أبو مالك العدني
11-09-2003, 01:01 AM
الشيخ / حمد بن فارس بن محمد بن فارس المتوفى سنة 1345 هـ أخذ الشيخ عنه علم الفرائض والحساب ، وكان الشيخ حمد - رحمه الله - من أبرز العلماء في وقته بالفرائض والحساب والعربية ، بل هو أنحى أهل نجد في زمانه ، وهاك ترجمته موسعة :
هو الشيخ حمد بن فارس بن محمد بن فارس بن عبد العزيز بن محمد بن الشيخ إسماعيل بن رميح بن جبر بن عبد الله بن حماد بن عريض بن محمد بن عيسى بن عرينة العرني التيمي الربابي ، فهو فخذ العرينات الذين هم بطن من تيم الذين هم قبيلة من قبائل الرباب ، والرباب تتألف من سبع قبائل هي : تيم وعدي وثور وعكل ومزينة وعوف وأشيب .
والرباب هم بنو عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار معد بن عدنان ، وهم أبناء عم تميم بن مر بن أد بن طابخة . . . إلخ النسب .
والمشهود عند أهل نجد أن العرينات من قبيلة ( سُبَيْع ) تصغير سبع ، ولكن هذه النسبة بالحلف فقط ، فهم أحلاف لسبيع لا منهم .
كما أن أبناء عمهم بني ثور ، ينسبون إلى سبيع ، وهم من الرباب أيضا ، وأصل بلد المترجَم - بلدة العطار - من مقاطعة سدير ، ونسب المترجَم كما تقدم يتصل بنسب الشيخ إسماعيل بن رميح العالم المشهور صاحب المجموع بـ ( مجموع ابن رميح ) ، فهو ابن عم آل رميح الموجودين في بلدة العطار .
وقد وُلِدَ المترجَم عام 1263 هـ ، وكان والده الشيخ فارس من أهل العلم ، فنشأ نشأة طيبة ، ورباه تربية صالحة ، فلازمه ملازمة تامة حتى حفظ عليه القرآن الكريم ، وقرأ عليه في علم الفرائض والحساب ومبادئ العلوم .
ثم شرع في القراءة على العالم الخطيب الواعظ الشيخ عبد الله بن حسين المخضوب الهاجري القحطاني قاضي الخرج ، ثم سافر إلى الرياض للتزود من العلم ، فقرأ على العلامة الكبير الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن وعلى غيره ، حتى أدرك وحصل كثيرا من العلوم الشرعية والعربية ، لا سيما النحو ، فقد صار أنحى أهل زمانه في نجد ، فعرف في هذا الباب من العلم حتى صار مرجع العلماء وطلابه في علوم العربية ، كما أن له اطلاعا جيدا في علم سير الفلك وحسابه وأوقاته وبروجه ومنازله .
ثم عينه الإمام عبد الله الفيصل على بيت المال يوم كانت هذه الوظيفة كوزارة المالية في العهد الحاضر ، كما عينه مديرا لأوقاف آل سعود ينفذها في أعمال البر والإحسان ، فحمدت سيرته في ذلك ، حيث برَّ الفقراء وواسى المساكين وأجرى إنفاق هذه الأموال في مجاريها الشرعية النافعة ، واستمر في هذا العمل أيضا في ولاية الإمام عبد الرحمن الفيصل وصَدْرا من حكم الملك عبد العزيز ، حتى إذا توسعت الأعمال وتحددت المسئوليات أصبح هذا العمل الآن وزارة من أكبر الوزارات .
وكان المترجَم مع عمله عاكفا ومقيما على التدريس في مسجد الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في - حي دخنة - فحف به الطلاب وأقبلوا عليه وتتلمذوا على يديه ، فاستفادوا منه ، حتى تخرج عليه الفوج بعد الفوج ، وأغلبهم من كبار العلماء ، فمن مشاهير تلاميذه :
سماحة الشيخ عبد الله بن حسن ، وسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم ، وسماحة الشيخ عمر بن حسن ، والشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم ، والشيخ محمد بن عبد اللطيف ، والشيخ سليمان بن سحمان ، والشيخ عبد الله العنقري ، والشيخ عبد الرحمن بن عودان ، والشيخ محمد بن علي البيز والشيخ عبد الله بن زاحم ، والشيخ محمد الشاوي ، والشيخ سعد بن رشود ، والشيخ محمد بن عبد العزيز بن رشيد أحد علماء بلدة الرس وقضاتها وغيرهم من كبار علماء نجد .
وجمع المترجَم مكتبة خاصة كبيرة غنية بنفائس المخطوطات آلت بعد وفاته إلى ابنه محمد ، وقد توفي ابنه فلا ندري ماذا كان مصيرها .
وكان المترجَم مع علمه دينا متعبدا كثير الصيام والقيام ، ولم يزل على حالته الحميدة وسيرته المرضية حتى توفي في مدينة الرياض بعد العصر من اليوم الثامن والعشرين من شهر جمادى الآخرة عام 1345 هـ ، وصلي عليه في جامع الرياض ، وحضر جنازته حشد كبير من المسلمين ، فيهم الأمراء والأعيان ، وصلي عليه صلاة الغائب في أنحاء المملكة ، وله الآن أحفاد في الرياض . فرحمه الله تعالى .
* وقد ترجم له الشيخ سليمان بن حمدان ، ومن خطه نقلت فقال : ( الشيخ حمد بن فارس بن محمد بن رميح تصغير رمح النجدي الحنبلي ، وهو شيخنا الإمام العالم العلامة النحوي الفرضي الحيسوب الفلكي الفقيه الوجيه ، وُلد سنة ثلاث وستين ومائتين وألف تقريبا ، أخبرني بذلك عنه ابنه محمد ، فنشأ على يد والده فهذّبه ورباه تربية طيبة ولازمه ملازمة تامة ، فتخصص عليه في علم الفرائض والحساب وغيرها من العلوم ، وقرأ على الشيخ عبد الله بن حسين المخضوب صاحب الخطب وعلى الشيخ العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن أخذ عنه علم النحو وغيره ، وتفقه به ، وأخذ عن جملة من الأكابر حتى اشتهر وأصبح سيبويه زمانه في علم النحو ، وصار مرجعا لطلاب العلم ، وضربت للأخذ عنه أكباد الإبل من أطراف نجد ، وكان مداوما على التعليم في مسجد الشيخ عبد الله بعد صلاة الصبح إلى الساعة الرابعة نهارا ، لا يُخِلّ بذلك ، وكان كثير الصيام قلَّ أن تراه مفطرا ، وكان ملازما على الصف الأول خلف الإمام ، كثير الأوراد والأذكار ، مهيبا عند الخاص والعام ، طويلا نحيف الجسم ، يخضب بالحناء .
تولى حفظ بيت المال للإمام عبد الله آل فيصل ثم للإمام عبد الرحمن ، ثم للملك عبد العزيز ، فباشره بعفة ونزاهة تامة ، وكان يواسي الفقراء من طلبة العلم وغيرهم من بيت المال ، ويعطيهم ما يقوم بكفايتهم منه .
وقد تخرج به خلق كثير لا يحصون ، ولما قدمت الرياض قرأت عليه جملة من كتاب الروض المربع شرح زاد المستقنع ، وملحة الإعراب ، وبعض ألفية ابن مالك ، وبعض الرحبية .
وتوفي رحمه الله في الساعة العاشرة بعد العصر الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين وثلاثمائة وألف ، وقد كفّ بصره قبل وفاته ، وصلي عليه في جامع الرياض ، وأم الناس في الصلاة عليه شيخنا محمد بن عبد اللطيف ، وشيَّعه خلق كثير من الأعيان والأمراء ، ودفن في مقبرة العود ، وصلي عليه صلاة الغائب في مكة والمدينة والطائف وجدة ، وتأسف الناس على فقده رحمه الله ، ولم يخل من الأولاد سوى ابنه محمد ) . انتهى .
كما ترجم له مطلق بن صالح في تاريخه المخطوط فقال : ( وفي رجب سنة 1345 هـ توفي الشيخ العالم المتبحر في العلوم حمد بن فارس طيب الله ثراه ، وجعل الجنة مثواه ، وكان رحمه الله تعالى وأفاض عليه سحب رضوانه هو الذي إليه بيت مال المسلمين يجبي ويدفع إليه ذلك ويفرق على جميع بلدان المسلمين ، وكان على حالة مُرْضِيَة ، وطريقة من الزهد مرضية ، وكان عن ذلك المال والأقل منه متعففا ، بل يأكل منه بالمعروف ، ولمَّا توفي رحمه الله تعالى وُجِد عليه من الدين تسعون ألف ريال ، فأدَّاها عنه الإمام عبد العزيز ، أيَّده الله بالعز والإقبال ) اهـ .
هو الشيخ حمد بن فارس بن محمد بن فارس بن عبد العزيز بن محمد بن الشيخ إسماعيل بن رميح بن جبر بن عبد الله بن حماد بن عريض بن محمد بن عيسى بن عرينة العرني التيمي الربابي ، فهو فخذ العرينات الذين هم بطن من تيم الذين هم قبيلة من قبائل الرباب ، والرباب تتألف من سبع قبائل هي : تيم وعدي وثور وعكل ومزينة وعوف وأشيب .
والرباب هم بنو عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار معد بن عدنان ، وهم أبناء عم تميم بن مر بن أد بن طابخة . . . إلخ النسب .
والمشهود عند أهل نجد أن العرينات من قبيلة ( سُبَيْع ) تصغير سبع ، ولكن هذه النسبة بالحلف فقط ، فهم أحلاف لسبيع لا منهم .
كما أن أبناء عمهم بني ثور ، ينسبون إلى سبيع ، وهم من الرباب أيضا ، وأصل بلد المترجَم - بلدة العطار - من مقاطعة سدير ، ونسب المترجَم كما تقدم يتصل بنسب الشيخ إسماعيل بن رميح العالم المشهور صاحب المجموع بـ ( مجموع ابن رميح ) ، فهو ابن عم آل رميح الموجودين في بلدة العطار .
وقد وُلِدَ المترجَم عام 1263 هـ ، وكان والده الشيخ فارس من أهل العلم ، فنشأ نشأة طيبة ، ورباه تربية صالحة ، فلازمه ملازمة تامة حتى حفظ عليه القرآن الكريم ، وقرأ عليه في علم الفرائض والحساب ومبادئ العلوم .
ثم شرع في القراءة على العالم الخطيب الواعظ الشيخ عبد الله بن حسين المخضوب الهاجري القحطاني قاضي الخرج ، ثم سافر إلى الرياض للتزود من العلم ، فقرأ على العلامة الكبير الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن وعلى غيره ، حتى أدرك وحصل كثيرا من العلوم الشرعية والعربية ، لا سيما النحو ، فقد صار أنحى أهل زمانه في نجد ، فعرف في هذا الباب من العلم حتى صار مرجع العلماء وطلابه في علوم العربية ، كما أن له اطلاعا جيدا في علم سير الفلك وحسابه وأوقاته وبروجه ومنازله .
ثم عينه الإمام عبد الله الفيصل على بيت المال يوم كانت هذه الوظيفة كوزارة المالية في العهد الحاضر ، كما عينه مديرا لأوقاف آل سعود ينفذها في أعمال البر والإحسان ، فحمدت سيرته في ذلك ، حيث برَّ الفقراء وواسى المساكين وأجرى إنفاق هذه الأموال في مجاريها الشرعية النافعة ، واستمر في هذا العمل أيضا في ولاية الإمام عبد الرحمن الفيصل وصَدْرا من حكم الملك عبد العزيز ، حتى إذا توسعت الأعمال وتحددت المسئوليات أصبح هذا العمل الآن وزارة من أكبر الوزارات .
وكان المترجَم مع عمله عاكفا ومقيما على التدريس في مسجد الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في - حي دخنة - فحف به الطلاب وأقبلوا عليه وتتلمذوا على يديه ، فاستفادوا منه ، حتى تخرج عليه الفوج بعد الفوج ، وأغلبهم من كبار العلماء ، فمن مشاهير تلاميذه :
سماحة الشيخ عبد الله بن حسن ، وسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم ، وسماحة الشيخ عمر بن حسن ، والشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم ، والشيخ محمد بن عبد اللطيف ، والشيخ سليمان بن سحمان ، والشيخ عبد الله العنقري ، والشيخ عبد الرحمن بن عودان ، والشيخ محمد بن علي البيز والشيخ عبد الله بن زاحم ، والشيخ محمد الشاوي ، والشيخ سعد بن رشود ، والشيخ محمد بن عبد العزيز بن رشيد أحد علماء بلدة الرس وقضاتها وغيرهم من كبار علماء نجد .
وجمع المترجَم مكتبة خاصة كبيرة غنية بنفائس المخطوطات آلت بعد وفاته إلى ابنه محمد ، وقد توفي ابنه فلا ندري ماذا كان مصيرها .
وكان المترجَم مع علمه دينا متعبدا كثير الصيام والقيام ، ولم يزل على حالته الحميدة وسيرته المرضية حتى توفي في مدينة الرياض بعد العصر من اليوم الثامن والعشرين من شهر جمادى الآخرة عام 1345 هـ ، وصلي عليه في جامع الرياض ، وحضر جنازته حشد كبير من المسلمين ، فيهم الأمراء والأعيان ، وصلي عليه صلاة الغائب في أنحاء المملكة ، وله الآن أحفاد في الرياض . فرحمه الله تعالى .
* وقد ترجم له الشيخ سليمان بن حمدان ، ومن خطه نقلت فقال : ( الشيخ حمد بن فارس بن محمد بن رميح تصغير رمح النجدي الحنبلي ، وهو شيخنا الإمام العالم العلامة النحوي الفرضي الحيسوب الفلكي الفقيه الوجيه ، وُلد سنة ثلاث وستين ومائتين وألف تقريبا ، أخبرني بذلك عنه ابنه محمد ، فنشأ على يد والده فهذّبه ورباه تربية طيبة ولازمه ملازمة تامة ، فتخصص عليه في علم الفرائض والحساب وغيرها من العلوم ، وقرأ على الشيخ عبد الله بن حسين المخضوب صاحب الخطب وعلى الشيخ العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن أخذ عنه علم النحو وغيره ، وتفقه به ، وأخذ عن جملة من الأكابر حتى اشتهر وأصبح سيبويه زمانه في علم النحو ، وصار مرجعا لطلاب العلم ، وضربت للأخذ عنه أكباد الإبل من أطراف نجد ، وكان مداوما على التعليم في مسجد الشيخ عبد الله بعد صلاة الصبح إلى الساعة الرابعة نهارا ، لا يُخِلّ بذلك ، وكان كثير الصيام قلَّ أن تراه مفطرا ، وكان ملازما على الصف الأول خلف الإمام ، كثير الأوراد والأذكار ، مهيبا عند الخاص والعام ، طويلا نحيف الجسم ، يخضب بالحناء .
تولى حفظ بيت المال للإمام عبد الله آل فيصل ثم للإمام عبد الرحمن ، ثم للملك عبد العزيز ، فباشره بعفة ونزاهة تامة ، وكان يواسي الفقراء من طلبة العلم وغيرهم من بيت المال ، ويعطيهم ما يقوم بكفايتهم منه .
وقد تخرج به خلق كثير لا يحصون ، ولما قدمت الرياض قرأت عليه جملة من كتاب الروض المربع شرح زاد المستقنع ، وملحة الإعراب ، وبعض ألفية ابن مالك ، وبعض الرحبية .
وتوفي رحمه الله في الساعة العاشرة بعد العصر الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين وثلاثمائة وألف ، وقد كفّ بصره قبل وفاته ، وصلي عليه في جامع الرياض ، وأم الناس في الصلاة عليه شيخنا محمد بن عبد اللطيف ، وشيَّعه خلق كثير من الأعيان والأمراء ، ودفن في مقبرة العود ، وصلي عليه صلاة الغائب في مكة والمدينة والطائف وجدة ، وتأسف الناس على فقده رحمه الله ، ولم يخل من الأولاد سوى ابنه محمد ) . انتهى .
كما ترجم له مطلق بن صالح في تاريخه المخطوط فقال : ( وفي رجب سنة 1345 هـ توفي الشيخ العالم المتبحر في العلوم حمد بن فارس طيب الله ثراه ، وجعل الجنة مثواه ، وكان رحمه الله تعالى وأفاض عليه سحب رضوانه هو الذي إليه بيت مال المسلمين يجبي ويدفع إليه ذلك ويفرق على جميع بلدان المسلمين ، وكان على حالة مُرْضِيَة ، وطريقة من الزهد مرضية ، وكان عن ذلك المال والأقل منه متعففا ، بل يأكل منه بالمعروف ، ولمَّا توفي رحمه الله تعالى وُجِد عليه من الدين تسعون ألف ريال ، فأدَّاها عنه الإمام عبد العزيز ، أيَّده الله بالعز والإقبال ) اهـ .