المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اشكالات ترد على قلب الشباب


كيف حالك ؟

السلفيه
11-07-2003, 09:59 PM
بسم الله الرحمن الحيم

القلب الميت لا ترد عليه الهواجس والوساوس المنافية للدين ، لأنه قلب ميت هالك لا يريد الشيطان منه أكثر مما هو عليه ، ولذلك قيل لابن مسعود أو ابن عباس : إن اليهود يقولون : إنهم لا يوسوسون في صلاتهم أي لا تصيبهم الهواجس ، فقال : صدقوا ، وما يصنع الشيطان بقلب خراب . أما إذا كان القلب حياً وفيه شئ من الإيمان فإن الشيطان يهاجمه مهاجمة لا هوادة فيها ولا ركود ، فيقذف عليه الوساوس المناقضة لدينه ما هو من أعظم المهلكات لو استسلم له العبد. حتى إنه يحاول أن يشككه في ربه وفي دينه وعقيدته لدينه ما هو من أعظم المهلكات لو استسلم له العبد. حتى إنه يحاول أن يشككه في ربه وفي دينه وعقيدته ، فإن وجد في القلب ضعفاً وانهزاماً استولى عليه حتى يخرجه من الدين ، وإن وجد في القلب قوة ومقاومة انهزم الشيطان مدبراً خاسئاً وهو حقير . وهذه الوساوس التي يلقيها الشيطان في القلب لا تضره إذا استعمل المرء العلاج الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها . فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم جاءه رجل فقال : أحدث نفسي بالشيء لأن أكون حممه ـ أي فحمه ـ أحب إليّ من أن أتكلم به . فقال النبي صلي الله عليه وسلم : الحمد لله الذي رد كيده ـ الشيطان ـ إلي الوسوسة ( رواه أبو داود ) . وجاء ناس من الصحابة فقالوا : يا رسول الله : إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به أي يراه عظيماً فقال النبي صلي الله عليه وسلم : (( أوجدتموه )) . قالوا : نعم . قال : (( ذاك صريح الإيمان )) رواه مسلم . ومع كونه صريح الإيمان ، أن هذه الوسوسة الطارئة وإنكاركم إياها وتعاظمكم لها لا تضر إيمانكم شيئاً بل هي دليل علي أن إيمانكم صريح لا يشوبه نقص . وقال صلي الله عليه وسلم :(( يأتي الشيطان أحدكم فيقول : من خلق كذا ؟ من خلق كذا ؟ حتى يقول : من خلق ربك ؟ فإذا بلغه ـ أي وصل إلي هذا الحد ـ فليستعذ بالله ولينته )) رواه البخاري ومسلم ، وفي حديث آخر : (( فليقل : آمنت بالله ورسوله )) . وفي حديث رواه أبو داود قال : (( قولوا : الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفواً أحد . ثم ليتفل عن يساره ثلاثاً وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم )). ففي هذه الأحاديث وصف الصحابة رضي الله عنهم المرض للنبي صلي الله عليه وسلم فوصف لهم العلاج في أربعة أشياء :

الأول: الانتهاء عن هذه الوساوس ، يعنى الإعراض عنها بالكلية وتناسيها حتى كأنها لم تكن ، والاشتغال عنها بالأفكار السليمة .

الثاني : الاستعاذة منها ومن الشيطان الرجيم .

الثالث : أن يقول : آمن بالله ورسوله .

الرابع : أن يقول : الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد ولم يكن له
كفواً أحد . ويتفل عن يساره ثلاثاً ويقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

حيرة في القدر:

القدر من جملة الأمور التي ترد علي الشباب ويقف منها حيران مسألة القدر ؛ لأن الإيمان بالقدر أحد أركان الإيمان التي لا يتم إلا بها ، وذلك بأن يؤمن بأن الله سبحانه عالم بما يكون في السموات والأرض ومقدر له كما قال سبحانه :(أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (الحج:70) . وقد نهى النبي صلي الله عليه وسلم عن التنازع والجدال في القدر ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : خرج علينا رسول الله صلي الله عليه وسلم ونحن نتنازع في القدر فغضب حتى احمر وجهه فقال : أبهذا أمرتم أم بهذا أرسلت إليكم ؟ ! إنما هلك من كان قلبكم حين تنازعوا في هذا الأمر . عزمت عليكم أن لا تتنازعوا فيه ) .. رواه الترمذي . والخوض في القدر والتنازع فيه يوقع المرء في متاهات لا يستطيع الخروج منها ، وطريق السلامة أن تحرص علي الخير وتسعي فيه كما أمرت ؛ لأن الله سبحانه أعطاك عقلاً وفهماً وأرسل إليك الرسل وأنزل معهم الكتب (َ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيما)(النساء: من الآية165) . ولما حدث النبي صلي الله عليه وسلم أصحابه : (( بأنه ما من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار )) قالوا : يا رسول الله أفلا نتكل علي كتابنا وندع العمل . قال : اعملوا فكل ميسر لما خلق له ، أما من أهل السعادة فييسر لعمل أهل السعادة ، وأما من كان من أهل الشقاوة فييسر لعمل أهل الشقاوة )) . ثم قرأ رسول الله صلي الله عليه وسلم : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى* وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى*وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى*فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى) (الليل :5-10) الآية .

. والذي يرد علي مسألة القدر عند بعض الناس إشكالان : أحدهما : أن الإنسان يرى أنه يفعل الشيء باختياره ويتركه باختياره يدون أن يحس بإجباره له علي الفعل أو الترك ، فكيف يتفق ذلك مع الإيمان بأن كل شئ بقضاء الله وقدره ؟
والجواب علي ذلك : أننا إذا تأملنا فعل العبد وحركته وجدناه ناتجاً عن أمرين إرادة أي اختيار للشيء وقدرة ، ولولا هذان الأمران لم يوجد فعل . والإرادة والقدرة كلتاهما من خلق الله سبحانه ؛ لأن الإرادة من القوة العقلية والقدرة من القوة الجسمية ولو شاء الله لسلب الإنسان العقل فأصبح لا إرادة له أو سلبه القدرة ، فأصبح العمل مستحيلاً عليه . فإذا عزم الإنسان علي العمل ونفذه علمنا يقيناً أن الله قد أراده وقدره ، وإلا لصرف همته عنه أو أوجد مانعاً يحول بينه وبين القدرة علي تنفيذه. وقد قيل لأعرابي: بم عرفت الله؟ فقال بنقض العزائم وصرف الهمم .

الإشكال الثاني : الذي يأتي في مسألة القدر عن بعض الناس ، أن الإنسان يعذب علي فعل المعاصي ، فكيف يعذب عليها وهي مكتوبة عليه ، ولا يمكن أن يتخلص من الأمر المكتوب عليه؟
. والجواب علي ذلك أن نقول : إذا قلت هذا فقل أيضاً : إن الإنسان يثاب علي فعل الطاعات ، فكيف يثاب عليها وهي مكتوبة عليه ؟ ! ولا يمكن أن يتخلص من الأمر المكتوب عليه ، وليس من العدل أن تجعل القدر حجة في جانب المعاصي ولا تجعله حجة في حانب الطاعات . وجواب ثان : إن الله أبطل هذه الحجة في القرآن وجعلها من القول بلا علم فقال تعالى(الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تخرصون)(الأنعام:148)
، ثم أمر الله نبيه أن يتحداهم بإقامة البرهان علي صحة حجتهم ، وبين انه لا حجة لهم في ذلك . وجواب ثالث : أن نقول : إن القدر سر مكتوم لا يعلمه إلا الله حتى يقع ، فمن أين للعاصي العلم بان الله كتب عليه المعصية حتى يقدم عليها ؟ أفليس من الممكن أن يكون قد كتبت له الطاعة ، فلماذا لا يحل بدل إقدامه علي المعصية أن يقدم علي الطاعة ويقول : إن الله قد كتب لي أن أطيع . وجواب رابع : إن الله قد فضل الإنسان بما أعطاه من عقل وفهم وأنزل عليه الكتب وأرسل إليه الرسل وبين له النافع من الضار وأعطاه إرادة وقدرة يستطيع بهما أن يسلك إحدى الطريقين. ، فليسلك الإنسان طريق الخير ولا يخدعن نفسه بسلوك طريق الشر بحجة أن الله كتبه عليه . ونحن نرى كل إنسان قادر علي كسب المعيشة نراه يضرب كل طريق لتحصيلها ولا يجلس في بيته ويدع الكسب احتجاجاً بالقدر . إذن فما الفرق بين السعي للدنيا والسعي في طاعة الله ؟ لماذا تجعل القدر حجة لك علي ترك الطاعة ؛ ولا تجعله حجة لك علي ترك العمل للدنيا . إن الأمر من الوضوح يمكننا ولكن الهوى يعمي ويصم.

من كتاب مشكلات الشباب للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله

الكاسر
11-07-2003, 10:41 PM
جزاك الله خير وبارك الله فيك

صخر
11-07-2003, 10:50 PM
رحم الله امامنا العلامة ابن عثيمين واسكنه فسيح جناته

رحمه الله رحمة واسعة

مزيدا من الدرر يا سلفية وجزاك الله خيرا

السلفيه
04-30-2005, 12:20 AM
للرفع .......

بنت الاسلام
05-10-2005, 09:21 PM
جزاك الله خير

12d8c7a34f47c2e9d3==