فكري الدينوري
03-28-2005, 03:50 PM
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفرة ؛ ونعوذبالله من شرور أنفسنا وسيات أعمالنا من يهديه الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلاهادي له ؛ وأشهد الا إله الا الله ؛ وأن محمدا عبده ورسوله :
أما بعد :
قال الله تعالى - في كتابه العظيم -
قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ
لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
هذه هدية لكم يا أهل الحق ، وهي سلوان لنا في هذه الأيام الحوالك ، ووالله لو لم توجد في كتاب الله إلا هذه الآية لكانت كافية ؛ في الحث على الصبر على الحق ، نعم قد يصيب الإنسان يوما من الأيام محنة فلا يعلم لها مخرجا لإعتماده على الأسباب المادية ؛ ولو تضرع الى الله - تعالى - لرأى أنه على الحق فما يضيره من خالفه ولعلم أن الحق ممتحن ؛ ولرأى -بإذن الله تعالى - الفرج القريب :
فلرّب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا *** وعند الله منها المخرج
ضاقت فلمّا أستكملت حلقاتها ؛ فرجت ** وكان يظنها لاتفرج
ولو تأملنا في حقيقة الدنيا وبقاءنا فيها لعلمنا إنها أيام معدودة ، ومن ثمّ سنرحل
عنها ولا يبقى لنا إلا ماقدّمنا ؛ فإن كان الذي قدّمناه هو الحق ونصرته وأخلصنا لله فيه وصدقنا مع الله فيه ، فذلكم البشارة ؛ وذلك هو اليوم الذي ينفع فيه الصادقون صدقهم ؛ وإن كانت الأخرى وهو تزيين الباطل وإلباسه لبوس الحق ؛ فتلكم هي الخسارة ، يوم لا يرى الإنسان إلا ماجنت يداه . وحينها سيندم البغاة حقا ولكن ولات ساعة مندم :
ندم البغاة ولات ساعة مندم * * * والبغي مرتع ممبتغيه وخيمه
يقول الإمام القرطبي في تفسير هذه الآية - رحمه الله تعالى - :
(( " قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ "
أَيْ : صِدْقهمْ فِي الدُّنْيَا فَأَمَّا فِي الْآخِرَة فَلَا يَنْفَع فِيهَا الصِّدْق , وَصِدْقهمْ فِي الدُّنْيَا يَحْتَمِل أَنْ يَكُون صِدْقهمْ فِي الْعَمَل لِلَّهِ , وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون تَرْكهمْ الْكَذِب عَلَيْهِ وَعَلَى رُسُله , وَإِنَّمَا يَنْفَعهُمْ الصِّدْق فِي ذَلِكَ الْيَوْم وَإِنْ كَانَ نَافِعًا فِي كُلّ الْأَيَّام لِوُقُوعِ الْجَزَاء فِيهِ , ))
هذا وصلّى الله وسلّم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم وصحبه أجميعن
وكتبه :أحد الفارين من إرهاب سحاب
أما بعد :
قال الله تعالى - في كتابه العظيم -
قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ
لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
هذه هدية لكم يا أهل الحق ، وهي سلوان لنا في هذه الأيام الحوالك ، ووالله لو لم توجد في كتاب الله إلا هذه الآية لكانت كافية ؛ في الحث على الصبر على الحق ، نعم قد يصيب الإنسان يوما من الأيام محنة فلا يعلم لها مخرجا لإعتماده على الأسباب المادية ؛ ولو تضرع الى الله - تعالى - لرأى أنه على الحق فما يضيره من خالفه ولعلم أن الحق ممتحن ؛ ولرأى -بإذن الله تعالى - الفرج القريب :
فلرّب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا *** وعند الله منها المخرج
ضاقت فلمّا أستكملت حلقاتها ؛ فرجت ** وكان يظنها لاتفرج
ولو تأملنا في حقيقة الدنيا وبقاءنا فيها لعلمنا إنها أيام معدودة ، ومن ثمّ سنرحل
عنها ولا يبقى لنا إلا ماقدّمنا ؛ فإن كان الذي قدّمناه هو الحق ونصرته وأخلصنا لله فيه وصدقنا مع الله فيه ، فذلكم البشارة ؛ وذلك هو اليوم الذي ينفع فيه الصادقون صدقهم ؛ وإن كانت الأخرى وهو تزيين الباطل وإلباسه لبوس الحق ؛ فتلكم هي الخسارة ، يوم لا يرى الإنسان إلا ماجنت يداه . وحينها سيندم البغاة حقا ولكن ولات ساعة مندم :
ندم البغاة ولات ساعة مندم * * * والبغي مرتع ممبتغيه وخيمه
يقول الإمام القرطبي في تفسير هذه الآية - رحمه الله تعالى - :
(( " قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ "
أَيْ : صِدْقهمْ فِي الدُّنْيَا فَأَمَّا فِي الْآخِرَة فَلَا يَنْفَع فِيهَا الصِّدْق , وَصِدْقهمْ فِي الدُّنْيَا يَحْتَمِل أَنْ يَكُون صِدْقهمْ فِي الْعَمَل لِلَّهِ , وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون تَرْكهمْ الْكَذِب عَلَيْهِ وَعَلَى رُسُله , وَإِنَّمَا يَنْفَعهُمْ الصِّدْق فِي ذَلِكَ الْيَوْم وَإِنْ كَانَ نَافِعًا فِي كُلّ الْأَيَّام لِوُقُوعِ الْجَزَاء فِيهِ , ))
هذا وصلّى الله وسلّم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم وصحبه أجميعن
وكتبه :أحد الفارين من إرهاب سحاب