المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على سعيد حوى


كيف حالك ؟

الكاسر
11-04-2003, 07:52 PM
1 الكاتب : [ أشرف السلفي ]
2003-10-15 11:39 PM المشاركات : 418
**** [ ** مع الشيخ سعيد حوى في رحاب السنة ** ] **** للشيخ الفاضل .......



بسم الله الرحمن الرحيم
--------------------------------------------------------------------------------


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...

بدون تعليق !!


مع الشيخ سعيد حوى في رحاب السنة



معروف أن الشيخ سعيد حوى من الكتاب البارزين فس ساحة الدعوة وتقرأ إنتاجاته في بعض الأوساط الإسلامية بكل عناية . وكتاباته تنطوي على الدعوة الصارخة إلى التصوف ، والتمذهب ، ودراسة الفقه الإسلامي على مذهب من المذاهب الأربعة . ويوجب على التقليد على كل مسلم .
رأيه في إيجاب التقليد :
قال : " … فلم يبق أمام أكثر الخلق إلا أن يتفقهوا على مذهب إمام مجتهد ، وأن يستفتهوه في المسائل والحوادث . وذلك واجب شرعي كيلا يسير الإنسان على غير بصيرة . وهذا الذي جعل الأمة تستقر على المذهبية الفقهية "(1) .
ولانغفل من أن استقرار الأمة على المذهبية دفع بها إلى الكثير من الأضرار والمفاسد .
ومن أهمها – كما ذكر الأستاذ محمد عيد العباسي - :
( 1 ) مخالفة النصوص الصحيحة تعصبا للمذهب .
( 2 ) امتلاء الكتب المذهبية بالأحاديث الضعيفة وبناء الأحكام عليها .
( 3 ) تقديم أقوال المتأخرين على أقوال الأئمة والمتقدمين .
( 4 ) الانحباس في مذهب واحد وعدم الاستفادة من المذاهب الأخرى .
( 5 ) خلو كثير من الكتب المذهبية عن الأدلة الشرعية .
( 6 ) شيوع التقليد والجمود وإقفال باب الاجتهاد .
( 7 ) فتح باب الحيل للتخلص من التكاليف الشرعية .
( 8 ) الاشتغال بالفرضيات المستحيلة والحماقات السخيفة .
( 9 ) نشر الخلاف والانقسام والفتن بين المسلمين .
( 10 ) تدخل الظروف والمصالح السياسية في انتشار المذهب وانحسارها .
( 11 ) الأخذ ببعض ما يدل عليه النص دون البعض الآخر .(2)
وكذلك " جعل التفقه على مذهب إمام معين واجبا شرعيا " فيه ما فيه من التشبه بالرافضة الذين نصبوا لهم أئمة معصومين لا يلتفتون إلى غيرهم كما أكد ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى – بقوله :
" والمقصود بهذا الأصل أن من نصب إماما فأوجب طاعته مطلقا : اعتقادا أو حلا فقد ضل في ذلك كأئمة الضلال الرافضة الإمايمة حيث جعلوا في كل وقت إماما معصوما تجب طاعته ، فإنه لا معصوم بعد الرسول ، ولا تجب طاعة أحد بعده في كل شيئ .. "
وكذلك من دعا لإثبات شيخ من المشايخ من كل طريق من غير تخصيصولااستثناء وأفرده عن نظرائه … "
وكذلك من دعاإلى اتباع إمام من أئمة العلم فيكل ما قاله ، وأمر به ونهى عنه مطلقا ، كالأئمة الأربعة ... "(3)
ملخص القول أنه لا جب على أحد من المسلمين ابتاع شخص معين في كل ما يأمر وينهى غير النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم .
شبهاته حول السنة :
ولم يكتف الأستاذ سعيد حوى بالدعوة إلى التمذهب فحيب ، بل حاول إقناع الناس على محض التقليد ، وإعطاءهم فكرة بأن أدلة المذهب كلها صحيحة ، ضعيفةكانت أو ضعيفة . وذلك بإيراد احتمالات بعيدة عن الأمر والواقع فقال :
" وإن الكتب التي بين أيدينا الآن ليست كل ما ألفه علماء المسلمين ، فنحن نعرف كا رثة بغداد والأندلس ومكتباتهما .
إن هناك أحاديث نحكم بضعفها الآن ، لأن الكتب التي بين أيدينا ترويها من طريق ضعيف ، بينما لو كانت كتب أخرى موجودة لاختلف الوضع .
وأكبر مثال على ذلك أن هناك أحاديث أسانيدها ضعيفة رواها الحاكم وغيره ، لم تعرف هذه الأحاديث أنها صحيحةإلا بعد أن عثر على كتاب ( صحيح ابن خزيمة ) حيث ساق لها أسانيد صحيحة .
هذه النقطة الهامة تجعلنا لانتسرع برد حكم إمام مجتهد بحجة أن النصوص الصحيحة التي بين أيدينا تخالف ، إذ أن هذا الإمام أقرب عهدا بالرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وأعرف بما عليه الناس من عمل تلقنوه عن السلف الصالح رضوان الله عليهم "(4) .
أثار الأستاذ سعيد حوى هنا عدة شبهات حول السنة ، تساعد على تنويم الناس على ما هم عليه من العمل بالضعاف والموضوعات ، وعلى إقناعهم بأن أدلة المذهب الضعيفة والموضوعة يمكن أن وردت بأسانيد صحيحة في كتب لمتصل إلينا وضاعت في أمثال كوراث بغداد والأندلس . وكذلك الإمام الذي هو أقرب عهدا بالنبي صلى الله عليه وسلم إذا خالف النصوص الصحيحة التي بين أيدينا ، كأنه تلقن هذا عمن قبله من السلف رضوان الله عليهم . لقد رد الإمام عزالدين بن عبدالسلام على مثل هذه الاحتمالات فقال :
" من العجب العجاب أن الفقهاء المقلدين يقف أحدهم على ضعف مأخذ إمامه ، بحيث لا يجد لضعفه مدفعا ، ومع هذات يقلده فيه ، ويترك من الكتاب والسنة والأقيسة الصحيحة لمذهبه ، جمودا على تقليد إمامه ، بل يتحيل لدفع ظواهر الكتاب والسنة ، ويتأولها بالتاويلات البعيدة الباطلة نضالا عن مقلده " .
وقال : " … إذا عجز أحدهم عن تمشية مذهب إمامه . قال : لعل إمامي وقف على دليل لم أقف عليه ، ولم اهتد إليه . ولا يعلم المسكين أن هذا مقابل بمثله ، ويفضل لخصمه ما ذكره من الدليل الواضح والربهان اللائح " .
فسبحان الله ما أكثر من أعمى التقليد بصره ، حتى حمله على مثل ما ذكر !!
وفقنا اللهتعالى لاتباع الحق أينما كان ، وعلى لسان من ظهر . وأين هذا من مناظرة السلف ، ومشاورتهم في الأحكام ،ومسارعتهم إلى ابتاع الحق إذا ظهر على لسان الخصم.
وقدنقل الشافعي-رحمه الله – أنه قال : " ما ناظرت أحدا إلا قلت : اللهم أجر الحق على قلبه ولسانه ، فإن كان الحقمعي اتبعني ، وإن كان الحق معه اتبعته "(5)
وقد خشي الإمام الشافعي - رحمه الله- من هذه الظاهرة الأليمة في مخالفة الأحاديث الصحيحة تقليدا لمتبوعهم بدعوى احتمال السنخ ، أو معاؤضتها لما هو أوقى منها فقال : " لو جاز هذا خرجت عامة السنن من أيدي الناس بأن يقولوا لعلها منسوخة " !!(6)
• وإذا دققنا في احتمالات الأستاذ سعيد حوى تبين لنا ما يأتي :
" إن الاحتمال لا يصلح حجة للاستدلال . ناهيك أنه مخالف لصريح القرآن . فقد تعهد الله بحفظ دينه : قرآنا وسنة ، فقال : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )) [ النجم : 3 – 4 ] .
والوحي ذكر بإجماع الأمة .
وحدوث كوارث بغداد والأندلس ، وهلاك جل ما فيها من الكتب لا يستأنس به لترجيح هذا الاحتمال ، إلا إذا تصورنا أنه لا يوجد من هذه الكتب إلا نسهة واحدة . وهذا تصور فاسد لأنه يعكس الحقائق التأريخية . لقد قرأنا عن مؤلفات بعض العلماء المسلمين الذين أراد خصومهم أن تخلو الأرض من علمهم ، فسعوا إلى إحراق مؤلفاتهم ، إلا أنهم لم يفلحوا . فكيف إذا كان الأمر يتعلق بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ .
ومن المعلوم أن ضياع ما ألفه بعض المسلمين لا يقتضي ضياع السنة أو بعضها ؟
وقرب عهد الأئمة بالرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم لا يصلح أن يكون دليلا على صحة كل ما ثالوه ، أو قبول ما فعلوه لأنهم لم يحيطوا بكل السنة علما …
وهذا من الأعذار التي ذكرها الإمام ابن تيمية - رحمه الله – لتعليل وجود أخطاء في أقوال الأئمة ومذاهبهم . وذلك في كتابه القيم " رفع الملام عن الأئمة الأعلام " جزاه الله خيرا "(7) .
مذهبه العقدي :
أما بالنسبة لعقيدته وتولثه بكثير من المخالفات الصريحة لأمور الإسلام فقد قال الدكتور على بن ناصر الفقيهي :
" وحين ظهرت بدعة الجهم واعتنقها كثير من الناس لجهلهم بالكتاب والسنة هب علماء السنة للرد على هذه البدعة ، ولبيان المذهب الحق في ذلك أداء للأمانة ووفاء بالعهد الذي أخذه الله على العلماء في بيان الحق وعدم كتمانه .
وقد ذكر الذهبي في كتابه " العلو للعلي الغفار " عددا من الأئمة الذين أنكروا على الجهمية آراءهم المنحرفة . وما الجهمية إلا آراء واعتقادات يعتنقها كثير من الناس حتى الآن … ولذا فإن نشر كتب السلف من واجب الأمة …
إن بعض الدعاة المعاصرين يقولون : إن الجهمية وفرقا أخرى كالمعتزلة وغيرها قد انقرضت ، فلا حاجة إلى البحث فيها ، فنشر مثل هذه الكتب لا حاجة إليه ، لأنها تبحث في أمور لا يوجد من يعتنقها ويؤمن لها . ثم يقولون مع ذلك إن بحثها لبعضها فيه تفريق لكلمة الأمة .
وهذا القول فيحد ذاته دليل على أنه يوجد من يعتقد هذه الآراء بل ويدّعى إليها .
ونحن نستعيذ بالله من الدعوة إلى تفريق كلمة الأمة . والله يعلم أننا لا نريد إلا جمع كلمتها . ولكنا نعلم أن رسول الهدى صلى الله عليه وسلم مكث في مكة ثلاثة عشر عاما يبني عقيدة المسلم وينقيها من كل شائبة إذ أنها الرركيزة الأولى التي يقوم عليها البناء : بناء الإسلام .
فلم تبن عقائد أولئك على الخرافات التي يؤمن بها ويدعو إليها الدعاة المعاصرون من أن الذي يعطي البيعة للشيخ الرفاعي ، بل أحيانا بدون بيعة وإنما إذا انتسب إلى هذه الطريقة فلا تؤثر فيه النار ، ولا الرصاص ، ولا السيوف .(8)
سبحان الله ! هل يجوز لهذا الداعية المسلم ولأصحاب هذه الطريقة أن يتركوا القدس ثالث الحرمين الشريفين ، وفلسطين يحتلها اليهود وليس عند اليهود إلا النار والرصاص ، وهما لا يؤثران في هذه الطائفة . ويتركون اليهود في القدس ، ولا يطهرونه من رجسهم . هذا منهج السلوك خرافات الصوفية !
أما في الاعتقاد فيرى هذا الداعية أن العقيدة الصحيحة السليمة المجمع عليها هي عقيدة أبي منصور الماتوريدي(9) ، وعقيدة الأشاعرة المنسوبة لأبي الحسن الأشعري - وهو برئ منها - فعقيدته ما جاء في الإبانة والمقالات .
ونقول : مهما حاول الدعاة ومهما سلكوا من طرق غير طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم في إصلاح شباب هذه الأمة فلم يفلحوا . فقد قال الإمام مالك – رحمه الله تعالى – ومن هو ؟ .
قال : " لايصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها " وما الذي أصلح أولها أليس التمسك بالكتاب والسنة اللذين قال فيهما رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي " .
فهل طريقة الرفاعية التي يدعو لها هذا الداعية ، ويحث الشباب على جمع المعلومات عنها هي طريقة محمد صلى الله عليه وسلم الذي لبس درعين في غزوة أحد وهو لإمام المتوكلين . وقد قال الله تعالى له : (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته . والله يعصمك من الناس إن الله لايهدي القوم الكافرين )) [ المائدة : 5 / 67 ] (10) .
مأذون على الطريقة الصوفية :
هذا الذي ينتظر من الشيخ سعيد حوى لأنه نشأ(11) في أحضان الطرق الصوفية ، ولما بلغ أشده أجازه شيوخ الصوفية .
قال : " لقد تتلمذت في باب التصوف على من أظنهم أكبر علماء التصوف في عصرنا ، وأكثر الناس تحققا به ، وأذن لي بعض شيوخ الصوفيى بالتربية ، وتسليك المريدين وأن لا أتقيد في هذا الشأن إلا بالكتاب والسنة … "(12) .
وأضاف قائك في موضع آخر : " وإني بفضل الله مع أني مأ1ون على الطريقة الصوفية بتلقين الأوراد عامة بتلقين الاسم المفرد أقول : إن الشيخ لا ينبغي أن يقيد نفسه إلا بالسنة "(13) .
لذلك قسم الإسلام في عقائد ، وأحكام فقهية ، ثم تصوف ، وبنى على ذلك أوهاما أكبر من جبال هملايا لكنها أرفع من أعواد الخيزران وأوهن من بيوت العنكبوت(14) .
هذا رد على المخالفات المبثوثة في(تربيتنا الروحية ) و ( جولات في الفقهين) عديد من العلماء في كتبهم ورسائلهم ومحاضراتهم(15) . وهذه المؤشرات بوادر يقظة إسلامية للوقوف في وجه الدعواتالتي تريد إصلاح الشباب المسلم على غير منهاج الكتاب والسنة.
****



--------------------------------------------------------------------------------

الــــحـــــــــــــواشـــــــــــي :
--------------------------------------------------------------------------------

(1) جولات في الفقهين الكبير والأكبر ( ص 71 ) . راجع للتفصيل " مؤلفات سعيد حوى دارسة وتقويم " ( ص 84 ) ط. أولى 1983 م )
(2) راجع "بدعة التعصب المذهبي " ( 135 - 227 ) " الباب الرابع : واقع المذهبية المتعصب ومآخذنا عليها " .
(3) فتاوى شيخ الإسلام ( 19 / 69 – 70 ) .
(4) جند الله ثقافة واخلاقا ( 126 ) دار الكتب العلمية بيروت . ط . ثانية .
(5) " قواعد الأحكام في نصائح الأنام " للعز بن عبدالسلام ( 2 / 159 – 160 ) طبعة دار الجيل .
(6) " الرسالة للشافعي ( 109 ) .
(7) " مؤلفات سعيد حوى " ( 86 – 87 ) .
(8) انظر " تربيتنا الروحية " لسعيد حوى ( 216 – 217 ) دار الكتب العلمية دمشق ( ط الأولى ) وراجع مناظرة شيخ الإسلام ابن تيمية لدجاجلة الرفاعية في دعواهم دخول النار ، وأنها لا تؤثر فيهم ، في ( مجموعة الرسائل والمسائل ص 120 ) تحقيق رشيد رضا .
(9) راجع الفقهين الكبير والأكبر لسعيد حوى ( 66 ، 81 ) .
(10) مقدمة الدكتور علي ناصر الفقيهي على " الرد على الجهمية " للحافظ ابن منده ( 10 – ( 12 ) ط . ثانية 1982 م .
(11) راجع " مؤلفات سعيد حوى " للهلالي ( 60 – 83 ) .
(12) تربيتنا الروحية ( ص 16 ) وأشهر شيوخه : عبدالقادر عيسى ، ومحمد الحامد . ( ومت أوفى الأأستاذ حوى شرطه كما تقدم ) .
(13) تربيتنا الروحية ( 301 – 302 ) . ولم يوف شرطه كما تقدم .
(14) " مؤلفات سعيد حوى " للهلالي ( 60 ) .

(15) ومنهم : الأستاذ الخضر عبدالرحيم أحمد في رسالته : " الولاب والأولياء في الإسلام .
والدكتور علي بن محمد ناصر الفقيهي في مقدمة " الرد على الجهمية " للحافظ ابن منده ؛ والدكتور عبدالعزيز القاري في محاضرته : " العقيدة أولا " على مدرج الجامعة الإسلامية بالمدينة الطيبة .
والدكتور ربيع بن هادي المدخلي في رسالة مستقلة .
راجع مؤلفات سعيد حوى " للهلالي ( 172 ) وكتاب الأخ سليم الهلالي هذا دراسة وتقويم لبعض " مؤلفات سعيد حوى " وهو مهم جدا لمن يريد أن يعرف مخالفاته في العقائد والأحكام .





من كتاب : زوابع في وجه السنة قديما وحديثا ؛ ( 267 إلى 275 ) ؛ للشيخ صلاح الدين مقبول أحمد – حفظه الله - بتقديم الشيخ ربيع المدخلي – حفظه الله - .

12d8c7a34f47c2e9d3==