المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل في ترك سب آلهة المشركين مخافة سبّهم لربّ العالمين ترك أصل أواجب من الواجبات ؟؟!


كيف حالك ؟

سيف الأسلام الليبي
02-28-2005, 07:10 PM
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على الرسول الله
وعلى اله وصحبه وسلم اجمعين : وبعد

يقول الشيخ ربيع بن هادي -عفا الله عنه - في محاولته للبحث عن ادلة ولو كانت من متشابه القول والادلة
وذلك لكي يستدل بها على قاعدة ( المعذرة والتعاون) في ثوبها الجديد ( التنازل عن والاصول والواجبات من أجل دعوى المصلحة والمفسدة )...ومن تلك الادلة المتشابهة التي تعلق بها الشبخ ربيع -غفرالله - الاستدلال بقوله تعالى :
:{ وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ } (الأنعام: من الآية 108) .
وجعل ترك سبّ الاوثان والاصنام -في تلك الحالة من الواجبات والاصول - ولننقل كلام الشيخ ربيع من مقاله الاخير ( هل يجوز التنازل عن الواجبات ؟)...حيث يقول :
((خذ مثلاً قول الله تعالى :
{ وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ } (الأنعام: من الآية 108) .
فإن سب أوثان المشركين حقٌّ وقُربةٌ إلى الله وإهانة للأنداد , لكن لما كان يؤدي إلى مفسدة كبرى هي سب الله وجب تركه , فليس هذا العمل من باب الفروع وإنما هو من باب الأصول والعقائد .)) انتهى كلامه ...وللردّ على هذا الكلام ننقل بعض كلام اهل التفسير في فهم هذه الآية الكريمة ..ليتيبن للقارىء الكريم الفهم الحق لهذه الآية ..والله ولي التوفيق ...
.................................................. ............................
_____________________________________________



[]أولا الامام ابو بكر محمد بن عبدالله ..المعروف ( بابن العربي المالكي ) :
حيث يقول في تفسيره لهذه الاية مانصه :
(( ..فمنع اللة تعالى في كتابه احدا ان يفعلا فعلا جائزا يؤدي الى محظور ؛ ولأجل هذا تعلق علماؤنا بهذه الآية في سدّ الذرائع )) -ثم قال : (( وهو كل عقد جائز في الظاهر يؤول او يمكن ان يكون ان يتوصل به الى محظور... ))
ثم قال - رحمه الله تعالى - "وهو المهم عندنا " :

((المسألة الثانية : هذا يدل على ان للمحق ان يكفّ عن حق يكون له اذا ادى ذلك الى ضرر يكون في الدين ؛ وهذا فيه نظر طويل ، اختصاره أن الحق ان كان واجبا فيأخذه بكل حال وان كان جائزا ففيه يكون هذا القول والله أعلم ))
وأقرّ هذا الكلام ونقله الامام القرطبي في تفسيره كما سيأتي
نأتي لتعريف سدّ الذرائع عند الامام ابن العربي المالكي : حيث يقول في الصفحة 748 في نفس المجلد عند الآية الثامنة ..المسألة الخامسة حيث يقول :(( الذرائع :هي المباحات التي يتوصل بها الى المحرمات ))
************ ***************** ***************** * ******************** * ******************



]الامام المفسر القرطبي الاندلسي -رحمه الله تعالى -حيث يقول في تفسيره ( 7 / ص61 )


(( قَالَ الْعُلَمَاء : حُكْمهَا بَاقٍ فِي هَذِهِ الْأُمَّة عَلَى كُلّ حَال ; فَمَتَى كَانَ الْكَافِر فِي مَنَعَة وَخِيفَ أَنْ يَسُبّ الْإِسْلَام أَوْ النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلَام أَوْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ , فَلَا يَحِلّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَسُبّ صُلْبَانهمْ وَلَا دِينهمْ وَلَا كَنَائِسهمْ , وَلَا يَتَعَرَّض إِلَى مَا يُؤَدِّي إِلَى ذَلِكَ ; لِأَنَّهُ بِمَنْزِلَةِ الْبَعْث عَلَى الْمَعْصِيَة . وَعَبَّرَ عَنْ الْأَصْنَام وَهِيَ لَا تَعْقِل ب " الَّذِينَ " عَلَى مُعْتَقَد الْكَفَرَة فِيهَا .

فِي هَذِهِ الْآيَة أَيْضًا ضَرْب مِنْ الْمُوَادَعَة , وَدَلِيل عَلَى وُجُوب الْحُكْم بِسَدِّ الذَّرَائِع ; حَسْب مَا تَقَدَّمَ فِي " الْبَقَرَة " . وَفِيهَا دَلِيل عَلَى أَنَّ الْمُحِقّ قَدْ يَكُفّ عَنْ حَقّ لَهُ إِذَا أَدَّى إِلَى ضَرَر يَكُون فِي الدِّين . وَمِنْ هَذَا الْمَعْنَى مَا رُوِيَ عَنْ عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : لَا تَبُتُّوا الْحُكْم بَيْن ذَوِي الْقَرَابَات مَخَافَة الْقَطِيعَة . قَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ : إِنْ كَانَ الْحَقّ وَاجِبًا فَيَأْخُذهُ بِكُلِّ حَال وَإِنْ كَانَ جَائِزًا فَفِيهِ يَكُون هَذَا الْقَوْل ))
*********** ************** ******************** ************** .‏





]الامام عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى:
ينهى الله المؤمنين عن أمر كان جائزا، بل مشروعا في الأصل، وهو سب آلهة المشركين، التي اتخذت أوثانا وآلهة مع الله، التي يتقرب إلى الله بإهانتها وسبها‏.‏

ولكن لما كان هذا السب طريقا إلى سب المشركين لرب العالمين، الذي يجب تنزيه جنابه العظيم عن كل عيب، وآفة، وسب، وقدح ـ نهى الله عن سب آلهة المشركين، لأنهم يحمون لدينهم، ويتعصبون له‏.‏ لأن كل أمة، زين الله لهم عملهم، فرأوه حسنا، وذبوا عنه، ودافعوا بكل طريق، حتى إنهم، ليسبون الله رب العالمين، الذي رسخت عظمته في قلوب الأبرار والفجار، إذا سب المسلمون آلهتهم‏.‏
ولكن الخلق كلهم، مرجعهم ومآلهم، إلى الله يوم القيامة، يعرضون عليه، وتعرض أعمالهم، فينبئهم بما كانوا يعملون، من خير وشر‏.‏
وفي هذه الآية الكريمة، دليل للقاعدة الشرعية وهو أن الوسائل تعتبر بالأمور التي توصل إليها، وأن وسائل المحرم، ولو كانت جائزة تكون محرمة، إذا كانت تفضي إلى الشر‏.‏ ))

هذا وصلى الله وسلّم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
ترى ان مع الآثريين لاتجد الا الفوائد

سيف الأسلام الليبي
03-13-2005, 05:21 PM
أخواني ليتدبركلام الامام ابن العربي جيد:
أولا الامام ابو بكر محمد بن عبدالله ..المعروف ( بابن العربي المالكي ) :
حيث يقول في تفسيره لهذه الاية مانصه :
(( ..فمنع اللة تعالى في كتابه احدا ان يفعلا فعلا جائزا يؤدي الى محظور ؛ ولأجل هذا تعلق علماؤنا بهذه الآية في سدّ الذرائع )) -ثم قال : (( وهو كل عقد جائز في الظاهر يؤول او يمكن ان يكون ان يتوصل به الى محظور... ))
ثم قال - رحمه الله تعالى - "وهو المهم عندنا " :

((المسألة الثانية : هذا يدل على ان للمحق ان يكفّ عن حق يكون له اذا ادى ذلك الى ضرر يكون في الدين ؛ وهذا فيه نظر طويل ، اختصاره أن الحق ان كان واجبا فيأخذه بكل حال وان كان جائزا ففيه يكون هذا القول والله أعلم ))

عبدالوهاب
03-14-2005, 09:12 AM
جزاك الله خير ونفع الله بك

عبدالرحمن المصري
04-28-2005, 06:46 AM
شكراً على الفوائد أخي الليبي سيف الاسلام الليبي

سيف الأسلام الليبي
04-28-2005, 07:03 PM
وأياك اخي الحبيب عبدالرحمن
لكن ترى إنك طولت الغيبة عن المنتدى ..

12d8c7a34f47c2e9d3==