المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على شبهة أننا إذا ألحقنا الخوارج بالمرجئة من أجل القاسم المشترك بينهم، أنه يلزم


كيف حالك ؟

أبو عبد الله أكرم الليبي
04-11-2005, 12:33 AM
الرد على شبهة أننا إذا ألحقنا الخوارج بالمرجئة من أجل القاسم المشترك بينهم، أنه يلزم إلحاق أهل السنة بالخوارج من أجل القاسم المشترك بينهم.

الحمد لله القائل في كتابه : ( ونقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق...) والصلاة والسلام على رسوله محمد القائل: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك. رواه مسلم
أما بعد :
أولا ذكر كلام أهل العلم في مسألة الخوارج هم المرجئة:
1- قال الإمام أحمد- رحمه الله- : (الخوارج هم المرجئة). (السنة ،ص74 )
2- قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- : وأصل نزاع هذه الفرق في الإيمان من الخوارج والمرجئة والمعتزلة والجهمية وغيرهم ، أنهم جعلوا الإيمان شيئاً واحداً إذا زال بعضه زال جميعه ، وإذا ثبت بعضه ثبت جميعه فلم يقولوا بذهاب بعضه وبقاء بعضه ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلَّم : " يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من الإيمان " ا.هـ ( 7 / 510).
3- وقال الشهرستاني في الملل والنحل: ( والمرجئة أقسام أربعة: مرجئة الخوارج، ومرجئة القدرية، ومرجئة الجبرية، وكذلك الغيلانية أصحاب غيلان الدمشقي أول من أحدث القول بالقدر والإرجاء...").
4- وقال الشيخ العلامة الشيخ ابن باز- رحمه الله- في شرح العقيدة الواسطية، الشريط الثالث، الوجه الثاني، تسجيلات البردين الإسلامية، الرياض:
(( فصل الإيمان ))
قوله: "... فهذا بحث عظيم من عقائد أهل السنة والجماعة: أن الإيمان قول، قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح هذا الذي عليه أهل السنة والجماعة خلافاً للمرجئة من المعتزلة والخوارج، المرجئة هم الخوارج – أيضاً -؛ لكن الخوارج يوافقون على هذا، لكن عندهم لا يزيد ولا ينقص، وهكذا المعتزلة عندهم لا يزيد ولا ينقص، بل إما أن يوجد كله أو يذهب كله، ولهذا كفروا بالمعاصي وخلدوهم ( العصاة ) في النار، والمعتزلة وافقتهم على ذلك في حكم الآخرة، وجعلوا العاصي مخلداً في النار، والمرجئة أخرجوا العمل من الإيمان: فقالوا إنه قول فقط أو تصديق فقط أو تصديق وقول وكل الطوائف المذكورة كلها غالطة وضالة عن السبيل.
والصواب الذي عليه أهل السنة والجماعة أنه قول وعمل: قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح...". اهـ .
5- وقال الشيخ العلامة فالح الحربي: "...أن الخوارج يتهمون أهل السنة بالإرجاء ، يقولون عنهم مرجئة وهم أولى بهذا الوصف .... “ اهـ .
6- وقال الشيخ العلامة زيد بن هادي في كتابه الجوبة السديدة:" من أصناف المرجئة الخوارج...". اهـ .

ووصف الخوارج بأنهم مرجئة أمر واضح من حيث أن الخوارج ركبوا بعض بدع المرجئة في باب الإيمان ، فهم عندهم الإيمان لا يزيد ولا ينقص، بل إما أن يوجد كله أو يذهب كله، فمن ثم استحقوا وصف المرجئة.
شبهة والرد عليها:
ولكن مع وضوح القاسم المشترك بين الخوارج والمرجئة، حصل إشكال لبعض طلبة العلم ، وهذا الإشكال ما هو إلا مجرد شبهة وردت في الساحة وبين أوساط طلبة العلم ، وهذه الشبهة هي : ( أننا إذا قلنا بأن الخوارج هم المرجئة للقاسم المشترك بين الخوارج والمرجئة، لزم من ذلك أن نقول عن أهل السنة خوارج للقاسم المشترك بين أهل السنة والخوارج).
والجواب على هذه الشبهة من عدة وجوه:
الوجه الأول:
أن الخوارج وصفهم علماء السنة بأنهم مرجئة لأنهم ركبوا بعض بدع المرجئة ، فإنهم متفقون في مسألة بدعية ، فمن ثم وصفهم علماء السنة بأنهم مرجئة .
أما اتفاق أهل السنة مع الخوارج فهو في بعض المسائل السنية ، وليس اتفاق أهل السنة مع الخوارج في مسألة بدعية، فالصحيح أن ننسب أهل السنة للسنة ، لأن الإتفاق بين أهل السنة والخوارج في مسألة سنية، ولا يصح ان ننسب أهل السنة إلى الخوارج لأنهم لم يركبوا بدعة الخوارج، كما أنه لايصح أن ننسب الخوارج إلى السنة لمجرد مافقتهم لأهل السنة في بعض الأمور السنية ، حتى يوافقوا أهل السنة في جميع أصولهم، ويتركوا ويتبرؤوا من جميع البدع التي ركبوها.
أ- فلا يلحق أهل السنة بالخوارج لأنهم لم يركبوا بدعة الخوارج ولم يتحزبوا إليهم.
ب- ولا يلحق الخوارج بأهل السنة لمجرد موافقتهم لأهل السنة في بعض الأمور السنية، لأنهم لم يوافقوا أهل السنة في جميع أصولهم، ولميسلموا من البدع .
جـ- إلحاق الخوارج بالمرجئة لأنهم وافقوا المرجئة وركبوا بعض بدعهم.
الوجه الثاني:
فإذا اتضح أن الخوارج يتفقون مع المرجئة في مسألة بدعية، وأن أهل السنة يتفقون مع الخوارج في بعض المسائل السنية.
فحينها يصح أن نسمي الخوارج مرجئة، ولا يصح أن نسمي أهل السنة بأنهم خوارج، لأن من المعلوم أن أسماء الفرق تارة تكون نسبة إلى البدعة التي ركبوها: كالمرجئة، والقدرية، وغيرهم.
وتارة تكون تسميتهم نسبة إلى مؤسسهم: كالجهمية.
والحقيقة أن أهل السنة لم يركبوا بدعة الخوارج، ولم يتحزبوا لمؤسسهم حتى ينسبوا إليهم.
ومن هنا يتضح جليا خطأ من قال أن إلحاق الخوارج بالمرجئة يفتح الباب لأهل البدع برمي أهل السنة بالمرجئة، وهذه الشبهة أيضا الرد عليها من وجهين:
أ- ما هو القاسم المشترك بين أهل السنة والمرجئة حتى يلحق أهل السنة بالمرجئة، فنقول ثبت العرش ثم انقش.
ب- الصحيح أن الذي فتح الباب لأهل البدع حتى رموا أهل السنة بأنهم خوارج وغير ذلك،
هو شبهة : ( أننا إذا ألحقنا الخوارج بالمرجئة من أجل القاسم المشترك بين الخوارج والمرجئة، لزم من ذلك أن نلحق أهل السنة بالخوارج من أجل القاسم المشترك بن أهل السنة والخوارج )، وهذه الشبه في الحقيقة هي التي فتحت وتفتح لأهل البدع الباب لرمي أهل السنة بأنهم خوارج.
حيث أنهم لم يدركوا الفارق بين اتفاق أهل البدع بعضهم مع بعض، في بعض الأمور البدعية، وبين موافقة بعض أهل البدع لأهل السنة في بعض الأمور السنية، فمن هنا أتتهم الشبهة، فالفرق واضح بين الفريقين من حيث البيان السابق لهذه الشبهة والرد عليها.

الوجه الثالث:
قال الإمام أحمد – رحمه الله- : ( لا تتكلم في مسألة إلا أن يكون لك فيها إمام ).
فما بالك بمن تكلم في مسألة وله فيها إمام، بل المخالف له أئمة.
الوجه الرابع:
قال صلى الله عليه وسلم: ( لا تجتمع أمتي على ضلالة).
فكيف بمن يصف أهل السنة بالضلالة في أمر ليس بضلالة، ألا وهو موافقة الخوارج لهم في بعض الأمور السسنية، فهل يكون اجتماع الأمة على ما وفقتهم فيه الخوارج ضلالة ، ومن ثم ينسب أهل السن إلى الخوارج، هذا ما لا يقول به عاقل فضلا عن من عنده أثرة من علم.
الوجه الخامس:
كم من فرقة وصفها أهل السنة بوصفين من البدع:
فقد روى اللالكائي في " شرح أصول اعتقاد أهل السنة " ( 1834 ) عن سفيان الثوري - رحمه الله – أنّه وصف المرجئة بأنّهم من ( أهل الأهواء المضلة ) ، ثم قال : " وهم يرون السيف على أهل القبلة " .
وروى ابن شاهين في " الكتاب اللطيف " ( 17 ) ؛ أنّه قيل لابن المبارك : ترى رأي الإرجاء ؟! ، فقال : " كيف أكون مرجئاً ؛ فأنا لا أرى السيف ؟! " .
وروى عبد الله بن أحمد في " السنة " ( 1/217 ) عن أبي إسحاق الفـزاري قال : سمعت سفيان والاوزاعي يقولان : إن قول المرجئة يخرج إلى السيف .
وفي " عقيدة السلف أصحاب الحديث " ( 109 ) لأبي عثمان الصابوني – بسنده - إلى أحمد بن سعيد الرِّباطيِّ ، أنَّه قال : قال لي عبد الله بن طاهر : " يا أحمد ! أنّكم تبغضون هؤلاء القوم [ أي : المرجئة ] جهلاً ! وأنا أبغضهم عن معرفة ؛ إنّهم لا يرون للسلطان طاعة ... “
فهما – من جانب – وجهان لعملةٍ واحدة !!
ويدلُّ على هذا المعنى قول قتادةً السدوسي – رحمه الله - : " إنما حدث الإرجاء بعد فتنة ابن الأشعث . أي : فتنةِ الخروج ، وما تبعها !
وهكذا أهل البدع – جميعاً – كما قال أبو قلابة - : " ما ابتدع رجل بدعة إلا استحل السيف “ .

وعنه – رحمه الله – قال : (( إنّ أهل الأهواء أهل الضلالة ، ولا أرى مصيرهم إلا إلى النار ، فجربهم ؛ فليس أحدٌ منهم ينتحل قولاً فيتناهى به الأمر دون السيف ! وإن النفاق كان ضروباً ، ثم تلا : { ومنهم من عاهد الله ... } الآية ، { ومنهم الذين يؤذون النبي ... } الآية ... فاختلف قولهم ، واجتمعوا في الشك والتكذيب ، وإن هؤلاء اختلف قولهم ، واجتمعوا في السيف ، ولا أرى مصيرهم إلاّ إلى النار )) .
وعن سلام بن أبي مطيع ، قال : كان أيوب السختياني يسمى أصحاب البدع : خوارج !
ويقول : " الخوارج اختلفوا في الاسم ، واجتمعوا على السيف " . [ مستفاد ] .
قال ابن تيمية : وأصل نزاع هذه الفرق في الإيمان من الخوارج والمرجئة والمعتزلة والجهمية وغيرهم ، أنهم جعلوا الإيمان شيئاً واحداً إذا زال بعضه زال جميعه ، وإذا ثبت بعضه ثبت جميعه فلم يقولوا بذهاب بعضه وبقاء بعضه ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلَّم : " يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من الإيمان " – ثم قال – وقالت المرجئة والجهمية : ليس الإيمان إلا شيئاً واحداً لا يتبعض – ثم قال – قالوا : لأنا إذا أدخلنا فيه الأعمال صارت جزءاً منه ، فإذا ذهب بعضه فيلزم إخراج ذي الكبيرة من الإيمان … ا.هـ ( 7 / 510 – 511 ) . وهذه النقولات الأخير في الوجه الخامس منقولة من في شبكة الأثري.
فإن أخطأت فمن نفسي وأن أصبت فمن الله، فمن وجد خطأ فلا يبخل علينا بالنصيحة.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
وكتبه الفقير لعفو ربه: أبو عبد الله أكرم اللواحي الليبي ، وكان الفراغ من كتابنه يوم الأحد لية الإثنين 2/ربيع الأول/1426 هجرية .

عبد السلام الليبي الآثري
04-11-2005, 02:49 PM
جزاك الله خيرا .واصل في إلتقاط هذه الدررر
وهذا موضوعك في ملف مرفق

أبو عبد الله أكرم الليبي
04-13-2005, 01:34 AM
تعديل:
والمسألة التي قمت بتعديلها ميزة باللون الأحمر وكانت سقط عند كتابة الموضوع.
قلت في الوجه الثالث:
قال الإمام أحمد – رحمه الله- : ( لا تتكلم في مسألة إلا أن يكون لك فيها إمام ).
فما بالك بمن تكلم في مسألة وله فيها إمام، بل المخالف له أئمة.
والصواب:
الوجه الثالث:
قال الإمام أحمد – رحمه الله- : ( لا تتكلم في مسألة إلا أن يكون لك فيها إمام ).
فما بالك بمن تكلم في مسألة وليس له فيها إمام، بل المخالف له أئمة.

12d8c7a34f47c2e9d3==