أبوعلي الاثري
12-14-2004, 10:34 PM
اولا من نقل عنه الاجماع في ذلك:
قال الأوزاعي رحمه الله (الإبانة لابن بطة 2/807): قال :"لا يستقيم الإيمان إلا بالقول ، ولا يستقيم الإيمان والقـول إلا بالعمــل ، ولا يستقيم الإيمان والقول والعمل إلا بنية موافقة للسنة. وكان من مضى من سلفنا لا يفرقون بين الإيمان والعمل ، والعمل من الإيمان ، والإيمان من العمل ، وإنما الإيمان اسم يجمع هذه الأديان اسمها ، ويصدقه العمل ، فمن آمن بلسانه وعرف بقلبه وصدق بعمله فتلك العروة الوثقى التي لا انفصام لها. ومن قال بلسانه ولم يعرف بقلبه ولم يصدقه بعمله لم يقبل منه وكان في الآخرة من الخاسرين".
2- وقال سفيان الثوري رحمه الله (ابن بطة في الإبانة 1/333): " كان الفقهاء يقولون : لا يستقيم قول إلا بعمل ، ولا يستقيم قول وعمل إلا بنية ، ولا يستقيم قول وعمل ونية إلا بموافقة السنة".
وقال أيضاً(شرح أصول الاعتقاد للالكائي 5/980):" أهل السنة يقولون : الإيمان قول وعمل مخافة أن يزكوا أنفسهم ، لا يجوز عمل إلا بإيمان ، ولا إيمان إلا بعمل ، فإن قال : من إمامك في هذا؟ فقل سفيان الثوري".
3- وقال سفيان بن عيينة رحمه الله(السنة لعبد الله بن أحمد:1/346 و الشريعة للآجري:1/271) :"الإيمان قول وعمل. قال : أخذناه ممن قبلنا : قول وعمل ، وأنه لا يكون قول إلا بعمل".
4- وقال الإمام الشافعي رحمه الله[شرح أصول الاعتقاد للالكائي:5/886): "وكـان الإجمـاع من الصحابة والتابعين من بعدهم ممن أدركناهم : أن الإيمان قول وعمل ونية ، لا يجزئ واحد من الثلاثة إلا بالآخر". وانظر [مجموع الفتاوى : 7 / 308]
5– وقال الحميدي رحمه الله (السنة للخلال:586،شرح أصول الاعتقاد للالكائي:5/887) ونقله شيخ الإسلام في (الفتاوى:7/209) عنه مقراً له حيث قال :"أُخبرتُ أن ناساً يقولون : من أقر بالصلاة والزكاة والصوم والحج ولم يفعل من ذلك شيئاً حتى يموت ، أو يصلي مستدبر القبلة حتى يموت ، فهو مؤمن ما لم يكن جاحداً إذا علم أن تركه ذلك في إيمانه ، إذا كان يقر بالفرائض واستقبال القبلة. فقلت: هذا الكفر الصراح ، وخلاف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعلماء المسلمين. قال الله جل وعز وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة. قال حنبل: سمعت أبا عبدالله ــ يعني أحمد بن حنبل ــ يقول: من قال هذا فقد كفر بالله ، ورد على الله أمره وعلى الرسول ما جاء به".
6- وقال أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله (كتاب الإيمان :65،66):"فلم يجعل الله للإيمان حقيقة إلا بالعمل على هذه الشروط ، والــذي يزعـم أنـه بالقـول خاصـة يجعلـه مؤمنــاً حقاً ، وإن لم يكن هناك عمل فهو معاند لكتاب الله والسنة … أفلست تراه تبارك وتعالى ، قد امتحنهم بتصديق القول بالفعل ؟ ولم يرض منهم بالإقرار دون العمل ؟ حتى جعل أحدهما من الآخر ، فأي شيء يتبع بعد كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومنهاج السلف بعـده الـذين هـم موضع القدوة والإمامة؟!. فالأمر الذي عليه السنة عندنا ما نص عليه علماؤنا مما اقتصصنا في كتابنا هذا : أن الإيمان بالنية والقول والعمل جميعاً".
7- قال الحافظ ابن رجب رحمه الله (فتح الباري لابن رجب :1/21) وذكر تكفـير تـارك الصـلاة :"وحكاه إسحاق بن راهوية إجماعاً منهم ، حتى إنه جعل قول من قال : لا يكفر بترك هذه الأركان أنها من أقوال المرجئة". (انظر تعظيم قدر الصلاة:2/929)
8- وقال أبو طالب المكي رحمه الله فيما نقله شيخ الإسلام عنه في (الفتاوى:7/336) :"وأيضاً الأمة مجتمعة أن العبد لو آمن بجميع ما ذكره من عقود القلب في حديث جبريل من وصف الإيمان ولم يعمل بما ذكره من وصف الإسلام أنه لا يسمى مؤمناً ، وأنه إن عمل بجميع ما وصف بـه الإسلام ، ثم لم يعتقد ما وصفه من الإيمان أنه لا يكون مسلماً ، وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن أمته لا تجتمع على ضلالة".
9- قال الحافظ ابن أبي زيد القيرواني مالك الصغير رحمه الله(كما في اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم:150،152) :"فصل فيما أجمعت عليه الأمة من أمور الديانة ومن السنن التي خلافها بدعةٌ وضلالة : ... وأن الإيمـان قــول بالـلـسان وإخـلاص بالقلــب وعمـل بالجـوارح ، يــزيــد ذلـك بالطاعة ، وينقص بالمعصية نقصاً عن حقائق الكمال لا محبط للإيمان ، ولا قول إلا بعمل ، ولا قول ولا عمل إلا بنية ، ولا قول ولا عمل ولا نية إلا بموافقة السنة".
10- وقال الآجري رحمه الله في الشريعة (1/274) في باب "القول بأن الإيمان تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح ، لا يكون مؤمناً إلا بأن تجتمع فيه هذه الخصال الثلاث" : "اعلموا – رحمنا الله وإياكم – أن الذي عليه علماء المسلمين أن الإيمان واجب على جميع الخلق ، وهو تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح. ثم اعلموا أنه لا تجزئ المعرفة بالقلب والتصديق إلا أن يكون معه الإيمان باللسان نطقاً ، ولا تجزئ معرفة بالقلب ونطـق باللسان حتـى يكون عمــل بالجوارح ، فإذا كملت فيه هذه الخصال الثلاث كان مؤمناً، دل على ذلك القرآن والسنة وقول علماء المسلمين".
وقال أيضاً (الشريعة:1/311) :"بل نقول – والحمد لله – قولاً يوافق الكتاب والسنة وعلماء المسلمين الذين لا يستوحش من ذكرهم ، وقد تقدم ذكرنا لهم : إن الإيمان معرفة بالقلب تصديقا يقيناً ، وقول باللسان ، وعمل بالجوارح ، لا يكون مؤمناً إلا بهذه الثلاثة ، لا يجزئ بعضها عن بعض ، والحمد لله على ذلك " انتهى .
وقال أيضا في كتابه (الأربعين حديثاً:135-137):" اعلموا رحمنا الله وإياكم أن الذي عليه علماء المسلمين أن الإيمان واجب على جميع الخلق : وهو التصديق القلب ، وإقرار باللسان ، وعمل بالجــوارح ... ولا تجـزئ معــرفـة بالقـلب والنـطــق باللسان حتـى يكــون معـــه عمـــل بالجــــوارح ، فإذا كملت الخصال الثلاث كان مؤمنـاً حقـاً ، دل علـى ذلـك الكتـاب والسنـة وقـول علمـاء المسلمـين … فالأعمال بالجوارح تصديق عن الإيمان بالقلب واللسان. فمن لم يصدق الإيمان بعمله وبجوارحه مثل الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد أشباه لهذه ، ورضي لنفسه المعرفة والقول دون العمل لم يكن مؤمناً ولم تنفعه المعرفة والقول ، وكان تركه للعمل تكذيباً منه لإيمانه ، وكان العمل بما ذكرنا تصديقاً منه لإيمانه ، فاعلم ذلك . هذا مذهب العلماء المسلمين قديماً وحديثاً".
11- قال ابن بطة رحمه الله في (الإبانة:2/760،779) في باب: بيان الإيمان وفرضه وأنه تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح والحركات ، لا يكون العبد مؤمناً إلا بهذه الثلاث : "اعلموا – رحمكم الله – أن الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه فرض على القلب المعرفة به والتصديق له ولرسله ولكتبه وبكل ما جاءت به السنة ، وعلى الألسن النطق بذلك والإقرار به قولاً ، وعلى الأبدان والجوارح العمل بكل ما أمر بـه وفرضه من الأعمال ، لا تجزئ واحدة من هذه إلا بصاحبتها ، ولا يكون العبد مؤمناً إلا بأن يجمعها كلها حتى يكون مؤمناً بقلبه مقراً بلسانه عاملاً مجتهداً بجوارحه ، ثم لا يكون أيضاً مع ذلك مؤمناً حتى يكون موافقاً للسنة في كل ما يقوله ويعمله ، متبعاً للكتاب والعلم في جميع أقواله وأعماله. وبكل ما شرحته لكم نزل به القرآن ومضت به السنـة وأجمع عليه علماء الأمة … حتى صار اسم الإيمان مشتمـلاً على المعاني الثلاثـة ، لا ينفصل بعضها من بعض ، ولا ينفع بعضها دون بعض ، حتى صار الإيمان قــولاً باللسـان وعمــلاً بالجــوارح ومعرفة من بعض ، ولا ينفع بعضها دون بعض ، حتى صار الإيمان قولاً باللسان وعمـلاً بالجوارح ومعرفة بالقلب ، خلافاً لقول المرجئة الضالة الذين زاغت قلوبهم وتلاعبت الشياطين بعقولهم".
12- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (شرح العمدة:2/86) : "الإيمان عند أهل السنة و الجماعة : قولٌ و عملٌ كما دل عليه الكتاب و السنة و أجمع عليه السلف ، و على ما هو مقرر في موضعه. فالقول تصديق الرسول ، و العمل تصديق القول. فإذا خلا العبد عن العمل بالكلية لم يكن مؤمناً ... و أيضا فإن حقيقة الدين هو الطاعة و الانقياد ، و ذلك إنما يتم بالفعل لا بالقول فقط فمن لم يفعل لله شيئا فما دان لله ديناً و من لا دين له فهو كافر".
ـ وقال رحمه الله أيضاً(الاستقامة:2/309) وذكر مقولة بعض السلف [لا يُقبل قول إلا بعمـل:"وهذا فيه ردٌ على المرجئة الذين يجعلون مجرد القول كافياً ، فأخبر أنه لابد من قول وعمل ؛ إذ الإيمان قول وعمل ، لا بد من هذين كما بسطناه في غير هذا الموضع ، وبيّنا أن مجرد تصديق القلب ونطق اللسان ، مع البغض لله وشرائعه ، والاستكبار على الله وشرائعه ، لا يكون إيماناً ــ باتفاق المؤمنين ــ حتى يقترن بالتصديق عمل صالح. وأصل العمل عمل القلب ، وهو الحب والتعظيم المنافي للبغض والاستكبار"أ.هـ.
13-قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (1/39) عند قوله تعالى (يؤمنون بالغيب وذكر قول من قال يؤمنون : أي يصدقون فقال :"قال ابن جرير: والأولى أن يكونوا موصوفين بالإيمان بالغيب قولاً واعتقاداً وعملاً ، وقد تدخل الخشية لله في معنى الإيمان الذي هو تصديق القول بالعمل ، والإيمان كلمة جامعة للإيمان : بالله وكتبه ورسله ، وتصديق الإقرار بالفعل. قلت : أما الإيمان في اللغة فيطلق على التصديق المحض ، وقد يستعمل في القرآن والمراد به ذلك كما قال تعالى : يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ، وكمـا قــال إخــوة يوســف لأبيهــم : وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين ، وكذلك إذا استعمل مقروناً مع الأعمال كقوله تعالى إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات. فأما إذا استعمل مطلقاً ، فالإيمان الشرعي المطلوب لا يكون إلا اعتقاداً وقولاً وعملاً. هكذا ذهب إليه أكثر الأئمة ، بل قد حكاه الشافعي وأحمد بن حنبل وأبو عبيدة وغير واحد إجماعاً : أن الإيمان قول وعمل ، ويزيد وينقص.أ.هـ
(انظر هنا كيف ذكر ابن كثير ان الامام الشافعي كما تقدم معنا والامام احمد وابوعبيد وغيرهم قد حكوه اجماعا اي ان الايمان لا يكون الا بالاعتقاد والقول والعمل وانهم قد حكوه اجماعا فيرجى التدبر)
14- قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب(كشف الشبهـات:126) :" لا خلاف أن التوحيد لا بد أن يكون بالقلب واللسان والعمل ، فإن اختل شيءٌ من هذا لم يكـن الرجـل مسلمـاً. فـإن عرف التوحيد ولم يعمل به فهو كافر معاند كفرعون وإبليس وأمثالهما".
قال أيضاً(الدرر السنية:2/124) :" لا خلاف بين الأمة أن التوحيد لا بد أن يكون : بالقلب الذي هو العلم ، واللسان الذي هو القول ، والعمل الذي هو تنفيذ الأوامر والنواهي. ، فإن أخل بشيء من هذا ، لم يكن الرجل مسلماً. فإن أقر بالتوحيد ولم يعمل به ؛ فهو : كافر معاند كفرعون وإبليس وأمثالهما".
15- وقال العلامة سليمان ابن سحمان رحمه الله(الدرر السنية:2/360،362) في معرض كلامه عن نواقض الإسلام :"ذكر بعضهم أنها قريب من أربعمائة ناقض ، ولكن الذي أجمع عليه العلماء ، هو ما ذكره شيخ الإسلام وعلم الهداة الأعلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، من نواقض الإسلام ، وأنها عشرة ... العاشر : الإعراض عن دين الله ، لا يتعلمه ولا يعمل به ، والدليل قوله تعالى : ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون [ السجدة:22]".
16- قال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله في (شرح كشف الشبهات:126):"بل إجماع بين أهل العلم (أن التوحيد لابد أن يكون بالقلب واللسان والعمل) ، فلا بد من الثلاثة ، لابد أن يكون هو المعتقد في قلبه ، ولابد أن يكون هو الذي ينطق به لسانه ، ولابد أن يكون هو الذي تعمل به جوارحه ... هذا إجماع أن الإنسان لابد أن يكون موحداً باعتقاده ولسانه وعمله... إذا اعتقد ولا نطق ولا عمل بالحق بأركانه فهذا كافر عند جميع الأمة".
17-فتاوي سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله لما سئل عمن لم يكفر تارك الصلاة من السلف ، أيكون العمل عنده شرط كمال ؟ أنه قال(جريدة الرياض - عدد 12506) : "لا ، بل العمل عند الجميع شرط صحة ، إلا أنهم اختلفوا فيما يصح الإيمان به منه ؛ فقالت جماعة : إنه الصـلاة ، وعليـه إجماع الصحابـة رضـي الله عنهم ، كما حكاه عبـد الله بـن شقيـق. وقـال آخـرون بغـيرها. إلا أن جنس العمل لابد منه لصحة الإيمان عند السلف جميعاً. لهذا الإيمان عنـدهم قـول وعمـل واعتقـاد ، لا يصح إلا بها مجتمعة)أ.هـ.
كل هذه اجماعات فهل من عاقل هل من بصير.. و يتبع ان شاء اقوال اهل العلم
قال الأوزاعي رحمه الله (الإبانة لابن بطة 2/807): قال :"لا يستقيم الإيمان إلا بالقول ، ولا يستقيم الإيمان والقـول إلا بالعمــل ، ولا يستقيم الإيمان والقول والعمل إلا بنية موافقة للسنة. وكان من مضى من سلفنا لا يفرقون بين الإيمان والعمل ، والعمل من الإيمان ، والإيمان من العمل ، وإنما الإيمان اسم يجمع هذه الأديان اسمها ، ويصدقه العمل ، فمن آمن بلسانه وعرف بقلبه وصدق بعمله فتلك العروة الوثقى التي لا انفصام لها. ومن قال بلسانه ولم يعرف بقلبه ولم يصدقه بعمله لم يقبل منه وكان في الآخرة من الخاسرين".
2- وقال سفيان الثوري رحمه الله (ابن بطة في الإبانة 1/333): " كان الفقهاء يقولون : لا يستقيم قول إلا بعمل ، ولا يستقيم قول وعمل إلا بنية ، ولا يستقيم قول وعمل ونية إلا بموافقة السنة".
وقال أيضاً(شرح أصول الاعتقاد للالكائي 5/980):" أهل السنة يقولون : الإيمان قول وعمل مخافة أن يزكوا أنفسهم ، لا يجوز عمل إلا بإيمان ، ولا إيمان إلا بعمل ، فإن قال : من إمامك في هذا؟ فقل سفيان الثوري".
3- وقال سفيان بن عيينة رحمه الله(السنة لعبد الله بن أحمد:1/346 و الشريعة للآجري:1/271) :"الإيمان قول وعمل. قال : أخذناه ممن قبلنا : قول وعمل ، وأنه لا يكون قول إلا بعمل".
4- وقال الإمام الشافعي رحمه الله[شرح أصول الاعتقاد للالكائي:5/886): "وكـان الإجمـاع من الصحابة والتابعين من بعدهم ممن أدركناهم : أن الإيمان قول وعمل ونية ، لا يجزئ واحد من الثلاثة إلا بالآخر". وانظر [مجموع الفتاوى : 7 / 308]
5– وقال الحميدي رحمه الله (السنة للخلال:586،شرح أصول الاعتقاد للالكائي:5/887) ونقله شيخ الإسلام في (الفتاوى:7/209) عنه مقراً له حيث قال :"أُخبرتُ أن ناساً يقولون : من أقر بالصلاة والزكاة والصوم والحج ولم يفعل من ذلك شيئاً حتى يموت ، أو يصلي مستدبر القبلة حتى يموت ، فهو مؤمن ما لم يكن جاحداً إذا علم أن تركه ذلك في إيمانه ، إذا كان يقر بالفرائض واستقبال القبلة. فقلت: هذا الكفر الصراح ، وخلاف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعلماء المسلمين. قال الله جل وعز وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة. قال حنبل: سمعت أبا عبدالله ــ يعني أحمد بن حنبل ــ يقول: من قال هذا فقد كفر بالله ، ورد على الله أمره وعلى الرسول ما جاء به".
6- وقال أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله (كتاب الإيمان :65،66):"فلم يجعل الله للإيمان حقيقة إلا بالعمل على هذه الشروط ، والــذي يزعـم أنـه بالقـول خاصـة يجعلـه مؤمنــاً حقاً ، وإن لم يكن هناك عمل فهو معاند لكتاب الله والسنة … أفلست تراه تبارك وتعالى ، قد امتحنهم بتصديق القول بالفعل ؟ ولم يرض منهم بالإقرار دون العمل ؟ حتى جعل أحدهما من الآخر ، فأي شيء يتبع بعد كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومنهاج السلف بعـده الـذين هـم موضع القدوة والإمامة؟!. فالأمر الذي عليه السنة عندنا ما نص عليه علماؤنا مما اقتصصنا في كتابنا هذا : أن الإيمان بالنية والقول والعمل جميعاً".
7- قال الحافظ ابن رجب رحمه الله (فتح الباري لابن رجب :1/21) وذكر تكفـير تـارك الصـلاة :"وحكاه إسحاق بن راهوية إجماعاً منهم ، حتى إنه جعل قول من قال : لا يكفر بترك هذه الأركان أنها من أقوال المرجئة". (انظر تعظيم قدر الصلاة:2/929)
8- وقال أبو طالب المكي رحمه الله فيما نقله شيخ الإسلام عنه في (الفتاوى:7/336) :"وأيضاً الأمة مجتمعة أن العبد لو آمن بجميع ما ذكره من عقود القلب في حديث جبريل من وصف الإيمان ولم يعمل بما ذكره من وصف الإسلام أنه لا يسمى مؤمناً ، وأنه إن عمل بجميع ما وصف بـه الإسلام ، ثم لم يعتقد ما وصفه من الإيمان أنه لا يكون مسلماً ، وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن أمته لا تجتمع على ضلالة".
9- قال الحافظ ابن أبي زيد القيرواني مالك الصغير رحمه الله(كما في اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم:150،152) :"فصل فيما أجمعت عليه الأمة من أمور الديانة ومن السنن التي خلافها بدعةٌ وضلالة : ... وأن الإيمـان قــول بالـلـسان وإخـلاص بالقلــب وعمـل بالجـوارح ، يــزيــد ذلـك بالطاعة ، وينقص بالمعصية نقصاً عن حقائق الكمال لا محبط للإيمان ، ولا قول إلا بعمل ، ولا قول ولا عمل إلا بنية ، ولا قول ولا عمل ولا نية إلا بموافقة السنة".
10- وقال الآجري رحمه الله في الشريعة (1/274) في باب "القول بأن الإيمان تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح ، لا يكون مؤمناً إلا بأن تجتمع فيه هذه الخصال الثلاث" : "اعلموا – رحمنا الله وإياكم – أن الذي عليه علماء المسلمين أن الإيمان واجب على جميع الخلق ، وهو تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح. ثم اعلموا أنه لا تجزئ المعرفة بالقلب والتصديق إلا أن يكون معه الإيمان باللسان نطقاً ، ولا تجزئ معرفة بالقلب ونطـق باللسان حتـى يكون عمــل بالجوارح ، فإذا كملت فيه هذه الخصال الثلاث كان مؤمناً، دل على ذلك القرآن والسنة وقول علماء المسلمين".
وقال أيضاً (الشريعة:1/311) :"بل نقول – والحمد لله – قولاً يوافق الكتاب والسنة وعلماء المسلمين الذين لا يستوحش من ذكرهم ، وقد تقدم ذكرنا لهم : إن الإيمان معرفة بالقلب تصديقا يقيناً ، وقول باللسان ، وعمل بالجوارح ، لا يكون مؤمناً إلا بهذه الثلاثة ، لا يجزئ بعضها عن بعض ، والحمد لله على ذلك " انتهى .
وقال أيضا في كتابه (الأربعين حديثاً:135-137):" اعلموا رحمنا الله وإياكم أن الذي عليه علماء المسلمين أن الإيمان واجب على جميع الخلق : وهو التصديق القلب ، وإقرار باللسان ، وعمل بالجــوارح ... ولا تجـزئ معــرفـة بالقـلب والنـطــق باللسان حتـى يكــون معـــه عمـــل بالجــــوارح ، فإذا كملت الخصال الثلاث كان مؤمنـاً حقـاً ، دل علـى ذلـك الكتـاب والسنـة وقـول علمـاء المسلمـين … فالأعمال بالجوارح تصديق عن الإيمان بالقلب واللسان. فمن لم يصدق الإيمان بعمله وبجوارحه مثل الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد أشباه لهذه ، ورضي لنفسه المعرفة والقول دون العمل لم يكن مؤمناً ولم تنفعه المعرفة والقول ، وكان تركه للعمل تكذيباً منه لإيمانه ، وكان العمل بما ذكرنا تصديقاً منه لإيمانه ، فاعلم ذلك . هذا مذهب العلماء المسلمين قديماً وحديثاً".
11- قال ابن بطة رحمه الله في (الإبانة:2/760،779) في باب: بيان الإيمان وفرضه وأنه تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح والحركات ، لا يكون العبد مؤمناً إلا بهذه الثلاث : "اعلموا – رحمكم الله – أن الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه فرض على القلب المعرفة به والتصديق له ولرسله ولكتبه وبكل ما جاءت به السنة ، وعلى الألسن النطق بذلك والإقرار به قولاً ، وعلى الأبدان والجوارح العمل بكل ما أمر بـه وفرضه من الأعمال ، لا تجزئ واحدة من هذه إلا بصاحبتها ، ولا يكون العبد مؤمناً إلا بأن يجمعها كلها حتى يكون مؤمناً بقلبه مقراً بلسانه عاملاً مجتهداً بجوارحه ، ثم لا يكون أيضاً مع ذلك مؤمناً حتى يكون موافقاً للسنة في كل ما يقوله ويعمله ، متبعاً للكتاب والعلم في جميع أقواله وأعماله. وبكل ما شرحته لكم نزل به القرآن ومضت به السنـة وأجمع عليه علماء الأمة … حتى صار اسم الإيمان مشتمـلاً على المعاني الثلاثـة ، لا ينفصل بعضها من بعض ، ولا ينفع بعضها دون بعض ، حتى صار الإيمان قــولاً باللسـان وعمــلاً بالجــوارح ومعرفة من بعض ، ولا ينفع بعضها دون بعض ، حتى صار الإيمان قولاً باللسان وعمـلاً بالجوارح ومعرفة بالقلب ، خلافاً لقول المرجئة الضالة الذين زاغت قلوبهم وتلاعبت الشياطين بعقولهم".
12- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (شرح العمدة:2/86) : "الإيمان عند أهل السنة و الجماعة : قولٌ و عملٌ كما دل عليه الكتاب و السنة و أجمع عليه السلف ، و على ما هو مقرر في موضعه. فالقول تصديق الرسول ، و العمل تصديق القول. فإذا خلا العبد عن العمل بالكلية لم يكن مؤمناً ... و أيضا فإن حقيقة الدين هو الطاعة و الانقياد ، و ذلك إنما يتم بالفعل لا بالقول فقط فمن لم يفعل لله شيئا فما دان لله ديناً و من لا دين له فهو كافر".
ـ وقال رحمه الله أيضاً(الاستقامة:2/309) وذكر مقولة بعض السلف [لا يُقبل قول إلا بعمـل:"وهذا فيه ردٌ على المرجئة الذين يجعلون مجرد القول كافياً ، فأخبر أنه لابد من قول وعمل ؛ إذ الإيمان قول وعمل ، لا بد من هذين كما بسطناه في غير هذا الموضع ، وبيّنا أن مجرد تصديق القلب ونطق اللسان ، مع البغض لله وشرائعه ، والاستكبار على الله وشرائعه ، لا يكون إيماناً ــ باتفاق المؤمنين ــ حتى يقترن بالتصديق عمل صالح. وأصل العمل عمل القلب ، وهو الحب والتعظيم المنافي للبغض والاستكبار"أ.هـ.
13-قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (1/39) عند قوله تعالى (يؤمنون بالغيب وذكر قول من قال يؤمنون : أي يصدقون فقال :"قال ابن جرير: والأولى أن يكونوا موصوفين بالإيمان بالغيب قولاً واعتقاداً وعملاً ، وقد تدخل الخشية لله في معنى الإيمان الذي هو تصديق القول بالعمل ، والإيمان كلمة جامعة للإيمان : بالله وكتبه ورسله ، وتصديق الإقرار بالفعل. قلت : أما الإيمان في اللغة فيطلق على التصديق المحض ، وقد يستعمل في القرآن والمراد به ذلك كما قال تعالى : يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ، وكمـا قــال إخــوة يوســف لأبيهــم : وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين ، وكذلك إذا استعمل مقروناً مع الأعمال كقوله تعالى إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات. فأما إذا استعمل مطلقاً ، فالإيمان الشرعي المطلوب لا يكون إلا اعتقاداً وقولاً وعملاً. هكذا ذهب إليه أكثر الأئمة ، بل قد حكاه الشافعي وأحمد بن حنبل وأبو عبيدة وغير واحد إجماعاً : أن الإيمان قول وعمل ، ويزيد وينقص.أ.هـ
(انظر هنا كيف ذكر ابن كثير ان الامام الشافعي كما تقدم معنا والامام احمد وابوعبيد وغيرهم قد حكوه اجماعا اي ان الايمان لا يكون الا بالاعتقاد والقول والعمل وانهم قد حكوه اجماعا فيرجى التدبر)
14- قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب(كشف الشبهـات:126) :" لا خلاف أن التوحيد لا بد أن يكون بالقلب واللسان والعمل ، فإن اختل شيءٌ من هذا لم يكـن الرجـل مسلمـاً. فـإن عرف التوحيد ولم يعمل به فهو كافر معاند كفرعون وإبليس وأمثالهما".
قال أيضاً(الدرر السنية:2/124) :" لا خلاف بين الأمة أن التوحيد لا بد أن يكون : بالقلب الذي هو العلم ، واللسان الذي هو القول ، والعمل الذي هو تنفيذ الأوامر والنواهي. ، فإن أخل بشيء من هذا ، لم يكن الرجل مسلماً. فإن أقر بالتوحيد ولم يعمل به ؛ فهو : كافر معاند كفرعون وإبليس وأمثالهما".
15- وقال العلامة سليمان ابن سحمان رحمه الله(الدرر السنية:2/360،362) في معرض كلامه عن نواقض الإسلام :"ذكر بعضهم أنها قريب من أربعمائة ناقض ، ولكن الذي أجمع عليه العلماء ، هو ما ذكره شيخ الإسلام وعلم الهداة الأعلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، من نواقض الإسلام ، وأنها عشرة ... العاشر : الإعراض عن دين الله ، لا يتعلمه ولا يعمل به ، والدليل قوله تعالى : ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون [ السجدة:22]".
16- قال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله في (شرح كشف الشبهات:126):"بل إجماع بين أهل العلم (أن التوحيد لابد أن يكون بالقلب واللسان والعمل) ، فلا بد من الثلاثة ، لابد أن يكون هو المعتقد في قلبه ، ولابد أن يكون هو الذي ينطق به لسانه ، ولابد أن يكون هو الذي تعمل به جوارحه ... هذا إجماع أن الإنسان لابد أن يكون موحداً باعتقاده ولسانه وعمله... إذا اعتقد ولا نطق ولا عمل بالحق بأركانه فهذا كافر عند جميع الأمة".
17-فتاوي سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله لما سئل عمن لم يكفر تارك الصلاة من السلف ، أيكون العمل عنده شرط كمال ؟ أنه قال(جريدة الرياض - عدد 12506) : "لا ، بل العمل عند الجميع شرط صحة ، إلا أنهم اختلفوا فيما يصح الإيمان به منه ؛ فقالت جماعة : إنه الصـلاة ، وعليـه إجماع الصحابـة رضـي الله عنهم ، كما حكاه عبـد الله بـن شقيـق. وقـال آخـرون بغـيرها. إلا أن جنس العمل لابد منه لصحة الإيمان عند السلف جميعاً. لهذا الإيمان عنـدهم قـول وعمـل واعتقـاد ، لا يصح إلا بها مجتمعة)أ.هـ.
كل هذه اجماعات فهل من عاقل هل من بصير.. و يتبع ان شاء اقوال اهل العلم