المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فهل بات وقوع الشيخ ربيع بقول المرجئة من الامور المسلمة عند السلفيين؟


كيف حالك ؟

حاكم العوام
02-11-2005, 01:53 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد:
قال الشيخ ربيع كما في مذكرته الاولى تحت عنوان "ليس من الارجاء": فإذا كان هناك أحد يقول في تارك جنس العمل إنه ناقص الإيمان أو مرتكب الكبيرة ناقص الإيمان فإنه لا يصح أن يقال عنه أنه قد وافق المرجئة لأن المرجئة لا يقولون لا بزيادة الإيمان ولا بنقصانه، بل مرتكب الكبائر عندهم كامل الإيمان بل إيمان أفسق الناس مثل إيمان جبريل ومحمد ? وهذا أمر واضح عند طلاب العلم فلا أدري كيف غفلتم عنه .أهـ

وقد كان اعتراضا على السؤال الذي اجاب عليه فضيلة الشيخ فالح: قال السائل : القائل بأن تارك جنس العمل ناقص الإيمان هل يكون بقوله هذا موافق للمرجئة ؟" فأجاب: لا شك أنه موافق للمرجئة ..أهـ

اقول: وهذا تصريح غير مباشر من الشيخ ربيع هداه الله من ان الاعمال ليست ركنا في الايمان الا انه ما استطاع ان يصرح بهذا علنا فذهب يخلط الامور خلطا عجيبا كما هو واضح من كلامه هذا ودونك التفصيل:

ادراج مرتكب الكبيرة في تعليقه والسؤال كان في تارك جنس العمل، فالقائل ان مرتكب الكبيرة ناقص الايمان لا ضير في ذلك فانه من قول اهل السنة وليس من قول المرجئة والقول بان تارك جنس العمل مؤمن او كامل الايمان او ناقص الايمان هذا من قول المرجئة صحيح لا مرية فيه ولكن كان لذلك سبب وهو تعليله بعد ذلك بقوله: [لأن المرجئة لا يقولون لا بزيادة الإيمان ولا بنقصانه.أهـ] ليصرف دهن القارىء ان الزيادة والنقصان من قول اهل السنة وهذا وان كان حقا الا ان هذا الادراج فيه ايهام شديد وتلبيس خطير في المسالة وصرف الادهان الى كلام اخر غير المراد فان الكلام ليس على مرتكب الكبيرة اصلا بل على من يقول ان تارك جنس العمل ناقص الايمان فتنبه، وقد كان مناسب منه ادراج هذا الجملة ليصفى له التعليل بعد ذلك وان كان هذا يعد منه تلبيسا واضحا.

وقول الشيخ فالح انه نعم وافق المرجئة فهذا فعلا هو الجواب الصحيح.

فعند اهل السنة ان من يطلق الايمان على تارك جنس العمل فانه قد وقع في الارجاء او قال بقول المرجئة.

ومثله من يقول ان مرتكب الكبيرة كامل الايمان.


قال شيخ الاسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (7/616) ما يلي وقد تقدم أن جنس الأعمال من لوازم إيمان القلب وأن إيمان القلب التام بدون شيء من الأعمال الظاهرة ممتنع . ..

وقال في الفتاوى (7\621)(..ومن قال بحصول الايمان الواجب بدون فعل شي من الواجبات سواء جعل فعل الواجبات لازما له أو جزءا منه فهو نزاع لفظي,كان مخطئا خطئا بينا وهذه بدعة الارجاء الذي اعظم السلف والائمه الكلام في اهلها وقالوا فيها من المقالات الغليظه ماهو معروف)اه

وقال رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (7/187) " من الممتنع أن يكون الرجل مؤمناً إيماناً ثابتاً في قلبه بأن الله فرض عليه الصلاة والزكاة والصيام والحج ويعيش دهره لا يسجد لله سجدة ولا يصوم من رمضان ولا يؤدي لله زكاة ولا يحج إلى بيته فهذا ممتنع ولا يصدر هذا إلا مع نفاق في القلب وزندقة لا مع إيمان صحيح ". أهـ

والثاني يقول عنه كامل الايمان وكأنّ ايمانه كايمان الملائكة والانبياء والصديقين دون ذكر التفاوت في الايمان وانه يزيد وينقص وجميعهم وقعوا في الارجاء.

قال الشيخ بن باز رحمه الله كما في مجموع الفتاوى باب الايمان: قوله: (والإيمان واحد وأهله في أصله سواء) هذا فيه نظر بل هو باطل، فليس أهل الإيمان فيه سواء بل هم متفاوتون تفاوتا عظيما، فليس إيمان الرسل كإيمان غيرهم، كما أنه ليس إيمان الخلفاء الراشدين وبقية الصحابة رضي الله عنهم مثل إيمان غيرهم، وهكذا ليس إيمان المؤمنين كإيمان الفاسقين؛ وهذا التفاوت بحسب ما في القلب من العلم بالله وأسمائه وصفاته وما شرعه لعباده، وهو قول أهل السنة والجماعة خلافا للمرجئة ومن قال بقولهم، والله المستعان.أهـ

وكلمة ناقص كما في السؤال الموجه للشيخ فالح (ناقص الايمان)ليست لها علاقه بالجواب وليس لتعلق الشيخ ربيع بها وجه. اذ لو كان السؤال بدونها لما تغيرت الاجابة ولو سئل السؤال نفسه الف مرة دون مكابرة فالاصل هنا ان الحكم متوجه الى لفظة كلمة مؤمن واطلاق الايمان عليه. وتوجيه التعليل بوجود هذه الكلمة غير مقبول شرعا وعقلا.

والحقيقة انه حتى بوجود اللفظة هذه لا يسوغ للشيخ ربيع ان يقول لا يصح ان يقال عنه انه قد وافق الارجاء الا على مذهب المرجئة.

وقد سئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله سؤال مشابه لهذا السؤال وهذا نصه: هناك بعض الأحاديث التي يستدل بها البعض على أن من ترك جميع الأعمال بالكلية فهو مؤمن ناقص الإيمان ..كحديث ( لم يعملوا خيراً قط ) وحديث البطاقة وغيرها من الأحاديث ؛ فكيف الجواب على ذلك ؟ فاجاب الشيخ حفظه الله: هذا من الاستدلال بالمتشابه ، هذه طريقة أهل الزيغ.... (الإجابات المهمة في المشاكل المدلهمة) ص108

فلم يذهب الشيخ يجادل بان المرجئة لا تقول بناقص الايمان او بكامل الايمان ولم يتعقب السؤال اذ هذا لا يفهم منه بل ولا يراد اطلاقا وهذه هي طريقة العقلاء بل ذهب يرد على هذه الشبهه ودكها دكا كما سياتي.

وقول الشيخ ربيع: " فإنه لا يصح أن يقال عنه أنه قد وافق المرجئة ". فان قصد ان مرتكب الكبيرة ناقص الايمان، فهذا صحيح فان هذا من قول اهل السنة والمرجئة لا تقول به ..لكن اين السؤال واين الاعتراض؟ فالسؤال اكرر في تارك جنس العمل هل انه مؤمن؟! والجواب الصحيح انه من قول المرجئة واتيان الشيخ ربيع بجملة وادراجها في الاعتراض ظلم بل واعتبارها نصيحة ثم وعيد وتهديد اظلم من سابقتها، اذ لا يعقل ان يكون المعترض هو من ادرج الكلام ثم يحاسب الناس عليه ثم يهدد ويتوعد وكانّ العصا بيده يضرب بها من شاء ومتى شاء وهذه ليست طريقة السلفيين فان السلفيون يتعاملون مع المخالف ودحض شبهه بالحجج والبراهين (على افتراض ذلك) وينقضونها ويدكونها دكا بالعلم لا بالارهاب والتهويل والتشغيب. ويتضح من كلام الشيخ ربيع هنا بكل وضوح انه يقول بقول فقهاء المرجئة من ان الاعمال ليست الا شرط كمال في الايمان لا جزء منه وشرط صحة فيه ويؤكد هذا ما عنون الشيخ له هذا الاعتراض بقوله " ليس من الارجاء" فاذا كان ترك جنس العمل ليس من الارجاء فما هو الارجاء بنظرك يا شيخ وقد سموا المرجئة مرجئة لاخراجهم العمل عن مسمى الايمان او تأخيرهم الأعمال عن مسمى الإيمان؟!!!!

ومما يقوي هذا التوجيه ذكر الشيخ ربيع المدخلي بعد تعريف الايمان حديث الشفاعة حيث ان المرجئة يستشهدون بحديث الشفاعة والبطاقة في الذين لم يعملوا خيرا قط، وكيف انهم دخلوا الجنة. وان هذا لا يحصل الا لمؤمن ولو كان الايمان منتفي عنه لما دخل الجنة!! حسب اعتقادهم، حيث قال الشيخ ربيع: [ثم الإيمان بأحاديث الشفاعة التي تدل على أنه يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه مثقال ذرة من إيمان أو أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان.أهـ ]، انظروا كيف حرف الحديث وكرر لفظة ادنى وتكرار هذه اللفظة ليست من الحديث وما ذلك الا لتهوين المسالة ومن الاشتغال بالمتشابه وهم يقصدون من خلال ذلك اخراج العمل من الايمان وهذا ما يستدل به المرجئة لترجيح مذهبهم والله المستعان.

وقد سئل فضيلة الشيخ عبدالعزيز الراجحي حفظه الله كما في " اسئلة واجوبة في مسائل الايمان والكفر " ما نصه: السؤال السابع عشر : ما حكم من يقول بأن من قال : أن من ترك العمل الظاهر بالكلية بما يسمى عند بعض أهل العلم بجنس العمل أنه كافر ؛ أن هذا القول قالت به فرقة من فرق المرجئة ؟

الجواب : لا أعلم أن هذا القول قالت به المرجئة ولكن لابد من العمل كما سبق لأن من أقر بالشهادتين فلابد أن يعمل لأن النصوص التي فيها الأمر بالنطق بالشهادتين وأن من نطق بالشهادتين فهو مؤمن مقيّدة بقيود لا يمكن معها ترك العمل وقد ثبت في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( من قال : لا إله إلا الله خالصاً من قلبه دخل الجنة )) وقوله : (( خالصاً من قلبه )) هذا ينفي الشرك ؛ لأن الإخلاص ينافي الشرك ومن ترك العمل فهو مشرك لأنه عابدٌ للشيطان ولأنه معرض عن دين الله ؛ ومن أعرض عن دين الله كفر ؛ وكذلك جاء في الأحاديث : (( من قال لا إله إلا الله مخلصاً )) وفي بعضها : (( صادقاً من قلبه )) وفي بعضها : (( مستيقناً بها قلبه )) وفي بعضها : (( وكفر بما يعبد من دون الله )) فهذه النصوص التي فيها أن من نطق بالشهادتين فهو مؤمن مقيدة بهذه القيود التي لا يمكن معها ترك العمل فلابد أن يكفر بما يعبد من دون الله ؛ ومن لم يعمل فإنه معرض عن دين الله وهذا نوع من أنواع الردة ؛ فمن لم يعمل مطلقاً وأعرض عن الدين لا يتعلمه ولا يعبد الله فهذا من نواقض الإسلام قال تعالى : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ) فلابد أن يعمل فإذا قال : لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه وقالها عن إخلاص وفي بعضها (( وهو غير شاك )) فلابد أن يعمل ولا يمكن أن يتكلم بكلمة التوحيد عن صدق وإخلاص ولا يصلي أبداً وهو قادر لأنه إذا ترك الصلاة دل على عدم إخلاصه ودل على عدم صدقه ودل على أن قلبه ليس مستيقناً بها ولو كان قلبه مستيقناً بها وكان عنده يقين وإخلاص وصدق لابد أن يعمل فإن لم يعمل دل على عدم إيمانه وعدم يقينه وعدم إخلاصه وعدم صدقه ودل على ريبه وشكه وهذا واضح من النصوص .أهـ

فانظروا كيف قيد الحديث ": (( من قال : لا إله إلا الله خالصاً من قلبه دخل الجنة )) قيده بالعمل وهذا هو مذهب اهل السنة فانهم يقيدون الاحاديث التي جاءت بهذا المعنى يقيدونها بالعمل او لعذر كما سياتي وكلام اهل العلم في ذلك كثير.

وقال الشيخ الفوزان ردا على السؤال السابق: هذا من الاستدلال بالمتشابه ، هذه طريقة أهل الزيغ الذين قال الله سبحانه وتعالى عنهم : ( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ) ، فيأخذون الأدلة المتشابهة ويتركون الأدلة المحكمة التي تفسرها وتبينها .. فلا بد من رد المتشابهة إلى المحكم، فيقال من ترك العمل لعذر شرعي ولم يتمكن منه حتى مات فهذا معذور ، وعليه تحمل هذه الأحاديث .. لأن هذا رجل نطق بالشهادتين معتقداً لهما مخلصاً لله عز وجل ، ثم مات في الحال أو لم يتمكن من العمل ، لكنه نطق بالشهادتين مع الإخلاص لله والتوحيد كما قال صلى الله عليه وسلم : ( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله فقد حرم دمه وماله ) .. وقال : ( فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) ، هذا لم يتمكن من العمل مع انه نطق بالشهادتين واعتقد معناهما وأخلص لله عز وجل، لكنه لم يبق أمامه فرصة للعمل حتى مات فهذا هو الذي يدخل الجنة بالشهادتين ، وعليه يحمل حديث البطاقة وغيره مما جاء بمعناه ، والذين يُخرجون من النار وهم لم يعملوا خيراً قط لأنهم لم يتمكنوا من العمل مع أنهم نطقوا بالشهادتين ودخلوا في الإسلام، هذا هو الجمع بين الأحاديث. (أنظر( أسئلة وأجوبة في مسائل الإيمان والكفر) في موقع الشيخ حفظه الله. الإجابات المهمة في المشاكل المدلهمة) ص108

ومثله قول الشيخ محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله تعالى: إن الايمان بدون عمل لايفيد فالله عزوجل حينما يذكر الايمان يذكره مقرونا بالعمل الصالح لأننا لا نتصور إيمانا بدون عمل صالح إلا إن كانا نتخيله خيالا آمن من هنا قال اشهد الا اله الا الله ومحمد رسول الله ومات من هنا هذا نستطيع نتصوره لكن إنسان يقول لا اله الا الله محمد رسول الله ويعيش دهرا مماشاء الله ولا يعمل صالحا فعدم عمله الصالح هو دليل انه يقولها بلسانه ولما يدخل الايمان الى قلبه فذكر الاعمال الصالحه بعد الايمان هو ليدل ان الايمان النافع هو الذي يكون مقرونا بالعمل الصالح اه-( في الوجه الاول من الشريط السادس من شرح الادب المفرد)

وتعالوا الان نسال الشيخ ربيعا نفس السؤال ونجيب على السؤال من كلام الشيخ ربيع نفسه من هذا الاعتراض نفسه: س: القائل بأن تارك جنس العمل ناقص الإيمان هل يكون بقوله هذا موافق للمرجئة ؟"

فاجاب الشيخ ربيع: هذا ليس من الارجاء فإذا كان هناك أحد يقول في تارك جنس العمل إنه ناقص الإيمان أو مرتكب الكبيرة ناقص الإيمان فإنه لا يصح أن يقال عنه أنه قد وافق المرجئة لأن المرجئة لا يقولون لا بزيادة الإيمان ولا بنقصانه، بل مرتكب الكبائر عندهم كامل الإيمان بل إيمان أفسق الناس مثل إيمان جبريل ومحمد ? وهذا أمر واضح عند طلاب العلم فلا تغفل عن هذا. [ثم اين انتم من هذه الاحاديث؟!!] أحاديث الشفاعة التي تدل على أنه يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه مثقال ذرة من إيمان أو أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان. . وانصحك بعدم الخوض في جنس العمل؛ لأنه أمر لم يخض فيه السلف!!أهـ

وانظروا الى جواب الشيخ الفوزان حفظه الله الذي مر معنا على السؤال المشابه نفسه.!!!

منقول

فهل بات وقوع الشيخ ربيع بقول المرجئة من الامور المسلمة عند السلفيين؟

12d8c7a34f47c2e9d3==