أبو مالك العدني
11-05-2003, 01:07 PM
بسم الله والحمد لله والصلاة على رسول الله ,,, أما بعد :
فهذا نقلٌ من كتاب البدع والحوادث للإمام الطرطوشي رحمه الله تعالى وهو تكملة لما وعدت سابقاً في هذا الموضوع عسى الله أن ينفع بهذه المشاركة ويكون بحث في القصص والقصاصين لكثرة غثائهم في هذا الزمان وشغف الناس بهم والله المستعان :
القصص في المساجد
قال مالك :(إني لأكرهُ القصص في المساجد ).
قال ((وقد قال تميم الداري لعمر بن الخطاب :دعني أدع الله وأقص وأذكر الناس . فقال عمرُ .لا. فأعاد عليه .فقال : أنت تريدُ أن تقول :أنا تميم الداري ؛فاعرفوني !))
قال مالك :((ولا أرى أن يجلس إليهم ؛إن القصص لبدعه )).
قال: ((وليس على الناس أن يستقبلوهم كالخطيب )).
قال ((وكان ابن المسيب وغيره يتخلفون والقاص يقص )).
وقال مالك: ((ونهيت أبا قدامة أن يقوم بعد الصلاة فيقولُ:افعلوا كذا وكذا)).
قال سالم : وكان ابن عمر يُلفى خارجاً من المسجد , فيقول ما أخرجني إلا صوت قاصكم هذا ) أخرجه المروزي في كتاب العلم كما في تحذير الخواص ص195 .
وقال أبو إدريس الخولاني : لأن أرى في ناحية المسجد ناراً تأجَّج أحبُّ من أن أرى قاصاً يقصُّ .
قال علماؤنا رحمهم الله : لم يُقصّ في زمان النبي صلى الله عليه وسلم ولا في زمان أبي بكرٍ وعمرَ , حتى ظهرت الفتنة , فظهرت القصص
.فلما دخل عليٌّ المسجد أخرج القصّاص من المسجد وقال : لا يُقص في مسجدنا .
حتى انتهى إلى الحسن في علوم الأعمال والأحوال فاستمع إليه ثم انصرف َولم يُخرجه .
وجاء ابن عمر على مجلسه من المسجد فوجد قاصاً يقص فوجه إلى صاحبِ الشرطة أن أخرجه من المسجد فأخرجه .
قال مالك بن أنس : كان رجل من النافقين يقوم كل جمعة في المسجد فيحضُّ الناس على طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان يوم خيبر انصرف بالناس من قتال العدوّ ثم قام بعد ذلك في المسجد فحض على طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فأُخرج من المسجد فقال : لا أبالي أَلاَّ أُصلي في حشّ بني فلان.
قال التّيّاح : قلت للحسن : إمامنا يقصُّ فيجتمع الرجال والنساء فيرفعون أصواتهم بالدعاء ويمدون أيديهم ! فقال الحسن : رفع الصوت بالدعاء بدعة ومدُّ الأيدي بدعة والقصص بدعةٌ.
وقيل لابن سيرين : " لو قصصــت على إخوانك ؟ فقال :" قد قيل : لا يتكلم على الناس إلا أمير أو مأمور أو أحمق ، ولست بأمير ، ولا مأمور ، وأكره أن أكون الثالث ".
قال معاوية بن قرة :" قلت للحسن البصري : أعود مريضاً أحب إليك أو أجلس إلى قاص ؟ قال : عد مريضك ، قلت : أشيع جنازة أحب إليك أو أجلس إلى قاص ؟ فقال : شيع جنازتك ، قلت : استعان بي رجل في حاجة ، أعينه أو أجلس إلى قاص ؟ قال : اذهب في حاجتك ..حتى جعله خيرا من مجالس الفراغ "
وقال ضمرة: قلت للثـــوري : نستقبل القاص بوجهنا ؟ قال : ولو البدع ظهوركم ".
وقال أبو معمر : " رأيت سيارا أبا الحكم يستاك على باب المسجد ، وقاص يقص في المسجد ، فقيل له : يا أبا الحكم إن الناس ينظرون إليك فقال : أني في خير ما هم فيه ، أنا في سنة وهم في بدعة ".
ولما دخل سليمان بن مهران الأعمش البصرة ، نظر إلى قاص يقص في المسجد ، فقال : حدثنا الأعمش عن أبي إسحاق وحدثنا الأعمش عن أبي وائل ."
قال : " فتوسط الأعمش الحلقة ، ورفع يديه ، وجعل ينتف شعر إبطيه فقال له القاص : يا شيخ ! ألا تستحي ؟ نحن في علم وأنت تفعل ذلك ؟ فقال الأعمش : الذي أنا فيه خير من الذي أنت فيه . قال : كيف ذلك ؟ قال : لأني في سنة وأنت في كذب ، أنا الأعمش وما حدثتك مما تقول شيئا !!
فلما سمع الناس ذكر الأعمش ، انفضوا عن القاص ، واجتمعوا حوله وقالوا : حدثنا يا أبا محمد !"
وقال أحمد بن حنبل : " أكذب الناس القصاص والسئوال ، وما أحوج الناس إلى قاص صدوق ، لأنهم يذكرون الموت وعذاب القبر ".
قيل له : أكنت تحضر مجالسهم ؟ قال : ( لا )
وروي أن عامر بن عبدالله بن قيس المعروف ب( راهب هذه الأمة ) انقطع عن مجلس الحسن البصري ، فجاءه الحسن في منزله ، فإذا عامر في بيت قد لف رأسه ، وليس في البيت إلا رمل ، فقال له الحسن : يا أبا عبدالله لم نرك منذ أيام ؟ فقال له : أ،ي كنت أجلس هذه المجالس ، فأسمع تخليطا وتغليظاً وإني كنت أسمع مشيختنا فيما روي عن نبيا محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول :" إن أصفى الناس إيمانا يوم القيامة أكثرهم فكرة في الدنيا ، وأكثر الناس ضحكاً في الجنة أطولهم بكاء في الدنيا " فوجدت البيت أخلى لقلبي ، وأقدر لي من نفسي على ما أريد منها ، فقال له الحسن : إما أنه لم يعن مجالسنا هده ، إنما عنى مجالس القصاص في الطرق والذين يخلطون ويقدمون ويؤخرون .
قال ابن القاسم :" وأول قاص كان بالمدينة إنما جعله عمر بن العزيز ولم يكن بها قبل ذلك قاص ".
قال مالك : لم يكن القصاص فيما مضى حتى كان عمر بن عبدالعزيز أميراً ، فجعل قاصاً ورزقه دينار في الشهر ".
وفي كتاب الوضــوء من " المدونة " : أن عمر بن عبدالعزيز كــــان له قاص ، يعني : واعظا يذكره .
فهذا نقلٌ من كتاب البدع والحوادث للإمام الطرطوشي رحمه الله تعالى وهو تكملة لما وعدت سابقاً في هذا الموضوع عسى الله أن ينفع بهذه المشاركة ويكون بحث في القصص والقصاصين لكثرة غثائهم في هذا الزمان وشغف الناس بهم والله المستعان :
القصص في المساجد
قال مالك :(إني لأكرهُ القصص في المساجد ).
قال ((وقد قال تميم الداري لعمر بن الخطاب :دعني أدع الله وأقص وأذكر الناس . فقال عمرُ .لا. فأعاد عليه .فقال : أنت تريدُ أن تقول :أنا تميم الداري ؛فاعرفوني !))
قال مالك :((ولا أرى أن يجلس إليهم ؛إن القصص لبدعه )).
قال: ((وليس على الناس أن يستقبلوهم كالخطيب )).
قال ((وكان ابن المسيب وغيره يتخلفون والقاص يقص )).
وقال مالك: ((ونهيت أبا قدامة أن يقوم بعد الصلاة فيقولُ:افعلوا كذا وكذا)).
قال سالم : وكان ابن عمر يُلفى خارجاً من المسجد , فيقول ما أخرجني إلا صوت قاصكم هذا ) أخرجه المروزي في كتاب العلم كما في تحذير الخواص ص195 .
وقال أبو إدريس الخولاني : لأن أرى في ناحية المسجد ناراً تأجَّج أحبُّ من أن أرى قاصاً يقصُّ .
قال علماؤنا رحمهم الله : لم يُقصّ في زمان النبي صلى الله عليه وسلم ولا في زمان أبي بكرٍ وعمرَ , حتى ظهرت الفتنة , فظهرت القصص
.فلما دخل عليٌّ المسجد أخرج القصّاص من المسجد وقال : لا يُقص في مسجدنا .
حتى انتهى إلى الحسن في علوم الأعمال والأحوال فاستمع إليه ثم انصرف َولم يُخرجه .
وجاء ابن عمر على مجلسه من المسجد فوجد قاصاً يقص فوجه إلى صاحبِ الشرطة أن أخرجه من المسجد فأخرجه .
قال مالك بن أنس : كان رجل من النافقين يقوم كل جمعة في المسجد فيحضُّ الناس على طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان يوم خيبر انصرف بالناس من قتال العدوّ ثم قام بعد ذلك في المسجد فحض على طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فأُخرج من المسجد فقال : لا أبالي أَلاَّ أُصلي في حشّ بني فلان.
قال التّيّاح : قلت للحسن : إمامنا يقصُّ فيجتمع الرجال والنساء فيرفعون أصواتهم بالدعاء ويمدون أيديهم ! فقال الحسن : رفع الصوت بالدعاء بدعة ومدُّ الأيدي بدعة والقصص بدعةٌ.
وقيل لابن سيرين : " لو قصصــت على إخوانك ؟ فقال :" قد قيل : لا يتكلم على الناس إلا أمير أو مأمور أو أحمق ، ولست بأمير ، ولا مأمور ، وأكره أن أكون الثالث ".
قال معاوية بن قرة :" قلت للحسن البصري : أعود مريضاً أحب إليك أو أجلس إلى قاص ؟ قال : عد مريضك ، قلت : أشيع جنازة أحب إليك أو أجلس إلى قاص ؟ فقال : شيع جنازتك ، قلت : استعان بي رجل في حاجة ، أعينه أو أجلس إلى قاص ؟ قال : اذهب في حاجتك ..حتى جعله خيرا من مجالس الفراغ "
وقال ضمرة: قلت للثـــوري : نستقبل القاص بوجهنا ؟ قال : ولو البدع ظهوركم ".
وقال أبو معمر : " رأيت سيارا أبا الحكم يستاك على باب المسجد ، وقاص يقص في المسجد ، فقيل له : يا أبا الحكم إن الناس ينظرون إليك فقال : أني في خير ما هم فيه ، أنا في سنة وهم في بدعة ".
ولما دخل سليمان بن مهران الأعمش البصرة ، نظر إلى قاص يقص في المسجد ، فقال : حدثنا الأعمش عن أبي إسحاق وحدثنا الأعمش عن أبي وائل ."
قال : " فتوسط الأعمش الحلقة ، ورفع يديه ، وجعل ينتف شعر إبطيه فقال له القاص : يا شيخ ! ألا تستحي ؟ نحن في علم وأنت تفعل ذلك ؟ فقال الأعمش : الذي أنا فيه خير من الذي أنت فيه . قال : كيف ذلك ؟ قال : لأني في سنة وأنت في كذب ، أنا الأعمش وما حدثتك مما تقول شيئا !!
فلما سمع الناس ذكر الأعمش ، انفضوا عن القاص ، واجتمعوا حوله وقالوا : حدثنا يا أبا محمد !"
وقال أحمد بن حنبل : " أكذب الناس القصاص والسئوال ، وما أحوج الناس إلى قاص صدوق ، لأنهم يذكرون الموت وعذاب القبر ".
قيل له : أكنت تحضر مجالسهم ؟ قال : ( لا )
وروي أن عامر بن عبدالله بن قيس المعروف ب( راهب هذه الأمة ) انقطع عن مجلس الحسن البصري ، فجاءه الحسن في منزله ، فإذا عامر في بيت قد لف رأسه ، وليس في البيت إلا رمل ، فقال له الحسن : يا أبا عبدالله لم نرك منذ أيام ؟ فقال له : أ،ي كنت أجلس هذه المجالس ، فأسمع تخليطا وتغليظاً وإني كنت أسمع مشيختنا فيما روي عن نبيا محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول :" إن أصفى الناس إيمانا يوم القيامة أكثرهم فكرة في الدنيا ، وأكثر الناس ضحكاً في الجنة أطولهم بكاء في الدنيا " فوجدت البيت أخلى لقلبي ، وأقدر لي من نفسي على ما أريد منها ، فقال له الحسن : إما أنه لم يعن مجالسنا هده ، إنما عنى مجالس القصاص في الطرق والذين يخلطون ويقدمون ويؤخرون .
قال ابن القاسم :" وأول قاص كان بالمدينة إنما جعله عمر بن العزيز ولم يكن بها قبل ذلك قاص ".
قال مالك : لم يكن القصاص فيما مضى حتى كان عمر بن عبدالعزيز أميراً ، فجعل قاصاً ورزقه دينار في الشهر ".
وفي كتاب الوضــوء من " المدونة " : أن عمر بن عبدالعزيز كــــان له قاص ، يعني : واعظا يذكره .