المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أجوبة مفيدة عن أسئلة عديدة للفتاوي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ( العقيدة )


كيف حالك ؟

قاسم علي
03-24-2005, 05:28 PM
أجوبة مفيدة عن أسئلة عديدة
للفتاوي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
السؤال الأول من فتوى رقم ‏(‏9772‏)‏‏:‏

س1‏:‏ ما المقصود بتوحيد الربوبية‏,‏ وتوحيد الألوهية‏,‏ وتوحيد الأسماء والصفات والذات‏؟‏

جـ1‏:‏ توحيد الربوبية‏:‏ هو توحيد الله بأفعاله من الخلق والرزق والإحياء والإماتة ونحو ذلك‏,‏ وتوحيد الألوهية‏:‏ هو إفراد الله بالعبادة من صلاة وصوم وحج وزكاة ونذر وذبح ونحو ذلك‏.‏ وتوحيد الأسماء والصفات أن تصف الله بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم؛ وتسميه بما سمى به نفسه‏,‏ أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم؛ من غير تشبيه ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس نائب رئيس اللجنة عضو عبد العزيز بن عبد الله بن باز عبد الرزاق عفيفي عبد الله بن غديان
توحيد الربوبية

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏8943‏)‏‏:‏

س1‏:‏ ما هي أنواع التوحيد مع تعريف كل منها‏؟‏

جـ1‏:‏ أنواع التوحيد ثلاثة‏:‏ توحيد الربوبية‏,‏ وتوحيد الإلهية‏,‏ وتوحيد الأسماء والصفات‏,‏ فتوحيد الربوبية‏:‏ هو إفراد الله تعالى بالخلق والرزق والإحياء والإماتة وسائر أنواع التصريف والتدبير لملكوت السماوات والأرض‏,‏ وإفراده تعالى بالحكم والتشريع بإرسال الرسل وإنزال الكتب‏,‏ قال الله تعالى‏:‏ ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين وتوحيد الألوهية‏:‏ هو إفراد الله تعالى بالعبادة فلا يعبد غيره‏,‏ ولا يدعى سواه‏,‏ ولا يستغاث ولا يستعان إلا به‏,‏ ولا ينذر ولا يذبح ولا ينحر إلا له‏,‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏قل إن صلاتى ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏فصل لربك وانحر‏}‏ وتوحيد الأسماء والصفات‏:‏ هو وصف الله تعالى وتسميته بما وصف وسمى به نفسه،وبما وصفه وسماه به رسوله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة‏,‏ وإثبات ذلك له من غير تشبيه ولا تمثيل ومن غير تأويل ولا تعطيل‏,‏ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس نائب رئيس اللجنة عبد العزيز بن عبد الله بن باز عضو عبد الرزاق عفيفي عضو عبد الله بن غديان عبد الله بن قعود

التصرف في الكون

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏9272‏)‏‏:‏

س1‏:‏ هل من يعتقد تصرف أحد في الكون سوى الله كافر‏؟‏

جـ 1‏:‏ من يعتقد ذلك كافر‏;‏ لأنه أشرك مع الله غيره في الربوبية‏,‏ بل هو أشد كفرا من كثير من المشركين الذين أشركوا مع الله غيره في الألوهية‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

بأن الأرض سبع طبقات وأن هاروت وماروت ملائكة

السؤال الثالث والرابع من الفتوى رقم ‏(‏782‏)‏‏:‏

س 3‏:‏ نصه‏:‏ ‏(‏عندنا أولاد ونريدهم يتفكرون بما خلق الله سبحانه وتعالى، هل الأرض التي على سطح الماء ماذا يحملها عن الماء‏,‏ وقالوا‏:‏ إن الأرض من سبع طبقات‏,‏ وكل طبقة بها سكان‏,‏ ومن عرض ما قالوا لنا‏:‏ إن من طبقات الأرض سجيل أحر من النار يحط- يضع- الله بها أرواح المذنبين والكفار‏,‏ وقالوا لنا‏:‏ هاروت وماروت إنهم في الأرض ملائكة معذبين‏,‏ جزاكم الله خيرا ما هو عذابهم‏)‏‏؟‏

ج 3‏:‏ أولا‏:‏ ليس هناك أرض على سطح الماء حتى تسأل عما يحملها عن الماء‏,‏ وإنما فوق الماء الهواء والسماء‏,‏ وقد تماسكت الكونيات كلها ولزم كل منها مكانه بقدرة الله تعالى‏,‏ قال الله تعالى‏:‏ إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده وقد يكون هذا التماسك بسر أودعه الله الكائنات يعرفه من هيأ الله له أسباب معرفته من علماء السنن الكونية وغيرهم‏,‏ وفي ‏(‏صحيح البخاري‏)‏ عن علي رضي الله عنه‏:‏ حدثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يكذب الله ورسوله‏.‏ ثانيا‏:‏ أخبر الله بأن الأرض سبع طبقات فقال‏:‏ ‏{‏الله الذى خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن‏}‏ الآية، والعلماء الذين قالوا باجتهادهم‏:‏ أنها طبقات بعضها فوق بعض بينها هواء‏,‏ ويسكن كل طبقة خلق من خلق الله‏,‏ مستدلين بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير‏}‏ الآية، ومنهم من قال‏:‏ إنها سبع طبقات متلاصقة بعضها فوق بعض‏,‏ ويستدلون بحديث‏:‏ من اقتطع شبرا من أرض طوقه يوم القيامة من سبع أرضين‏.‏ ثالثا‏:‏ ‏(‏سجين‏)‏ من الأمور الغيبية التي يجب علينا أن نمسك عن الخوض فيها إلا بقدر ما بين الله في كتابه أو رسوله صلى الله عليه وسلم وقد قال تعالى‏:‏ ‏{‏كلا إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم‏}‏ فيجب أن نؤمن بذلك،ولا نزيد عليه قولا من عند أنفسنا‏,‏ وإلا وقعنا فيما نهى الله عنه بقوله‏:‏ ‏{‏ولا تقف ما ليس لك به علم‏}‏ رابعا‏:‏ هاروت وماروت ملكان من ملائكة الله امتحن الله بهما عباده‏,‏ ولم يفعلا إلا ما أمرهما الله به‏,‏ فكانا بذلك مطيعين لله فيما كلفا‏,‏ ولله أن يختبر عباده ويمتحنهم بما شاء كيف شاء لا منازع له في قضائه وشرعه‏,‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر‏}‏ الآية‏.‏ وأما أنهما كانا ملكين ومسخا رجلين‏,‏ وأنهما أساءا بارتكاب المعاصي وحجبا عن السماء‏,‏ وأنهما يعذبان في الدنيا أو معلقان من شعورهما‏,‏ فكل هذا وأمثاله من كلام الكذابين من القصاص‏,‏ فيجب على المسلم ألا يقبله منهم‏,‏ وأن يتجنب القراءة في الكتب التي ليست مأمونة مثل كتاب ‏(‏بدائع الزهور في وقائع الدهور‏)‏ فإن مؤلفه وأمثاله هم الذين يذكرون مثل هذه الافتراءات‏.‏ والله أعلم‏.‏

القول بأن صخرة بيت المقدس معلقة في الفضاء

س 4‏:‏ نصه ‏(‏صخرة المقدس التي ركب المعراج عليها يوم يعرج النبي صلى الله عليه وسلم قالوا لنا‏:‏ إنها معلقة بالقدرة‏,‏ أفتونا جزاكم الله خيرا‏)‏‏.‏

جـ 4‏:‏ كل شيء قائم في مقره بإذن الله سواء في ذلك السماوات وما فيها،والأرضون وما فيهن حتى الصخرة المسئول عنها‏,‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده‏}‏ وقال سبحانه‏:‏ ‏{‏ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره الآية‏}‏، وليست صخرة بيت المقدس معلقة في الفضاء،وحولها هواء من جميع نواحيها‏,‏ بل لا تزال متصلة من جانب بالجبل التي هي جزء منه متماسكة معه‏,‏ وهي وجبلها قائمان في مقرهما بالأسباب الكونية العادية المفهومة‏,‏ شأنهما في ذلك شأن غيرهما من الكائنات‏,‏ ولا ننكر قدرة الله على أن يمسك جزءا من الكونيات في الفضاء فمجموع المخلوقات كلها قائمة في الفضاء بقدرة الله كما تقدم‏,‏ وقد رفع الله الطور فوق قوم موسى حينما امتنعوا من العمل بما أتاهم به موسى من الشرائع،وكان محمولا بقدرة الله‏,‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما أتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون‏}‏ ولكن القصد بيان الواقع‏,‏ وأن الصخرة التي في بيت المقدس ليست معلقة في الفضاء من جميع جوانبها منفصلة عن الجبل انفصالا كليا‏,‏ بل هي متصلة به متماسكة معه‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن منيع

قاسم علي
03-25-2005, 04:09 PM
هل يوجد في القرآن الكريم الأرضون السبع أو عن النبي

الفتوى رقم ‏(‏8805‏)‏‏:‏

س‏:‏ هل يوجد في القرآن الكريم الأرضون السبع أو عن النبي صلى الله عليه وسلم لأن فيه اختلافا بيننا‏؟‏ وفي أي سورة من القرآن الكريم أو حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم‏؟‏ جزاكم الله خير الجزاء‏.‏ جـ‏:‏ ثبت في القرآن الكريم أن الله تعالى خلق سبع أرضين‏,‏ كما خلق سبع سماوات‏,‏ قال سبحانه‏:‏ الله الذى خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما وثبت أيضا في الحديث الصحيح‏:‏ أن الأرضين سبع‏,‏ فقد روى البخاري ومسلم‏,‏ عن سعيد بن زيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ من اقتطع شبرا من الأرض ظلما طوقه الله يوم القيامة من سبع أرضين وفي الصحيحين عن عائشة مرفوعا مثله‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

قاسم علي
03-25-2005, 04:10 PM
تحول الذكر إلى أنثى والأنثى إلى ذكر

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏1542‏)‏‏:‏

س1‏:‏ نشاهد ونقرأ في بعض الصحف العربية عن عمليات يقوم بها بعض الأطباء في أوروبا يتحول بها الذكر إلى أنثى والأنثى إلى ذكر فهل ذلك صحيح‏,‏ ألا يعتبر ذلك تدخلا في شئون الخالق الذي انفرد بالخلق والتصوير‏؟‏ وما رأي الإسلام في ذلك‏؟‏

جـ1‏:‏ لا يقدر أحد من المخلوقين أن يحول الذكر إلى أنثى ولا الأنثى إلى ذكر‏,‏ وليس ذلك من شئونهم ولا في حدود طاقتهم مهما بلغوا من العلم بالمادة ومعرفة خواصها‏,‏ إنما ذلك إلى الله وحده‏,‏ قال تعالى‏:‏ لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير فأخبر سبحانه في صدر الآية بأنه وحده هو الذي يملك ذلك ويختص به‏,‏ وختم الآية ببيان أصل ذلك الاختصاص‏,‏ وهو‏:‏ كمال علمه وقدرته‏,‏ ولكن قد يشتبه أمر المولود فلا يدرى أذكر هو أم أنثى‏,‏ وقد يظهر في بادىء الأمر أنثى،وهو في الحقيقة ذكر أو بالعكس‏,‏ ويزول الإشكال في الغالب وتبدو الحقيقة واضحة عند البلوغ فيعمل له الأطباء عملية جراحية تتناسب مع واقعه من ذكورة أو أنوثة‏,‏ وقد لا يحتاج إلى شق ولا جراحة‏,‏ فما يقوم به الأطباء في مثل هذه الأحوال إنما هو كشف عن واقع حال المولود بما يجرونه من عمليات جراحية‏,‏ لا تحويل الذكر إلى أنثى ولا الأنثى إلى ذكر‏,‏ وبهذا يعرف أنهم لم يتدخلوا فيما هو من شأن الله إنما كشفوا للناس عما هو من خلق الله‏,‏ والله أعلم‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

قاسم علي
03-25-2005, 04:11 PM
الاعتقاد بأن الولد من عطاء المرشد

السؤال الرابع من الفتوى رقم ‏(‏189‏)‏‏:‏

س 4‏:‏ هذا الولد من عطاء المرشد‏,‏ وهذا الذي يزيد في الرزق وينقص‏,‏ ما الحكم في هذا الاعتقاد‏؟‏

جـ 4‏:‏ من اعتقد أن الولد من عطاء غير الله،وأن أحدا سوى الله يزيد في الرزق وينقص منه،فهو مشرك شركا أشد من شرك العرب وغيرهم في الجاهلية‏,‏ فإن العرب ونحوهم كانوا في جاهليتهم إذا سئلوا عمن يرزقهم من السماء والأرض،وعمن يخرج الحي من الميت،ويخرج الميت من الحي‏,‏ قالوا‏:‏ الله‏,‏ وإنما عبدوا آلهتهم الباطلة لزعمهم أنها تقربهم إلى الله زلفى‏,‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه‏}‏ وثبت في السنة أن العطاء والمنع إلى الله وحده‏,‏ من ذلك ما رواه البخاري في باب الذكر بعد الصلاة من صحيحه أن ورادا كاتب المغيرة بن شعبة قال‏:‏ أملى علي المغيرة بن شعبة في كتاب إلى معاوية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة‏:‏ ‏"‏لا إله إلا الله وحده لا شريك له‏,‏ له الملك وله الحمد‏,‏ ‏{‏وهو على كل شيء قدير‏}‏‏,‏ اللهم لا مانع لما أعطيت‏,‏ ولا معطي لما منعت‏,‏ ولا ينفع ذا الجد منك الجد‏"‏ لكن قد يعطي الله عبده ذرية ويوسع له في رزقه بدعائه إياه ولجئه إليه وحده كما هو واضح في سورة إبراهيم من دعاء إبراهيم الخليل ربه وإجابة الله دعاءه‏,‏ وفي سورة مريم والأنبياء وغيرهما من دعاء زكريا ربه وإجابته دعاءه‏,‏ وكما ثبت عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أجله‏,‏ فليصل رحمه رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما والله أعلم‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء نائب رئيس اللجنة

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن منيع

قاسم علي
03-25-2005, 04:12 PM
الاعتقاد بأن الإنسان يجري الرزق إلى غيره من المخلوقات أو يدفع الضر عنه

السؤال السادس من الفتوى رقم ‏(‏9688‏)‏‏:‏

س6‏:‏ هل هناك من الإنسان يجري الرزق إلى غيره من المخلوقات أو يدفع الضر عنه‏؟‏

ج 6‏:‏ الله هو الرزاق ذو القوة المتين‏,‏ وهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويدفع الضر‏,‏ أما الإنسان الحي فقد يجعله الله سببا في كسب الرزق لإنسان آخر ودفع الضر عنه بإذن الله تعالى‏,‏ أما هو في نفسه فلا يملك لنفسه ولا لغيره نفعا ولا ضرا‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

قاسم علي
03-25-2005, 04:12 PM
مسألة أن الرزق مقدر

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏10909‏)‏‏:‏

س 2‏:‏ يقول بعض الناس‏:‏ كيف يكون الرزق كله من الله وأنا يمكنني أن أزيد في عملي اليوم من أجل أن أحصل رزق أكثر‏,‏ فكيف يكون مقدر علي الرزق ومكتوب علي لا دخل لي في زيادته أو نقصانه‏؟‏ وهل هناك كتب تبحث في مثل هذه القضايا لتدلوننا عليها‏؟‏

ج 2‏:‏ الرزق من عند الله إيجادا وتقديرا وإعطاء‏,‏ كسبا وتسببا‏,‏ فالعبد يباشر السبب أيا كان صعبا أو سهلا كثيرا أو قليلا‏,‏ والله يقدر السبب ويوجده فضلا منه ورحمة‏,‏ فينسب الرزق إلى الله تقديرا وإعطاء وإلى العبد تسببا وكسبا‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

قاسم علي
03-28-2005, 06:52 PM
نظرية التطور والارتقاء

السؤال الخامس من الفتوى رقم ‏(‏5167‏)‏‏:‏

س 5‏:‏ هناك من يقول‏:‏ إن الإنسان منذ زمن بعيد كان قردا وتطور‏,‏ فهل هذا صحيح‏,‏ وهل من دليل‏؟‏

جـ5‏:‏ هذا القول ليس بصحيح‏,‏ والدليل على ذلك أن الله بين في القرآن أطوار خلق آدم‏,‏ فقال تعالى‏:‏ ‏{‏إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب‏}‏ ثم إن هذا التراب بُلَّ حتى صار طينا لازبا يعلق بالأيدي‏,‏ فقال تعالى‏:‏ ‏{‏ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إنا خلقناكم من طين لازب‏}‏ ثم صار حمأ مسنونا‏,‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون‏}‏ ثم لما يبس صار صلصالا كالفخار‏,‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏خلق الإنسان من صلصال كالفخار‏}‏ وصوره الله على الصورة التي أرادها ونفخ فيه من روحه‏,‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين‏}‏ هذه هي الأطوار التي مرت على خلق آدم من جهة القرآن‏,‏ وأما الأطوار التي مرت على خلق ذرية آدم فقال تعالى‏:‏ ‏{‏ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين‏}‏ أما زوجة آدم ‏(‏حواء‏)‏ فقد بين الله تعالى أنه خلقها منه‏,‏ فقال تعالى‏:‏ ‏{‏يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء‏}‏ الآية‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

كيفية خلق الإنسان

السؤال السادس من الفتوى رقم ‏(‏2612‏)‏‏:‏

س 6‏:‏ هل نفهم من نفخ الروح في الجنين بعد أربعة أشهر أن الحيوان المنوي المتحد ببيضة المرأة،والذي يتكون الجنين منه لا روح فيه أو ماذا‏؟‏

ج 6‏:‏ لكل من الحيوان المنوي وبويضة المرأة حياة تناسبه - إذا سلم من الآفات- تهيئ كلا منهما بإذن الله وتقديره للاتحاد بالآخر‏,‏ وعند ذلك يتكون الجنين إن شاء الله ذلك‏,‏ ويكون حيا أيضا حياة تناسبه حياة النمو والتنقل في الأطوار المعروفة‏,‏ فإذا نفخ فيه الروح‏,‏ سرت فيه حياة أخرى بإذن الله اللطيف الخبير‏,‏ ومهما بذل الإنسان وسعه ولو كان طبيبا ماهرا فلن يحيط علما بأسرار الحمل وأسبابه وأطواره‏,‏ إنما يعرف عنه بما أوتي من علم وفحص وتجارب بعض الأعراض والأحوال‏,‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما فى الأرحام‏}‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود
السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏3014‏)‏‏:‏

س 1‏:‏ وجدت في بعض الكتب عبارة ‏(‏وأنتم أيها المسلمون خلفاء الله في أرضه‏)‏ فما حكم ذلك‏؟‏

جـ1‏:‏ هذا التعبير غير صحيح من جهة معناه؛ لأن الله تعالى هو الخالق لكل شيء‏,‏ المالك له‏,‏ ولم يغب عن خلقه وملكه‏,‏ حتى يتخذ خليفة عنه في أرضه‏,‏ وإنما يجعل الله بعض الناس خلفاء لبعض في الأرض‏,‏ فكلما هلك فرد أو جماعة أو أمة جعل غيرها خليفة منها يخلفها في عمارة الأرض‏,‏ كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما آتاكم‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل فى الأرض خليفة‏}‏ أي‏:‏ نوعا من الخلق يخلف من كان قبلهم من مخلوقاته‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود
هل يقال عن الهواء ونحوه أنه طبيعي‏؟‏

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏9552‏)‏‏:‏

س 2‏:‏ هل يجوز التعبير بما يأتي‏:‏ ‏(‏هذا الهواء طبيعي‏)‏ أم لا يجوز‏؟‏

جـ 2‏:‏ إذا كان المقصود من هذا التعبير أن الهواء معتدل فهو جائز

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

توحيد الألوهية

شهادة أن لا إله إلا الله

السؤال الأول والثاني والثالث من الفتوى رقم ‏(‏7887‏)‏‏:‏

س1‏:‏ لماذا سمي الدين الإسلامي ‏(‏بالإسلام‏)‏‏؟‏

جـ1‏:‏ لأن من دخل فيه أسلم وجهه لله واستسلم وانقاد لكل ما جاء عن الله وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحكام‏,‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه‏}‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه‏}‏

قاسم علي
03-29-2005, 06:16 PM
أنواع العبودية
السؤال السادس من الفتوى رقم ‏(‏4150‏)‏‏:‏
س 6‏:‏ ما هي العبودية الحقيقية‏؟‏ أهي جعل المرء غيره عبدا ولو كان على غير طريقة الإسلام‏؟‏
جـ 6‏:‏ العبودية أنواع‏:‏
1- عبودية حقيقية عامة لجميع الخلق في كل زمان‏,‏ وهذه ليست لأحد إلا لله وحده‏,‏ كما في قوله تعالى‏:‏ إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آيته يوم القيامة فردا وكما في الحديث القدسي الذي رواه مسلم عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه‏,‏ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ قال الله تعالى‏:‏ يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا الحديث‏.‏ وكما في الحديث النبوي في الدعاء المشهور‏:‏ اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك‏,‏ ماض في حكمك‏,‏ عدل في قضاؤك‏,‏ أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي فهذه عبودية كونية قدرية حقيقية عامة‏,‏ مقتضاها تصرف الله في خلقه كيف يشاء وانقيادهم له طوعا وكرها لا معقب لحكمه،وهو اللطيف الخبير لا شريك له في شيء من ذلك‏.‏
2- عبودية تشريف وتكريم لأصفيائه وأوليائه من أنبيائه وملائكته وسائر الصالحين من عباده‏,‏ كما في قوله تعالى‏:‏ سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله الآيات، وقوله تعالى في الملائكة‏:‏ بل عباد مكرمون الآيات، وقوله تعالى في عموم الصالحين‏:‏ وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما إلى الآية الأخيرة من سورة الفرقان‏.‏ وهذه عبودية حقيقية خاصة اختص الله تعالى بها الصالحين الأخيار من عباده؛ تشريفا لهم وتكريما‏.‏
3- عبودية بين مخلوق ومخلوق وهذه عبودية خاصة محدودة مؤقتة‏,‏ وهي إما شرعية إن كانت عن حرب إسلامية للكفار‏,‏ خولها الله للغانمين ولمن اشترى منهم وجعل لها حقوقا‏,‏ وإما غير شرعية وهي التي تكون عن سرقة أحرار أو التسلط عليهم ظلما وعدوانا‏,‏ أو تكون بشراء من هؤلاء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ يقول الله تعالى‏:‏ ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة‏:‏ رجل أعطى بي ثم غدر‏,‏ ورجل باع حرا فأكل ثمنه‏,‏ ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره متفق عليه
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود
تفسير كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله
السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏6149‏)‏‏:‏
س 3‏:‏ أريد تفسير كلمة ‏(‏لا إله إلا الله محمد رسول الله‏)‏‏.‏
ج 3‏:‏ شهادة ‏(‏أن لا إله إلا الله‏)‏ و ‏(‏أن محمدا رسول الله‏)‏ هي الركن الأول من أركان الإسلام‏,‏ ومعنى ‏(‏لا إله إلا الله‏)‏‏:‏ لا معبود بحق إلا الله‏,‏ وهي نفي وإثبات‏.‏ ‏(‏لا إله‏)‏ نافيا جميع العبادة لغير الله‏,‏ ‏(‏إلا الله‏)‏ مثبتا جميع العبادة لله وحده لا شريك له‏,‏ ونوصيك بمراجعة كتاب ‏(‏فتح المجيد شرح كتاب التوحيد‏)‏ تأليف الشيخ عبد الرحمن بن حسن؛ لأنه قد بسط الكلام في ذلك في باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله‏.‏
وأما كلمة ‏(‏محمد رسول الله‏)‏ فمعناها‏:‏ الإقرار برسالة محمد صلى الله عليه وسلم والإيمان بها والانقياد لها قولا وفعلا واعتقادا‏,‏ واجتناب كل ما ينافيها من الأقوال والأعمال والمقاصد والتروك‏,‏ وبعبارة أخرى معناها‏:‏ طاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر واجتناب ما نهى عنه وزجر وأن لا يعبد الله إلا بما شرع‏.‏
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود
مفهوم العبودية في الإسلام
السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏7150‏)‏‏:‏
س1‏:‏ من المعلوم البين والواضح المتعين‏:‏ أن الإسلام جاء لتحرير الناس‏,‏ والحرية في الإسلام‏,‏ كما وصفها أحد العلماء الربانيين أنها‏:‏ أن تكون عبدا لله وحرا لسواه‏.‏ فالرجاء منكم أن توضحوا لنا باختصار مفهوم العبودية في الإسلام‏,‏ وكيف يتم تحرير العبد من سيده وكل ما تفرع عن ذلك‏,‏ إضافة إلى ذلك تفسير الحكمة من اتخاذ الرسول صلى الله عليه وسلم لأنس كخادم واتخاذ عمر للغلام‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ‏؟‏
جـ 1‏:‏ معنى العبودية‏:‏ الخضوع والتذلل والانقياد لله تعالى بطاعة أوامره وترك نواهيه‏,‏ والوقوف عند حدوده؛ تقربا إليه سبحانه‏,‏ ورغبة في ثوابه‏,‏ وحذرا من غضبه وعقابه‏,‏ فهذه هي العبودية الحقة ولا تكون إلا لله‏.‏ وأما عبودية الرق فهي عبودية طارئة لأسباب كثيرة‏,‏ أصلها تلبس الشخص بالكفر فيسبى من الكفار بالجهاد الشرعي‏.‏
أما كيف يتحرر العبد من سيده‏؟‏ فلذلك أسباب أوضحها العلماء في كتاب العتق‏,‏ منها‏:‏ أن يعتقه سيده على سبيل التقرب إلى الله سبحانه‏,‏ ومنها أن يعتقه عن كفارة قتل أو ظهار أو نحوهما‏.‏ وأما اتخاذ الخادم فجائز؛ لما ثبت في حديث أنس وغيره من الأحاديث‏,‏ ومن الحكمة في ذلك قضاء حوائج النبي صلى الله عليه وسلم ومساعدته في لوازمه الخاصة ومعرفة الآداب والأخلاق التي كان يتحلى بها‏,‏ وليس في ذلك معارضة العبودية الخاصة لله وحده‏.‏
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

إسلام الكافر

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏7559‏)‏‏:‏

س1‏:‏ أسلم كافر فهل ينطق بالشهادتين أو يتوضأ أولا‏؟‏

جـ 1‏:‏ ينطق بالشهادتين أولا‏,‏ ثم يتطهر للصلاة‏,‏ ويشرع له الغسل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بعض الصحابة بذلك لما أسلم‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن قعود
الفرق بين المسلم وغير المسلم

السؤال الثامن والتاسع من الفتوى رقم ‏(‏8897‏)‏‏:‏

س 8، 9‏:‏ المسائل يطرحها المسلمون من أمكنة كثيرة لمجالس التوعية وهم يريدون الإجابة العقلية الفسطائية المسايرة لعقلهم الذين لا يؤمنون بالقرآن ولا بالسنة‏,‏ بل يسندون على العقل أي أنهم ممن يستحسنون العقل فقط‏,‏ ولهذا يريدون الإجابة العقلية المقنعة لهم‏,‏ وهم سائرون للترويج لغرض التشويش وتشكيك الجهلاء من المسلمين‏,‏ منهم من يحسنون المجاملة مع المسلمين كالصينيين الماليزيين‏,‏ ومنهم من لهم السلطة والسياسة كالبوذيين بفطاني‏:‏ وما الإجابة عما يأتي‏؟‏

1- أنه لايختلف في شيء حيث إننا نعبد ونسجد لأحجار التماثيل في ماليزيا بينما أنتم تذهبون بنفقات باهظة تبيعون لهم العقارات وما إلى ذلك من النفيسات لديكم ذاهبون إلى مكة‏,‏ أنتم هناك تركعون وتسجدون وتطوفون أحجار الكعبة بالمسجد الحرام وقد شاهدناها من خلال التلفاز في مواسم الحج وقالوا‏:‏ الكل على كل حال أحجار بغض عن نظرنا على معتقداتكم غير هذا الظاهر‏؟‏ والمقدم أو مروج لهذه مجوسيون صينيون ماليزيون‏.‏‏.‏‏.‏

2- إن مثل الأديان كمثل الأنهار العديدة المختلفة المنابع أقصاها من منبع واحد في أراضي عالية العالية والكل جرين إلى بحر واحد يريدون منها‏:‏ أن الأديان تعلم معتنقيها للأخلاق الحسنة وللأعمال النافعة،والهادفة لصلاحية بني البشر وفلاحهم دنيويا وأخرويا‏.‏‏.‏‏.‏ وأخيرا يحشرهم أمام الله ذلك المقصود منهم‏:‏ من المنبع الواحد إلى البحر الواحد‏.‏

3 - بمعنى‏:‏ فمن تمسك بأي دين من الأديان فهو ناج؛ لأنه حق الله،وإلى الله سواء بدين إسلامي أو بوذي أو مسيحي‏.‏ ذلك للتشويش أو للتشكيك في صفوف المسلمين وخصوصا في أبنائهم نرجو الإخطار سريعا بوصول المراقب لديكم‏,‏ إننا ننتظر ساعة بساعة نشكركم على ذلك مقدما‏.‏

هذا‏,‏ ومع العلم هذا قول أو فلسفة رهبان البوذيين تايلنديين‏.‏ قام رجال سياسيون تايلنديون بزرع الأفكار في صفوف أبناء المسلمين الذين يتعلمون في مدارسهم الحكومية فيؤمنون بها أغلبيتهم ذلك لغرض سياسة انضمامية الإسلام إلى بوذيهم وملايويتهم في سياميتهم‏.‏‏.‏‏.‏ وهكذا‏.‏‏.‏‏.‏ وكذلك يفعلون‏.‏ وتقول الطائفة الشيعية في تأويلهم قول الله سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{‏وأقم الصلاة لذكري‏}‏ فمن ذكر الله في قلبه فلا صلاة له بكيفياتها المعروفة‏,‏ ومن المعروف أن معتنقيها قاموا بالصلاة الباطنية‏,‏ وهو‏:‏ أن يغمضوا البصر برهة يبصر من خلالها عملية صلاته في ذهنهم‏.‏‏.‏‏.‏ وقالوا‏:‏ وبهذا قد قامت الصلاة‏.‏ قالوا‏:‏ إن الصلاة الباطنية أقوى وأبقى من أعمال الظاهرية‏,‏ أي‏:‏ بكيفياتها المعروفة مستدلون بقوله‏:‏ ‏{‏ما عندكم ينفد وما عند الله باق‏}‏ أي‏:‏ ما عندكم هو عملية الصلاة بالظاهرية بالأعضاء‏,‏ وهي ذاهبة بعد العمل مباشرة‏,‏ وما عند الله باق‏,‏ أي‏:‏ وهو القلب الذي كنتم تصلون به باق فيكم صوته،وصورته تجيء إليكم على الدوام تعملون للصلوات مرة يوميا‏,‏ أما من أول النهار وهو في الصبح‏,‏ وأما آخره وهو في وقت المغرب‏.‏ والأفضل‏:‏ أن تفعلوا الكل في أوقاتها حيث أينما وحيثما كنتم وحتى في المراحيض وأثناء الأكل وإيتاء النساء‏.‏ هذا ما أفيد مضمون كلام الشيخ الذي حضر التوعية‏,‏ وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه‏.‏

ج 8، 9‏:‏ الفرق بيننا وبين ما ذكرت عن الملاحدة عظيم‏,‏ فالمسلمون يعبدون الله وحده على ما جاء به كتابه العظيم القرآن ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله إلى الجن والإنس والعرب والعجم والرجال والنساء وجعله خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام‏,‏ وأوجب على الثقلين اتباعه والتمسك بما جاء به صلى الله عليه وسلم، أما الملحدون فيتبعون أهواءهم وعقولهم‏,‏ والعقول والأهواء لا تنجي أهلها من عذاب الله،ولا ترشدهم إلى الأعمال والأقوال التي ترضي الله سبحانه وتعالى‏,‏ وقد قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله‏}‏‏.‏

وأما قولهم‏:‏ إن الأديان كلها من منبع واحد فهو باطل‏,‏ بل الإسلام الذي بعث الله به الرسل هو دين الحق‏,‏ ومنبعه من الله سبحانه الذي خلق من أجله الثقلين وأنزل به الكتب التي أعظمها القرآن الكريم وأرسل به الرسل الذين ختمهم بمحمد صلى الله عليه وسلم، وأما الأديان الأخرى،فمنبعها آراء الناس وعقولهم وهي غير معصومة‏,‏ ولا يصح منها ولا يعتبر إلا ما وافق الشرع الذي جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام‏,‏ وبعد بعث محمد صلى الله عليه وسلم لا يقبل من آراء الناس،وعقولهم ولا ما في الكتب السابقة التي قبل القرآن إلا ما وافق شرعه عليه الصلاة والسلام‏,‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون‏}‏ وقال سبحانه وتعالى في شأن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏{‏فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤدون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التى كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون‏}‏ ثم قال سبحانه‏:‏ ‏{‏قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلمته واتبعوه لعلكم تهتدون‏}‏ والآيات في هذا المعنى كثيرة‏.‏

وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ كان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة وفي ‏(‏صحيح مسلم‏)‏ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار والأحاديث في هذا المعنى كثيرة‏.‏

فالواجب نصيحة هؤلاء الملاحدة ودعوتهم إلى الحق وتذكيرهم بمغبة كفرهم‏,‏ وأن مصيرهم النار إن لم يؤمنوا بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتبعوا ما جاء به‏,‏ ولكم من الله الأجر العظيم وحسن العاقبة‏.‏

أما زعم من ذكرت أنهم لا يقبلون إلا ما يقتضيه العقل فينبغي أن يبين لهم بلغتهم التي يفهمونها‏:‏ أن العقل غير معصوم‏,‏ وأن عقول الناس مختلفة؛ فلهذا جاء شرع الله المطهر بعدم الاعتماد عليها‏,‏ وإنما يعتمد على ما دل عليه كتاب الله؛ لكونه الحق الذي ليس بعده حق‏,‏ ولأنه لا أصدق من الله سبحانه‏,‏ ولأنه أعلم بأحوال عباده ثم ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى‏,‏ ولأن كتاب الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؛ ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم معصوم عن الخطأ في كل ما يبلغه عن الله سبحانه؛ ولهذا أمر الله عز وجل في كتابه العظيم بالرجوع إلى حكمه عند الاختلاف‏,‏ وإلى كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، كما قال سبحانه‏:‏ ‏{‏وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله‏}‏ وقال عز وجل‏:‏ ‏{‏يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم فى شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا‏}‏ ولم يأمر سبحانه ولا رسوله بالرجوع إلى العقول وتحكيمها‏,‏ وما ذلك إلا لعجزها عن حل المشكلات واختلافها‏,‏ ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يرضيه‏,‏ وأن يعين الجميع للفقه في دينه،والثبات عليه وترك ما خالفه إنه جواد كريم‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

قاسم علي
03-31-2005, 08:31 PM
كلمة لا إله إلا الله إحدى الأسس الخمسة التي بني عليها الإسلام
فتوى رقم ‏(‏11110‏)‏‏:‏
س‏:‏ إن الكلمة الطيبة إحدى الأسس الخمسة التي بني عليها الإسلام‏,‏ علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم الكلمة المذكورة كما نقولها‏:‏ ‏(‏ لا إله إلا الله محمد رسول الله‏)‏ أم علمنا هكذا ‏(‏لا إله إلا الله‏)‏‏؟‏ وماذا ورد في ذلك في القرآن الكريم وكتب الأحاديث الصحيحة‏,‏ وإذا كان في كتاب الله ففي أي سورة‏,‏ وما رقم الآية الواردة في ذلك‏؟‏ وإذا كان في كتب الحديث المعتمدة ففي أي صفحة‏,‏ وهو أي قسم من أقسام الحديث‏,‏ وهل منحت للأمة الإسلامية حقوق إضافة أي لفظ أو جملة إلى أي آية قرآنية أو حديث صحيح ولو كان ذلك حسنا وطيبا‏,‏ وما حكم الشرع في ذلك‏؟‏
وأجابت بما يلي‏:‏
ج‏:‏ الكلمة الطيبة‏:‏ ‏(‏لا إله إلا الله‏)‏ هي كما ذكرت في السؤال إحدى الأسس الخمسة التي بني عليها الإسلام‏,‏ بل هي الركن الأول من أركانه‏,‏ وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم تلك الكلمة الطيبة‏,‏ وسائر الأركان الخمسة في قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ بني الإسلام على خمس‏:‏ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله‏,‏ وإقام الصلاة‏,‏ وإيتاء الزكاة‏,‏ وحج البيت‏,‏ وصوم رمضان رواه أحمد‏,‏ والبخاري ومسلم‏,‏ والنسائي‏,‏ والترمذي‏,‏ عن ابن عمر رضي الله عنهما وفي قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله‏,‏ فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها‏,‏ وحسابهم على الله رواه الستة
وفيما رواه ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا إلى اليمن قال له‏:‏ إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله
وفي رواية‏:‏ إلى أن يوحدوا الله فإن هم أطاعوك لذلك؛فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة‏,‏ فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم‏,‏ فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم‏,‏ واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب رواه البخاري ومسلم
وقد أمرنا الله تعالى بطاعته وطاعة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في كل ما جاء به من التشريع كتابا وسنة‏,‏ فقال تعالى‏:‏ قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين وقال‏:‏ من يطع الرسول فقذ أطاع الله وقال‏:‏ وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وليس للأمة أن تضيف حكما أو لفظا أو جملة أو تزيد شيئا في كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، بل ذلك بدعة‏,‏ وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد وفي رواية‏:‏ من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
من مات وله خمس نسوة أو زائد هل هو مسلم
السؤال السادس من الفتوى رقم ‏(‏5318‏)‏‏:‏
س 6‏:‏ من مات وله خمس نسوة أو زائد أهو مسلم لنصلي عليه بعد موته،وقد علمنا قول الله جل شأنه‏:‏ أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا
ج 6‏:‏ لا يثبت الإيمان لمن قال‏:‏ لا إله إلا الله‏,‏ إلا إذا قالها خالصا من قلبه‏,‏ ولا تعتبر عند الله إلا إذا كانت كذلك‏,‏ أما في الدنيا فيعامل من قالها معاملة المسلمين مطلقا،ولو كان غير مخلص فيها؛ لأنا إنما نأخذ بالظاهر والله هو الذي يتولى السرائر‏,‏ ومن قالها وأتى بما ينقضها كفر‏,‏ كمن يستحل ما علم من الدين بالضرورة بعد البلاغ‏,‏ مثل‏:‏ مستحل الزنى‏,‏ ونكاح المحارم‏,‏ ومن نواقضها ترك الصلاة عمدا مع إبلاغه وأمره والنصح له‏,‏ على الصحيح من أقوال العلماء‏,‏ ومنها تعليق الحجب والتمائم‏,‏ من غير القرآن‏,‏ مع اعتقاد تأثيرها‏,‏ أما إذا اعتقد أنها سبب للشفاء أو حفظه من الجن والعين فهي محرمة ولا تنقض الإسلام‏,‏ ولكنها من أنواع الشرك الأصغر‏;‏ لقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ من تعلق تميمة فلا أتم الله له‏,‏ ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له وأما تعليق التمائم من القرآن ففي جوازه خلاف بين العلماء‏,‏ والأرجح تحريم ذلك؛ لعموم الأدلة‏,‏ ولسد الذريعة المفضية إلى تعليق غيره‏,‏ ومن نواقض الإسلام الاستغاثة بالأموات والأصنام ونحوها من الجمادات أو بالغائبين من الجن والإنس أو بالأحياء الحاضرين فيما لا يقدر عليه إلا الله‏,‏ ونحو ذلك‏,‏ وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الاستغاثة ودعاء غير الله
فتوى رقم ‏(‏2787‏)‏‏:‏
س‏:‏ رجل يعيش في جماعة تستغيث بغير الله هل يجوز له الصلاة خلفهم‏,‏ وهل تجب الهجرة عنهم‏,‏ وهل شركهم شرك غليظ‏,‏ وهل موالاتهم كموالاة الكفار الحقيقيين‏؟‏
ج‏:‏ إذا كانت حال من تعيش بينهم - كما ذكرت‏:‏ من استغاثتهم بغير الله‏,‏ كالاستغاثة بالأموات والغائبين عنهم من الأحياء أو بالأشجار أو الأحجار أو الكواكب ونحو ذلك - فهم مشركون شركا أكبر يخرج من ملة الإسلام‏,‏ لا تجوز موالاتهم‏,‏ كما لا تجوز موالاة الكفار‏,‏ ولا تصح الصلاة خلفهم‏,‏ ولا تجوز عشرتهم ولا الإقامة بين أظهرهم إلا لمن يدعوهم إلى الحق على بينة‏,‏ ويرجو أن يستجيبوا له وأن تصلح حالهم دينيا على يديه‏,‏ وإلا وجب عليه هجرهم والانضمام إلى جماعة أخرى يتعاون معها على القيام بأصول الإسلام وفروعه،وإحياء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم‏,‏ فإن لم يجد اعتزل الفرق كلها ولو أصابته شدة‏;‏ لما ثبت عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال‏:‏ كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير‏,‏ وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه‏,‏ فقلت‏:‏ يا رسول الله‏,‏ إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير‏,‏ فهل بعد هذا الخير من شر‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏، فقلت‏:‏ فهل بعد هذا الشر من خير‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏، وفيه دخن‏"‏، قلت‏:‏ وما دخنه‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر‏"‏، فقلت‏:‏ فهل بعد ذلك الخير من شر‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم‏,‏ دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها‏"‏، فقلت‏:‏ يا رسول الله‏,‏ صفهم لنا‏,‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم‏,‏ هم من بني جلدتنا‏,‏ ويتكلمون بألسنتنا‏"‏، قلت‏:‏ يا رسول الله‏,‏ فما تأمرني إن أدركني ذلك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏تلزم جماعة المسلمين وإمامهم‏"‏، فقلت‏:‏ فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك‏"‏ متفق عليه‏.‏
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
ليس للأولياء تصرف في أحد
السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏3716‏)‏‏:‏
س 2‏:‏ إنني أسمع وأرى بعيني‏,‏ يقولون‏:‏ بأن الأولياء عندهم التصرف في الدنيا في العبد‏,‏ ويقولون‏:‏ بأنهم عندهم أربعين وجها تراه رجلا وتراه ثعبانا وأسدا وغير ذلك‏,‏ ويذهبون عند المقابر وينامون هناك ويدلجون هناك‏,‏ ويقولون‏:‏ بأنه يقف عندهم في المنام‏,‏ ويقول لهم‏:‏ اذهبوا فإنك شفيت‏,‏ فهل هذا الكلام صحيح أم لا‏؟‏
ج 2‏:‏ ليس للأولياء تصرف في أحد‏,‏ وما آتاهم الله من الأسباب العادية التي يؤتيها الله لغيرهم من البشر‏,‏ فلا يملكون خرق العادات‏,‏ ولا يمكنهم أن يتمثلوا في غير صور البشر من ثعابين أو أسود أو قرود أو نحو ذلك من الحيوان‏,‏ إنما ذلك أعطاه الله للملائكة والجن وخصهم به‏,‏ ويشرع الذهاب إلى القبور لزيارتها والدعاء بالمغفرة والرحمة لأهلها‏,‏ ولا يجوز الذهاب إليها لطلب البركة والشفاء من أهلها والاستغاثة بهم في تفريج الكربات وقضاء الحاجات‏,‏ بل هذا شرك أكبر‏,‏ كما أن الذبح لغير الله شرك أكبر‏,‏ سواء كان عند قبور الأولياء أم غيرها‏,‏ فما حكيته عنهم مخالف للشرع‏,‏ بل من البدع المنكرة والعقائد الشركية‏.‏
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الاستغاثة بالأموات ودعاءهم من دون الله أو مع الله شرك أكبر
فتوى رقم ‏(‏4154‏)‏‏:‏ س‏:‏ إن رجلا خطيب مسجد بإحدى قرى مصر التي نعيش فيها نحن‏,‏ وهو من الصوفية والطريقة الشاذلية التي يسمونها على أنفسهم‏,‏ وهذا الرجل يدعو الناس ويعلمهم التوسل بمخلوقات الله مثل‏:‏ الأنبياء‏,‏ والأولياء‏,‏ ويدعوهم إلى زيارة الأضرحة ‏(‏القباب‏)‏‏,‏ ويحل لهم الحلف بالنبي والولي والكفارة في هذا الحلف إذا حنث الحالف‏,‏ ونحن جماعة من الجماعات الإسلامية ناظرناه في ذلك الخطأ الذي يفعله ويعلمه للناس ولكنه مصر على ذلك‏,‏ ويستدل بأحاديث ضعيفة وموضوعة فهل هذا يصلى وراءه‏؟‏ لأننا لم نتم بناء المسجد‏;‏ لأننا جمعنا تبرعات لبناء هذا المسجد ولكن لم ينشأ إلى الآن‏,‏ فنرجو فتواكم على هذا السؤال وفقنا ووفقكم الله تعالى‏,‏ وغير هذا أنه كفر شيوخ الإسلام‏,‏ مثل شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية‏,‏ والإمام محمد بن عبد الوهاب رضي الله عنهم ورحمهم الله‏.‏
ج‏:‏ إن الاستغاثة بالأموات ودعاءهم من دون الله أو مع الله شرك أكبر يخرج من ملة الإسلام‏,‏ سواء كان المستغاث به نبيا أم غير نبي‏,‏ وكذلك الاستغاثة بالغائبين شرك أكبر يخرج من ملة الإسلام والعياذ بالله‏,‏ وهؤلاء لا تصح الصلاة خلفهم لشركهم‏.‏ أما من استغاث بالله وسأله سبحانه وحده متوسلا بجاههم أو طاف حول قبورهم دون أن يعتقد فيهم تأثيرا،وإنما رجا أن تكون منزلتهم عند الله سببا في استجابة الله له فهو مبتدع آثم مرتكب لوسيلة من وسائل الشرك‏,‏ ويخشى عليه أن يكون ذلك منه ذريعة إلى وقوعه في الشرك الأكبر‏.‏ ونسأل الله أن يعينكم على نشر التوحيد ونصرة الحق وجهاد المبتدعين‏.‏
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

قاسم علي
04-01-2005, 09:39 PM
الاستغاثة بالأموات من الأنبياء وغيرهم من الشرك الأكبر

السؤال الخامس من الفتوى رقم ‏(‏5553‏)‏‏:‏

س 5‏:‏ الاستغاثة بالأنبياء والأولياء والصالحين في حياتهم وبعد مماتهم في كشف السوء وجلب الخير والتوسل بهم أيضا في الحالتين لقضاء الحوائج والمآرب أيجوز ذلك أم لا‏؟‏

ج 5‏:‏ أما الاستغاثة بالأموات من الأنبياء وغيرهم فلا تجوز‏,‏ بل هي من الشرك الأكبر‏,‏ وأما الاستغاثة بالحي الحاضر والاستغاثة به فيما يقدر عليه فلا حرج‏;‏ لقول الله سبحانه في قصة موسى‏:‏ فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه أما التوسل بالأحياء أو الأموات من الأنبياء وغيرهم بذواتهم أو جاههم أو حقهم فلا يجوز‏,‏ بل هو من البدع،ووسائل الشرك‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
من كان يصلي ويصوم ولكن يستغيث بالأموات فهو مشرك

فتوى رقم ‏(‏6972‏)‏‏:‏

س‏:‏ رجل يصلي ويصوم ويفعل جميع أركان الإسلام‏,‏ ومع ذلك كله يدعو غير الله حيث إنه يتوسل بالأولياء وينتصر بهم ويعتقد أنهم قادرون على جلب المنافع ودفع المضار أخبرنا جزاكم الله خيرا‏,‏ هل يرثهم أولادهم الموحدون بالله الذين لا يشركون مع الله شيئا‏,‏ وأيضا ما هو حكمهم‏؟‏

ج‏:‏ من كان يصلي ويصوم ويأتي بأركان الإسلام إلا أنه يستغيث بالأموات والغائبين وبالملائكة ونحو ذلك فهو مشرك‏,‏ وإذا نصح ولم يقبل وأصر على ذلك حتى مات فهو مشرك شركا أكبر يخرجه من ملة الإسلام‏,‏ فلا يغسل ولا يصلى عليه صلاة الجنازة ولا يدفن في مقابر المسلمين ولا يدعى له بالمغفرة ولا يرثه أولاده ولا أبواه ولا إخوته الموحدون ولا نحوهم ممن هو مسلم لاختلافهم في الدين‏;‏ لقول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا يرث المسلم الكافر‏,‏ ولا الكافر المسلم رواه البخاري ومسلم‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الاستغاثة والاستعانة بغير الله من الأحياء

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏7308‏)‏‏:‏

س 3‏:‏ يقول أرباب الصوفية - إنهم يستعينون ويستغيثون بعباد صالحين مجازا،والله عز وجل هو المستعان حقيقة فكيف ترد على هؤلاء‏,‏ ثم إنهم يقولون حجة لهم في الاستعانة بالصالحين‏:‏ ‏{‏وما رميت إذ رميت‏}‏ إلى آخر الآية الكريمة حجة لهم فكيف ترد على هذا‏؟‏

ج 3‏:‏ أولا‏:‏ الاستعانة والاستغاثة بغير الله من الأموات والغائبين والأصنام ونحوها شرك بالله عز وجل‏,‏ وهكذا الاستغاثة والاستعانة بغير الله من الأحياء فيما لا يقدر عليه إلا الله شرك أكبر يخرج من ملة الإسلام‏.‏

ثانيا‏:‏ الاستدلال على مشروعية الاستعانة والاستغاثة بغير الله بقوله‏:‏ وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى استدلال باطل‏,‏ فإن معناها‏:‏ وما أصبت عيون الكفار في غزوة بدر مع كثرتهم، وانتشارهم في ميدان القتال بما حذفتهم به من الحصى مع ضعفك وقلة ما بيدك من الحصى‏,‏ ولكن الله تعالى هو الذي أوصله إليهم فأصاب أعينهم جميعا بقدرته سبحانه‏,‏ فليس في الآية استغاثة بغير الله‏,‏ وإنما فيها أخذ بالأسباب ولو ضعيفة وهو حذف الحصى مع الضراعة لله واللجوء إليه فكانت النتائج بفضل الله وقدرته عظيمة‏,‏ وكان مع حذف الحصى أيضا دعاء الرسول عليهم وطلبه النصر من الله وحده على أعدائه لا دعاء الصالحين‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
هل الاستغاثة بالغائب أو بالميت كفر أكبر

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏9272‏)‏‏:‏

س 2‏:‏ هل الاستغاثة بالغائب أو بالميت كفر أكبر‏؟‏

ج 2‏:‏ نعم‏,‏ الاستغاثة بالأموات أو الغائبين شرك أكبر يخرج من فعل ذلك من ملة الإسلام‏;‏ لقوله سبحانه‏:‏ ‏{‏ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون‏}‏ وقوله عز وجل‏:‏ ‏{‏ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير‏}‏ وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
لا يجوز دعاء الموتى

فتوى رقم ‏(‏9582‏)‏‏:‏

س‏:‏ فيه هجوم شديد على السلفيين‏,‏ وأنهم منكرون ولا يحبون الأولياء‏,‏ ومن ضمن الأدلة التي استدلوا بها على أن الاستغاثة بالميت جائزة‏:‏ حديث الرجل الأعمى الذي استغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته‏,‏ وقد علمت أن هذا الحديث صحيح مما يسبب لبعض الناس حيرة شديدة فأرجو إفادتنا في هذا الأمر المهم‏؟‏

ج‏:‏ وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأن حديث الأعمى أخرجه الإمام الترمذي بسنده عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه‏:‏ أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ادع الله أن يعافيني‏,‏ قال‏:‏ ‏"‏إن شئت دعوت‏,‏ وإن شئت صبرت فهو خير لك‏"‏ قال‏:‏ فادعه‏,‏ فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء‏:‏ ‏"‏اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة‏,‏ إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي اللهم فشفعه في وقال الترمذي‏:‏ حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي جعفر الخطمي‏.‏

والحديث على تقدير صحته ليس فيه دعاء الأعمى للنبي صلى الله عليه وسلم‏,‏ وإنما فيه دعاء الله تعالى بتوجهه بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته‏,‏ كما دعا الله تعالى أن يشفع فيه النبي صلى الله عليه وسلم لتقضى حاجته‏.‏

وليس في الحديث ما يدل على جواز دعاء الموتى‏,‏ وقد تكلم أبو العباس ابن تيمية رحمه الله في هذا الحديث كلاما طيبا وأوضح معناه في كتابه ‏[‏قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة‏]‏ فراجعها لتستفيد أكثر‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

قاسم علي
04-02-2005, 08:18 PM
الأصل في الأموات أنهم لا يسمعون نداء من ناداهم
السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏2213‏)‏‏:‏

س 3‏:‏ قال بعض أهل البدع الذين يدعون أهل القبور قال‏:‏ كيف تقولون‏:‏ الميت لا ينفع وقد نفعنا موسى عليه السلام حيث كان السبب في تخفيف الصلاة من خمسين إلى خمس‏,‏ وقال بعضهم‏:‏ كيف تقولون‏:‏ كل بدعة ضلالة‏,‏ فماذا تقولون في شكل القرآن ونقطه‏,‏ كل ذلك حدث بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏,‏ فبماذا نجيبهم‏؟‏

ج 3‏:‏ أولا‏:‏ الأصل في الأموات أنهم لا يسمعون نداء من ناداهم من الناس‏,‏ ولا يستجيبون دعاء من دعاهم‏,‏ ولا يتكلمون مع الأحياء من البشر،ولو كانوا أنبياء‏,‏ بل انقطع عملهم بموتهم‏;‏ لقول الله تعالى‏:‏ ‏{‏والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير‏}‏ وقوله‏:‏ ‏{‏وما أنت بمسمع من في القبور‏}‏ وقوله‏:‏ ‏{‏ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين‏}‏ وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث‏:‏ صدقة جارية‏,‏ وولد صالح يدعو له‏,‏ وعلم ينتفع به رواه مسلم في صحيحه ويستثنى من هذا الأصل ما ثبت بدليل صحيح‏,‏ كسماع أهل القليب من الكفار كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عقب غزوة بدر‏,‏ وكصلاته بالأنبياء ليلة الإسراء‏,‏ وحديثه مع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في السماوات حينما عرج به إليها‏,‏ ومن ذلك نصح موسى لنبينا عليهما الصلاة والسلام أن يسأل الله التخفيف مما افترضه عليه وعلى أمته من الصلوات فراجع نبينا صلى الله عليه وسلم ربه في ذلك حتى صارت خمس صلوات في كل يوم وليلة‏,‏ وهذا من المعجزات وخوارق العادات فيقتصر فيه على ما ورد‏.‏‏.‏ ولا يقاس عليه غيره مما هو داخل في عموم الأصل‏;‏ لأن بقاءه في الأصل أقوى من خروجه عنه بالقياس على خوارق العادات‏,‏ علما بأن القياس على المستثنيات من الأصول ممنوع خاصة؛ إذا لم تعلم العلة‏,‏ والعلة في هذه المسألة غير معروفة‏;‏ لأنها من الأمور الغيبية التي لا تعلم إلا بالتوقيف من الشرع‏,‏ ولم يثبت فيها توقيف فيما نعلم‏,‏ فوجب الوقوف بها مع الأصل‏.‏

ثانيا‏:‏ الأمة مأمورة بحفظ القرآن كتابة وتلاوة‏,‏ وبقراءته على الكيفية التي علمهم إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم‏,‏ وقد كانت لغة الصحابة رضي الله عنهم عربية سليمة‏;‏ لقلة الأعاجم بينهم‏,‏ وعنايتهم بتلاوته -كما أنزل- عظيمة‏,‏ واستمر ذلك في عهد الخلفاء الراشدين فلم يخش عليهم اللحن في قراءة القرآن ولم يشق عليهم قراءته من المصحف بلا نقط ولا شكل‏,‏ فلما كانت خلافة عبد الملك بن مروان،وكثر المسلمون من الأعاجم واختلطوا بالمسلمين من العرب خشي عليهم اللحن في التلاوة وشق عليهم القراءة من المصحف بلا نقط ولا شكل‏,‏ فأمر عبد الملك بن مروان بنقط المصحف وشكله‏,‏ وقام بذلك الحسن البصري‏,‏ ويحيى بن يعمر رحمهما الله‏,‏ وهما من أتقى التابعين وأعلمهم وأوثقهم‏;‏ محافظة على القرآن‏,‏ وصيانة له من أن يناله تحريف‏,‏ وتسهيلا لتلاوته وتعليمه وتعلمه‏,‏ كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

وبهذا يتبين أن كلا من نقط القرآن وشكله - وإن لم يكن موجودا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم - فهو داخل في عموم الأمر بحفظه وتعليمه وتعلمه على النحو الذي علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته‏;‏ ليتم البلاغ‏,‏ ويعم التشريع‏,‏ ويستمر حتى يرث الله الأرض ومن عليها‏,‏ وعلى هذا لا يكون من البدع‏;‏ لأن البدعة‏:‏ ما أحدث ولم يدل عليه دليل خاص به أو عام له ولغيره‏,‏ وقد يسمي مثل هذا بعض من تكلم في السنن والبدع‏:‏ مصلحة مرسلة‏,‏ لا بدعة‏,‏ وقد يسمى هذا‏:‏ بدعة من جهة اللغة‏;‏ لكونه ليس على مثال سابق لا من جهة الشرع‏;‏ لدخوله تحت عموم الأدلة الدالة على وجوب حفظ القرآن وإتقانه تلاوة وتعلما وتعليما‏,‏ ومن هذا قول عمر رضي الله عنه لما جمع الناس على إمام واحد في التراويح‏:‏ ‏(‏نعمت البدعة هذه‏)‏‏.‏ والظاهر دخول النقط والشكل في عموم النصوص الدالة على وجوب حفظ القرآن كما أنزل‏.‏
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود
قولكم في مبتدع بدعا شركية يستغيث بالأولياء

السؤال الأول من الفتوى رقم‏(‏2017‏)‏‏:‏

س 1‏:‏ ما قولكم في مبتدع بدعا شركية يستغيث بالأولياء ويصلي في أضرحتهم راجيا أن يمدوه ببركتهم‏,‏ وتزوج بامرأة ثيب بعد أن طلقها زوجها الأخير‏,‏ وكان يجامعها مرة بعد أخرى خفية حتى حملت منه فبادر بكتابة العقد عليها بعدما ظهر حملها‏,‏ وتم هذا الزواج على غير هدى من الله‏,‏ ووضعت طفلة عمرها سنتان الآن ثم تاب إلى الله من البدع والتزم سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم‏,‏ وقرأ كتاب ‏[‏فتح المجيد شرح كتاب التوحيد‏]‏ وغيره من كتب أهل السنة وتاب من الزنى،وفعل المنكرات‏,‏ وزوجته حامل الآن‏,‏ ويسأل‏:‏ ماذا يفعل هل عليه كفارة من أجل الزنا‏,‏ وماذا يفعل مع أقاربه الذين لا يزالون على بدعهم الشركية أفتوني‏؟‏

ج 1‏:‏ أولا‏:‏ لا شك أن الشرك أكبر الكبائر‏,‏ وأن البدع المحدثة في الدين من أقبح الجرائم‏,‏ وأن الزنى من الفواحش وكبائر الذنوب‏,‏ وأنه يجب على من ابتلي بشيء من ذلك أن يتخلص منه ويجتنبه‏,‏ وأن يستغفر الله‏,‏ ويتوب إليه مما فرط فيه من الجرائم عسى أن يتوب الله عليه‏,‏ وإذا كان قد تاب إلى الله واستغفره فنرجو الله أن يتقبل توبته،ويغفر ذنبه‏,‏ وأن يحفظه في مستقبل أمره‏,‏ وأن يبدل سيئاته حسنات‏,‏ وعليه أن يكثر الندم والتوبة والاستغفار والأعمال الصالحات‏,‏ فإن الحسنات يذهبن السيئات‏,‏ وألا يتبع خطوات الشيطان،فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر‏,‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر‏}‏ وعليه أن يحمد الله ويشكره على التوفيق إلى الرشد بعد الغي‏,‏ والهدى بعد الضلال‏.‏

ثانيا‏:‏ عليه أن يجتهد مع عشيرته وسائر قومه بدعوتهم إلى التوحيد الخالص ونبذ البدع والخرافات وترغيبهم في التمسك بالكتاب والسنة والعمل بهما عسى أن تجدي فيهم الدعوة فيستجيبوا لها ويتوبوا إلى الله من شركهم وسائر بدعهم‏,‏ ويكونوا قوة معه في نصر الدعوة إلى الحق‏,‏ والله المستعان‏.‏

ثالثا‏:‏ إذا كان الواقع من حاله الأولى ما ذكر من سلوكه طريق الجاهلية الأولى قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وارتكابه مثل ما ارتكبوا من الشرك الأكبر‏,‏ وأنه عقد الزواج على المرأة المذكورة أيام جاهليته اعتبرت توبته من ذلك رجوعا من الشرك والفجور وبدء حياة إسلامية جديدة فيقر على عقد النكاح الذي جرى منه على هذه المرأة أيام جاهليتهما إن كانت مثله حين عقد عليها ثم تابت مما كان منها من الشرك والفاحشة‏,‏ فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقر من أسلم من الكافرين على ما مضى من عقود زواجهم في الجاهلية ولا يسألهم عن تفاصيل ما جرى عليه العقد ولا يجدد لهم عقد زواج‏,‏ ويعتبر ما كان بينهم من النسل سابقا أولادا لهم فليس عليهما أكثر من أن يتبعا السيئة الحسنة ويكثرا من فعل الخيرات وتجنب ما حرم الله من المنكرات‏.‏
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود
إمام مسجد ويستغيث بالقبور

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏9336‏)‏‏:‏

س1‏:‏ إذا كان إنسان إمام مسجد ويستغيث بالقبور ويقول‏:‏ هذه قبور ناس أولياء ونستغيث بهم من أجل الواسطة بيننا وبين الله‏,‏ هل يجوز لي أن أصلي خلفه،وأنا إنسان أدعو إلى التوحيد‏؟‏ وأرجو منكم توضحوا لي كثيرا في هذا مواضيع النذر والاستغاثة والتوسل‏.‏

ج1‏:‏ من ثبت لديك أنه يستغيث بأصحاب القبور أو ينذر لهم فلا يصح أن تصلي خلفه‏;‏ لأنه مشرك‏,‏ والمشرك لا تصح إمامته ولا صلاته‏,‏ ولا يجوز للمسلم أن يصلي خلفه‏;‏ لقول الله سبحانه‏:‏ ‏{‏ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون‏}‏وقوله عز وجل‏:‏ ‏{‏ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين‏}‏ وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود

قاسم علي
04-03-2005, 06:04 PM
حكم الصلاة خلف من يعتقد أن دعاء الرسول أو الأولياء مسموع

فتوى رقم ‏(‏2871‏)‏‏:‏

س 1‏:‏ ما حكم الصلاة خلف من يعتقد أن دعاء الرسول أو الأولياء أو علي بن أبي طالب رضي الله عنه مسموع مستجاب حيث إن غالب الناس في باكستان يدعون الرسول أو عليا أو عبد القادر الجيلاني لجلب النفع ودفع الضرر‏؟‏

س 2‏:‏ ما حكم من يعتقد حياة الرسول والأولياء والمشايخ‏,‏ أو يعتقد أن أرواح المشايخ حاضرة تعلم‏,‏ وكذلك ما حكم من يعتقد أن الرسول نور وينفي عنه البشرية‏؟‏

ج‏:‏ أولا‏:‏ الدعاء عبادة من العبادات‏,‏ والعبادات من حقوق الله جل وعلا المختصة به‏,‏ وصرفها إلى غيره شرك به‏,‏ وقد دل الكتاب والسنة والإجماع على تحريم دعاء غير الله‏,‏ فأما الأدلة من القرآن‏:‏ فمنها قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين‏}‏ ففي هذه الآية وأمثالها بيان أن دعوة غير الله كفر وشرك وضلال‏.‏

وأما الأدلة من السنة‏:‏ فمنها ما ثبت في السنن‏,‏ عن النعمان بن بشير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ الدعاء هو العبادة وقرأ قوله سبحانه‏:‏ ‏{‏وقال ربكم ادعوني أستجب لكم‏}‏ وما رواه الطبراني بإسناده أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين‏,‏ فقال بعضهم‏:‏ قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق‏,‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله ففي هذا الحديث النص على أنه لا يستغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا بمن دونه‏,‏ كره صلى الله عليه وسلم أن يستعمل هذا اللفظ في حقه،وإن كان مما يقدر عليه في حياته‏;‏ حماية لجناب التوحيد‏,‏ وسدا لذرائع الشرك‏,‏ وأدبا وتواضعا لربه‏,‏ وتحذيرا للأمة من وسائل الشرك في الأقوال والأفعال‏,‏ فإذا كان هذا فيما يقدر عليه صلى الله عليه وسلم في حياته فكيف يجوز أن يستغاث به بعد وفاته ويطلب منه أمور لا يقدر عليها إلا الله عز وجل‏؟‏‏!‏ وإذا كان هذا في الرسول صلى الله عليه وسلم فكيف بمن دونه‏؟‏‏!‏ وأما الإجماع فالأمة مجمعة على أن الدعاء من خصائص الله جل وعلا‏,‏ وصرفه لغيره شرك‏.‏

ثانيا‏:‏ سماع الأصوات من خواص الأحياء‏,‏ فإذا مات الإنسان ذهب سمعه فلا يدرك أصوات أهل الدنيا ولا يسمع حديثهم‏,‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وما أنت بمسمع من في القبور‏}‏ فأكد تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم عدم سماع من يدعوهم إلى الإسلام بتشبيههم بالموتى‏,‏ والأصل في المشبه به أنه أقوى من المشبه في الاتصاف بوجه الشبه‏,‏ وإذا فالموتى أدخل في عدم السماع وأولى بعدم الاستجابة من المعاندين الذين صموا آذانهم عن دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام وعموا عنها‏,‏ وقالوا‏:‏ ‏{‏قلوبنا غلف‏}‏‏,‏ وفي هذا يقول تعالى‏:‏ ‏{‏إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير‏}‏ وأما سماع قتلى الكفار -الذين ألقوا في القليب يوم بدر- نداء رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم‏,‏ وقوله لهم‏:‏ ‏{‏هل وجدتم ما وعد ربكم حقا‏}‏‏,‏ فإنا وجدنا ما وعدنا ربنا حقا وقوله لأصحابه‏:‏ ما أنتم بأسمع لما أقول منهم حينما استنكروا نداءه أهل القليب فذلك من خصوصياته التي خصه الله بها‏,‏ فاستثنيت من الأصل العام بالدليل‏.‏

ثالثا‏:‏ دل القرآن على أن الرسول صلى الله عليه وسلم ميت‏,‏ ومن ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏{‏إنك ميت وإنهم ميتون‏}‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏كل نفس ذائقة الموت‏}‏ وهو صلى الله عليه وسلم داخل في هذا العموم‏,‏ وقد أجمع الصحابة رضي الله عنهم وأهل العلم بعدهم على موته‏,‏ وأجمعت عليه الأمة‏,‏ وإذا انتفى ذلك عنه صلى الله عليه وسلم فانتفاؤه عن غيره من الأولياء والمشايخ أولى‏,‏ والأصل في الأمور الغيبية‏:‏ اختصاص الله بعلمها‏,‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون‏}‏ لكن الله تعالى يطلع من ارتضى من رسله على شيء من الغيب‏,‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين‏}‏ وثبت في حديث طويل من طريق أم العلاء أنها قالت‏:‏ لما توفي عثمان بن مظعون أدرجناه في أثوابه‏,‏ فدخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت‏:‏ رحمة الله عليك أبا السائب‏,‏ شهادتي عليك فقد أكرمك الله عز وجل‏,‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏وما يدريك أن الله أكرمه‏؟‏ ‏"‏ فقلت‏:‏ لا أدري بأبي أنت وأمي‏,‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أما هو فقد جاءه اليقين من ربه‏,‏ وإني لأرجو له الخير‏,‏ والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي‏"‏ فقلت‏:‏ والله لا أزكي بعده أحدا أبدا رواه أحمد وأورده البخاري في كتاب الجنائز من صحيحه‏,‏ وفي رواية له‏:‏ ما أدري،وأنا رسول الله ما يفعل به وقد ثبت في أحاديث كثيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أعلمه الله بعواقب بعض أصحابه فبشرهم بالجنة‏,‏ وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه المخرج في صحيح مسلم‏,‏ أن جبريل سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة‏,‏ فقال‏:‏ ما المسئول عنها بأعلم من السائل ثم لم يزد على أن أخبره بأماراتها‏,‏ فدل على أنه علم من الغيب ما أعلمه الله به دونما سواه من المغيبات‏,‏ وأخبره به عند الحاجة‏,‏ كما أن الله سبحانه أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم أنه مغفور له في سورة الفتح‏,‏ وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ النبي في الجنة‏,‏ وأبو بكر في الجنة‏,‏ وعمر في الجنة‏,‏ وعثمان في الجنة‏,‏ وعلي في الجنة‏,‏ وطلحة في الجنة‏,‏ والزبير في الجنة‏,‏ وعبد الرحمن بن عوف في الجنة‏,‏ وسعد بن مالك في الجنة -وهو ابن أبي وقاص- وسعيد بن زيد في الجنة‏,‏ وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة رضي الله عنهم جميعا‏,‏ وهذا كله من علم الغيب الذي أطلع الله نبيه عليه‏.‏

رابعا‏:‏ وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه نور من نور الله‏,‏ إن أريد به أنه نور ذاتي من نور الله فهو مخالف للقرآن الدال على بشريته‏,‏ وإن أريد بأنه نور باعتبار ما جاء به من الوحي الذي صار سببا لهداية من شاء من الخلق فهذا صحيح‏,‏ وقد صدر منا فتوى في ذلك هذا نصها‏:‏ للنبي صلى الله عليه وسلم نور هو نور الرسالة والهداية التي هدى الله بها بصائر من شاء من عباده‏,‏ ولا شك أن نور الرسالة والهداية من الله‏,‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور‏}‏ وليس هذا النور مكتسبا من خاتم الأولياء كما يزعمه بعض الملاحدة‏,‏ أما جسمه صلى الله عليه وسلم فهو دم ولحم وعظم‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ‏,‏ خلق من أب وأم ولم يسبق له خلق قبل ولادته‏,‏ وما يروى أن أول ما خلق الله نور النبي محمد صلى الله عليه وسلم‏,‏ أو أن الله قبض قبضة من نور وجهه وأن هذه القبضة هي محمد صلى الله عليه وسلم ونظر إليها،فتقاطرت فيها قطرات فخلق من كل قطرة نبيا‏,‏ أو خلق الخلق كلهم من نوره صلى الله عليه وسلم‏,‏ فهذا وأمثاله لم يصح منه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ ‏(‏ص 366 وما بعدها من ‏[‏مجموع الفتاوى‏]‏ لابن تيمية‏,‏ الجزء الثامن عشر‏)‏‏.‏

خامسا‏:‏ القول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس بشرا مثلنا يحتمل حقا وباطلا‏,‏ وقد صدر منا فتوى في ذلك هذا نصها‏:‏ هذه الكلمة مجملة تحتمل حقا وباطلا،فإن أريد بها إثبات البشرية للنبي صلى الله عليه وسلم وأنه ليس مماثلا للبشر من كل وجه‏,‏ بل يشاركهم في جنس صفاتهم فيأكل ويشرب‏,‏ ويصح ويمرض‏,‏ ويذكر وينسى‏,‏ ويحيا ويموت‏,‏ ويتزوج النساء ونحو ذلك ويختص بما حباه الله به من الإيحاء إليه وإرساله إلى الناس بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا‏;‏ فهذا حق‏,‏ وهو الذي شهد به الواقع وأخبر به القرآن‏,‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا‏}‏ فأمره أن يخبر أمته بأنه بشر مثلهم إلا أن الله اصطفاه لتحمل أعباء الرسالة وأوحى إليه بشريعة التوحيد والهداية‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ‏,‏ وقال تعالى في بيان ما جرى من تحاور بين الرسل وأممهم‏:‏ ‏{‏قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون‏}‏ فأقر الرسل بأنهم بشر مثلنا ولكن الله من عليهم بالرسالة‏,‏ فإن الله سبحانه يمن على من يشاء من عباده بما شاء ويصطفي منهم من أراد‏;‏ ليخرج به الناس من الظلمات إلى النور ومثل هذا في القرآن كثير‏.‏

وإن أريد به أن الرسول ليس بشرا أصلا أو أنه بشر لكنه لا يماثل البشر في جنس صفاتهم فهذا باطل يكذبه الواقع وكفر صريح‏;‏ لمناقضته لما صرح به القرآن من إثبات بشريتهم ومماثلتهم للبشر فيما عدى ما اختصهم الله به من الوحي والنبوة والرسالة والمعجزات‏.‏

وعلى كل حال لا يصح إطلاق هذه الكلمة نفيا ولا إثباتا إلا مع التفصيل والبيان لما فيها من اللبس والإجمال‏;‏ ولذا لم يطلقها القرآن إثباتا إلا مع بيان ما خص به رسله كما في الآيات المتقدمة‏,‏ كما في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون‏}‏ وكما يخشى من التعبير بمماثلتهم للبشر بإطلاق انتقاص الرسل والتذرع إلى إنكار رسالتهم يخشى من النفي للمماثلة بإطلاق الغلو في الرسل وتجاوز الحد بهم إلى ما ليس من شأنهم‏,‏ بل من شئون الله سبحانه‏,‏ فالذي ينبغي للمسلم التفصيل والبيان لتمييز الحق من الباطل والهدى من الضلال‏.‏
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود

حكم هذه الأبيات في الإستغاثة بغير الله

فتوى رقم ‏(‏3068‏)‏‏:‏

س1‏:‏ في هذه الأيام نرى جماعة من المسلمين قد تغالوا في حب الموتى‏,‏ يدعونهم ويطلبون منهم حاجاتهم‏,‏ ويشتكون إليهم مصائبهم معتقدين أنهم يحضرون في مجالسهم إذا دعوهم ويفرجون كروبهم‏,‏ ومن العادات المنتشرة بينهم أن يجتمع الناس في ليلة من الليالي في غرفة مظلمة ويدعون عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه ألف مرة معتقدين أنه أمرهم بذلك وأنه يحضرهم ويقضي حاجاتهم؛إذا فعلوا ذلك ويستدلون على ذلك بالأبيات التالية ويقرأونها بكل خضوع وخشوع وبكل حب وإذلال‏,‏ ومن هذه الأبيات ما يلي‏:‏

يا قطب أهل السماء والأرض غوثهما ** يا فيض عيني وجوديهم وغيثهـما

يا ابـن العليـين قـد أحرزت إرثهما ** يا خير من كان يدعى محي الديـن

يا غـوث الأعظم كل الدهـر والحين ** أعـلى ولي بتحـكـيم وتمـكـين

أولى فقـير إلى المـولى ومسكيـن ** أنت الذي الديـن سمى محي الديـن

وقـد أتـاك خـطاب الله مـستمـعا ** يا غوث الأعظم كن بالقرب مجتمعا

أنت الخليفة لي في الكـون ملتمـعا ** سمـيت باسم عـظيم محي الديـن

ومنها أيضا‏:‏

ومن ينـادي اسـمي ألفـا بخلـوته ** عـزما بهـمة صرمـا لغـفـوته

أجبـته مسـرعا مـن أجـل دعوته ** فليـدع يا عـبد القادر محي الديـن

يا غوث الأعظم عبد القـادر السرعة ** يا سيـدي احضرني يا محي الديـن

ومنها أيضا‏:‏

يـا سيدي سندي غوثي ويـا مددي ** كن لي ظهيرا على الأعداء بالمـدد

مجير عرضي وخذ يدي مدي ومددي ** خليـفـة الله فينـا مـحي الديـن

كهـف اللهـيف أمان قـلب حـائر ** مأوى الضعيف ضمان قـصد نـاذر

غوث الذي كان في البحر كان كعاثر ** يـا سيـد السـادات عـبد القـادر

ويقرأون هذه الأبيات ثم يدعون محي الدين عبد القادر ألف مرة‏.‏

وعندنا يوجد قبر ولي في بلدة ‏(‏الناهور‏)‏ والمسلمون ينادونه بكل خشوع وخضوع في المجالس كالتالي‏:‏

يا صـاحب الناهـور كن لي ناصـر ** في السمع والأعضاء وحسن الباصر

ويطـول عمـر لا بعـمـر قاصـر **يـا مجمـع الخـيرات عـبد القادر

كن لي مـلاذا يـوم فخـر الفاخـر ** لشـدائـد الـدنـيـا يـوم آخــر

ومثل هذه الأبيات توجد كثيرة جدا ولا يخلو بيت من البيوت عنها - ولو خلا عن المصحف ويقرأون هذه الأبيات في كل المناسبات والحفلات ويشترك فيها من ينتسب إلى العلوم الدينية ويجوزونها‏.‏

وأرجو منكم أن تفكروا في معاني هذه الأبيات ثم تجيبوا على الأسئلة التالية بأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بإجابة واضحة لكي ننشرها ونوزعها بين المسلمين ليظهر الحق ويزهق الباطل ولعلهم يهتدون بها‏.‏

س 1‏:‏ هل يجوز لمسلم أن يقرأها وأمثالها من الأبيات تعبدا ويعتقد ما فيها من المعاني‏؟‏

س 2‏:‏ هل يجوز لمسلم أن ينادي عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه ألف مرة في غرفة مظلمة بكل خشوع وخضوع ويطلب حضوره‏؟‏

س 3‏:‏ ما حكم من يفعل ذلك في الإسلام‏؟‏

س 4‏:‏ هل يجوز لمسلم أن يصلي وراء من يعتقد بهذه الاعتقادات ويشترك في هذه الحفلات وما واجب المسلمين نحوهم‏؟‏

ج‏:‏ أولا‏:‏ دعاء غير الله من الأموات والغائبين والاستعانة بهم في كشف غمة أو تفريج كربة أو شفاء مريض أو نحو ذلك - شرك‏;‏ لأن هذا الدعاء وهذه الاستغاثة عبادة وقربة فالتوجه بها إلى الله وحده توحيد‏,‏ وصرفها لغيره شرك أكبر‏,‏ ومن ذلك قراءة ما في السؤال من الأدعية وأمثالها واعتقاد ما فيها فهو شرك أكبر يخرج من ملة الإسلام -والعياذ بالله- قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا‏}‏ وقال سبحانه‏:‏ ‏{‏ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون‏}‏ إلى غير ذلك من الآيات التي دلت على اختصاص الله بالاستغاثة والدعاء‏,‏ وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ إذا سألت فاسأل الله‏,‏ وإذا استعنت فاستعن بالله الحديث‏.‏

ثانيا‏:‏ على ذلك لا يجوز أن ينادي المسلم الشيخ عبد القادر الجيلاني‏,‏ ولا غيره‏,‏ سواء كان نبيا أم صالحا ليحضر أو ليغيث ملهوفا أو يفرج كربة أو لينال الحاضرين بركته أو لغير ذلك من الأغراض‏,‏ بل نداؤه شرك أكبر‏,‏ وهو بريء ممن دعاه ولا يسمعه ولا يستجيب له‏,‏ كما قال تعالى بعد ذكر آيات ربوبيته‏:‏ ‏{‏ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير‏}‏

ثالثا‏:‏ يعلم مما تقدم‏:‏ أن من فعل ذلك ممن ينتسبون للإسلام فإنه يكون بذلك مشركا شركا أكبر بنص كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم‏.‏

رابعا‏:‏ وبناء عليه‏:‏ لا تصح الصلاة وراءه‏;‏ لأنه مشرك شركا أكبر يخرج عن ملة الإسلام‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود
نداء خدام الأسماء الحسنى لقضاء الحاجات شرك

السؤال الثالث والخامس من الفتوى رقم ‏(‏3321‏)‏‏:‏

س 3‏:‏ هل يجوز لمسلم أن يقول في دعائه‏:‏ ‏(‏أجيبوا وتوكلوا يا خدام هذه الأسماء الحسنى بقضاء حاجتي‏)‏‏؟‏

ج 3‏:‏ نداء خدام الأسماء الحسنى لقضاء الحاجات شرك‏;‏ لأنه نداء لغير الله من خدم غائبين موهومين لا نعلم له أصلا‏,‏ قال تعالى‏:‏ ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين وقال تعالى‏:‏ ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو‏}‏ الآية، وقال عز وجل‏:‏ ‏{‏وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا‏}‏ وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ إذا سألت فاسأل الله‏,‏ وإذا استعنت فاستعن بالله الحديث‏,‏ إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الدالة على أن الدعاء لجلب النفع أو دفع الضرر إنما هو لله‏,‏ فصرفه لغير الله شرك‏;‏ لأنه عبادة‏.‏

قاسم علي
04-04-2005, 09:06 PM
هل يجوز لمسلم أن يكتب الأسماء الروحانية

س 5‏:‏ هل يجوز لمسلم أن يكتب الأسماء الروحانية ‏(‏الجن أو الملائكة‏)‏ أو أسماء الله الحسنى أو غير ذلك من الحرز والعزيمة المشهورة عند العلماء الروحانيين بإرادة حفظ البدن من شر الجن والشيطان والسحر‏؟‏

ج 5‏:‏ الاستعانة بالجن أو الملائكة والاستغاثة بهم لدفع ضر أو جلب نفع أو للتحصن من شر الجن شرك أكبر يخرج عن ملة الإسلام -والعياذ بالله- سواء كان ذلك بطريق ندائهم أو كتابة أسمائهم وتعليقها تميمة أو غسلها وشرب الغسول أو نحو ذلك‏,‏ إذا كان يعتقد أن التميمة أو الغسل تجلب له النفع أو تدفع عنه الضر دون الله‏.‏

وأما كتابة أسماء الله تعالى وتعليقها تميمة فقد أجازه بعض السلف وكرهه بعضهم‏;‏ لعموم النهي عن التمائم واعتبار تعليقها ذريعة إلى تعليق غيرها من التمائم الشركية‏;‏ ولأن تعليقها يعرضها للأوساخ والأقذار،وفي ذلك امتهان لها‏,‏ وهذا هو الصواب‏.‏
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود
شخص عبد غير الله أو دعا غير الله أو ذبح لشيخ

فتوى رقم ‏(‏4144‏)‏‏:‏

س‏:‏ هنا شخص عبد غير الله أو دعا غير الله أو ذبح لشيخ كما يحدث في مصر‏,‏ فهل يعذر بجهله أم لا يعذر بجهل‏؟‏ وإذا كان لا عذر بجهل فما الرد على قصة ذات أنواط‏؟‏ أفتونا مأجورين‏.‏

ج‏:‏ لا يعذر المكلف بعبادته غير الله أو تقربه بالذبائح لغير الله أو نذره لغير الله ونحو ذلك من العبادات التي هي من اختصاص الله إلا إذا كان في بلاد غير إسلامية،ولم تبلغه الدعوة فيعذر لعدم البلاغ لا لمجرد الجهل‏;‏ لما رواه مسلم عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار فلم يعذر النبي صلى الله عليه وسلم من سمع به‏,‏ ومن يعيش في بلاد إسلامية قد سمع بالرسول صلى الله عليه وسلم فلا يعذر في أصول الإيمان بجهله‏.‏

أما من طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم ذات أنواط يعلقون بها أسلحتهم فهؤلاء كانوا حديثي عهد بكفر،وقد طلبوا فقط ولم يفعلوا فكان ما حصل منهم مخالفا للشرع‏,‏ وقد أنكره عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فلم يفعلوه‏.‏
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود


ما حكم طالب المدد من شخص ميت

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏4259‏)‏‏:‏

س 1‏:‏ ما حكم طالب المدد من شخص ميت بأن يقول‏:‏ مدد يا فلان‏,‏ وما الحكم في طلبه أيضا من الأحياء الغير حاضرين لذلك الشخص الطالب للمدد‏؟‏

ج 1‏:‏ أولا‏:‏ طالب المدد من شخص ميت بأن يقول‏:‏ مدد يا فلان‏,‏ يجب نصحه وتنبيهه بأن هذا أمر محرم‏,‏ بل هو شرك‏,‏ فإن أصر على ذلك فهو مشرك كافر‏;‏ لأنه طلب من غير الله ما لا يقدر عليه إلا الله‏,‏ فقد صرف حق الله إلى المخلوق‏,‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار‏}‏ الآية‏.‏

ثانيا‏:‏ طلب المدد من الحي الذي ليس بحاضر لا يجوز‏;‏ لأنه دعا غير الله وطلب منه ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى‏,‏ وهو شرك أيضا‏,‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا‏}‏ ودعاء الحي الغائب نوع من العبادة‏,‏ فمن فعل ذلك نصح‏,‏ فإن لم يقبل فهو مشرك شركا يخرج من الملة‏.‏
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود

قاسم علي
04-05-2005, 11:19 PM
يأتون في أذكارهم ببعض الأشياء المنافية للتوحيد

فتوى رقم ‏(‏5034‏)‏‏:‏

س‏:‏ أرجو أن تفتونا في جماعة يحلقون في المساجد ويذكرون الله ويذكرون رسوله ويأتون في أذكارهم ببعض الأشياء المنافية للتوحيد مثل قولهم بصوت واحد‏:‏ وخذ بيدي يا رسول الله‏,‏ يرددون ذلك ويقودهم أحدهم قائلا‏:‏ يا مفتاحا لكنوز الله - يا كعبة لتجلي الله - أيا عرشا لاستواء الله - يا كرسيا لتدلي الله - فاغننا يا رسول الله‏,‏ أنت المقصود يا حبيب الله - أنت أنت يا رسول الله‏.‏‏.‏‏.‏ إلى غير ذلك من هذا النوع المملوء بالشركيات‏.‏

ج‏:‏ أولا‏:‏ إن ذكر الله جماعة بصوت واحد على طريقة الصوفية بدعة‏,‏ وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد‏.‏

ثانيا‏:‏ أن دعاء غير الله والاستغاثة به لتفريج كربة أو كشف غمة شرك أكبر لا يجوز فعله‏;‏ لأن الدعاء والاستغاثة عبادة وقربة لله وحده‏,‏ فصرفها لغيره شرك أكبر يخرج من الإسلام والعياذ بالله‏,‏ قال تعالى‏:‏ ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون‏}‏ إلى غير ذلك من الآيات الدالة على وجوب صرف العبادة لله وحده‏.‏ وثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ إذا سألت فاسأل الله‏,‏ وإذا استعنت فاستعن بالله الحديث‏,‏ وقال عليه السلام‏:‏ الدعاء هو العبادة‏.‏
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود

قاسم علي
04-07-2005, 05:13 PM
دعاء غير الله شرك أكبر

السؤال الرابع من الفتوى رقم ‏(‏5476‏)‏‏:‏

س 4‏:‏ عندنا فيه رجل يدعى صالح أو من الصالحين وهو حي على وجه الأرض والناس يكرمونه غاية الإكرام‏,‏ وكل سنة أو على الحول يعملون له الوليمة خاصة من كل رجال القبائل فيأتيه الرجل ويقول له‏:‏ أنت يا سيدي فلان عشاك عندي على سبيل التبرك‏,‏ والآخر يقول له‏:‏ يا سيدي فلان غداك عندي‏,‏ وأما الوليمة فهي تكون من ذبيحة أو ذبيحتين ويجمع على الوليمة من الرجال حوالي 50 أو 60 رجلا في نفس الليلة أو اليوم ويلقى الذكر إذا كانت الوليمة في الليل‏,‏ والحاصل‏:‏ يبلغ تكاليف الوليمة عند الرجل صاحب الوليمة حوالي 100 جنيه‏,‏ وبعد انصراف الرجل الولي يلحق به الرجل صاحب الوليمة ويعطيه ما لا يقل عن 50 أو 20 جنيه‏,‏ هذا كل سنة عند الناس الأغنياء‏,‏ وهو يعلم من يطلب بخاطره أو جاهه عند الله في المغيب‏,‏ وإليك هذا المثل عندما يمشي الرجل الذي في قلبه عقيدة أنه رجل صالح ويأتي في ظروف كربة فيقول‏:‏ يا سيدي فلان خاطر بركتك وجاهك عند الله أن تفك لي كرب من كروب الدنيا كمثل مرض أو خوف من طريق أو في ظلام من الليل وهكذا‏,‏ ويقول له بعد الدعاء‏:‏ لك مني يا سيدي فلان خمسة جنيه إذا شفيت مرضي أو فك عني خوفي من أي نوع كان‏,‏ وهذا كله في المغيب‏,‏ وبعد أن لقى الرجل الصالح قال له‏:‏ خذ جنيه‏,‏ فيقول الرجل الصالح‏:‏ هات الخمسة الذي قلتها لي في ساعة كربك‏,‏ فيتعجب الرجل المكروب من هذا الأمر وهذا كله في المغيب‏,‏ فهل هذا الأمر يدل على بشرى عمل الصالح في الرجل المذكور‏؟‏ أم هو من عمل العرافين من الغيب والمنهي عنه‏,‏ ونريد منكم أيضا تفسيرا على هذا الأمر الدال على الصلاح،أو المنهي عنه‏.‏

ج 4‏:‏ أولا‏:‏ دعاء غير الله من الأولياء والصالحين لكشف ضر أو شفاء مريض أو تأمين طريق مخوف - شرك أكبر يخرج من الإسلام‏,‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين‏}‏

ثانيا‏:‏ ادعاء علم الغيب كفر‏,‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله‏}‏

ثالثا‏:‏ أما الذبح لغير الله لقصد بركة هذا الولي فهذا لا يجوز‏,‏ وفاعله ملعون‏;‏ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ لعن الله من ذبح لغير الله وقال تعالى‏:‏ قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين وأما إن كان الذبح لقصد تكريم الإخوان وإطعامهم وفعل المعروف فهذا لا شيء فيه‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود
السؤال السادس من الفتوى رقم ‏(‏6009‏)‏‏:‏

س 6‏:‏ أبي يعتقد في الشيخ المتوفى‏,‏ ويعرف عندنا بالولي فيتوسل به ويشركه في الدعاء مع الله‏,‏ فيقول مثلا‏:‏ ‏(‏يا رب يا سيدي عبد السلام‏)‏ ما حكم الإسلام في ذلك مع أنه يصلي ويصوم ويزكي‏؟‏

ج 6‏:‏ دعاء الأموات والغائبين من الأنبياء والأولياء وغيرهم وحدهم أو مع الله شرك أكبر‏,‏ ولو صام وصلى وزكى‏;‏ لقول الله سبحانه‏:‏ ‏{‏ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين‏}‏ وقوله سبحانه‏:‏ ‏{‏ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير‏}‏ والآيات في هذا المعنى كثيرة‏.‏


وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

قاسم علي
04-10-2005, 08:10 PM
الله تعالى وحده هو الذي لا تأخذه سنة ولا نوم
فتوى رقم ‏(‏7366‏)‏‏:‏
س‏:‏ هل هناك أحد غير الله يستطيع تفريج الهم والغم ودفع المصائب‏؟‏ هذا السؤال تحته عشرة أسئلة‏,‏ نجد في أكثر المذاهب سؤالا وهو‏:‏ هل هناك أحد غير الله يفرج الكرب أم لا‏؟‏

يكلمون بكل قوة في هذا السؤال إلا أننا لم نجد أحدا يجيب بالإثبات فيأتي في ذهن إنسان شعور يبحث فيه عن أساليب مختلفة بأنه كيف يستطيع أحد تفريج الكرب دون الله‏,‏ هذا السؤال له صور مختلفة فطلب من العلماء جوابه،الرجاء منهم إفادتنا بالجواب الشافي‏,‏ مثلا عندنا زيد يريد تفريج همه وغمه فيطلب من غير الله أن يحل مشكلته‏.‏

1 - إن كان هناك أحد غير الله يفرج كربه فمن هو الذي يسمع،ويجيب على مسافة لا يعلم حدها إلا الله بينه وبين سائله في حياته وبعد مماته في قبره‏.‏

2 - ولو فرضنا أنه يسمع بهذه المسافة البعيدة فهناك سؤال آخر هل هو يفهم لغات أهل الدنيا كلها حين ينادونه باللغات المختلفة‏؟‏ مثل‏:‏ الألمانية‏,‏ والإنجليزية‏,‏ وغيرها من اللغات‏.‏

3 - ولو أجبتم بالإثبات بأنه يفهم لغات أهل الدنيا كلها فينشأ منه سؤال آخر وهو‏:‏ إن تقدم إليه في آن واحد ملايين من أهل الحاجة بحاجاتهم في لغاتهم المختلفة فهل باستطاعته أن يسمع شكواهم،ويجيبهم لطلباتهم في آن واحد‏,‏ أم يحتاج إلى تعيين أوقات لحل مشكلة كل واحد بالنوبة أي واحدا بعد واحد‏؟‏

4 - هل هذا الشخص الذي يطلبون منه حاجاتهم ينام أم لا تأخذه سنة ولا نوم‏؟‏ وإن كان هو يتصف بالنوم فينبغي أن يكون عندنا جدول يبين أوقات راحته بين نوم ويقظة أو يسمع وهو نائم‏.‏

5 - وهناك صاحب حاجات لا يستطيع أن يتكلم ويبين مراده باللسان،فهو يسأل حاجته بقلبه‏,‏ فهل هو يجيبه على سؤاله القلبي أم لا‏؟‏

6 - الإنسان من المهد إلى اللحد يتعرض لمشاكل صغيرة وكبيرة،فإن كان الله هو الذي يتولى حل جميع مشكلاته فلا حاجة للجوء إلى غير الله‏,‏ وإن كان غير الله ينجي من هذه الكرب الكثيرة‏,‏ فما هي فائدة الرجوع إلى الله‏؟‏

7 - فإن كان غير الله غير قادر على حل جميع المشكلات فيقال‏:‏ إن بعض المسائل يحلها رب العالمين،وبعض منها عند غير ألله فينبغي عند أهل الحاجة قائمة بما هو لله‏,‏ وما هو لغير الله‏,‏ حتى لا يقدم لله ما هو لغيره،وما هو لغير الله لله‏.‏

8 - هل الذي يرفع ويكشف الضر عن الناس هو يستطيع جلب الضر إلى الناس أو هو يكشف الضر دون جلبه فقط فإذا كان يتولى كشف الضر فقط فمن الذي يوقع الضرر‏؟‏

9 - فالحاصل‏:‏ لو فرضنا إن كان الله هو الذي يأتي بالضرر وغيره يكشف الضر‏,‏ فإذا أراد الله أن يأتي بضر وأراد غيره أن يدفعه وكل مصر على ما يريد فمن المنتصر‏.‏

10 - إذا أراد أن يصلي على محسن أو مسيء فمن تطلب منه المغفرة‏.‏

ج‏:‏ إن الله تعالى وحده هو الذي لا تأخذه سنة ولا نوم‏,‏ وهو وحده الذي يسمع دعاء الداعين أينما كانوا وبأي لغة تكلموا‏,‏ بل يجيب دعاءهم بلسان الحال‏,‏ عقلاء كانوا أم غير عقلاء‏,‏ وهو وحده الذي يضر وينفع حقيقة‏,‏ أما ما يحصل ممن سواه فهو من الأسباب العادية التي مكن الله منها لعباده وأقدرهم عليها ففعلوها بتوفيق من الله تعالى‏,‏ ورتب عليها مسبباتها‏,‏ فللطبيب مثلا تشخيص الأمراض،ووصف الدواء بتوفيق من الله‏,‏ وإلى الله وحده الشفاء‏,‏ وللحراث حرث الأرض،وبذر الحب والسقي بهداية وتوفيق من الله‏,‏ وإلى الله وحده ترتيب النتائج‏,‏ وإيجاد المسببات بإنبات المزروع والأشجار‏,‏ وإيجاد الحبوب والثمار إلى أمثال هذا من الحوادث‏.‏

1 - وعلى هذا فليس هناك أحد غير الله يفرج الكربة حقيقة‏,‏ ولكن قد يكون هناك من جعله الله سببا في ذلك كالطبيب والحراث فيما تقدم فيكون تفريج الكربة من الله بسبب المخلوق بتوفيق من الله‏,‏ وليس هناك أحد غير الله يسمع الداعي من مسافة بعيدة ويجيبه‏,‏ ولا ميت يسمع دعاء من يدعوه ويضرع إليه‏,‏ ولو سمعه ما استجاب له‏,‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير‏}‏

2 - وليس هناك من يعلم جميع لغات المخلوقات سوى الله‏,‏ فلا يتمكن أي مخلوق من سماع كل سائل ويفهم ما يقول حتى يجيبه إلى مسألته‏.‏

3 - وعلى فرض معرفة أحد سوى الله بلغات العالم -وهو مستحيل- فهو لا يستطيع أن يسمع نداء الكثرة منهم إذا سألوه في وقت واحد وأن يحقق مطالبهم في وقت واحد‏,‏ مع تباين حاجاتهم وتباعد أماكنهم‏.‏

4 - ولا يتمكن الإنسان ونحوه من الاستماع للسائلين وإجابتهم في كل وقت‏,‏ فإن من شأنه النسيان والغفلة والضعف والنوم‏,‏ والحاجات والأسئلة والأدعية مستمرة فلا يقوى على تحقيق ذلك إلا الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم‏.‏

5 - وليس هناك من يعلم ما في ضمير غيره من المطالب والحاجات إلا الله‏,‏ فكيف يتيسر لغيره تعالى تحقيق حاجاتهم إذا لم يسألوا بلسان المقال‏؟‏‏!‏

6، 7، 8، 9، 10 - ومما تقدم يتبين أيضا أنه لا يكشف الضر حقيقة إلا الله‏,‏ ولا يعطي الخير حقيقة إلا هو‏,‏ كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم‏}‏‏.‏ وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود
الاستغاثة بغير الله من الأنبياء والصالحين عند النوازل والشدائد

السؤال الثاني والخامس من الفتوى رقم ‏(‏9027‏)‏‏:‏

س 2‏:‏ يقول الناس عند النوازل والشدائد‏:‏ يا رسول الله‏,‏ وغيره من الأولياء‏,‏ ويذهبون إلى مقابر الصالحين في حالة المرض ويستغيثون بهم‏,‏ ويقولون‏:‏ إن الله يدفع البلاء بهم‏,‏ نحن نستمدهم لكن نيتنا إلى الله‏;‏ لأن المؤثر هو الله‏,‏ هل هذا شرك أم لا‏,‏ وهل يقال لهم‏:‏ إنهم مشركون‏؟‏ والحال أنهم يصلون ويقرأون القرآن وغيره من العمل الصالح‏.‏

ج 2‏:‏ ما يفعله هؤلاء هو الشرك الذي كان عليه أهل الجاهلية الأولى‏,‏ فإنهم كانوا يدعون اللات والعزى ومناة وغيرهم ويستغيثون بهم‏;‏ تعظيما لهم‏,‏ ورجاء أن يقربوهم إلى الله‏,‏ ويقولون‏:‏ ‏{‏ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى‏}‏ ويقولون أيضا‏:‏ ‏{‏هؤلاء شفعاؤنا عند الله‏}‏ وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الدعاء عبادة‏,‏ وأنها لا تكون إلا لله‏,‏ ونهى الله تعالى عن دعاء غيره‏,‏ فقال‏:‏ ‏{‏ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم‏}‏ وعلى المسلمين أن يقولوا‏:‏ إياك نعبد وإياك نستعين في كل ركعة من صلواتهم‏;‏ إرشادا لهم إلى أن العبادة لا تكون إلا له‏,‏ وأن الاستعانة لا تكون إلا به دون الأموات من الأنبياء وسائر الصالحين‏,‏ ولا يغرنك مع ذلك كثرة صلاة هؤلاء وصيامهم وقراءتهم‏,‏ فإنهم ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا‏;‏ وذلك أنها لم تبن على أساس التوحيد الخالص‏,‏ فكانت هباء منثورا‏,‏ والأدلة من الكتاب والسنة على شركهم وإحباط عملهم كثيرة‏,‏ فراجع في ذلك آيات القرآن والسنة الصحيحة وكتب أهل السنة‏,‏ نسأل الله لنا ولك الهداية‏.‏

س 5‏:‏ هل للأولياء الصالحين أن يسمعوا نداء من دعاهم ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ والله إن موتاكم لتسمع قرع نعالكم أفيدوني‏؟‏

ج 5‏:‏ الأصل‏:‏ أن الأموات صالحين كانوا أو غير صالحين لا يسمعون كلام البشر‏;‏ لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير‏}‏ وقوله سبحانه‏:‏ ‏{‏وما أنت بمسمع من في القبور‏}‏ ولكن قد يسمع الله الموتى صوت رسول من رسله لحكمة من الحكم‏,‏ كما أسمع سبحانه قتلى بدر من الكفار صوت رسوله صلى الله عليه وسلم؛ إهانة وتبكيتا لهم‏,‏ وتكريما لرسوله صلى الله عليه وسلم‏,‏ حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه حينما استنكر بعضهم ذلك‏:‏ ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبوا وارجع في الموضوع إلى كتاب ‏[‏النبوات‏]‏‏,‏ وكتاب ‏[‏التوسل والوسيلة‏]‏‏,‏ وكتاب ‏[‏الفرقان‏]‏‏,‏ وكلها لشيخ الإسلام ابن تيمية ففيها الكفاية في الموضوع‏.‏

وأما سماع الميت حيث يوضع في قبره قرع نعال المشيعين فهو إسماع خاص ثبت في النص فلا يزاد عليه لاستثنائه من الأدلة العامة الدالة على عدم سماع الموتى‏,‏ كما تقدم‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود
السؤال السادس من الفتوى رقم ‏(‏7267‏)‏‏:‏

س 6‏:‏ ما حكم الله فيمن يستغيث بالأولياء عند نزول حادث به‏؟‏

ج 6‏:‏ من استغاث بالأولياء بعد موتهم أو في حال غيبتهم عنه فهو مشرك شركا أكبر‏;‏ لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم‏}‏‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

قاسم علي
04-12-2005, 06:25 PM
الدعاء بجاه رسول الله أو بجاه فلان من الصحابة أو غيرهم أو بحياته لا يجوز

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏8818‏)‏‏:‏

س 2‏:‏ في شهر رمضان يدعو بعد كل ركعتين بواحد من الصحابة‏,‏ فيقولون‏:‏ بحياة فلان الصحابي الجليل أن يقبل الله منا صلاتنا وصيامنا‏,‏ وقد نصحتهم ولكن بلا فائدة وبعد هذا أصلي لحالي في زاوية المسجد‏,‏ هل لي صلاة معهم أم أكون لحالي حسب ما أنا عليه‏؟‏ أفتوني جزاكم الله خير الجزاء‏.‏

ج 2‏:‏ الدعاء بجاه رسول الله أو بجاه فلان من الصحابة أو غيرهم أو بحياته لا يجوز‏;‏ لأن العبادات توقيفية‏,‏ ولم يشرع الله ذلك‏,‏ وإنما شرع لعباده التوسل إليه سبحانه بأسمائه وصفاته وبتوحيده والإيمان به وبالأعمال الصالحات وليس جاه فلان وفلان وحياته من ذلك‏,‏ فوجب على المكلفين الاقتصار على ما شرع الله سبحانه‏,‏ وبذلك يعلم أن التوسل بجاه فلان وحياته وحقه من البدع المحدثة في الدين‏,‏ وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد متفق على صحته وقال عليه السلام‏:‏ من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد خرجه الإمام مسلم في صحيحه وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود
السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏9610‏)‏‏:‏

س 1‏:‏ إن شخصا أقر بكلمة لا إله إلا الله‏,‏ ومحمد رسول الله‏,‏ ويؤدي الصلاة في الأوقات الخمس ولكنه يدعو شيئا مع الله تعالى‏,‏ هل إذا توفي ذلك الشخص يجب عليك أن تشيعه أم لا‏؟‏

ج 1‏:‏ الدعاء نوع من أنواع العبادة وصرف شيء منه إلى غير الله شرك أكبر يخرج عن الإسلام‏,‏ قال تعالى‏:‏ ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون وقال‏:‏ ‏{‏ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين‏}‏ يعني‏:‏ المشركين‏.‏

وبذلك تعرف أنه لا يجوز لك الصلاة على من يفعل ذلك‏,‏ ولا تشيع جنازته إذا مات ولم يتب‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

لا يجوز ذبح الإبل والبقر والغنم ونحوها على القبور بل هو شرك

فتوى رقم ‏(‏6773‏)‏‏:‏

س‏:‏ إن في بلادي التي أنا فيها مشايخ كثير وهم يفعلون الأشياء التالية‏:‏ هم يضربون الدفوف ويذهبون إلى القبور ويذبحون عليها الأغنام والإبل والبقر ويطبخون الطعام هل هذا شيء حرام أم لا‏؟‏ هم يبنون قبة خارج المدينة ويضربون فيه الدفوف والطبل وهناك ترتفع أصواتهم وهم قائلون‏:‏ أغثنا يا شيخنا جيلاني‏,‏ وغيرهم من المشائخ الآخرين‏,‏ ويمشون بين الناس ويأخذون المال ويقولون‏:‏ زيارة شيخ بن فلان إلى آخره‏,‏ وإذا مرض أحد من الناس يأخذونه إليهم ويقرأون عليه الآيات ويقولون‏:‏ تأتي بكبش أو ثور أو ناقة وغيره من المواشي‏,‏ وفي السنة يدفع الناس مالا كثيرا ويذهبون إليهم فهل هذا شيء محرم في ديننا‏؟‏

ج‏:‏ أولا‏:‏ لا يجوز ذبحهم الإبل والبقر والغنم ونحوها على القبور‏,‏ بل هو شرك يخرج من ملة الإسلام إذا قصدوا التقرب إليها رجاء بركتها‏;‏ لأن التقرب بذلك لا يكون إلا لله‏,‏ قال تعالى‏:‏ قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين وكذا لا يجوز الضرب بالدفوف للرجال مطلقا‏,‏ ويجوز الضرب عليها للنساء في النكاح لإعلانه‏.‏

ثانيا‏:‏ الاستغاثة بالأموات والغائبين من الأحياء من جن وملائكة وإنس ودعاؤهم لجلب نفع أو دفع ضر شرك أكبر يخرج من الملة‏,‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده‏}‏ أما الضرب على الطبول فلا يجوز لا للرجال ولا للنساء‏.‏

ثالثا‏:‏ زيارة مشايخ الطرق الصوفية لمريديهم لأخذ أموال منهم تسول وأكل للمال بالباطل‏,‏ وينبغي لمن يقدر على نصحهم والأخذ على أيديهم أن يقوم بذلك وأن يقوم بنصح المريدين حتى لا يدفعوا لهم الأموال إلا بحقها الشرعي‏.‏

رابعا‏:‏ رقية المريض بقراءة القرآن والأذكار والدعوات النبوية الثابتة عنه عليه الصلاة والسلام مشروعة‏,‏ أما الذهاب إلى من ذكرت ليقرأ عليه أبياتا ويأمره بذبح كبش أو ثور مثلا فهذا لا يجوز‏;‏ لأن ذلك رقية بدعية وأكل للمال بالباطل‏,‏ وقد يكون شركا إذا ذبح ما ذكر للجن أو للأموات ونحو ذلك‏;‏ لدفع شر أو جلب نفع منهم‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

قاسم علي
04-14-2005, 06:31 PM
دعاء الله بأسمائه الحسنى والتوسل إليه بها مشروع

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏5318‏)‏‏:‏

س 3‏:‏ يقول الله تعالى‏:‏ ‏{‏ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها‏}‏ ما حق من دعا الله بأسمائه الحسنى‏؟‏ أيتوسل بعشرة أسماء من أسمائه أو أكثرها أو يتوسل بالاسم المقتضي،لذلك المطلوب المناسب لحصوله‏.‏

ج 3‏:‏ دعاء الله بأسمائه الحسنى والتوسل إليه بها مشروع‏;‏ لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها‏}‏ ولما رواه الإمام أحمد من حديث ابن مسعود قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال‏:‏ اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي‏,‏ إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا‏"‏ قال‏:‏ فقيل‏:‏ يا رسول الله‏,‏ ألا نتعلمها‏؟‏ فقال‏:‏ ‏"‏بلى‏,‏ ينبغي لمن سمعها أن يتعلمه‏"‏‏.‏

وللداعي أن يتوسل إلى الله بأي اسم من أسمائه الحسنى التي سمى بها نفسه‏,‏ أو سماه بها رسوله صلى الله عليه وسلم‏,‏ ولو اختار منها ما يناسب مطلوبه كان أحسن مثل‏:‏ يا مغيث‏,‏ أغثني‏,‏ ويا رحمن‏,‏ ارحمني‏,‏ رب اغفر لي وارحمني‏,‏ إنك أنت التواب الرحيم‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود
شرع الله سبحانه الدعاء وأمر به

السؤال التاسع من الفتوى رقم ‏(‏8946‏)‏‏:‏

س 9‏:‏ هل الدعاء يرد القضاء‏؟‏

ج 9‏:‏ شرع الله سبحانه الدعاء وأمر به‏,‏ فقال‏:‏ ‏{‏وقال ربكم ادعوني أستجب لكم‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان‏}‏ فإذا فعل العبد السبب المشروع ودعا فإن ذلك من القضاء فهو رد القضاء بقضاء إذا أراد الله ذلك‏,‏ وقد ثبت في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ولا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود
دعاء الله

فتوى رقم ‏(‏9766‏)‏‏:‏

س‏:‏ هل يجوز قول الإنسان عند الاستعانة مثلا - بالله عز وجل‏:‏ يا معين‏,‏ يا رب‏,‏ أو عند طلب التيسير في أمر‏:‏ يا مسهل‏,‏ أو يا ميسر يا رب‏,‏ وما الضابط في ذلك‏؟‏ وما حكم من يقول ذلك ناسيا أو جاهلا أو متعمدا‏؟‏

ج‏:‏ يجوز لك أن تقول ما ذكرت‏;‏ لأن المقصود من المعين والمسهل والميسر في ندائك هو الله سبحانه وتعالى‏;‏ لتصريحك بقولك‏:‏ يا رب‏,‏ آخر النداء‏,‏ سواء قلت ذلك ناسيا أو جاهلا أو متعمدا‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود
الاستعانة

فتوى رقم ‏(‏433‏)‏‏:‏


س‏:‏ ما حكم المناذير،وهو دعاء الجن والشياطين على شخص ما ليعملا به عملا مكروها‏,‏ كأن يقال‏:‏ خذوه اذهبوا به‏,‏ انفروا به بقصد أو بغير قصد‏,‏ وما حكم من دعا بهذا القول‏,‏ حيث سمعت قول أحدهم‏:‏ أنه من دعا الجن لم تقبل له صلاة ولا صيام ولا يقبر في مقابر المسلمين،ولا تتبع جنازته ولا يصلى عليه إذا مات‏؟‏

ج‏:‏ الاستعانة بالجن واللجوء إليهم في قضاء الحاجات من الإضرار بأحد أو نفعه - شرك في العبادة‏;‏ لأنه نوع من الاستمتاع بالجني بإجابته سؤاله،وقضائه حوائجه في نظير استمتاع الجني بتعظيم الإنسي له ولجوئه إليه واستعانته به في تحقيق رغبته‏,‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا‏}‏ فاستعانة الإنسي بالجني في إنزال ضرر بغيره، واستعاذته به في حفظه من شر من يخاف شره كله شرك‏.‏

ومن كان هذا شأنه فلا صلاة له ولا صيام‏;‏ لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين‏}‏ ومن عرف عنه ذلك لا يصلى عليه إذا مات‏,‏ ولا تتبع جنازته‏,‏ ولا يدفن في مقابر المسلمين‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن منيع
نداء الإنسان رسول الله صلى الله عليه وسلم

أو غيره كعبد القادر عند القيام أو القعود من أنواع الشرك

السؤال الثاني والثالث من الفتوى رقم ‏(‏1711‏)‏‏:‏

س 2‏:‏ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله‏,‏ ويقول عند قيامه أو قعوده‏:‏ يا رسول الله‏,‏ أو‏:‏ يا أبا القاسم‏,‏ أو‏:‏ يا شيخ عبد القادر‏,‏ ونحو ذلك من الاستعانة فما الحكم‏؟‏

ج 2‏:‏ نداء الإنسان رسول الله صلى الله عليه وسلم أو غيره كعبد القادر الجيلاني أو أحمد التيجاني عند القيام أو القعود والاستعانة بهم في ذلك أو نحوه لجلب نفع أو دفع ضر - نوع من أنواع الشرك الأكبر الذي كان منتشرا في الجاهلية الأولى‏,‏ وبعث الله رسله عليهم الصلاة والسلام ليقضوا عليه وينقذوا الناس منه ويرشدوهم إلى توحيد الله سبحانه،وإفراده بالعبادة والدعاء‏,‏ وذلك أن الاستعانة فيما وراء الأسباب العادية لا تكون إلا بالله تعالى‏;‏ لأنها عبادة فمن صرفها لغيره تعالى فهو مشرك‏,‏ وقد أرشد الله عباده إلى ذلك فعلمهم أن يقولوا‏:‏ إياك نعبد وإياك نستعين وقال‏:‏ وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا وبين لهم أنه وحده بيده دفع الضر وكشفه وإسباغ النعمة وإفاضة الخير على عباده وحفظ ذلك عليهم‏,‏ لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع ولا راد لما قضى وهو على كل شيء قدير‏,‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون‏}‏ فسمى تعالى دعاء غيره في هذه الآيات‏:‏ كفرا وشركا به‏,‏ وأخبر أنه لا أضل ممن يدعو غيره سبحانه‏,‏ وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابن عباس رضي الله عنهما‏:‏ إذا سألت فاسأل الله‏,‏ وإذا استعنت فاستعن بالله وقال عليه الصلاة والسلام‏:‏ الدعاء هو العبادة‏.‏

قاسم علي
12-10-2005, 07:11 PM
الررررررررفع

12d8c7a34f47c2e9d3==