المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رويدك يا عبدالهادي البحيري ، فلن يرضى عنك ربيع المدخلي !


كيف حالك ؟

ماهر المحمدي
02-22-2005, 01:48 PM
بعد أن وفقني الله تعالى و سددني ، و كتبت موضوعي السابق ( هل هناك وجه سياسي لربيع بن هادي المدخلي ) و سقت فيه براهين واضحة و جلية و ساطعة لا تقبل المجادلة و المماحكة و كثرة الأخذ و الرد .
كنت أتوقع و أظن أنني لن أرى رداً و لو كان فيه شتم و لعن و تخوين و تسفيه من جنود الشيخ ربيع المدخلي في شبكة سحاب .
لأنني ما زلت أؤمل خيراً في هؤلاء الناس ، لعلهم يستيقظون من سباتهم العميق جداً في أعماق ربيع المدخلي !
و لأن الأمور واضحة للعيان ، بأدلة صوتية و ورقية ، تعرفنا بشأن التاريخ اللامشرف لربيع المدخلي في أحضان الإخوان المسلمين ، الذين منَّ الله عليه بمعرفة باطلهم و ضلال فكرهم الحزبي ، و أن التحزب معهم لا يجوز .
لذا حاربهم ربيع المدخلي ( نصرة للسنة كما نظن نحن فيه ) ، و لكنه ما زال متأثراً تأثراً كبيراً جداً برواسب فكرهم .
فالطاعة المطلقة و عدم الخروج عن قول ربيع ، هي أساس عند ربيع المدخلي و تلاميذه ، و إن لم يكونوا يصرحون بهذا القول .
فلسان الحال أبلغ و أفصح من لسان المقال .
و بعد هذا الاستطراد السريع ، الذي أتمنى من عبدالهادي البحيري أن يفقهه جيداً .
أقول لقد تعجبت من تعقيبه و رده على موضوعي السابق ( هل هناك وجه سياسي لربيع المدخلي ؟! )
و ها أنا أرد عليه برفقٍ و هدوء معتاد ، فلست بذاك الذي يعتمد طريقة السحابيين في الرد بالشتم و السب و التخوين و التبديع و سيول جارفة من الغضب اللامبرر .
فأخشى أن يصاب أحدهم بالسكر أو ارتفاع ضغط الدم ، من هذا الاحتراق العجيب لأجل شخص ربيع المدخلي .
و الكل يعلم ( و ربيع أولهم ) أن ربيع سيموت لا محالة ، و أن العبد لن يسأل عن ربيع في قبره ، و إنما سوف يسأل عن محمد صلى الله عليه و سلم .
أقول مستعينا بالله تعالى في الرد على عبدالهادي البحيري في مقالته ( ماهر المحمدي ... آذنت على نفسك بالغباء )
أقول أولاً : تأدب معي في الخطاب يا أستاذ عبدالهادي البحيري .
ثم أعلم رحمني الله و إياك أيها الأخ الكريم ، أنني ما كتبت ذاك الموضوع الذي أثار غضبك و هو ( هل هناك وجه سياسي لربيع بن هادي المدخلي ؟ ! )
أقول : ما كتبته إلا نصحاً لشيخك ، بطريقة دراسة تاريخ شيخك ، فأنا و لله الحمد و المنة لم آتي بشئ من كيسي على الإطلاق ، و إنما هي دلائل لا ينكرها شيخك ، فقد سُطرت و اتهم بها ، و أقر بالتهمة ، لكنه برر الانضمام إلى الإخوان المسلمين ، بأنه كان يناصحهم !
و لكن مناصحة لجماعة الإخوان المسلمين ، استمرت إلى 10 سنوات ؟!
بالله أين مبدأ هجر أهل البدع و عدم مقاربتهم ؟!
الإمام أحمد – رحمه الله - كان يُسئل عن المرء يمشي مع المبتدع ، فقال : يُحذَّر ، فإن استجاب و إلا فألحقه به !
فألحق الإمام أحمد الرجل بأهل البدع ، بعدم استجابته للنصيحة من المرة الأولى ، لأن الحجة تقوم عليه .
فكيف بشيخك الذي ما استطاع أن يقيم الحجة على الإخوان المسلمين 10 سنين دأباً ، فما حصد منهم إلا أن خرج و هو متخم بالرواسب التي ما زالت إلى هذه الساعة تجر على أهل السنة الويلات و المشكلات التي لا حصر لها و لا عدد .
فهذا دليل أولي ندين به ربيع المدخلي .
و ثانياً ، ما سجله هو بصوته ، و هو منتشر على الإنترنت و موجود في متناول اليد و تستطيع الاستماع إليه .
فربيع يقول ( و رب السماء إني كنت أرى نفسي إذا جيت أمام عالم سلفي ، أقول ما استفيد منو )
ثم يقول ربيع المدخلي ، و أتمنى أن تركزوا على هذه الكلمة جيداً ( وصلوني إلى هذه المرحلة و أنا أكرههم )
يقول يا عبدالهادي البحيري ( وصلوني ) !
فهل هناك بينه و دليل و حجة أقوى و أدمغ من هذه الحجة الواضحة بصوت ربيع المدخلي بنفسه !
إنكم إن لم تفقهوا هذا الكلام الذي قاله بنفسه و بصوته ، فما أنتم إلا على حزبية لربيع المدخلي ، و لكنكم لا تشعرون .
فشيخك يقر بأنه كان مبهوراً بكتابات الإخوان المسلمين ، فقد تكلم عن حاله في زمان إهماله للدراسة على عبدالرزاق حمزة و المعلمي و الهاشمي ، يقول ( ما كان نراهم شئ ، مبهورين بكتابات الإخوان المسلمين ) .
أتدري يا أيها البحيري ماذا يشبه حال شيخكم ربيع في ذلك الزمان .
إنه يشبه حال سفر الحوالي و سلمان العودة ، الذين غرقوا في شبابهم في مستنقع الإخوان المسلمين ، و انبهروا بزخرفهم الخداع ، فمجدوا الإخوان و رموزهم في ذلك الوقت و الزمن على أشرطة الكاسيت .
إلا أن الفرق أن ربيع المدخلي في شبابه لم تكن الكاسيتات متوفرة في يده ليسجل هذا الانبهار العجيب القوي بكتابات الإخوان المسلمين .
إلا أن الله أنطقه ( الذي أنطق كل شئ ) ، فروى في عهد الكاسيت ، تاريخه و انبهاره بالإخوان و كتابتهم !
هذه التوطئة المطولة يا عبدالهادي البحيري ، هي التي جعلتنا نشك في ربيع المدخلي و في تخلصه من فكر الإخوان المسلمين ، حينما وقع على مذكرة النصيحة ، و بعدها حينما ناصح أو لنقل ( تنزلاً ) أيد خطاب الرئيس المصري محمد حسني مبارك .
فلا تحاول يا أخ عبدالهادي البحيري ، أن تأخذ موضوعي الذي فصلته بدقة على شيخك ربيع المدخلي .
لتقيس به حال العلامة الفوزان و العلامة التويجري .
فالقياس هنا يبطل بعدة أمور و هي كالتالي :
1- الأصل في الشيخين التويجري – رحمه الله – و الشيخ الفوزان – حفظه الله- أنهما عاشا و ترعرعا على بيئة العلم الشرعي الواضح ، فهما و لله الحمد و المنة من خيرة طلاب العلم في نجد ، الذين ترقوا و ازدادوا في العلم ، حتى بلغوا مراتب العلماء الصادقين ( نحسبهم كذلك و الله حسيبهم و لا نزكي على الله أحداً ) .
و هذا أمر لا يستطيع أي شخص في سحاب من أكبرهم إلى أصغرهم إنكاره .
أما ربيع المدخلي ، فهو ( و بلسانه ) يروي لنا تاريخ شبابه ، و سنين عمره الثمينة التي ضاعت في كتابات الإخوان المسلمين التي انبهر بها ، و بشغفه بسيد قطب و كتاباته ، مما أجبر ربيعاً أن يقول دون أن يدرك ما يقول ، أن سيد قطب رجع إلى العقيدة و الاهتمام بها في آخر حياته ، و الدليل في كتاب ( لماذا أعدموني ) .
و بصراحة هذه سقطة واضحة ، و السبب أن ربيعاً المدخلي غاص في كتب الإخوان المسلمين و خاصة سيد قطب ، و سبر أغوارها جيداً .
فأصابه ما كان يحذر منه السلف الصالح رضوان الله عليه ، من رجس كتب أهل الزيغ و الإنحراف .
و ربيع باعترافاته المسجلة بصوته و في الكتب ، كان مع الإخوان المسلمين .
و ما كان يرى العلماء كشئ !
فكيف لك أن تقيس هذا الذهب بالنحاس ؟!
فرق عظيم بين الفوزان و التويجري و ربيع المدخلي .
2- و فضيلة الشيخ – صالح الفوزان – حفظه الله ، شارك في الرد على مذكرة النصيحة ، حينما ردت هيئة كبار العلماء على من وقعوا على مذكرة النصيحة .
و هذا يعتبر من الشيخ الفوزان حفظه الله تراجعاً واضحاً ، مع أن البعض من الناس يشكك في أن الشيخ الفوزان قد وقع على هذه الورقة ( مذكرة النصيحة ) ، لأن البعض يقول بأن الحزبيون قد يدسون اسم الشيخ بدون علمه .
خلافاً لشيخك ربيع الذي وقع على الورقة ، و هذا من المؤكد عندي .
فأقول : إن الشيخين الجليلين لم يكن لهما أي ارتباط بفرق أو أحزاب .
بعكس شيخك الذي كانت له ارتباطات بالإخوان المفلسين ، و حينما وقع على مذكرة النصيحة ، عرف البعض أن رواسب الحزبية ما زالت فيه موجودة .
فتلك من الشيخ الفوزان و التويجري زلة قدم ، مغمورة في بحور حسناتهم و علمهم ، و شيخنا الإمام الفوزان معروف موقفه الواضح من الأحزاب و الفرق و الجماعات ، و لم يكن في يوم من الأيام يماشي هؤلاء ( حاشاه غفر الله له ) .
بعكس شيخك ، الذي لا نريد تكرار تاريخه .
و لا حتى التويجري – رحمه الله – فلم يعرف عنه التحزب ، بل كان ضد التحزب .
فموضع تقريعنا لشيخكم ربيع المدخلي .
أنه كان حزبياً ، و رواسب الحزبية أدت به إلى الوقوع في أمور مخجلة .
و لم يتب منها إلى يومنا هذا .
و كان من الأجدر به ، و هو الذي أدرك حيل الحزبيين و تخطيطاتهم ، أن يفهم من البداية ، أن هذه النصيحة إنما هي عمل حزبي .
و الحجة عليه أقوى من غيره ، فهو من الذين يعرفون التحزب ، و ممن له ممارسة مع هؤلاء الحزبيين .
و أنتم ما زلتم تبررون له توقيعه على هذه المذكرة ، مع أن هيئة كبار العلماء ، و هم مجموعة كبيرة من العلماء على رأسهم الإمام بن باز رحمه الله ، أصدروا بياناً في هذه المذكرة و نقدها و التشنيع على من شارك فيها .
فرد هيئة كبار العلماء عندنا أقوى من أي شخص في هذه المذكرة ، لأنه مبني على أساس علمي متين واضح .
الشاهد من كل هذا الكلام ، أن شيخكم متورط ، و عليه بالتوبة النصوح .
ثم إن هناك أمراً أحب أن أسألك إياه .
تتهمنا بأننا بترنا كلام شيخك .
فأتحداك أن تثبت لنا ، أننا بترنا و لو نصف كلمة من كلام شيخك .
فو الله للموت أحب عندي من أن أبتر كلام كافر مشرك .
فضلاً عن أن أبتر كلام شخص مسلم .
و النصيحة التي أصدرها ربيعاً ( تأييداً ) لخطاب الرئيس المصري محمد حسني مبارك ، و أنتم تزعمون أنها ( كلمة ) تأييد .
فدعني أوافقك على أن هذه ( كلمة ) تأييد ، مع أن السلف ما علم عنهم هذا الفعل ، و لم نعرف عن علمائنا المعاصرين هذا الفعل .
بل إنها طريقة الحزبيين ( كسفر الحوالي ) حينما وجه خطاباً مفتوحاً إلى الرئيس الأمريكي ( جورج بوش ) .
أولاً : من هو ربيع المدخلي ، حتى يتخطى كل علماء و وجهاء البلد ، ثم ينفرد هو و بمفرده بإصدار ( كلمة ) تأييد لكلام الرئيس المصري ؟!
أمر عجيب ، أليس كذلك ؟!
ربيع ليس بحاكم و لا حتى في ذلك الوقت لم يكن مدرس أو حتى مدير أو حتى يملك أدنى مكانة ، قد تشفع له في إصدار هذا الخطاب .
هذا الخطاب خرج بسبب ( داء العظمة ) الذي أصاب الشيخ ربيع ، فنسأل الله أن يشفيه منه .
و في الحقيقة ، هذا الخطاب الذي أخرجه ربيع المدخلي يعتبر بمثابة نصيحة .
لكن خروجاً من الخلاف الذي تحاولون إشعاله في هل هذه نصيحة أم لا .
نقول : ألا يدل ذلكم على أن رواسب فكر الإخوان المسلمين السياسي ما زالت موجودة في رأس ربيع المدخلي ؟!
أنا أجيب عن نفسي فأقول ، هذا أمر واضحٌ لا التباس فيه ، و هو أن ربيع لم يطهر نفسه من رواسب فكر الإخوان المسلمين السياسي ، الذي خلب لبه لسنين عدة ، و أزمنة طويلة مديدة .

أخيرا أقول ، لقد كانت مذكرة النصيحة نقطة بداية حقيقة لحركة الحزبيين في المملكة العربية السعودية ، و لعل انخداع البعض بهم أوقعه في هذا الأمر و هو التوقيع عليها ، و لعل بعضهم تاب منها و أناب .
و البعض أصر على كونها نصيحة لا ضير عليها ، و بعضهم صدم برد هيئة كبار العلماء عليها .
و ليعلم الجميع أن أقوى حجة لدى المنكرين على هذه المذكرة الحزبية ، هو رد هيئة كبار العلماء .
فردهم هو أول ما يمكن أن نواجه به أي شخص كان ، و لكن البعض يحاول التهويش و إثارة العبث الطفولي ، لصرف نظر القارئ عن حقيقة هذه المذكرة الخطيرة ، و لصرف النظر عن استنكار كبار العلماء في عصرهم لها الاستنكار الكبير و الشديد .
و لذلك تجد المتعصبين لربيع أو المتعامين ، أو من قد يعرفون حقيقة رأي ربيع في هذه المذكرة ، تجدهم يحيدون عن رد كبار العلماء ، و يحاولون الهرب و التملص .
و لذلك فالمطلوب من الشيخ ربيع أن يطهر نفسه من رواسب الإخوان المسلمين .
ثم ليعلم عبدالهادي البحيري أن الحق أحب إلينا من الشيخ فالح الحربي – صبره الله على ما يلقاه - .
و الله إننا لعلى إستعداد أن نرد على أي فرد كان ، حتى لو كان الشيخ فالح الحربي ، لو أخطأ في مسألة و جانب الحق فيها .
و بالمناسبة ، فإنني ألفت نظر الإخوة الكرام إلى رد الشيخ فالح الحربي على هذه المذكرة الحزبية ، و هي موجودة في موقعه على شبكة الإنترنت .
و الله أعلم .
ماهر المحمدي

12d8c7a34f47c2e9d3==