المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مكانة العلماء و الدعاة عند آل سعود...


كيف حالك ؟

محمد الصميلي
02-11-2005, 01:23 PM
مكانة العلماء و الدعاة عند آل سعود...

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه .
و َبَعْدُ :
فإن من نعم الله علينا في هذه البلاد الطاهرة ، أن يسر لنا حكاماً يقدرون العلم وأهله ، ويبذلون الغالي والنفيس ، في سبيل نشر العلم والدعوة إلى الله تعالى ، كما أن لعلماء الأمة مكانة لا يسميها مكانة أحد من الناس عندهم ، ونحن هُنا ننقل لك – بارك الله فيك – صوراً هي غيض من فيض ما يكنه حكامنا آل سعود – الغُر الميامين – حفظهم الله وبارك فيهم ، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله - ، لعلماء الأمة ؛ ولكي يعرف المنصف كم يكذب أهل الزيغ والفساد عليهم ، رغبة منهم في صرف الناس عن حبهم ، والدعاء لهم ؛ من هؤلاء دعاة الفتنة الثلاثة ( محمد المسعري ، سعد الفقيه ، أسأمة بن لادن ) ممن سلك مسلك الخوارج في التعامل مع ولاة الأمر !
فإليك هذه الدرر من المواقف الندية بين آل سعود – حفظهم الله – وبين الإمام عبد العزيز بن باز – رحمه الله – كنموذج من النماذج :
وفي البداية أنقل لك هذه الشهادة التاريخية من الإمام عبد العزيز بن باز – رحمه الله – في الملك الإمام المجدد عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – وفي الدولة السعودية السنية ، حيث يقول سماحته : (( الملك عبدالعزيز نفع الله به المسلمين وجمع الله به الكلمة ،
ورفع به مقام الحق ونصر به دينه ،
وأقام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،
وحصل به من الخير العظيم ،
والنعم الكثيرة ما لا يحصيه إلا الله عزوجل ،
ثم أبناؤه بعده حتى صارت هذه البلاد مضرب المثل في توحيد الله والبعد عن البدع والخرافات .
وهذه الدولة السعودية دولة مباركة ،
وولاتها حريصون على إقامة الحق وإقامة العدل ونصر المظلوم ، وردع الظالم ، واستتباب الأمن ،
وحفظ أموال الناس وأعراضهم فالواجب التعاون مع ولاة الأمور في إظهار الحق ،
وقمع الباطل والقضاء عليه حتى يحصل الخير . [ عن كتاب أسد الجزيرة ] .
ها هم حكامنا بارك الله فيهم وسدد خطاهم ووفقهم لكل خير يجلون سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ، وينادونه ( الوالد ) ، من ذلك أن خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله وعافاه – خاطب سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله ( بالوالد ) خلال افتتاحه للمجلس الأعلى للجامعة الإسلامية . [ انظر جوانب من سيرة الإمام عبد العزيز بن باز ص 275 ].
وبلغ من إجلال خادم الحرمين الشريفين – حفظه المولى – لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – أنه كان يزور سماحته في منزله في المناسبات ، وفي حال مرضه . [ انظر جوانب من سيرة الإمام عبد العزيز بن باز ص 275 ] .


وكان خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله ووفقه لكل خير – يكثر الحديث عن مكانة العلماء عامة ، والعلامة ابن باز خاصة ، يقول صاحب السمو الأمير عبد العزيز بن فهد – حفظه الله - : (( لقد ملأ قلبي حب واحترام وتقدير وسماحة الشيخ – رحمه الله – لكثرة ما يتحدث والدي مولاي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله عن مكانة العلماء عامة وهذا الإمام وماله من مكانة في نفسه خاصة )) [سيرة وحياة الشيخ ابن باز 2/507 ] .
وآل سعود – حفظهم الله – ينادونه بقولهم ( شيخنا ) ، من ذلك كلمة صاحب السمو الأمير عبد العزيز بن فهد – حفظه الله –التي رثى فيها سماحة الشيخ والتي هي بعنوان ( رحمك الله يا شيخنا ) .
وكان سماحة الشيخ يحث ولاة الأمر على الشفاعة لدى رؤساء الدول في الدعاة ، من ذلك أنه في عام 1409 هـ حُكم في الصومال على عدد من الدعاة بالإعدام فاتصل سماحته بصاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد – حفظه الله - ، وطلب منه الشفاعة ، فاستجاب سموه لطلب الشيخ ، واتصل بحكومة الصومال ، وطلب منهم العفو عن أولئك الدعاة ، فاستجابت حكومة الصومال على أن يُكتفى بالسجن ، ويلغى الإعدام . ثم شفع فيهم مرة أخرى فأفرج عنهم ، وأرسل سماحة الشيخ – رحمه الله – كتاباً رائعاً إلى صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز – حفظه الله – يشكره على موقفه النبيل ، وشفاعته الحسنة ، ولتعرف المزيد في هذا الموضوع [ انظر جوانب من سيرة الإمام عبد العزيز بن باز ص 313-314 ] .
قلت : فكيف يصدق المسلم بعد هذا ، أولئك الذين يتهمون ولاة الأمر بحرب الدعاة ، وسجنهم ظلماً لهم ، نعوذ بالله من الظلم وأهله !!
. وهم يستفتون سماحة الشيخ في المسائل العلمية في التوحيد والفقه وغيرها ، من ذلك رسالة قال فيها سماحة الشيخ عبد العزيز – رحمه الله - : (( من عبد العزيز بن عبدالله بن باز إلى حضرة صاحب السمو الملكي الأمير المكرم نواف بن عبد العزيز وفقه الله لما فيه رضاه آمين .

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أما بعد :
فقد أخبرني الأخ علي بن حسين بن عييد عن رغبتكم في الإفادة عن التوسل الجاري على ألسنة كثير من الناس وهو : ( اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك ) والجواب : ... )) [ مجموع فتاوى سماحته4/317] وسرد رحمه الجواب ، والإجابة عن هذه المسألة من دقيق علوم العقيدة والتوحيد مما يدل على إطلاع سمو الأمير نواف – أثابه الله – الطيب على مسائل العلوم الشرعية ، وفقهه حيث رد الأمر إلى قمة من قمم العلم في عصره ومصره .
والإمام عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – مطلعٌ على جهود خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله وسدده – في إعانة المحتاجين ، وإغاثة الملهوفين ، فيثني عليه ويدعو له ويفرح بفعله ، قال رحمه الله : (( وإنها لمبادرة كريمة تلك التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله ، إذ أهمه ما يلقاه إخوانه المسلمون وغيرهم في أفريقيا من جوع وعري وعطش وموت فأمر جلالته – حفظه الله – بتشكيل لجان في سائر أنحاء المملكة لإغاثة الجياع ومساعدة المحتاجين هناك ، فجزاه الله خيراً وضاعف مثوبته ونصر به الحق ))[ فتاوى سماحته4/183] .
قلت : وليست هذه أول ولا آخر حملات خادم الحرمين الشريفين في إعانة إخوانه المسلمين ، ولكن أهل الباطل يرون القذاة في أعينهم كالجبال ، ويتعامون عن البساتين النظرة حتى تتناهى في أعينهم إلى أن تصبح كالذر !!
ولم تكن العلاقة بين المسؤلين من آل سعود وابن باز فقط ، بل العلاقة الحميمة كانت متبادلة مع كافة أفراد العائلة الكريمة ، فقد جاء في كتاب سيرة وحياة الشيخ ابن باز : (( تميز الفقيد بحب العائلة المالكة ، وحبهم له ، ورجالاً ونساء ، كباراً وصغاراً ، يستشيرونه ويوكلونه على صداقاتهم ؛ والقصص في ذلك كثيرة )) [سيرة وحياة الشيخ ابن باز 4/601 ] .
وجاء في كتاب سيرة وحياة الشيخ ابن باز : (( كانت صلته بولاة الأمر مبنية على التقدير والاحترام المتبادل بينه وبينهم ، والالتزام بمنهج الإسلام في الحث على طاعتهم ، والالتفاف حولهم ، ونبذ كل ما يدعو إلى الفرقة والنزاع والشقاق ، ومناصحتهم بمقتضى توجيه الشريعة الإسلامية السمحاء ؛ التي تدعو إلى الرفق والبيان والقول اللين ، بعيداً عن التشهير والإثارة ، وكل ما يؤدي إلى إشاعة البلبلة والفرقة واختلال الأمن .
والجدير بالذكر أنه – يرحمه الله – يجد لدى ولاة الأمر كل تقدير واحترام ، وله في نفوسهم المكانة الكبيرة ، والإصغاء لما يقوله بالرضى والقبول ، ولا أدل على ذلك من المشهد الرائع ، الذي رأيناه من خادم الحرمين الشريفين ، وولي عهده الأمين ، والنائب الثاني ، وجميع إخوتهم وأبنائهم – يحفظهم الله –حينما توافدوا من أنحاء المملكة ليشهدوا الصلاة عليه في المسجد الحرام ، ويشتركوا في تشييع جنازته ودفنه – يرحمه الله – ولا غرابة في ذلك فهم يسيرون على نهج والدهم المؤسس الملك عبد العزيز – يرحمه الله – في تقدير العلم والعلماء )) [سيرة وحياة الشيخ ابن باز 4/767-768 ] .
وفي الصحيفة 899 من الكتاب نفسه : (( هذا التجمع الكريم من قادة هذه البلاد للصلاة على فقيد الأمة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ، الذي ضم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني وجمعاً غفيراً من الأمراء والمسؤولين والعلماء ، هذا التجمع ليس غريباً على حكم بلاد تحكم بشرع الله ، أسسها عبد العزيز بن عبد الرحمن قبل قرن من الزمان ، ورسخ في جميع أبناءه من بعد إجلال العلماء وتكريمهم وتقديمهم ، فقد جاء في وصيته لولي عهده الأمير سعود بن عبد العزيز عام 1352 هـ ما يلي : (( أوصيك بعلماء المسلمين خيراً ، احرص على توقيرهم ومجالستهم وأخذ نصيحتهم ، واحرص على تعليم العلم ، لأن الناس ليسوا بشيء إلا بالله ثم بالعلم ومعرفة هذه العقيدة )) .
والإمام عبد العزيز بن باز – رحمه الله - يرى أن الدولة السعودية من أحسن البلاد وأقومها ، حيث يقول رحمه الله : (( ولا ريب أن بلادنا من أحسن البلاد الإسلامية وأقومها بشعائر الله على ما فيها من نقص وضعف )) [ مجموع فتاوى سماحته 4/162] . وهو ينكر على من أراد الخروج عليها بقول أو فعل فيقول : (( وهذه الدولة بحمد الله لم يصدر منها ما يوجب الخروج عليها ، وإنما الذي يستبيحون الخروج على الدولة بالمعاصي هم الخوارج ، الذين يكفرون المسلمين بالذنوب ، ويقاتلون أهل الإسلام ، ويتركون أهل الأوثان ، وقد قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم : (( إنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية )) وقال : (( أينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة )) متفق عليه . والأحاديث في شأنهم كثيرة معلومة ))[ مجموع فتاوى سماحته 4/91-92 ] .
قلت : فهل بقي يا شباب الإسلام بعد كلام هذا الإمام شبهة من شبه السروريين والقطبيين والتحريريين في قلوبكم نحو ولاة أمركم ؛ أرجو أن تكون زالت كلها بإذن الله تعالى وتبارك .
فإن عادوا يبثون في أذنك الشبهات ، ويقولون لك : ألا ترى هؤلاء الدعاة في السجون !! ألا يتحرك قلبك لنصرة دعاة الإسلام؟!
فقل لهم : لماذا لم يسجن ابن باز ، وآل الشيخ ، والفوزان ، وابن غديان ، وغيرهم من العلماء ؛ أترى هؤلاء الذين زعمتم أنهم سجنوا ظلماً أتقى منهم وأنقى ، وأنصح للراعي والرعية منهم ، حيث أنكروا وسكت العلماء ، وجهادوا وداهن العلماء ؟!
فإن قالوا لك : كلهم أنكروا .
فقل لهم : وصلنا إلى بيت القصيد ، ومربط الفرس ، فكيف أنكر كل منهم ؟
فإن هؤلاء الحزبيون عندها يلقمون الحجر ، ويبلسون فلا يتكلمون ؛ فاعرف بارك الله فيك خططهم ، لتحذر منهم ، وكن كما قال الشاعر :
عرفت الشر لا للشر ..... ولكن لتوقيهِ
ومن لا يعرف الخير من ... الشر يقع فيهِ
ولنختم حديثنا بدعوة من تلك الدعوات التي كان يدعو بها الإمام عبد العزيز بن باز –رحمه الله – حيث يقول :
والله المسؤول أن يوفقنا وإياكم لما يرضيه ، وأن يصلح قلوب الجميع ، ويعمرها بخشيته ومحبته وتقواه ، والنصح له ولعباده ، وأن يعيذنا وإياكم من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، وأن يوفق ولاة أمرنا ، وسائر ولاة أمر المسلمين لما يرضيه ، وأن ينصر بهم الحق ، ويخذل بهم الباطل ، وأن يعيذ الجميع من مضلات الفتن ، إنه ولي ذلك والقادر عليه . [ مجموع فتاوى سماحته 2153 ] .
والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته ، واقتفى أثره إلى يوم الدين . آمين .
وكتب : عبدالله السلفي .ملاحظة: هذا المقال لصاحبه و هو منقول هنا للفائدة.

12d8c7a34f47c2e9d3==