المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضل التمسك بالسنة في زمن الغربة


كيف حالك ؟

السبيق
12-20-2004, 11:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ان فضل التمسك بالسنة في زمن كثرت فيه البدع فضل عظيم كيف لا يكون عظيماً والرسول صلى الله عليه وسلم جعل اجر الواحد المتمسك بها كأجر خمسين من اصحابه ولحرص السلف على التمسك بالسنة اذا كثرت البدع انهم كانوا يحثون الناس على التمسك بها حتى ان بعضهم يجعل التمسك بها افضل من التعلم فقد ذكر عبدالله بن أحمد رحمه الله كما في السنة ج1ص333قال:( كان الاوزاعي رحمه الله يقول ليس هذا زمان تعلم هذا زمان تمسك) مع ماهو معروف عنهم رحمهم الله من حب للعلم ولكن هذا من حرصهم على التمسك بالسنة ولسعيهم للحصول على الاجر المترتب على ذلك.ولعللني اسوق لكم كلام للامام ابن القيم رحمه الله يستأنس به كل صاحب سنه في هذا الزمان الذي كثرت فيه البدع حول هذا الموضوع فيقول رحمه الله كما في مدارج السالكين ج3 ص197:
(ومن صفات هؤلاء الغرباء الذين غبطهم النبي صلى الله عليه وسلم التمسك بالسنة إذا رغب عنها الناس وترك ما أحدثوه وإن كان هو المعروف عندهم وتجريد التوحيد وإن أنكر ذلك أكثر الناس وترك الانتساب إلى الله ورسوله لا شيخ ولا طريقة ولا مذهب ولا طائفة بل هؤلاء الغرباء منتسبون إلى الله بالعبودية له وحده وإلى رسوله بالاتباع لما جاء به وحده وهؤلاء هم القابضون على الجمر حقا وأكثر الناس بل كلهم لائم لهم .
فلغربتهم بين هذا الخلق يعدونهم أهل شذوذ وبدعة ومفارقة للسواد الأعظم ومعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم هم النزاع من القبائل أن الله سبحانه بعث رسوله وأهل الأرض على أديان مختلفة فهم بين عباد أوثان ونيران وعباد صور وصلبان ويهود بجلائل وفلاسفة وكان الإسلام في أول ظهوره غريبا وكان من أسلم منهم واستجاب لله ولرسوله غريبا في حيه وقبيلته وأهله وعشيرته فكان المستجيبون لدعوة الإسلام نزاعا من القبائل بل آحادا منهم تغربوا عن قبائلهم وعشائرهم ودخلوا في الإسلام فكانوا هم الغرباء حقا حتى ظهر الإسلام وانتشرت دعوته ودخل الناس فيه أفواجا فزالت تلك الغربة عنهم ثم أخذ في الاغتراب والترحل حتى عاد غريبا كما بدأ بل الإسلام الحق الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه هو اليوم أشد غربة منه في أول ظهوره وإن كانت أعلامه ورسومه الظاهرة مشهورة معروفة فالإسلام الحقيقي غريب جدا وأهله غرباء أشد الغربة بين الناس وكيف لا تكون فرقة واحدة قليلة جدا غريبة بين اثنتين وسبعين فرقة ذات أتباع ورئاسات ومناصب وولايات ولا يقوم لها سوق إلا بمخالفة ما جاء به الرسول فإن نفس ما جاء به يضاد أهواءهم ولذاتهم وما هم عليه من الشبهات والبدع التي هي منتهى فضيلتهم وعملهم والشهوات التي هي غايات مقاصدهم وغفلوا فكيف لا يكون المؤمن السائر إلى الله على طريق المتابعة غريبا بين هؤلاء الذين قد اتبعوا أهواءهم وأطاعوا شحهم وأعجب كل منهم برأيه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر حتى إذا رأيتم شحامطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه ورأيت أمرا لا يد لك به فعليك بخاصة نفسك وإياك وعوامهم فإن وراءكم أياما صبر الصابر فيهن كالقابض على الجمر ولهذا جعل للمسلم الصادق في هذا الوقت إذا تمسك بدينه أجر خمسين من الصحابة ففي سنن أبي داود والترمذي من حديث أبي ثعلبة الخشني قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم فقال بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع عنك العوام فإن من وراءكم أيام الصبر الصبر فيهن مثل قبض على الجمر للعامل فيهن أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله قلت يا رسول الله أجر خمسين منهم قال أجر خمسين منكم وهذا الأجر العظيم إنما هو لغربته بين الناس والتمسك بالسنة بين ظلمات أهوائهم وآرائهم
فإذا أراد المؤمن الذي قد رزقه الله بصيرة في دينه وفقها في سنة رسوله وفهما في كتابه وأراه ما الناس فيه من الأهواء والبدع والضلالات وتنكبهم عن الصراط المستقيم الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فإذا أراد أن يسلك هذا الصراط فليوطن نفسه على قدح الجهال وأهل البدع فيه وطعنهم عليه وإزرائهم به وتنفير الناس عنه وتحذيرهم منه كما كان سلفهم من الكفار يفعلون مع متبوعه وإمامه صلى الله عليه وسلم فأما إن دعاهم إلى ذلك وقدح فيما هم عليه فهنالك تقوم قيامتهم ويبغون له الغوائل وينصبون له الحبائل ويجلبون عليه بخيل كبيرهم ورجله فهو غريب في دينه لفساد أديانهم غريب في تمسكه بالسنة لتمسكهم بالبدع غريب في اعتقاده لفساد عقائدهم غريب في صلاته لسوء صلاتهم غريب في طريقه لضلال وفساد طرقهم غريب في نسبته لمخالفة نسبهم غريب في معاشرته لهم لأنه يعاشرهم على ما لا تهوى أنفسهم وبالجملة فهو غريب في أمور دنياه وآخرته لا يجد من العامة مساعدا ولا معينا فهو عالم بين جهال صاحب سنة بين أهل بدع داع إلى الله ورسوله بين دعاة إلى الأهواء والبدع آمر بالمعروف ناه عن المنكر بين قوم المعروف لديهم منكر والمنكر معروف..انتهى كلامه رحمه الله) فنسأل الله الثبات على التوحيد والسنة وان يجعلنا من المتمسكين بها حتى نلقاه انه سميع مجيب.

أسامه سالم
12-20-2004, 12:17 PM
جزاك الله خير

المرحباني
12-20-2004, 01:52 PM
ذكر عبدالله بن أحمد رحمه الله كما في السنة ج1ص333قال:( كان الاوزاعي رحمه الله يقول ليس هذا زمان تعلم هذا زمان تمسك)نسأل الله الثبات على السنه, أسأل الله الثبات على السنه.

قاسم علي
12-20-2004, 05:31 PM
جزاك الله خيرا

أبو فاطمة
12-21-2004, 08:30 PM
جزاك الله خير

بوخالد
12-24-2004, 05:25 PM
جزاك الله خيرا

ابواسحاق الاثرى
12-24-2004, 06:36 PM
جزاك الله خيرا

12d8c7a34f47c2e9d3==