أبو الهمام علي بن يطو
03-09-2005, 07:57 PM
من عجائب علي حسن الحلبي (1)
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله؛
قال الحلبي في تعليقه على موضع في«إغاثة اللهفان»: "ويجدر بي - ههنا – أن أنبه إلى مسألة و هي: أنه قد اشتهر عند أكثر الخاصة و العامة أن أركان الإيمان ستة و هي المذكورات [قال ابن القيم: لهذا كان الإيمان بالملائكة عليهم السلام أحد الأصول الخمسة التي هي أركان الإيمان وهو الإيمان بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر] والإيمان بالقدر خيره و شره! و الصواب أنها خمسة، كما جاء في بعض روايات (حديث جبريل) و أما ذكر القدر، فهو من باب التنبيه على أهميته، لكثرة ما يقع من الزلل فيه! و لذا عطف جميع الأركان بحرف (الواو)، ثم أعاد ذكر الفعل قبل ذكر (الإيمان بالقدر)، فإن (القدر) فعل من أفعال الله، و الإيمان بالله متضمن له، فافهم هذا. و على هذا جاء قوله تعالى:﴿و من كفر بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيداً﴾[النساء] فعد الأركان خمسة، والله أعلم"إ.هـ [إغاثة اللهفان، تخريج المحدث الألباني ط١/ج ٢/ص٨٣٦].
- وحقيقةً، المطلع على هذا الكلام لا ينقضي عجبه من هذا الحلبي، فماذا يريد من وراء هذا ؟! و الذي يُذهِب اللب هو: هل اطلع الحلبي على أول الحديث في صحيح مسلم؟ و لماذا ساقه ابن عمر رضي الله عنه؟ و هل كان إلا رداً على من قال: الأمر أنف !!!
قال الحافظ ابن رجب في الجامع (١/١۰٣): « قد أدخل في الإيمان، الإيمان بالقدر خيره و شره، و لأجل هذه الكلمة روى ابن عمر رضي الله عنه هذا الحديث محتجا به على من أنكر القدر» إ هـ
على هذا يلزمه نفس الكلام في الركن الثالث ألا وهو الإيمان بالكتب، فما هي (الكتب) إلا كلام الله، و الإيمان بأن الله يتكلم يندرج في الإيمان بالله فيختصر على نفسه الطريق و تصير أربعاً عوضاً من خمس فضلا على القول بأنها ست ؟!
أما ما استدل به من ورود بعض الروايات خلوا عن ذكر القدر، فما هذا إلا من اختصار بعض الرواة و الأخذ بالزائد أولى خاصة في هذا الموضع الذي صرح راوي الحدث بسببه و ما أظن هذا يخفى على أثريٍ يُعنى بكتب الحديث و علومه، و أمر آخر: هل اطلع الحلبي على فر ابن القيم «شفاء العليل»؟!!فسبحان الله..
أما ما ساقه ضمن ما توهمه دليلاً على هذا الاكتشاف الخطير الجلل!! من أنه (أعاد ذكر الفعل...) إلى آخره؛ فهو فلسفة باهتة و فهم سقيم أعجمي و حقيق بأن يطَّرَح، و الذي له أدنى اهتمام بمطالعة شروح الأربعين التي جمعها النووي رحمه الله يعلم خلاف هذا، ولماذا الذهاب بعيداً فها هو شرح الشيخ العثيمين رفع الله درجته في الجنة بين يدي طلبة العلم المبتدئين فهو لما تطرق لهذا الموضع قال ما معناه: أن تكرار الفعل دليل على عظم شأن القدر و لفتا لنظر السامع لذلك و اهتماما به؛ فانظر رحمك الله الفرق الشاسع بين فهم عالم و فهم هذا المخلوق العجيب.
و الذي لم أجد له تفسيرا، لماذا ساق الحلبي هذا الكلام و ماذا يريد من وراء (التنبيه) على أمر ( اشتهر عند أكثر الخاصة)؟؟
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله؛
قال الحلبي في تعليقه على موضع في«إغاثة اللهفان»: "ويجدر بي - ههنا – أن أنبه إلى مسألة و هي: أنه قد اشتهر عند أكثر الخاصة و العامة أن أركان الإيمان ستة و هي المذكورات [قال ابن القيم: لهذا كان الإيمان بالملائكة عليهم السلام أحد الأصول الخمسة التي هي أركان الإيمان وهو الإيمان بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر] والإيمان بالقدر خيره و شره! و الصواب أنها خمسة، كما جاء في بعض روايات (حديث جبريل) و أما ذكر القدر، فهو من باب التنبيه على أهميته، لكثرة ما يقع من الزلل فيه! و لذا عطف جميع الأركان بحرف (الواو)، ثم أعاد ذكر الفعل قبل ذكر (الإيمان بالقدر)، فإن (القدر) فعل من أفعال الله، و الإيمان بالله متضمن له، فافهم هذا. و على هذا جاء قوله تعالى:﴿و من كفر بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيداً﴾[النساء] فعد الأركان خمسة، والله أعلم"إ.هـ [إغاثة اللهفان، تخريج المحدث الألباني ط١/ج ٢/ص٨٣٦].
- وحقيقةً، المطلع على هذا الكلام لا ينقضي عجبه من هذا الحلبي، فماذا يريد من وراء هذا ؟! و الذي يُذهِب اللب هو: هل اطلع الحلبي على أول الحديث في صحيح مسلم؟ و لماذا ساقه ابن عمر رضي الله عنه؟ و هل كان إلا رداً على من قال: الأمر أنف !!!
قال الحافظ ابن رجب في الجامع (١/١۰٣): « قد أدخل في الإيمان، الإيمان بالقدر خيره و شره، و لأجل هذه الكلمة روى ابن عمر رضي الله عنه هذا الحديث محتجا به على من أنكر القدر» إ هـ
على هذا يلزمه نفس الكلام في الركن الثالث ألا وهو الإيمان بالكتب، فما هي (الكتب) إلا كلام الله، و الإيمان بأن الله يتكلم يندرج في الإيمان بالله فيختصر على نفسه الطريق و تصير أربعاً عوضاً من خمس فضلا على القول بأنها ست ؟!
أما ما استدل به من ورود بعض الروايات خلوا عن ذكر القدر، فما هذا إلا من اختصار بعض الرواة و الأخذ بالزائد أولى خاصة في هذا الموضع الذي صرح راوي الحدث بسببه و ما أظن هذا يخفى على أثريٍ يُعنى بكتب الحديث و علومه، و أمر آخر: هل اطلع الحلبي على فر ابن القيم «شفاء العليل»؟!!فسبحان الله..
أما ما ساقه ضمن ما توهمه دليلاً على هذا الاكتشاف الخطير الجلل!! من أنه (أعاد ذكر الفعل...) إلى آخره؛ فهو فلسفة باهتة و فهم سقيم أعجمي و حقيق بأن يطَّرَح، و الذي له أدنى اهتمام بمطالعة شروح الأربعين التي جمعها النووي رحمه الله يعلم خلاف هذا، ولماذا الذهاب بعيداً فها هو شرح الشيخ العثيمين رفع الله درجته في الجنة بين يدي طلبة العلم المبتدئين فهو لما تطرق لهذا الموضع قال ما معناه: أن تكرار الفعل دليل على عظم شأن القدر و لفتا لنظر السامع لذلك و اهتماما به؛ فانظر رحمك الله الفرق الشاسع بين فهم عالم و فهم هذا المخلوق العجيب.
و الذي لم أجد له تفسيرا، لماذا ساق الحلبي هذا الكلام و ماذا يريد من وراء (التنبيه) على أمر ( اشتهر عند أكثر الخاصة)؟؟