المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على من يستدل بحديث البطاقه


كيف حالك ؟

السني1
03-26-2005, 12:05 PM
من شبه أهل الإرجاء حديث البطاقة ونصه كالتالي:
" إن الله سيخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا، كل سجل مثل مد البصر ثم يقول : أتنكر من هذا شيئا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ يقول : لا يا رب. فيقول : أفلك عذر؟ فيقول : لا يا رب، فيقول : بلى إن لك عندنا حسنة وإنه لا ظلم عليك اليوم، فيخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فيقول : احضر وزنك، فيقول : يا رب ما هذه البطاقة ما هذه السجلات؟ فقال فإنك لا تظلم. قال : فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، ولا يثقل مع اسم الله شيء"
صحيح الترمذي 2127
والجواب على هذه الشبهة مايلي:
قال ابن القيم في ( مدارج السالكين 1/340 ):
( ومعلوم أن كل موحد له مثل هذه البطاقة وكثير منهم يدخل النار بذنوبه ، ولكن السر الذي ثقل بطاقة ذلك الرجل ، وطاشت لأجله السجلات ، لما لم يحصل لغيره من أرباب البطاقات ، انفردت البطاقة بالثقل والرزانة)

وحقيقة صاحب البطاقة هي :
أنه رجل مسرف على نفسه
مفرط في حق ربه
اقترف ما اقترف من الآثام والأوزار
ثم قال : لا إله إلا الله
بصدق وإخلاص ويقين
دون أن يتوب من ذنبوبه السابقة
ثم مات على ذلك
وهذا هو قول شيخ الإسلام
و كلام شيخ الإسلام نقله الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في كتابه :
تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد ص 88 ( في شرح حديث عتبان بن مالك )
ونقله الشيخ عبد الرحمن بن حسن في فتح المجيد أيضاً
قال في التيسير :
بعد ذكر الأحاديث في فضل الشهادتين :
( وأحسن ما قيل في معناه ، ما قاله شيخ الإسلام وغيره :
إن هذه الأحاديث إنما هي فيمن قالها ومات عليها كما جاءت مقيدة
وقالها خالصاً من قلبه مستيقناً بها قلبه
غير شاك فيها
بصدق ويقين ... وحينئذ فلا منافاه بين الأحاديث
فانه إذا قالها بإخلاص ويقين تام
لم يكن في هذه الحال مصراً على ذنب أصلاً
فإن كمال إخلاصه ويقينه
يوجب أن يكون الله أحب إليه من كل شيء
فإذا لا يبقى في قلبه إرادة لما حرم الله ولا كراهية لما أمر الله
وهذا هو الذي يحرم من النار
وإن كانت له ذنوب قبل ذلك
فإن هذا الإيمان وهذه التوبة وهذا الإخلاص وهذه المحبة وهذا اليقين
لا يتركن له ذنباً إلا يمحى كما يمحى الليل بالنهار
فإذا قالها على وجه الكمال
المانع من الشرك الأكبر والأصغر
فهذا غير مصرٍ على ذنب أصلاً
فيغفر له ويحرم على النار
وإن قالها على وجه خلص به من الشرك الأكبر دون الأصغر
ولم يأت بعدها بما يناقض ذلك
فهذه الحسنة لا يقاومها شيء من السيئات
فيرجح بها ميزان الحسنات
كما في حديث البطاقة
فيحرم على النار
ولكن تنقص درجته في الجنة بقدر ذنوبه
وهذا بخلاف من رجحت سيئاته على حسناته
ومات مصراً على ذلك فإنه يستوجب النار
وإن قال لا إله إلا الله
وخلص بها من الشرك الأكبر
لكنه لم يمت على ذلك
بل أتى بعد ذلك بسيئات رجحت على حسنة توحيده
فإنه في حال قولها كان مخلصاً
لكنه أتى بذنوب
أوهنت ذلك التوحيد والإخلاص
فأضعفته
وقويت نار الذنوب
حتى أحرقت ذلك
بخلاف المخلص المستيقن
فإن حسناته لا تكون إلا راجحة على سيئاته
ولا يكون مصراً على سيئة فإن مات على ذلك دخل الجنة
والذين يدخلون النار ممن يقولها قد فاتهم أحد هذين الشرطين:
- إما أنهم لم يقولها بالصدق واليقين التامين
المنافيين للسيئات أو لرجحان السيئات
- أو قالوها واكتسبوا بعد ذلك سيئات رجحت على حسناتهم
ثم ضعف لذلك صدقهم ويقينهم
ثم لم يقولوها بعد ذلك بصدق ويقين تام
لأن الذنوب قد أضعف ذلك الصدق واليقين من قلوبهم
فقولها من مثل هؤلاء لا يقوى على محو السيئات
بل ترجح سيئاتهم على حسناتهم)
انتهى من تيسير العزيز الحميد



منقول

12d8c7a34f47c2e9d3==