عبدالرحمن العوفي
04-28-2005, 02:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
وبعد:
فإننا في زمنٍ كثُرت فيه الفتن وتكالبت فيه الأعداء من كل صوب على الإسلام عامة ومنهج أهل السنة والجماعة خاصة ومن أواخر تلك المصائب ما يحدث في هذه الآونة الحرجة من خلافات ونزاعات تجاوزت حدود أدب الخلاف الشرعي بكثير بين شيخين فاضلين بارزين في العلم في بداية الأمر وهما:
فضيلة شيخنا الشيخ ربيع بن هادي المدخلي وفضيلة الشيخ فالح بن نافع الحربي
بل وحصل مؤخرا بين غيرهما من أهل العلم والمنهج الحق مما يجعل المسلم في حيرة من أمره لاسيما الناشئة من الشباب السلفي فهم الضحية في الحقيقة ولعل تطور المشكلة والخلاف يتلخص في وجود مشجعين لكلا الطرفين على غرار تشجيع الأندية الرياضية إن لم يكن أكثر وذلك بالغلو في أحدهما والنيل من الآخر وهذا مخالف لمنهج وموقف المسلم من الخلاف بين أهل العلم وقد أشعلت نار هذه الفتنة على أيدي بعض الجهّال والمتعصبين لأحد الشيخين وكذلك من الوشاة والدخلاء على المنهج السلفي ؛ ولكن هذا لا يكون عذرا مقبولا لاستمرار هذه الفتنة لأنه بإمكان الشيخين الفاضلين إطفاء هذه النار بطرق شرعية لا تخفى عليهما غالباً وعلى أمثالهما من أهل العلم .
ولعل من أبرز هذه الطُرق:
•حصر المسائل المختلف فيها بينهما ثم عرضها على الكتاب والسنة بفهم علمائنا الكبار اليوم المعروفين بالمنهج الصحيح .
•عدم السماح لأحد من الطلاب وأمثالهم بالتدخل في هذا الخلاف لكي لا يزداد الشر.
•الإنصاف والأدب والاحترام للمخالف من أهل العلم.
وهذا هو نهج علمائنا الفضلاء فيما يقع بينهم فكم من خلاف وقع بين علماء الأمة ولم يورث تلك الشحناء والمهاترات التي نراها اليوم ونقاسي حرها ... والله المستعان
ومما دعاني للكتابة في هذا الباب بعد توقف طويل هو ما رأيته خلال مطالعتي لشبكة سحاب حيث أدهشني مقالاً لشيخنا الفاضل الشيخ ربيع المدخلي بعنوان: " خطورة الحدادية الجديدة وأوجه الشبه بينها وبين الرافضة "
والذي هو عبارة عن ردٍ على مقال نُشر في شبكة الأثري بعنوان: " لنا أعمالنا ولكم أعمالكم " للأخ الكريم: السحيمي الأثري فقيدت ملاحظات ووقفات على المقالين كليهما.
نبدأ بمقال الأخ السحيمي:
1-ظهور السب لأهل العلم واتهامهم بالكذب والإرجاء والتكفير والخبث والتمييع والتقليد الأعمى والحمق والغلو ونحو ذلك؛ وهذا لا يليق في حق المسلم عامة فضلاً عن أهل العلم منهم.
2-المبالغة في بعض الأمور كقوله عن الشيخ ربيع " ملأ لسانه سباً وشتماً "
3-عدم السماح عن الخصم والمخالف من أهل العلم وهذا خلاف الهدي النبوي من عدم الانتقام للنفس.
4-عدم ذكر نماذج وأمثلة في بعض الأمور التي تستدعي ذلك للتأكد من صحة هذا الحكم .
5-إساءة الظن بأهل العلم ورميهم بما ليس فيهم .
6-التساهل في الحلف على شيء لا يستحق ذلك وهذا لا ينبغي.
7-نسبة بعض الفجور إلى الشيخ ربيع ومن معه من طلاب العلم؛ هذا إن ثبت ذلك الفجور عن الشخص المتهم به ولكن على فرض صحته فكما قال تعالى ( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)(الأنعام: من الآية164).
وأما ملاحظاتي على مقال شيخنا والذي نحبه ونجلّه ولكن الحق أحب وأجلّ فهي:
1-ضخامة العنوان وعدم دلالة المضمون عليه كما يظهر ذلك لمن تأمله جيداً.
2-اتهام الشيخ فالح –حفظه الله- ومن معه من أهل العلم بالحدادية التي تفوق الحدادية القديمة، وكذلك بالتقية الشديدة التي تفوق تقية الرافضة، والسرية التامة التي لا يلحقهم فيها أي فرقة سرية أخرى وذلك لأنهم لم يفصحوا عن أسمائهم خلال كتاباتهم في الشبكة؛ وهذا لا يسلم للشيخ فإن في شبكة الأثري من يُصرح بالاسم الصريح وعلى رأسهم الشيخ فالح وغيره، ثم إن هذا العيب الذي يراه الشيخ ربيع قد وقع فيه جمعٌ من كتّاب شبكة سحاب التي يثني عليها الشيخ.
ثم هل هذا العمل يُعد تشبهاً بالرافضة ؟؟!
3-القياس مع الفارق في تشبيه منهج الشيخ فالح ومن معه من أهل العلم بالرافضة والباطنية بل يرى أنهم قد يفوقون ذلك أحياناً.
4-رمي أهل العلم بالكذب والخيانة والمكر والكيد .
5-رميهم بالتقليد المذموم والذي هو من أصول الرافضة كما يقول الشيخ .
قلت: وهل هذا التقليد خاص بهؤلاء الرفض أم عام في أهل الأهواء والبدع.
6-رمي الشيخ فالح ومن معه بمروقهم وخروجهم من المنهج السلفي وأنهم من ألد خصومه بل أشد خطراً عليه وعلى أهله من كل خصوم وطوائف أهل الضلال.
قلت: وهذا فيه من الخطورة ما فيه لمن تأمله من أهل العلم .
7-تحميل الكلام ما لا يحتمله كقوله بأنه رُمي بالرفض والصوفية ونحو ذلك بناءاً على كلماتٍ في مقال الأخ السحيمي. وهذا غير مفهوم لمن تأمل ذلك.
8-الوقوع في بعض ما حذر منه بل و أشد من سب واتهام ومبالغة وغلو والحكم على النّيات ونحو ذلك.
9-رمي شبكة الأثري بأنه يُنشر فيها ما يخجل منه الروافض وكل أهل الملل.
قلت: وهذا الخزي يشمل من كتب في هذا الموقع من أهل العلم الفضلاء.
10-عدم تحديد الشيخ لمنهج هؤلاء الحدادية الجدد الذين هم أشد من الحدادية قديماً وعرض الأمثلة والنماذج في ذلك.
فهذه مقتطفات من المقالين وليس على وجه الاستقراء ولكن ارجوا في هذه العُجالة أن تكون ذكرى وموعظة لكلا الشيخين ومحبيهم ونصرةً للمنهج السلفي وغَيْرةً عليه وتوضيحاً لبعض الحقائق التي قد تخفى على بعض الناشئة ممن ليس لديه تأصيل علمي كافٍ للتفريق بين المتشابهات..
كما أناشد أخواننا من الدعاة السلفيين وأهل العلم وطلاب العلم كبارهم وصغارهم بأن يقفوا موقفاً صحيحاً نحو هذه الفتنة بتوضيح الحق والتأدب مع الفريق الآخر بدلاً من الانقسام إلى حزبين كما هو حاصل اليوم ؛ فكلٌ على خير إن شاء الله ولا نزكي على الله أحداً ...
ولا ننسى في الختام أن نحث القائمين على الشبكتين المباركتين بنشر الخير والعلم النافع أكثر من نشرهم لبعض الردود غير العلمية التي تضر أكثر مما تنفع ..
والله تعالى أعلم...
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
أخوكم: أبو طارق عبدالرحمن العوفي
الخميس 19/3/1426هـ.
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
وبعد:
فإننا في زمنٍ كثُرت فيه الفتن وتكالبت فيه الأعداء من كل صوب على الإسلام عامة ومنهج أهل السنة والجماعة خاصة ومن أواخر تلك المصائب ما يحدث في هذه الآونة الحرجة من خلافات ونزاعات تجاوزت حدود أدب الخلاف الشرعي بكثير بين شيخين فاضلين بارزين في العلم في بداية الأمر وهما:
فضيلة شيخنا الشيخ ربيع بن هادي المدخلي وفضيلة الشيخ فالح بن نافع الحربي
بل وحصل مؤخرا بين غيرهما من أهل العلم والمنهج الحق مما يجعل المسلم في حيرة من أمره لاسيما الناشئة من الشباب السلفي فهم الضحية في الحقيقة ولعل تطور المشكلة والخلاف يتلخص في وجود مشجعين لكلا الطرفين على غرار تشجيع الأندية الرياضية إن لم يكن أكثر وذلك بالغلو في أحدهما والنيل من الآخر وهذا مخالف لمنهج وموقف المسلم من الخلاف بين أهل العلم وقد أشعلت نار هذه الفتنة على أيدي بعض الجهّال والمتعصبين لأحد الشيخين وكذلك من الوشاة والدخلاء على المنهج السلفي ؛ ولكن هذا لا يكون عذرا مقبولا لاستمرار هذه الفتنة لأنه بإمكان الشيخين الفاضلين إطفاء هذه النار بطرق شرعية لا تخفى عليهما غالباً وعلى أمثالهما من أهل العلم .
ولعل من أبرز هذه الطُرق:
•حصر المسائل المختلف فيها بينهما ثم عرضها على الكتاب والسنة بفهم علمائنا الكبار اليوم المعروفين بالمنهج الصحيح .
•عدم السماح لأحد من الطلاب وأمثالهم بالتدخل في هذا الخلاف لكي لا يزداد الشر.
•الإنصاف والأدب والاحترام للمخالف من أهل العلم.
وهذا هو نهج علمائنا الفضلاء فيما يقع بينهم فكم من خلاف وقع بين علماء الأمة ولم يورث تلك الشحناء والمهاترات التي نراها اليوم ونقاسي حرها ... والله المستعان
ومما دعاني للكتابة في هذا الباب بعد توقف طويل هو ما رأيته خلال مطالعتي لشبكة سحاب حيث أدهشني مقالاً لشيخنا الفاضل الشيخ ربيع المدخلي بعنوان: " خطورة الحدادية الجديدة وأوجه الشبه بينها وبين الرافضة "
والذي هو عبارة عن ردٍ على مقال نُشر في شبكة الأثري بعنوان: " لنا أعمالنا ولكم أعمالكم " للأخ الكريم: السحيمي الأثري فقيدت ملاحظات ووقفات على المقالين كليهما.
نبدأ بمقال الأخ السحيمي:
1-ظهور السب لأهل العلم واتهامهم بالكذب والإرجاء والتكفير والخبث والتمييع والتقليد الأعمى والحمق والغلو ونحو ذلك؛ وهذا لا يليق في حق المسلم عامة فضلاً عن أهل العلم منهم.
2-المبالغة في بعض الأمور كقوله عن الشيخ ربيع " ملأ لسانه سباً وشتماً "
3-عدم السماح عن الخصم والمخالف من أهل العلم وهذا خلاف الهدي النبوي من عدم الانتقام للنفس.
4-عدم ذكر نماذج وأمثلة في بعض الأمور التي تستدعي ذلك للتأكد من صحة هذا الحكم .
5-إساءة الظن بأهل العلم ورميهم بما ليس فيهم .
6-التساهل في الحلف على شيء لا يستحق ذلك وهذا لا ينبغي.
7-نسبة بعض الفجور إلى الشيخ ربيع ومن معه من طلاب العلم؛ هذا إن ثبت ذلك الفجور عن الشخص المتهم به ولكن على فرض صحته فكما قال تعالى ( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)(الأنعام: من الآية164).
وأما ملاحظاتي على مقال شيخنا والذي نحبه ونجلّه ولكن الحق أحب وأجلّ فهي:
1-ضخامة العنوان وعدم دلالة المضمون عليه كما يظهر ذلك لمن تأمله جيداً.
2-اتهام الشيخ فالح –حفظه الله- ومن معه من أهل العلم بالحدادية التي تفوق الحدادية القديمة، وكذلك بالتقية الشديدة التي تفوق تقية الرافضة، والسرية التامة التي لا يلحقهم فيها أي فرقة سرية أخرى وذلك لأنهم لم يفصحوا عن أسمائهم خلال كتاباتهم في الشبكة؛ وهذا لا يسلم للشيخ فإن في شبكة الأثري من يُصرح بالاسم الصريح وعلى رأسهم الشيخ فالح وغيره، ثم إن هذا العيب الذي يراه الشيخ ربيع قد وقع فيه جمعٌ من كتّاب شبكة سحاب التي يثني عليها الشيخ.
ثم هل هذا العمل يُعد تشبهاً بالرافضة ؟؟!
3-القياس مع الفارق في تشبيه منهج الشيخ فالح ومن معه من أهل العلم بالرافضة والباطنية بل يرى أنهم قد يفوقون ذلك أحياناً.
4-رمي أهل العلم بالكذب والخيانة والمكر والكيد .
5-رميهم بالتقليد المذموم والذي هو من أصول الرافضة كما يقول الشيخ .
قلت: وهل هذا التقليد خاص بهؤلاء الرفض أم عام في أهل الأهواء والبدع.
6-رمي الشيخ فالح ومن معه بمروقهم وخروجهم من المنهج السلفي وأنهم من ألد خصومه بل أشد خطراً عليه وعلى أهله من كل خصوم وطوائف أهل الضلال.
قلت: وهذا فيه من الخطورة ما فيه لمن تأمله من أهل العلم .
7-تحميل الكلام ما لا يحتمله كقوله بأنه رُمي بالرفض والصوفية ونحو ذلك بناءاً على كلماتٍ في مقال الأخ السحيمي. وهذا غير مفهوم لمن تأمل ذلك.
8-الوقوع في بعض ما حذر منه بل و أشد من سب واتهام ومبالغة وغلو والحكم على النّيات ونحو ذلك.
9-رمي شبكة الأثري بأنه يُنشر فيها ما يخجل منه الروافض وكل أهل الملل.
قلت: وهذا الخزي يشمل من كتب في هذا الموقع من أهل العلم الفضلاء.
10-عدم تحديد الشيخ لمنهج هؤلاء الحدادية الجدد الذين هم أشد من الحدادية قديماً وعرض الأمثلة والنماذج في ذلك.
فهذه مقتطفات من المقالين وليس على وجه الاستقراء ولكن ارجوا في هذه العُجالة أن تكون ذكرى وموعظة لكلا الشيخين ومحبيهم ونصرةً للمنهج السلفي وغَيْرةً عليه وتوضيحاً لبعض الحقائق التي قد تخفى على بعض الناشئة ممن ليس لديه تأصيل علمي كافٍ للتفريق بين المتشابهات..
كما أناشد أخواننا من الدعاة السلفيين وأهل العلم وطلاب العلم كبارهم وصغارهم بأن يقفوا موقفاً صحيحاً نحو هذه الفتنة بتوضيح الحق والتأدب مع الفريق الآخر بدلاً من الانقسام إلى حزبين كما هو حاصل اليوم ؛ فكلٌ على خير إن شاء الله ولا نزكي على الله أحداً ...
ولا ننسى في الختام أن نحث القائمين على الشبكتين المباركتين بنشر الخير والعلم النافع أكثر من نشرهم لبعض الردود غير العلمية التي تضر أكثر مما تنفع ..
والله تعالى أعلم...
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
أخوكم: أبو طارق عبدالرحمن العوفي
الخميس 19/3/1426هـ.