المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فرضية السمع والطاعة لولاة أمر المسلمين في غير معصية الله-لفضيلة الشيخ:عمر الحربي


كيف حالك ؟

المرحباني
01-05-2005, 07:01 PM
الدرس الخامس عشرمن الدروس السلفية لليالي الرمضانية لفضيلة الشيخ عمر الحربي:

(فرضية السمع والطاعة لولاة أمر المسلمين في غير معصية الله).

إن الحمد لله , نحمده ونستعينه ونستغفره , ونتوب إليه , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له . وأشهد أن لا إله إلا الله, وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
{ يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } [ آل عمران / 103] { يا أيُها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا} [ النساء / 1]{ يآ أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما} [ الأحزاب / 70- 71]
أما بعد : فإن من أُصول العقيدة الصحيحة السمع والطاعة لولاة أمر المسلمين في غير معصية الله , قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم }
وأولو الأمر هم الأمراء على الصحيح من أقوال أهل العلم, ويدل على هذا أحاديث ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم منها :
ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أطاعني فقد أطاع الله , ومن عصاني فقد عصى الله , ومن يطع الأمير فقد أطاعني , ومن يعص الأمير فقد عصاني )
وثبت في صحيح البخاري من حديث أنس – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اسمعوا وأطيعوا , وإن استعمل عليكم عبد حبشي , كأن رأسه زبيبة ما أقام فيكم كتاب الله )
وروى مسلم في صحيحة عن نافع عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له , ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية ) وفي مسلم أيضا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من خرج من الطاعة وفارق الجماعة, ثم مات , مات ميتة جاهلية )
وفي الصحيحين عن ابن عباس- رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فإن خرج من السلطان شبرا مات ميتة جاهلية )
واعلموا – رحمكم الله أنه لا يجوز طاعة أحد في معصية الله
فقد ثبت في الصحيحين عن انس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا من ولي عليه وال , فرآه يأتي شيئا من معصية الله ؛ فليكره الذي يأتي من معصية الله ولا ينزع يدا من طاعة )
وفيهما من حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب أو كره إلا أن يؤمر بمعصية , فلا سمع ولا طاعة) أي في تلك المعصية .
وثبت في الصحيح عنه- صلى الله عليه وسلم- أنه قال : ( إنما الطاعة في المعروف ) وفيه أيضا قال صلى الله عليه وسلم : ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ).
واعلموا – رحمكم الله – أن في طاعة ولاة الأمور من المنافع والمصالح ما لا يحصى ففيه طاعة الله عزّ وجل وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وفي طاعة ولاة الأمور انتظام مصالح العباد في معاشهم بحصول الأمن والاستقرار .
قال الحسن في الأمراء: هم يلونا من أمورنا خمسا : الجمعة والجماعة والعيد والثغور والحدود , والله ما يستقيم الدين إلا بهم وإن جاروا ,أو ظلموا , والله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون .
وفي الأثر :( ستون سنة مع إمام جائر خير من ليلة واحدة بلا إمام ).
وروى الطبراني من حديث ابن عباس وله شاهد من حديث أبي هريرة في المسند عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( يوم من إمام عادل , أفضل من مطر أربعين صباحا أحوج ما تكون الأرض إليه )

وقال عبد الله بن المبارك :
إن الخلافة حبل الله فاعتصموا *** منه بعروته الوثقى لمن دانا .
كم يدفع الله بالسلطان معضلة *** عن ديننا رحمة منه ودنيانا
لولا الخلافة لم تؤمن لنا سبل *** وكان أضعفنا نهبا لأقوانا .

وتشرع مناصحة ولاة الأمور لعموم حديث تميم الداري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الدين النصيحة) . قلنا لمن يا رسول الله؟ : قال : ( لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه مسلم .
ولحديث زيد بن ثابت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم : إخلاص العمل لله والنصيحة لولاة الأمور , ولزوم جماعتهم فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ) رواه أصحاب السنن.
وقد بين لنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم – كيفية النصيحة لولاة أمر المسلمين , وأنها لا تكون على المنابر أمام الناس.
فعن عياض بن غنيم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أراد أن ينصح لذي سلطان , فلا يبده علانية وليأخذ بيده فإن سمع منه , فذاك , وإلا كان أدى الذي عليه ) حديث صحيح رواه أحمد في المسند .
وهذا ما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي الصحيحين عن عبيد الله بن الخيار قال : أتيت أسامة بن زيد فقلت : ألا تنصح عثمان بن عفان ليقيم الحد على الوليد ؟ فقال أسامة هل تظن أني لا أناصحه إلا أمامكم ؟! والله لقد نصحته فيما بيني وبينه , ولم أكن لأفتح بابا للشر أكون أنا أول من فتحه .
ولم يرخص الشارع بالخروج عليهم إذا لم يسمعوا للنصيحة بل أمر بالصبر عليهم وأخبر أن الإثم عليهم , ومن نصح لهم وأنكر بالطريقة المشروعة فهو بريء من الذنب .
ولا يجوز سب ولاة الأمر وشتمهم والتشهير بهم , فإن هذا خلاف النصوص وما كان عليه السلف الصالح فصح عن أنس قال : نهانا كبراؤنا من أصحاب محمد قالوا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تسبوا أُمراءكم ولا تغشوهم ولا تبغضوهم واتقوا الله واصبروا فإن الأمر قريب )
وعن أبي بكرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( السلطان ظل الله في الأرض , فمن أهانه , أهانه الله ومن أكرمه أكرمه الله ) .
واعلموا- رحمكم الله – أن أحاديث السمع والطاعة هي للأمير العاصي كما هي للأمير التقي .
فقد صح عن حاتم بن عدي قال : قلنا يا رسول الله : لا نسألك عن طاعة التقي ولكن عن من فعل وفعل ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اتقوا الله واسمعوا وأطيعوا )
وفي صحيح مسلم عن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيكم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس ) قلت : كيف أصنع إن أدركت ذلك ؟ قال : ( تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك )
أي إذا لم يأمرك بمعصية الله .
وكان السلف الصالح لا يخرجون على حكامهم ولو كانوا على مذهب مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم قال : حنبل اجتمع فقهاء بغداد في عهد الواثق إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل – وقالوا له إن الأمر قد تفاقم وفشا- يعنون إظهار القول بخلق القرآن وغير ذلك – ولا نرضى بإمرته ولا سلطانه , فمنعهم الإمام أحمد من ذلك وقال : عليكم بالإنكار بقلوبكم ولا تخلعوا يدا من طاعة ولا تشقوا عصا المسلمين ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم وانظروا في عاقبة أمركم واصبروا حتى يستريح برٌ أو يستراح من فاجر وقال ليس هذا بصواب هذا خلاف الآثار
وقال الطحاوي في عقيدته التي تلقتها الأمة بالقبول: (( ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا ولا ندعوا عليهم ولا ننزع يدا من طاعتهم فإن طاعتهم من طاعة الله عز وجل , فريضة ما لم نؤمر بمعصية وندعوا لهم بالصلاح والمعافاة )) .

وقال أبو الحسن بن علي – رحمه الله – في كتابه السنة : (( ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين فهو خارجي وقد شق عصا المسلمين وخالف الآثار وميتته ميتة جاهلية )), ولا يحل قتال السلطان والخروج عليهم وإن جاروا وذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر الغفاري: ( اصبر وإن كان عبدا حبشيا )) وقوله للأنصار (( اصبروا حتى تلقوني على الحوض )) وليس في السنة قتال السلطان فإن فيه فساد الدين والدنيا.


هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

نوار الأثري
01-05-2005, 08:01 PM
بارك الله في جهود الشيخ عمر لخدمة السنة ونفعنا بعلمه ......

رميح
01-05-2005, 10:06 PM
بارك الله فيكم ووفق الله الشيخ عمر ونفعنا بعلمه.

عبدالوهاب
01-09-2005, 04:26 PM
بارك الله في جهود الشيخ عمر لخدمة السنة ونفعنا بعلمه

مسلم بن عبدالله
01-09-2005, 07:03 PM
جزاك الله خيراً يا شيخ عمر ونفعنا بكلامك الذي عليه نور الوحي ،،،،،،

مسلم بن عبدالله
01-10-2005, 03:09 PM
الرفع لأهمية الموضوع ،،،،،

صالح زيد
01-11-2005, 01:52 AM
ماااااااشاء الله جهود طيبة

المرحباني
01-21-2005, 10:49 PM
الرفع لأهمية الموضوع ،،،،،

فكري الدينوري
03-27-2005, 02:27 AM
يرررررررفع

12d8c7a34f47c2e9d3==