نادر
04-23-2005, 08:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد .
هذه كلمة كتبها الخطيب البغدادي في مقدمة كتابه ((شرف أصحاب الحديث)) انتصاراً لهم ورداً على من خالفهم ...
قال الخطيب البغدادي .
{ولو أن صاحب الرأي المذموم شغل بما ينفعه من العلوم ،وطلب سنن رسول رب العالمين ،واقتفى آثار الفقهاء والمحدثين ، لوجد في ذلك مايغنيه عن سواه ،واكتفى بالأثر عن رأيه الذي يراه ، لأن الحديث يشتمل على معرفة أصول التوحيد، وبيان ماجاء من وجوه الوعد والوعيد ، وصفات رب العالمين تعالى عن مقالات الملحدين – والإخبار عن صفة الجنة والنار، وما أعد الله فيها للمتقين والفجار ،وما خلق الله في الأراضين والسماوات وصنوف العجائب وعظيم الآيات ،وذكر الملائكة المقربين ،ونعت الصافين والمسبحين وفي الحديث قصص الأنبياء وأخبار الزهاد والأولياء ،ومواعظ البلغاء وكلام الفقهاء ،وسير ملوك العرب والعجم ،وأقاصيص المتقدمين من الأمم ،وشرح مغازي الرسول صلى الله عليه وسلم وسراياه ، وجمل أحكامه وقضاياه ،وخطبه وعظاته، وأعلامه ومعجزاته ، وعدة أزواجه وأولاده ، وأصهاره وأصحابه وذكر فضائلهم ومآثرهم ،وشرح أخبارهم ومناقبهم ،ومبلغ أعمرهم ، وبيان أنسابهم . وفيه تفسير القرآن العظيم ، ومافيه من النبأ والذكر الحكيم ، وأقاويل الصحابة في الأحكام المحفوظة عنهم ، وتسمية من ذهب لقول كل واحد منهم من الأئمة الخالفين والفقهاء المجتهدين . وقد جعل الله أهله أركان الشريعة ، وهدم بهم كل بدعة شنيعة فهم أُمناء الله في خلقه ، والواسطة بين النبي صلى الله عليه وسلم وأُمته ، والمجتهدون في حفظ ملته، وأنوارهم زاهرة ، وفضائلهم سائرة، وآياتهم باهرة ، ومذاهبهم ظاهرة ،وحججهم قاهرة ، وكل فئة تتحيز إلى هوى ترجع إليه وتستحسن رأياً تعكف عليه سوى أصحاب الحديث ، فإن الكتاب عدتهم ، والسنة حجتهم ، والرسول فئتهم ، وإليه نسبتهم ،لا يعرجون على الأهواء ، ولا يلتفتون إلى الآراء ، يقبل منهم ما رووه عن الرسول ، وهم المأمونون عليه العدول حفظة الدين وخزنته ، وأوعية العلم وحملته ، إذا أُختلف في حديث كان إليهم الرجوع ، فما حكموا به فهو المقبول المسموع ، منهم كل عالم فقيه ، وإمام رفيع نبيه ، وزاهد في قبيلة ، ومخصوص بفضيلة ، وقارئ متقن وخطيب محسن ، وهم الجمهور العظيم ، وسبيلهم السبيل المستقيم ، وكل مبتدع باعتقادهم يتظاهر، وعلى الإفصاح بغير مذاهبهم لا يتجاسر ، من كادهم قصمه الله، ومن عاندهم خذله الله ، لا يضرهم من خذلهم ، ولا يفلح من اعتزلهم ، المحتاط لدينه إلى إرشادهم فقير ، وبصر الناظر بالسوء إليهم حسير، وإن الله على نصرهم لقدير .}وروى أيضاً بسنده عن علي بن المديني أنه قال : (( هم أهل الحديث والذين يتعاهدون مذاهب الرسول ، ويذبون عن العلم ، لولاهم لم تجد عند المعتزلة والرافضة والجهمية وأهل الأرجاء والرأي شيئاً من السنن))
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد .
هذه كلمة كتبها الخطيب البغدادي في مقدمة كتابه ((شرف أصحاب الحديث)) انتصاراً لهم ورداً على من خالفهم ...
قال الخطيب البغدادي .
{ولو أن صاحب الرأي المذموم شغل بما ينفعه من العلوم ،وطلب سنن رسول رب العالمين ،واقتفى آثار الفقهاء والمحدثين ، لوجد في ذلك مايغنيه عن سواه ،واكتفى بالأثر عن رأيه الذي يراه ، لأن الحديث يشتمل على معرفة أصول التوحيد، وبيان ماجاء من وجوه الوعد والوعيد ، وصفات رب العالمين تعالى عن مقالات الملحدين – والإخبار عن صفة الجنة والنار، وما أعد الله فيها للمتقين والفجار ،وما خلق الله في الأراضين والسماوات وصنوف العجائب وعظيم الآيات ،وذكر الملائكة المقربين ،ونعت الصافين والمسبحين وفي الحديث قصص الأنبياء وأخبار الزهاد والأولياء ،ومواعظ البلغاء وكلام الفقهاء ،وسير ملوك العرب والعجم ،وأقاصيص المتقدمين من الأمم ،وشرح مغازي الرسول صلى الله عليه وسلم وسراياه ، وجمل أحكامه وقضاياه ،وخطبه وعظاته، وأعلامه ومعجزاته ، وعدة أزواجه وأولاده ، وأصهاره وأصحابه وذكر فضائلهم ومآثرهم ،وشرح أخبارهم ومناقبهم ،ومبلغ أعمرهم ، وبيان أنسابهم . وفيه تفسير القرآن العظيم ، ومافيه من النبأ والذكر الحكيم ، وأقاويل الصحابة في الأحكام المحفوظة عنهم ، وتسمية من ذهب لقول كل واحد منهم من الأئمة الخالفين والفقهاء المجتهدين . وقد جعل الله أهله أركان الشريعة ، وهدم بهم كل بدعة شنيعة فهم أُمناء الله في خلقه ، والواسطة بين النبي صلى الله عليه وسلم وأُمته ، والمجتهدون في حفظ ملته، وأنوارهم زاهرة ، وفضائلهم سائرة، وآياتهم باهرة ، ومذاهبهم ظاهرة ،وحججهم قاهرة ، وكل فئة تتحيز إلى هوى ترجع إليه وتستحسن رأياً تعكف عليه سوى أصحاب الحديث ، فإن الكتاب عدتهم ، والسنة حجتهم ، والرسول فئتهم ، وإليه نسبتهم ،لا يعرجون على الأهواء ، ولا يلتفتون إلى الآراء ، يقبل منهم ما رووه عن الرسول ، وهم المأمونون عليه العدول حفظة الدين وخزنته ، وأوعية العلم وحملته ، إذا أُختلف في حديث كان إليهم الرجوع ، فما حكموا به فهو المقبول المسموع ، منهم كل عالم فقيه ، وإمام رفيع نبيه ، وزاهد في قبيلة ، ومخصوص بفضيلة ، وقارئ متقن وخطيب محسن ، وهم الجمهور العظيم ، وسبيلهم السبيل المستقيم ، وكل مبتدع باعتقادهم يتظاهر، وعلى الإفصاح بغير مذاهبهم لا يتجاسر ، من كادهم قصمه الله، ومن عاندهم خذله الله ، لا يضرهم من خذلهم ، ولا يفلح من اعتزلهم ، المحتاط لدينه إلى إرشادهم فقير ، وبصر الناظر بالسوء إليهم حسير، وإن الله على نصرهم لقدير .}وروى أيضاً بسنده عن علي بن المديني أنه قال : (( هم أهل الحديث والذين يتعاهدون مذاهب الرسول ، ويذبون عن العلم ، لولاهم لم تجد عند المعتزلة والرافضة والجهمية وأهل الأرجاء والرأي شيئاً من السنن))