بوخالد
01-24-2005, 03:43 PM
ثناء الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله على المملكة العربية السعودية
قال - حفظه الله تعالى - :
مما نراه بالعيان ونلمسه بالحواس هذه الثمرات التي في هذا البلد بسبب إقامة الدين والتوحيد الذي أقامه ذلكم المجدد - رحمه الله - (1):
وقال أيضاً - حفظه الله تعالى - :
[و] لعلك تدرك معي مدى الظلم الذي نال هذه الدولة وهذه الحكومة من أبنائها وخصوصاً في هذا الزمان فتجد - أحياناً - ربما من تظنه صاحب ولاء وصاحب سنة وصاحب عقيدة سليمة وإنصاف من يخفي ولاءه وثناءه على هذه الدولة بما تستحقه ولا يقف مناصراً لها حينما يجد من يقدح فيها ويقذع فيها من التكفيريين - بل ربما من يكفرها - ويعين أعداءها من التكفيريين ويرفع من خسيستهم ويثني عليهم ويجعلهم أهل جهاد ويجعلهم أهل ديانة . ويتهمون اتهامات باطلة - لا يغار مثل هذا الإنسان وتجده يتخفى ويحرج بينما كان يجب عليه أن يقول كلمة الحق وأن يقف في وجوه أولئك وأن يذكر - فعلاً - نصرة هذه الدولة لهذا الدين وأنها من أول يوم أقامت الإسلام الصحيح الصافي الناصع على كتاب الله وسنة رسوله r ومنهج السلف الصالح وأنها نصرت دين الله ونصرت المنهج والعقيدة وأسست دولتها على ذلك ورفعت راية السنة والتوحيد وقمعت البدعة وأن الله سبحانه وتعالى قد نصرها بذلك آية من آياته سبحانه وتعالى لمن ينصر دينه (وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) (2) (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا) (3).
كانت إمارة آل سعود لا تتعدى حدود معروفة قبلية محدودة فجعل الله لهم هذه البلاد الشاسعة ووحدوا الأمة على دين الله وعلى التوحيد ورفع راية لا إله إلا الله
وحكموا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في البشر فأعقبهم الله ذلك أمناً وأماناً وإيماناً ونصرهم .
وما كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي قبلوا نصيحته حينما جاء إليهم لاجئاً ما كان يريد دولة ولا يريد سلطاناً وإنما كان يريد أن يبلغ دعوة الله سبحانه وتعالى فلما فقه ذلك محمد بن سعود - رحمه الله - ونصر الحق نصره الله سبحانه وتعالى به والله هو الذي أعطاه الملك الله يؤتي ملكه من يشاء ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ) يعني بالسلطان (وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً) (4) ، (وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ) (5) الخير في ذلك ؛ لأن الإسلام لا يستقيم إلا بفقهه وفهمه والسيف الذي يحمله يعني الحجة الشرعية وإقامة الإسلام على أصوله والوازع السلطاني
وقد لان منه جانب وخطاب **** دعا المصطفى دهراً بمكة لم يجب
فلما دعا والسيف صلت بكفه **** أسلموا واستسلموا وأنابوا
فجعل الله سبحانه وتعالى لهذه الدولة من البقاء ومن الذكر ومكنها الله ولما أقامت الصلاة وأقامت دين الله سبحانه وتعالى وحكمت شريعته جعل الله لها مكانة وذكراً وخدمت المسلمين بما لم تخدمه أي دولة من قديم العصور خدمت الإسلام وخدمت المسلمين ؛ ولذلك عندما أرسل الرسالة الشيخ العلامة الإمام محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - بمناسبة إعطائه الجائزة لخدمة الإسلام أو على خدماته للإسلام قال تلك الكلمة - وهو معروف بنصرته للحق وأنه لا يجامل ولا يحابي - قال تلكم الكلمة العظيمة التي سمعها الناس في وسائل الإعلام وهو أنه قال :
إني لا أهنأ السعوديين فحسب ولكنني أهنأ العالم الإسلامي على بلوغ هذه الدولة دولة التوحيد مائة عام وقد قدمت للإسلام وللمسلمين من الخدمات ما لم تقدمه دول مجتمعات اهـ
فوالله إنني أرى هذه الدولـة - وهي مرضعة الأبوة - قد عُقَّتْ ومن أبنائها - مع الأسف - إذا أثني عليها بخير إذا قيل بأنها تنصر الإسلام تنصر العقيدة تتمسك به .
أهلها وقادتها - والحمد لله - أصحاب توحيد وعقيدة سليمة ينتفع بهم المسلمون على مستوى العالم الإسلامي في مؤتمراتهم في اجتماعاتهم ، لا يقرون خرافات وبدعاً وقبورية وما إلى ذلك ينكرون هذا وقد سمعناه منهم .
وهم يعتزون بالإسلام ولا يعتزون بتاريخهم قبل تلك الليلة التي قدم فيها الشيخ محمد بن عبد الوهاب على الشيخ محمد بن سعود - رحمهما الله - [ولعلنا لا نذيع سراً إذا قلنا بأن من يحملون هذه الدولة من سلاطينها من الملك فهد - حفظه الله - إلى من دونه ممن يحملون مسئولية هذه الدولة ما منهم من أحد يعتز بتاريخه قبل مجيء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقيام جدهم بالدعوة النبوية ، ونصر الله سبحانه وتعالى لهم بذلك وقد سمعته من في سمو الأمير سلطان - حفظه الله - يقول :
نحن لا نعتز بتاريخنا قبل تلك الليلة بل نعتز بتاريخنا من تلك الليلة ؛ لأن تاريخنا وتاريخ الإسلام هو تاريخ العقيدة (ونعتز -أيضاً - ليس بثناء الكفار وإنما بثناء المسلمين علينا وبمحبة المسلمين وبولائنا للمسلمين وولاء المسلمين لنا) اهـ .
قبل ذلك لهم تاريخ : إمارة لهم تاريخ معروف في المنطقة( 6) ] من تلك الليلة قبل تلك الليلة يقول:لا نعتد بتاريخنا قبل تلك الليلة التي قدم فيها الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - على جدنا الأمير محمد بن سعود .
فيأتي من يطمس هذه المعالم ويقول : كذا وكذا .
والله ما بنا قضية عمالة لأمريكا ولا غير أمريكا ولا للغرب ولا للشرق ووالله هذه الدولة ربما الوحيدة التي إذا كان الأمر يتعلق بدينها وبمصالح مجتمعها تقول : لا ، ولكنها تتعامل مع أمم تحفظ مصالحها ، ليس مداهنة في دينها ، مصالح شعبها ، مصالح أمتها وتراعيها .
وكم تتحمل في سبيل نصرة المسلمين في أي قطر من أقطار الأرض من المال والجهد ؟
كم من الأقليات ؟ تصرف لتلك الدول الكافرة من الأموال ؛ لأجل تلك الأقليات ولأجل مصلحة الإسلام والمسلمين في ذلك البلد ؟ وتصرف - أيضاً - في هذا البلد من أجل بقاء الإسلام والتوحيد والعقيدة الذي هؤلاء المهرجون والقصاص والمتفلتون على أمن الأمة والخارجون على سلطانها وعلى علمائها تجدهم يريدون أن يجازف الولاة بمصالح أمتهم وبما عندهم من خير ومن توحيد ومن عقيدة ومن تحكيم للشريعة ومن خدمات للمسلمين وخدمات للحرمين -إلى آخره - يريدون أن تجازف ؟! ما تجازف ! لا بُدَّ وأن تنظر إلى مصلحة الإسلام وإلى مصلحة أهل الإسلام وإلى مصلحة أمتها وإلى مصلحة بلدها وتنظر إلى مصالحها مع العالم الآخر .
وأيضاً هي دولة - والحمد لله - مهوبة يُحْتَرَمُ المسلمون في أقطار الأرض من أجل احترام هذه الدولة - والله - وقد أباح لنا أكثر من واحد ممن يعدلون وينصفون من المسلمين - والله - لقد سمعت من أحدهم يقول : والله يا شيخ لو لم تبق هذه الدولة ما نبقى وإن بقاءنا لمرهون ببقاء هذه الدولة والله إننا نُحْتَرَمُ في أقطار الأرض ووالله وتالله إننا إذا أردنا المال - أحياناً - يمنعنا الحزبيون الذين يأخذون أموالهم من الأموال ولكن والله لا يهمنا هذا ، الذي يهمنا أننا ترتفع رؤوسنا بوجود هذه الدولة ونعتز بها وننضم إليها ونعتز بالنسبة إليها ووالله إن بقاءنا لمرهون ببقاء هذه الدولة دولة السنة .
والله إني لأعلم - ربما أموراً - لا تعلمها من أسرار آل سعود ومن أسرار هذه الدولة التي والله لا يدركها هؤلاء ولا يستطيعون إدراكها ولا يستطيعون فهمها من أسرار تتعلق بنصرة هذا الدين وما يقوم به هؤلاء الملوك والأمراء في نصرة العقيدة وفي نصرة المنهج السلفي وفي تبصير المسلمين بدينهم ووالله ما أسقط بعض الدعوات المغرضة التي هي مؤامرة على الإسلام ومنها دعوة القومية إلا هؤلاء أهل هذه الراية .
ولعلك تعود إلى الوراء قليلاً - ما فعله الملك فيصل - رحمه الله - وجند أقلاماً وأنفق ما أنفق من مال الدولة عليها للقضاء على تلك الدعوة القومية التي يراد منها طمس الإسلام ويراد بها القضاء على الإسلام وعلى أهله .
وهناك أمور ولطائف وأسرار لا يعرفها إلا من هو من أهل الولاء ومن أهل المعرفة ومن أهل الإنصاف من أبناء هذه الدولة ، ومن أبناء هذا البلد لا يحيط بها حصر ولا يجمعها والله كتاب والله إن هناك لمؤسسات قامت في وقت من الأوقات لنصرة الإسلام وقضت على فتن عظيمة في خارج هذا البلد في بلاد المسلمين النائية والواسعة وأحبط مكايد للأعداء في الدول القريبة والبعيدة من دول الإسلام بجهود هذه الدولة وملوكها وأمرائها الذين نسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يعزهم وأن يظهرهم على أعدائهم وأن يبقي دولتهم وأن ينشر ذكرهم وأن يكون في عونهم وأن يسدد ألسنتهم وأقلامهم وأن يتقبل أعمالهم .
وليس معنى ذلك أنهم لا يخطئون فنحن وإياهم نخطيء لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون" (7) ، فالكمال إنما هو لله سبحانه وتعالى وحده ولكن إذا كان هناك ما يقارب الكمال في الأصول وفي السير على الإسلام الصافي الإسلام النقي ونصرة الإسلام نصرة المنهج نصرة العقيدة نصرة ما عليه أهل السنة والجماعة نشر الفقه في الدين تعليم الناس دينهم كما جاء ، هذه الجامعة الإسلامية وهذه الجامعات في هذا البلد تعلم المسلمين وتستقطب أبناءهم وبعضها مخصص كما هي الجامعة الإسلامية لأبناء المسلمين في أقطار الأرض لا لأجل أن يدرس الفقه الحنبلي أو الفقه المالكي أو الفقه الشافعي أو فقه أبي حنيفة أو أي فقه إنما يدرسون كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويدرسون المذاهب وينتفعون بها ويستفيدون منها ويعتبرونها مدارس المسلمين ما وافق الدليل وما هو حق أخذوه وما لم يكن كذلك فإنهم يدعون لأولئك ويوالونهم ويرون أن هذا من تراث الإسلام ولكن من الذي جعل هذا المنهج إنما الأصل فيه والحكم فيه إنما هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مع الاستفادة من فقه المسلمين والمذاهب الأربعة ومن غيرها ؟ هذه الدولة وذلك أنها هذا هو دينها وهذا هو الذي تؤمن به .
مَن الذي جعل طبع المصحف هذا الصرح العظيم في المدينة وجعل لكل مسلم حقاً حتى المكفوفين لهم حق أن يأخذوا ما يقرؤونه بأيديهم عن طريقة "برايل" ولكل واحد منهم حق أن يكون له مصحف وإذا جاء الحج والعمرة أهدى إليه وسلم إليه حقاً من حقوقه وتوزع هذا المصحف حتى في البلاد الشيوعية وتعمير الحرمين وتقدم الخدمات العظيمة للمسلمين ؟ .
والله مهما تحدثنا لا يمكن أن نوفي حق هذه الدولة وملوك وأمراء آل سعود والله ليس مجاملة وليس من أجل دنيا وليس عمالة ولكن هذا هو الحق وهذا هو الواقع الذي يجب أن يشهد به من يعلم .
أعطوني من أنفق ربع ما ينفق على الحرمين في أي بلاد من بلاد المسلمين من الأموال وهم يملكون البترول ويملكون الأموال الطائلة .
لماذا هذه المليارات التي أنفقت على المسجد النبوي وأخر حتى لا يكون القبر في وسط المسجد ؟ وتركت ساحات المتر فيها بكم تعلمون ؟ أغلى بقعة على وجه الأرض مليارات أهدرت وأخذت من جهات أخرى من الشمال ومن الغرب على التوسعة السعودية الأولى وتؤخذ هذه المساحات من الشرق والغرب حتى لا تشارك في كون القبر أنه وسط المسجد وتحملت ما تحملت هذا عن عقيدة وأسرار نعرفها والله لو عرفها هؤلاء لأخرسوا ولعرفوا أنهم أناس لا يعرفون المعروف ولا ينكرون المنكر هذا المعروف الذي يجب أن من يعرفه يطأطأ رأسه ويكبر هؤلاء ويعلم أن ما يقال فيهم إنما هو الباطل بعينه .
فماذا نقول ؟ وماذا نتحدث ؟
والله إنني لا أشك لحظة بأن هذه الدولة مظلومة أو هي أكبر دولة مظلومة ومن أبنائها ؛ ما تثني بكلمة أو بربع كلمة إلا تجد - أحياناً - من يضطرب !! ما فَرَقَ هؤلاء - سبحان الله - نجده يضطرب تجده يتغير تجده ينظر إليك نظرة الشك وهكذا من تكلم بهذا الآن يقولون هذا العميل هذا كذا ، ما علينا منهم علينا من أهل الحق وأن يفهم المسلمون الحق :
فلا زال غضبان علي لأموها **** إذا رضيت علي كرام قومي
وأهل البدعة ليسوا بكرام ولا كرامة .
وأهل السنة هم الكرام هم الذين - الحمد لله - إذا قبلوا منا وعرفوا الحق عن طريقنا فهذا - والحمد لله - نرجو الثواب عليه عند الله سبحانه وتعالى ونرى أنا وضعنا ما وضعناه في محله ونتكثر - والله - بهؤلاء ونعتز بأخوة هؤلاء وبكثرة هؤلاء أما أولئك فلا - والله ، والله - غثاء كغثاء السيل والله ما كأنهم لهم وجود إطلاقاً أبداً والله يصدق عليهم :
الله يعلم أني لم أقل فلدا **** ما أكثر الناس لا بل ما أقلهم
إني لأفتح عيني حين أفتحها **** على كثير ولكن لا أرى أحد(8 )
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصبحه وسلم (9)
______________________________
(1) شرح فضل الإسلام(1/أ).
(2) الروم: 47
(3) غافر:51
(4) الاسراء:80
(5) آل عمران:26
(6) تضمين من شرح فضل الإسلام (1/أ) وما بين القوسين من نفس الشرح .
(7) حديث حسن
أخرجه أحمد في المسند(3/198)والترمذي(4/568رقم2449)وابن ماجه في سننهما(4/491رقم4251) من حديث أنس t . والحديث حسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (3/383رقم3447) .
(8) (تحذير العقلاء من فتنة ذوي الأهواء) (2/ب) .
(9) من كتاب الدرر السنية في ثناء العلماء على المملكة العربية السعودية - تأليف أحمد بن عمر بازمول.
قال - حفظه الله تعالى - :
مما نراه بالعيان ونلمسه بالحواس هذه الثمرات التي في هذا البلد بسبب إقامة الدين والتوحيد الذي أقامه ذلكم المجدد - رحمه الله - (1):
وقال أيضاً - حفظه الله تعالى - :
[و] لعلك تدرك معي مدى الظلم الذي نال هذه الدولة وهذه الحكومة من أبنائها وخصوصاً في هذا الزمان فتجد - أحياناً - ربما من تظنه صاحب ولاء وصاحب سنة وصاحب عقيدة سليمة وإنصاف من يخفي ولاءه وثناءه على هذه الدولة بما تستحقه ولا يقف مناصراً لها حينما يجد من يقدح فيها ويقذع فيها من التكفيريين - بل ربما من يكفرها - ويعين أعداءها من التكفيريين ويرفع من خسيستهم ويثني عليهم ويجعلهم أهل جهاد ويجعلهم أهل ديانة . ويتهمون اتهامات باطلة - لا يغار مثل هذا الإنسان وتجده يتخفى ويحرج بينما كان يجب عليه أن يقول كلمة الحق وأن يقف في وجوه أولئك وأن يذكر - فعلاً - نصرة هذه الدولة لهذا الدين وأنها من أول يوم أقامت الإسلام الصحيح الصافي الناصع على كتاب الله وسنة رسوله r ومنهج السلف الصالح وأنها نصرت دين الله ونصرت المنهج والعقيدة وأسست دولتها على ذلك ورفعت راية السنة والتوحيد وقمعت البدعة وأن الله سبحانه وتعالى قد نصرها بذلك آية من آياته سبحانه وتعالى لمن ينصر دينه (وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) (2) (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا) (3).
كانت إمارة آل سعود لا تتعدى حدود معروفة قبلية محدودة فجعل الله لهم هذه البلاد الشاسعة ووحدوا الأمة على دين الله وعلى التوحيد ورفع راية لا إله إلا الله
وحكموا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في البشر فأعقبهم الله ذلك أمناً وأماناً وإيماناً ونصرهم .
وما كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي قبلوا نصيحته حينما جاء إليهم لاجئاً ما كان يريد دولة ولا يريد سلطاناً وإنما كان يريد أن يبلغ دعوة الله سبحانه وتعالى فلما فقه ذلك محمد بن سعود - رحمه الله - ونصر الحق نصره الله سبحانه وتعالى به والله هو الذي أعطاه الملك الله يؤتي ملكه من يشاء ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ) يعني بالسلطان (وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً) (4) ، (وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ) (5) الخير في ذلك ؛ لأن الإسلام لا يستقيم إلا بفقهه وفهمه والسيف الذي يحمله يعني الحجة الشرعية وإقامة الإسلام على أصوله والوازع السلطاني
وقد لان منه جانب وخطاب **** دعا المصطفى دهراً بمكة لم يجب
فلما دعا والسيف صلت بكفه **** أسلموا واستسلموا وأنابوا
فجعل الله سبحانه وتعالى لهذه الدولة من البقاء ومن الذكر ومكنها الله ولما أقامت الصلاة وأقامت دين الله سبحانه وتعالى وحكمت شريعته جعل الله لها مكانة وذكراً وخدمت المسلمين بما لم تخدمه أي دولة من قديم العصور خدمت الإسلام وخدمت المسلمين ؛ ولذلك عندما أرسل الرسالة الشيخ العلامة الإمام محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - بمناسبة إعطائه الجائزة لخدمة الإسلام أو على خدماته للإسلام قال تلك الكلمة - وهو معروف بنصرته للحق وأنه لا يجامل ولا يحابي - قال تلكم الكلمة العظيمة التي سمعها الناس في وسائل الإعلام وهو أنه قال :
إني لا أهنأ السعوديين فحسب ولكنني أهنأ العالم الإسلامي على بلوغ هذه الدولة دولة التوحيد مائة عام وقد قدمت للإسلام وللمسلمين من الخدمات ما لم تقدمه دول مجتمعات اهـ
فوالله إنني أرى هذه الدولـة - وهي مرضعة الأبوة - قد عُقَّتْ ومن أبنائها - مع الأسف - إذا أثني عليها بخير إذا قيل بأنها تنصر الإسلام تنصر العقيدة تتمسك به .
أهلها وقادتها - والحمد لله - أصحاب توحيد وعقيدة سليمة ينتفع بهم المسلمون على مستوى العالم الإسلامي في مؤتمراتهم في اجتماعاتهم ، لا يقرون خرافات وبدعاً وقبورية وما إلى ذلك ينكرون هذا وقد سمعناه منهم .
وهم يعتزون بالإسلام ولا يعتزون بتاريخهم قبل تلك الليلة التي قدم فيها الشيخ محمد بن عبد الوهاب على الشيخ محمد بن سعود - رحمهما الله - [ولعلنا لا نذيع سراً إذا قلنا بأن من يحملون هذه الدولة من سلاطينها من الملك فهد - حفظه الله - إلى من دونه ممن يحملون مسئولية هذه الدولة ما منهم من أحد يعتز بتاريخه قبل مجيء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقيام جدهم بالدعوة النبوية ، ونصر الله سبحانه وتعالى لهم بذلك وقد سمعته من في سمو الأمير سلطان - حفظه الله - يقول :
نحن لا نعتز بتاريخنا قبل تلك الليلة بل نعتز بتاريخنا من تلك الليلة ؛ لأن تاريخنا وتاريخ الإسلام هو تاريخ العقيدة (ونعتز -أيضاً - ليس بثناء الكفار وإنما بثناء المسلمين علينا وبمحبة المسلمين وبولائنا للمسلمين وولاء المسلمين لنا) اهـ .
قبل ذلك لهم تاريخ : إمارة لهم تاريخ معروف في المنطقة( 6) ] من تلك الليلة قبل تلك الليلة يقول:لا نعتد بتاريخنا قبل تلك الليلة التي قدم فيها الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - على جدنا الأمير محمد بن سعود .
فيأتي من يطمس هذه المعالم ويقول : كذا وكذا .
والله ما بنا قضية عمالة لأمريكا ولا غير أمريكا ولا للغرب ولا للشرق ووالله هذه الدولة ربما الوحيدة التي إذا كان الأمر يتعلق بدينها وبمصالح مجتمعها تقول : لا ، ولكنها تتعامل مع أمم تحفظ مصالحها ، ليس مداهنة في دينها ، مصالح شعبها ، مصالح أمتها وتراعيها .
وكم تتحمل في سبيل نصرة المسلمين في أي قطر من أقطار الأرض من المال والجهد ؟
كم من الأقليات ؟ تصرف لتلك الدول الكافرة من الأموال ؛ لأجل تلك الأقليات ولأجل مصلحة الإسلام والمسلمين في ذلك البلد ؟ وتصرف - أيضاً - في هذا البلد من أجل بقاء الإسلام والتوحيد والعقيدة الذي هؤلاء المهرجون والقصاص والمتفلتون على أمن الأمة والخارجون على سلطانها وعلى علمائها تجدهم يريدون أن يجازف الولاة بمصالح أمتهم وبما عندهم من خير ومن توحيد ومن عقيدة ومن تحكيم للشريعة ومن خدمات للمسلمين وخدمات للحرمين -إلى آخره - يريدون أن تجازف ؟! ما تجازف ! لا بُدَّ وأن تنظر إلى مصلحة الإسلام وإلى مصلحة أهل الإسلام وإلى مصلحة أمتها وإلى مصلحة بلدها وتنظر إلى مصالحها مع العالم الآخر .
وأيضاً هي دولة - والحمد لله - مهوبة يُحْتَرَمُ المسلمون في أقطار الأرض من أجل احترام هذه الدولة - والله - وقد أباح لنا أكثر من واحد ممن يعدلون وينصفون من المسلمين - والله - لقد سمعت من أحدهم يقول : والله يا شيخ لو لم تبق هذه الدولة ما نبقى وإن بقاءنا لمرهون ببقاء هذه الدولة والله إننا نُحْتَرَمُ في أقطار الأرض ووالله وتالله إننا إذا أردنا المال - أحياناً - يمنعنا الحزبيون الذين يأخذون أموالهم من الأموال ولكن والله لا يهمنا هذا ، الذي يهمنا أننا ترتفع رؤوسنا بوجود هذه الدولة ونعتز بها وننضم إليها ونعتز بالنسبة إليها ووالله إن بقاءنا لمرهون ببقاء هذه الدولة دولة السنة .
والله إني لأعلم - ربما أموراً - لا تعلمها من أسرار آل سعود ومن أسرار هذه الدولة التي والله لا يدركها هؤلاء ولا يستطيعون إدراكها ولا يستطيعون فهمها من أسرار تتعلق بنصرة هذا الدين وما يقوم به هؤلاء الملوك والأمراء في نصرة العقيدة وفي نصرة المنهج السلفي وفي تبصير المسلمين بدينهم ووالله ما أسقط بعض الدعوات المغرضة التي هي مؤامرة على الإسلام ومنها دعوة القومية إلا هؤلاء أهل هذه الراية .
ولعلك تعود إلى الوراء قليلاً - ما فعله الملك فيصل - رحمه الله - وجند أقلاماً وأنفق ما أنفق من مال الدولة عليها للقضاء على تلك الدعوة القومية التي يراد منها طمس الإسلام ويراد بها القضاء على الإسلام وعلى أهله .
وهناك أمور ولطائف وأسرار لا يعرفها إلا من هو من أهل الولاء ومن أهل المعرفة ومن أهل الإنصاف من أبناء هذه الدولة ، ومن أبناء هذا البلد لا يحيط بها حصر ولا يجمعها والله كتاب والله إن هناك لمؤسسات قامت في وقت من الأوقات لنصرة الإسلام وقضت على فتن عظيمة في خارج هذا البلد في بلاد المسلمين النائية والواسعة وأحبط مكايد للأعداء في الدول القريبة والبعيدة من دول الإسلام بجهود هذه الدولة وملوكها وأمرائها الذين نسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يعزهم وأن يظهرهم على أعدائهم وأن يبقي دولتهم وأن ينشر ذكرهم وأن يكون في عونهم وأن يسدد ألسنتهم وأقلامهم وأن يتقبل أعمالهم .
وليس معنى ذلك أنهم لا يخطئون فنحن وإياهم نخطيء لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون" (7) ، فالكمال إنما هو لله سبحانه وتعالى وحده ولكن إذا كان هناك ما يقارب الكمال في الأصول وفي السير على الإسلام الصافي الإسلام النقي ونصرة الإسلام نصرة المنهج نصرة العقيدة نصرة ما عليه أهل السنة والجماعة نشر الفقه في الدين تعليم الناس دينهم كما جاء ، هذه الجامعة الإسلامية وهذه الجامعات في هذا البلد تعلم المسلمين وتستقطب أبناءهم وبعضها مخصص كما هي الجامعة الإسلامية لأبناء المسلمين في أقطار الأرض لا لأجل أن يدرس الفقه الحنبلي أو الفقه المالكي أو الفقه الشافعي أو فقه أبي حنيفة أو أي فقه إنما يدرسون كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويدرسون المذاهب وينتفعون بها ويستفيدون منها ويعتبرونها مدارس المسلمين ما وافق الدليل وما هو حق أخذوه وما لم يكن كذلك فإنهم يدعون لأولئك ويوالونهم ويرون أن هذا من تراث الإسلام ولكن من الذي جعل هذا المنهج إنما الأصل فيه والحكم فيه إنما هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مع الاستفادة من فقه المسلمين والمذاهب الأربعة ومن غيرها ؟ هذه الدولة وذلك أنها هذا هو دينها وهذا هو الذي تؤمن به .
مَن الذي جعل طبع المصحف هذا الصرح العظيم في المدينة وجعل لكل مسلم حقاً حتى المكفوفين لهم حق أن يأخذوا ما يقرؤونه بأيديهم عن طريقة "برايل" ولكل واحد منهم حق أن يكون له مصحف وإذا جاء الحج والعمرة أهدى إليه وسلم إليه حقاً من حقوقه وتوزع هذا المصحف حتى في البلاد الشيوعية وتعمير الحرمين وتقدم الخدمات العظيمة للمسلمين ؟ .
والله مهما تحدثنا لا يمكن أن نوفي حق هذه الدولة وملوك وأمراء آل سعود والله ليس مجاملة وليس من أجل دنيا وليس عمالة ولكن هذا هو الحق وهذا هو الواقع الذي يجب أن يشهد به من يعلم .
أعطوني من أنفق ربع ما ينفق على الحرمين في أي بلاد من بلاد المسلمين من الأموال وهم يملكون البترول ويملكون الأموال الطائلة .
لماذا هذه المليارات التي أنفقت على المسجد النبوي وأخر حتى لا يكون القبر في وسط المسجد ؟ وتركت ساحات المتر فيها بكم تعلمون ؟ أغلى بقعة على وجه الأرض مليارات أهدرت وأخذت من جهات أخرى من الشمال ومن الغرب على التوسعة السعودية الأولى وتؤخذ هذه المساحات من الشرق والغرب حتى لا تشارك في كون القبر أنه وسط المسجد وتحملت ما تحملت هذا عن عقيدة وأسرار نعرفها والله لو عرفها هؤلاء لأخرسوا ولعرفوا أنهم أناس لا يعرفون المعروف ولا ينكرون المنكر هذا المعروف الذي يجب أن من يعرفه يطأطأ رأسه ويكبر هؤلاء ويعلم أن ما يقال فيهم إنما هو الباطل بعينه .
فماذا نقول ؟ وماذا نتحدث ؟
والله إنني لا أشك لحظة بأن هذه الدولة مظلومة أو هي أكبر دولة مظلومة ومن أبنائها ؛ ما تثني بكلمة أو بربع كلمة إلا تجد - أحياناً - من يضطرب !! ما فَرَقَ هؤلاء - سبحان الله - نجده يضطرب تجده يتغير تجده ينظر إليك نظرة الشك وهكذا من تكلم بهذا الآن يقولون هذا العميل هذا كذا ، ما علينا منهم علينا من أهل الحق وأن يفهم المسلمون الحق :
فلا زال غضبان علي لأموها **** إذا رضيت علي كرام قومي
وأهل البدعة ليسوا بكرام ولا كرامة .
وأهل السنة هم الكرام هم الذين - الحمد لله - إذا قبلوا منا وعرفوا الحق عن طريقنا فهذا - والحمد لله - نرجو الثواب عليه عند الله سبحانه وتعالى ونرى أنا وضعنا ما وضعناه في محله ونتكثر - والله - بهؤلاء ونعتز بأخوة هؤلاء وبكثرة هؤلاء أما أولئك فلا - والله ، والله - غثاء كغثاء السيل والله ما كأنهم لهم وجود إطلاقاً أبداً والله يصدق عليهم :
الله يعلم أني لم أقل فلدا **** ما أكثر الناس لا بل ما أقلهم
إني لأفتح عيني حين أفتحها **** على كثير ولكن لا أرى أحد(8 )
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصبحه وسلم (9)
______________________________
(1) شرح فضل الإسلام(1/أ).
(2) الروم: 47
(3) غافر:51
(4) الاسراء:80
(5) آل عمران:26
(6) تضمين من شرح فضل الإسلام (1/أ) وما بين القوسين من نفس الشرح .
(7) حديث حسن
أخرجه أحمد في المسند(3/198)والترمذي(4/568رقم2449)وابن ماجه في سننهما(4/491رقم4251) من حديث أنس t . والحديث حسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (3/383رقم3447) .
(8) (تحذير العقلاء من فتنة ذوي الأهواء) (2/ب) .
(9) من كتاب الدرر السنية في ثناء العلماء على المملكة العربية السعودية - تأليف أحمد بن عمر بازمول.