و نقصه نقص في إيمانه فالعمل الظاهر في حق من ثبت إسلامه شرط كمال للإيمان لا شرط صحة "[1] .

وهو يعني أنه إذا ثبت أصل الإيمان فالباقي فروع لا يوجب تركها الخلود في النار ، ولأن المسلم عنده لا يخرج من الإسلام إلا بجحود ما أدخله فيه ، فتنبه ، وبعضهم وجدناه يزكي هذه الرسالة نسأل الله العافية .

قلت : وسيأتي الرد على هذا القول وبيان بطلانه وهذا القول والذي سبق في التفريق بين المرتد والكافر الأصلي في بواعث الكفر يخرجان من جعبة واحدة.

*********************

[1] الفرقان للدكتور محمد عمر بازمول ( نسخة مصورة )


********************


تحرير مذهب شيخ الإسلام :


ومما ينبغي التنبيه عليه أن بعضهم أخذ يستنبط من كلام شيخ الإسلام ويبني على بعض العبارات التي جاءت عرضاً في كلامه وكأنه لا ينطق عن الهوى.!!! أ.هـ

وهذه أيها الطالب للحق عبارة شيخ الإسلام التي لا يمكن للمخالف تأويلها على مذهبه ففي مجموع الفتاوى([1]) قال رحمه الله " فلا يجوز أن يدعى أنه يكون في القلب إيمان ينافي الكفر بدون أمور ظاهرة لا قول ولا عمل وهذا هو المطلوب – وذلك تصديق – وذلك لأن القلب إذا تحقق ما فيه أثر في الظاهر ضرورة لا يمكن انفكاك أحدهما من الآخر فالإرادة الجازمة للفعل مع القدرة التامة توجب وقوع المقدور "

وقال رحمه الله كما في مجموع الفتاوى([2]) في صدد الحديث عن تارك الصلاة.

" فهذا الموضع ينبغي تدبره فمن عرف ارتباط الظاهر بالباطن زالت عنه الشبهة في هذا الباب وعلم أن من قال من الفقهاء أنه إذا أقر بالوجوب وامتنع عن الفعل أنه لا يقتل أو يقتل مع إسلامه فإنه دخلت عليه الشبهة التي دخلت على المرجئة والجهمية "

وأؤكد هنا أن ما جاء عن شيخ الإسلام من نفي للإيمان بسبب ترك الواجبات والفرائض بالكلية فإنما عنى به الإيمان الذي يقابل الكفر وهو بمعنى الإسلام الذي يدخل صاحبه الجنة يدل على ذلك مواضع كثيرة من كلامه منها قوله كما في مجموع الفتاوى([3]) " فلا يجوز أن يدعى أنه يكون في القلب إيمان ينافي الكفر بدون أمور ظاهرة لا قول ولا عمل وهذا هو المطلوب – وذلك تصديق – وذلك لأن القلب إذا تحقق ما فيه أثر في الظاهر ضرورة لا يمكن انفكاك أحدهما من الآخر فالإرادة الجازمة للفعل مع القدرة التامة توجب وقوع المقدور " ، وقد سبق .

ومن ذلك قوله كما في مجموع الفتاوى([4]) " فلا يكون الرجل مؤمناً بالله ورسوله مع عدم شيء من الواجبات التي يختص بإيجابها محمد صلى الله عليه وسلم" .

وفي هذا النص فائدتان الأولى أنه حدد هنا الإيمان المنفي الذي عناه في المواضع الأخرى وهو أصل الإيمان لقوله " مؤمناً بالله ورسوله " والثانية أن المقصود بالأعمال ما يفعله العبد اتباعاً لشريعة محمد r وأما ما يفعله عادة أو اتباعاً لقومه أو غير ذلك كإكرام الضيف أو أداء الأمانة أو صدق الحديث فغير مقصود هنا .

ومن ذلك قوله ([5]) " وهنا أصول تنازع الناس فيها ، منها إن القلب هل يقوم به تصديق أو تكذيب ولا يظهر قط منه شيء على اللسان والجوارح وإنما يظهر نقيضه من غير خوف . فالذي عليه السلف والأئمة وجمهور الناس أنه لا بد من ظهور موجب ذلك على الجوارح "

فتأمل رحمك الله قوله " هل يقوم به تصديق " فهل يقول المخالف إنه يعني كمال الإيمان !! .

وفي مجموع الفتاوى([6]) قال " فإذا لم يتكلم الإنسان بالإيمان مع قدرته دل على أنه ليس في قلبه الإيمان الواجب الذي فرضه الله عليه ".

فأي إيمان عند أبي طالب نفعه إذ لم يتكلم بكلمة الإيمان ، ومع هذا يقول المخالفون لنا إنما عنى كمال الإيمان .

وفي مجموع الفتاوى [7] قال " فعدم الشهادتين مع القدرة مستلزم انتفاء الإيمان القلبي التام " .

ومنه يفهم قوله [8] عن سبب خطأ مرجئة الفقهاء في الإيمان " ظنهم أن الإيمان الذى فى القلب يكون تاما بدون شيء من الأعمال ولهذا يجعلون الأعمال ثمرة الإيمان ومقتضاه بمنزلة السبب مع المسبب ولا يجعلونها لازمة له والتحقيق أن إيمان القلب التام يستلزم العمل الظاهر بحسبه لا محالة ويمتنع أن يقوم بالقلب إيمان تام بدون عمل ظاهر"

وكلام شيخ الإسلام السابق هو بمعنى قوله " أصل الإيمان " أو " الإيمان الواجب " أو " الإيمان الصحيح " أو " الإيمان التام " فهذه الاصطلاحات يذكرها شيخ الإسلام بمعنى واحد إلا في مواضع فتنبه .

فما أشكل من كلام الأئمة لا يفهم إلا بعد رد بعضه إلى بعض فلو قال قائل ما قولكم في قول شيخ الإسلام عن الإيمان " أصله القلب وكماله العمل الظاهر" فنقول للسائل ما قولك في تمام كلامه قال " بخلاف الإسلام فإن أصله الظاهر وكماله القلب " فهل تقول إن المسلم يكفيه للنجاه من الكفر الظاهر دون الباطن فما كان جوابك فهو جوابنا .

وبهذا تعرف مبلغ ما أحدثه هؤلاء القوم ، وليت شعري كيف تجرأ بعضهم[9] ونسب لشيخ الإسلام أنه يقول ببقاء الإيمان لمن ترك جميع الفرائض وأتى بالكبائر وشيخ الإسلام قد جند نفسه للرد على هذه البدعة في كثير من المواضع بل إن كتاب الإيمان له قد بناه على خلاف هذا الأصل الذي يجادل حوله هؤلاء . وكون بعضهم قد وقف على بعض المواضع من كلامه ظاهرها يفيد خلاف هذا الأصل لا يعني أنه يقول بقول هؤلاء المخالفين فإذا كان كتاب الله عز وجل فيه المتشابه والمحكم والمجمل والمبين وقد وصف الله الذين يتبعون المتشابه بأن في قلوبهم زيغ ، فكلام البشر الذين يطرأ عليهم النقص والخطأ أولى بوجود المتشابه وشتان بين المتشابهين ، والله المستعان.

فشيخ الإسلام رحمه الله من أحسن من قرر هذه المسألة التي نحن بصدد تقريرها وبين كفر تارك الصلاة وتارك جنس العمل ، وكثيراً ما يذكر شيخ الإسلام أن عامة المرجئة يدخلون عمل القلب في الإيمان ثم ينقل عن أحمد قوله إنهم تناقضوا بهذا لأنهم إن أدخلوا عمل القلب لزمهم عمل الجوارح و إن لم يدخلوا عمل القلب لزمهم قول جهم .



****************************

([1]) (7/645)

([2]) (7/616)

([3]) (7/645)

([4]) (7/621)

([5]) (14/121)

([6]) (7/188)

[7] (7/553)

[8] مجموع الفتاوى ( 7/204)

[9] كالحلبي في صيحة نذير والتنبئة ومعه أصحابه في مجلة الأصالة بعنوان تنوير الأرجاء وغيرها وكذلك أبي الحسن المصري نزيل مأرب اليمن في كثير من أشرطته وخاصة " التبيان في مسائل الإيمان "





منقول من هذا الرابط : http://www.aburayd.cjb.net/

أبو فاطمة
05-06-2005, 09:33 AM
جزاكم الله خير وغفر لكم ولوالديكم

اياد الريحاني
01-30-2009, 02:38 AM
راعي الاوله جزاك الله كل خير ووفقنا الله واياك والاخ السلفي كذلك لكل خير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

12d8c7a34f47c2e9d3==