المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإيمان بالباطــــــــل


كيف حالك ؟

النبيل
04-27-2005, 11:56 AM
ذكر العلامة صالح بن فوزان الفوزان كلاما بديعا رصينا متينا عند شرحه لكتاب ( مسائل الجاهلية التي خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجاهلية )
مسألة : الإيمان بالباطل ، الإيمان بالجبت والطاغوت .
قال تعالى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً ) قال وفقه الله تعالى : لاحظ كيف أن الله قال : ( يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ) مع أن الأمر موافقة في الظاهر فقط ، وسماه إيمانا ، فدل على أن الموافقة للكفار على ماهم عليه من غير إكراه إيمان بما هم عليه ، ولو لم يعتقد بقلبه .
وهناك أناس الآن يقولون : إن الإنسان لايكفر ولو قال الكفر حتى يعتقده بقلبه ، فلو قال كلام الكفر من غير إكراه ، وفعل أفعال الكفار ، وسب الله ورسوله ، وفعل ما فعل ، فإنه لا يكفر عند هؤلاء حتى يعلم ما في قلبه ، وهذا مذهب غلاة المرجئة نسأل الله العافية والسلامة .
فالله وصف هؤلاء بأنهم ( يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ) مع أن ما حدث منهم هو موافقة في الظاهر ، وهم في قلوبهم يعتقدون أنهم خاطئون ، وأن محمداً صلى الله عليه وسلم على الحق ، لكن حملهم الكبر والحسد وعدواة الرسول أن يوافقهم في الظاهر ، وكفرهم الله بذلك .
وهذه دقيقة عظيمة من مسائل التكفير ، وفيها رد على من يقول : لا يكفر الإنسان مهما قال ، ومهما فعل ، ومهما أتى من الكفر ، ولو سب الله ورسوله ، حتى يعلم أنه في قلبه يوافق على هذا الشيء نسأل الله العافية والسلامة

12d8c7a34f47c2e9d3==