المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسئلة وأجوبة في مسائل الإيمان والكفر


كيف حالك ؟

أبو عبدالرحمن البلوشي
03-16-2005, 09:56 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه‏.‏

اما بعد‏.‏‏.‏ فهذه اسئلة مهمة (1) من طلاب العلم والدعاة الى الله الى شيخنا الفاضل الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى وبارك فيه وفي علمه ، ونفع به الاسلام والمسلمين ‏.‏‏.‏ نقدمها اليه رجاءً منه بالاجابة بما يفتح الله عليه من الكتاب والسنة لعل الله ان ينفع بها ‏:‏



السؤال الاول‏:‏

بمَ يكون الكفر الاكبر او الردّة‏؟‏ هل هو خاص بالاعتقاد والجحود والتكذيب، ام هو اعم من ذلك‏؟‏

الجواب ‏:‏

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وبعد‏:‏

فان مسائل العقيدة مهمة جدًّا ، ويجب تعلم العقيدة بجميع ابوابها وجميع مسائلها وتلقيها عن اهل العلم ، فلا يكفي فيها القاء الاسئلة وتشتيت الاسئلة فيها ، فانها مهما كثرت الاسئلة واجيب عنها ، فان الجهل سيكون اكبر ‏.‏ فالواجب على من يريد نفع نفسه ونفع اخوانه المسلمين ان يتعلم العقيدة من اولها الى اخرها، وان يلم بابوابها ومسائلها ، ويتلقاها عن اهل العلم ومن كتبها الاصيلة ، من كتب السلف الصالح ‏.‏‏.‏ وبهذا يزول عنه الجهل ولا يحتاج الى كثرة الاسئلة ، وايضاً يستطيع هو ان يبين للناس وان يعلم الجهّال، لانه اصبح مؤهلاً في العقيدة‏.‏

كذلك لا يتلقى العقيدة عن الكتب فقط ‏.‏‏.‏ او عن القراءة والمطالعة ، لانها لا تؤخذ مسائلها ابتداءً من الكتب ولا من المطالعات ، وانما تؤخذ بالرواية عن اهل العلم واهل البصيرة الذين فهموها واحكموا مسائلها ‏.‏‏.‏

هذا هو واجب النصيحة ‏.‏‏.‏

اما ما يدور الان في الساحة من كثرة الاسئلة حول العقيدة ومهماتها من اناس لم يدرسوها من قبل، او اناس يتكلمون في العقيدة وامور العقيدة عن جهل او اعتماد على قراءتهم للكتب او مطالعاتهم ، فهذا سيزيد الامر غموضاً ويزيد الاشكالات اشكالات اخرى ، ويثبط الجهود ويحدث الاختلاف، لاننا اذا رجعنا الى افهامنا دون اخذ للعلم من مصادره، وانما نعتمد على قراءتنا وفهمنا ، فان الافهام تختلف والادراكات تختلف ‏.‏‏.‏ وبالتالي يكثر الاختلاف في هذه الامور المهمة ‏.‏ وديننا جاءنا بالاجتماع والائتلاف وعدم الفرقة ، والموالاة لاهل الايمان والمعاداة للكفار ‏.‏‏.‏ فهذا لا يتم الا بتلقي امور الدين من مصادرها ومن علمائها الذين حملوها عمن قبلهم وتدارسوها بالسند وبلغوها لمن بعدهم ‏.‏‏.‏ هذا هو طريق العلم الصحيح في العقيدة وفي غيرها ، ولكن العقيدة اهم لانها الاساس ، ولان الاختلاف فيها مجال للضلال ومجال للفرقة بين المسلمين‏.‏

والكفر والردّة يحصلان بارتكاب ناقض من نواقض الاسلام ، فمن ارتكب ناقضا من نواقض الاسلام المعروفة عند اهل العلم فانه بذلك يكون مرتداً ويكون كافراً ، ونحن نحكم عليه بما يظهر منه من قوله او فعله، نحكم عليه بذلك لانه ليس لنا الا الحكم بالظاهر، اما امور القلوب فانه لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى‏.‏ فمن نطق بالكفر او فعل الكفر، حكمنا عليه بموجب قوله وبموجب نطقه وبموجب فعله اذا كان ما فعله او ما نطق به من امور الردّة ‏.‏


السؤال الثاني‏:‏

هناك من يقول ‏:‏ ‏"‏ الايمان قول واعتقاد وعمل، لكن العمل شرط كمال فيه ‏"‏ ، ويقول ايضاً ‏:‏ ‏"‏ لا كفر الا باعتقاد ‏"‏ ‏.‏‏.‏ فهل هذا القول من اقوال اهل السنة ام لا‏؟‏

الجواب ‏:‏

الذي يقول هذا ما فهم الايمان ولا فهم العقيدة ، وهذا هو ما قلناه في اجابة السؤال الذي قبله ‏:‏ من الواجب عليه ان يدرس العقيدة على اهل العلم ويتلقاها من مصادرها الصحيحة، وسيعرف الجواب عن هذا السؤال‏.‏

وقوله ‏:‏ ان الايمان قول وعمل واعتقاد ‏.‏‏.‏ ثم يقول ‏:‏ ان العمل شرط في كمال الايمان وفي صحته، هذا تناقض ‏!‏‏!‏ كيف يكون العمل من الايمان ثم يقول العمل شرط، ومعلوم ان الشرط يكون خارج المشروط، فهذا تناقض منه ‏.‏ وهذا يريد ان يجمع بين قول السلف وقول المتاخرين وهو لا يفهم التناقض، لانه لا يعرف قول السلف ولا يعرف حقيقة قول المتاخرين ، فاراد ان يدمج بينهما ‏.‏‏.‏ فالايمان قول وعمل واعتقاد ، والعمل هو من الايمان وهو الايمان، وليس هو شرطاً من شروط صحة الايمان او شرط كمال او غير ذلك من هذه الاقوال التي يروجونها الان ‏.‏ فالايمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح وهو يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية‏.‏


السؤال الثالث‏:‏

هل الاعمال ركن في الايمان وجزء منه ام هي شرط كمال فيه‏؟‏

الجواب ‏:‏

هذا قريب من السؤال الذي قبله، سائل هذا السؤال لا يعرف حقيقة الايمان‏.‏ فلذلك تردد ‏:‏ هل الاعمال جزء من الايمان او انها شرط له ‏؟‏ لانه لم يتلق العقيدة من مصادرها واصولها وعن علمائها‏.‏ وكما ذكرنا انه لا عمل بدون ايمان ولا ايمان بدون عمل ، فهما متلازمان ، والاعمال هي من الايمان بل هي الايمان ‏:‏ الاعمال ايمان، والاقوال ايمان، والاعتقاد ايمان ، ومجموعها كلها هو الايمان بالله عز وجل، والايمان بكتبه ورسله واليوم الاخر والايمان بالقدر خيره وشره‏.‏


السؤال الرابع‏:‏

ما اقسام المرجئة ‏؟‏ مع ذكر اقوالهم في مسائل الايمان ‏؟‏

الجواب ‏:‏

المرجئة اربعة اقسام ‏:‏

القسم الاول ‏:‏ الذين يقولون الايمان وهو مجرد المعرفة ، ولو لم يحصل تصديق ‏.‏‏.‏ وهذا قول الجهمية، وهذا شر الاقوال واقبحها ، وهذا كفر بالله عز وجل لان المشركين الاولين وفرعون وهامان وقارون وابليس كلٌ منهم يعرفون الله عز وجل ، ويعرفون الايمان بقلوبهم، لكن لما لم ينطقوه بالسنتهم ولم يعملوا بجوارحهم لم تنفعهم هذه المعرفة ‏.‏

القسم الثاني‏:‏ الذين قالوا ان الايمان هو تصديق القلب فقط ، وهذا قول الاشاعرة، وهذا ايضاً قول باطل لان الكفار يصدقون بقلوبهم، ويعرفون ان القران حق وان الرسول حق ، واليهود والنصارى يعرفون ذلك ‏:‏ ‏(‏ الَّذِينَ اتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ اَبْنَاءَهُمْ‏)‏ فهم يصدقون به بقلوبهم ‏!‏ قال تعالى في المشركين ‏:‏ ‏(‏ قَدْ نَعْلَمُ اِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَاِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِايَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ‏)‏ ‏.‏‏.‏فهؤلاء لم ينطقوا بالسنتهم ،ولم يعملوا بجوارحهم مع انهم يصدقون بقلوبهم فلا يكونون مؤمنين‏.‏

الفرقة الثالثة‏:‏ التي تقابل الاشاعرة وهم الكرَّامية ، الذين يقولون ‏:‏ ان الايمان نطق باللسان ولو لم يعتقد بقلبه ، ولا شك ان هذا قول باطل لان المنافقين الذين هم في الدرك الاسفل من النار يقولون ‏:‏ نشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله بالسنتهم ، ولكنهم لا يعتقدون ذلك ولا يصدقون به بقلوبهم ، كما قال تعالى‏:‏ ‏(‏ اِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ اِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ اِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ اِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ‏.‏ اتَّخَذُوا اَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ‏)‏ ، قال سبحانه وتعالى ‏:‏ ‏(‏ يَقُولُونَ بِاَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ‏)‏

الفرقة الرابعة‏:‏ وهي اخف الفرق في الارجاء ، الذين يقولون ان الايمان اعتقاد بالقلب ونطق باللسان ولا يدخل فيه العمل وهذا قول مرجئة الفقهاء وهو قول باطل ايضا ‏.‏



السؤال الخامس‏:‏

هل خلاف اهل السنة مع مرجئة الفقهاء في اعمال القلوب او الجوارح‏؟‏ وهل الخلاف لفظي او معنوي ‏؟‏ نرجو من فضيلتكم التفصيل‏.‏

الجواب ‏:‏

خلافهم في العمل ، خلاف مرجئة الفقهاء مع جمهور اهل السنة هو اختلاف في العمل الظاهر ، كالصلاة والصيام والحج، فهم يقولون انه ليس من الايمان وانما هو شرط للايمان، اما شرط صحة واما شرط كمال ، وهذا قول باطل كما عرفنا ‏.‏

والخلاف بينهم وبين جمهور اهل السنة خلاف معنوي وليس خلافاً لفظي، لانهم يقولون ان الايمان لا يزيد ولا ينقص بالاعمال ، فلا يزيد بالطاعة ولا ينقص بالمعصية ‏.‏‏.‏ وايمان الناس سواء لانه عندهم التصديق بالقلب مع القول باللسان ‏!‏ وهذا قول باطل‏.‏


السؤال السادس‏:‏

ما حكم من ترك جميع العمل الظاهر بالكلية لكنه نطق بالشهادتين ويقر بالفرائض لكنه لا يعمل شيئاً البتة، فهل هذا مسلم ام لا ‏؟‏ علماً بان ليس له عذر شرعي يمنعه من القيام بتلك الفرائض ‏؟‏

الجواب‏:‏

هذا لا يكون مؤمناً، من كان يعتقد بقلبه ويقر بلسانه ولكنه لا يعمل بجوارحه ، عطّل الاعمال كلها من غير عذر هذا ليس بمؤمن، لان الايمان كما ذكرنا وكما عرفه اهل السنة والجماعة انه ‏:‏ قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، لا يحصل الايمان الا بمجموع هذه الامور، فمن ترك واحداً منها فانّه لا يكون مؤمناً ‏.‏


السؤال السابع‏:‏

هل تصح هذه المقولة‏:‏ ‏"‏ من قال الايمان قول وعمل واعتقاد يزيد وينقص فقد بريء من الارجاء كله حتى لو قال لا كفر الا باعتقاد وجحود ‏"‏ ‏؟‏

الجواب‏:‏

هذا تناقض ‏!‏‏!‏ اذا قال لا كفر الا باعتقاد او جحود فهذا يناقض قوله ان الايمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، هذا تناقض ظاهر ، لانه اذا كان الايمان قول باللسان واعتقاد الجنان وعمل بالجوارح وانه يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ‏.‏‏.‏‏.‏ فمعناه انه من تخلى من شيء من ذلك فانه لا يكون مؤمناً ‏.‏


السؤال الثامن‏:‏

هل هذا القول صحيح ام لا ‏:‏ ‏(‏ ان من سب الله وسب الرسول ‏(‏ ليس بكفر في نفسه ، ولكنه امارة وعلامة على ما في القلب من الاستخفاف والاستهانة ‏)‏ ‏؟‏

الجواب‏:‏

هذا قول باطل، لان الله حكم على المنافقين بالكفر بعد الايمان بموجب قولهم ‏:‏ ‏(‏ ما راينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونا ولا اجبن عند اللقاء ‏)‏ يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه ، فانزل الله فيهم قوله سبحانه وتعالى ‏:‏ ‏(‏ قُلْ اَبِاللَّهِ وَايَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ‏.‏ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ اِيمَانِكُمْ ‏)‏ ، فكفّرهم بهذه المقالة ولم يشترط في كفرهم انهم كانوا يعتقدون ذلك بقلوبهم، بل انه حكم عليهم بالكفر بموجب هذا المقالة ‏.‏ وكذلك قوله تعالى ‏:‏ ‏(‏ وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ اِسْلامِهِمْ ‏)‏ فرتب الكفر على قول كلمة الكفر ‏.‏


السؤال التاسع‏:‏

ما حكم من يسب الله ورسوله ويسب الدين فاذا نُصح في هذا الامر تعلَّل بالتكسب وطلب القوت والرزق ، فهل هذا كافر ام هو مسلم يحتاج الى تعزير وتاديب ‏؟‏ وهل يقال هنا بالتفريق بين السب والساب ‏؟‏

الجواب ‏:‏

لا يجوز للانسان ان يكفر بالله بالقول او بالفعل او بالاعتقاد ويقول ان هذا لاجل طلب الرزق، فالرزق عند الله سبحانه وتعالى ، والله جل وعلا يقول‏:‏ ‏(‏ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ‏)‏ ، فالرزق بيد الله عز وجل ، والله جل وعلا حكم بالكفر على من اثر الدنيا على الاخرة ، قال سبحانه وتعالى في وصف المرتدين والمنافقين ‏:‏ ‏(‏ ذَلِكَ بِاَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْاخِرَةِ وَاَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ‏)‏ ، فحكم عليهم بانهم تركوا ايمانهم بسبب انهم يريدون ان يعيشوا مع الناس ويكونوا مع الناس ، ‏(‏ وَلَوْ اَنَّهُمْ رَضُوا مَا اتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ اِنَّا اِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ‏)‏ ، فلو توكلوا على الله لرزقهم الله عز وجل ‏.‏


السؤال العاشر‏:‏

ما هو القول فيمن نصب الاصنام والاضرحة والقبور ، وبنى عليها المساجد والمشاهد ، واوقف عليها الرجال والاموال ، وجعل لها هيئات تشرف عليها ، ومكَّن الناس من عبادتها والطواف حولها ودعائها والذبح لها ‏؟‏

الجواب ‏:‏

هذا حكمه انه يكفر بهذا العمل، لان فعله هذا دعوة للكفر ‏.‏

اقامته للاضرحة وبناؤه لها ودعوة الناس الى عبادتها وتنصيب السدنة لها، هذا يدل على رضاه بهذا الامر ، وعلى انه يدعو الى الكفر ويدعوا الى الضلال والعياذ بالله ‏.‏


السؤال الحادي عشر‏:‏

هل تصح الصلاة خلف امام يستغيث بالاموات ويطلب المدد منهم ام لا ‏؟‏

وماذا عن رجل يكذب ويتعمد الكذب و يؤذي الصالحين ويؤم الناس‏.‏ هل يقدم في الصلاة اذا عرف عنه الكذب والفسوق‏؟‏

الجواب ‏:‏

لا تصح الصلاة خلف المشرك الذي شركه شرك اكبر يخرج من الملة ، ودعاء الاموات والاستغاثة بهم ، هذا شرك اكبر يخرج من الملّة ‏.‏

فهذا ليس بمسلم لا تصح صلاته في نفسه ولا تصح صلاة من خلفه، انما يشترط للامام ان يكون مؤمناً بالله وبرسوله ، ويكون عاملاً بدين الاسلام ظاهراً وباطناً ‏.‏

اما الرجل الاخر وما يفعله فهذه كبائر من كبائر الذنوب ‏:‏ الكذب، واكتساب الكبائر التي دون الشرك واذية المسلمين ‏.‏‏.‏ هذه كبائر من كبائر الذنوب، لا تقتضي الكفر ، ولا ينبغي ان يُنصَّب اماماً للناس، لكن من جاء ووجدهم يصلون وهو يصلي بهم، يصلي خلفه ولا يصلي منفرداً، الى ان يجد اماماً صالحاً مستقيماً فيذهب اليه‏.‏


السؤال الثاني عشر‏:‏

هناك بعض الاحاديث التي يستدل بها البعض على ان من ترك جميع الاعمال بالكلية فهو مؤمن ناقص الايمان ‏.‏‏.‏ كحديث ‏(‏ لم يعملوا خيراً قط ‏)‏ وحديث البطاقة وغيرها من الاحاديث ؛ فكيف الجواب على ذلك ‏؟‏

الجواب ‏:‏

هذا من الاستدلال بالمتشابه ، هذه طريقة اهل الزيغ الذين قال الله سبحانه وتعالى عنهم ‏:‏ ‏(‏ فَاَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ‏)‏ ، فياخذون الادلة المتشابهة ويتركون الادلة المحكمة التي تفسرها وتبينها ‏.‏‏.‏ فلا بد من رد المتشابهة الى المحكم، فيقال من ترك العمل لعذر شرعي ولم يتمكن منه حتى مات فهذا معذور ، وعليه تحمل هذه الاحاديث ‏.‏‏.‏ لان هذا رجل نطق بالشهادتين معتقداً لهما مخلصاً لله عز وجل ، ثم مات في الحال او لم يتمكن من العمل ، لكنه نطق بالشهادتين مع الاخلاص لله والتوحيد كما قال صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏ من قال لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون الله فقد حرم دمه وماله ‏)‏ ‏.‏‏.‏ وقال ‏:‏ ‏(‏ فان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله ‏)‏ ، هذا لم يتمكن من العمل مع انه نطق بالشهادتين واعتقد معناهما واخلص لله عز وجل، لكنه لم يبق امامه فرصة للعمل حتى مات فهذا هو الذي يدخل الجنة بالشهادتين ، وعليه يحمل حديث البطاقة وغيره مما جاء بمعناه ، والذين يُخرجون من النار وهم لم يعملوا خيراً قط لانهم لم يتمكنوا من العمل مع انهم نطقوا بالشهادتين ودخلوا في الاسلام، هذا هو الجمع بين الاحاديث‏.‏

12d8c7a34f47c2e9d3==