المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقرير اخر للشيخ الالباني رحمه الله من ان العمل الصالح سبب لا بد منه لدخول الجنة


كيف حالك ؟

أبوعلي الاثري
12-13-2004, 09:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله في معرض حديثه عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (لن يدخل أحداً منكم عمله الجنة ، ولا ينجيه من النار ، قالوا ولا أنت يا رسول الله ؟
قال ولا أنا _ و أشار بيده هكذا على رأسه _ إلا أن يتغمدني الله منه بفضل ورحمة ….الحديث
قال الشيخ معلقاً على هذا الحديث وناقلاً لكلام شيخ الإسلام ومقرراً له في بيان أهمية العمل في دخول الجنة وأنه لابد منه وفي ذلك ابلغ الرد على المرجئة عاملهم الله بما يستحقون :
وعلم أن هذا الحديث قد يشكل على بعض الناس ، ويتوهم أنه مخالف لقوله تعالى (( وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون )). ونحوها من الآيات والأحاديث الدالة على أن دخول الجنة بالعمل وقد أجيب بأجوبة أقربها إلى الصواب أن الباء في قوله في الحديث (( بعمله )) ، هي باء الثمنية والباء في الآية باء السببية أي أن العمل الصالح سبب لا بد منه لدخول الجنة، ولكنه ليس ثمناً لدخول الجنة ، وما فيها من النعيم المقيم والدرجات . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في بعض فتاويه :
(( ولهذا قال بعضهم : الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد ، ومحو الأسباب أن تكون سبباً نقص في العقل ، والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع ، ومجرد الأسباب لا يوجب حصول المسبب ؛ فإن المطر إذا نزل وبذر الحب لم يكن ذلك كافياً في حصول النبات بل لا بد من ريح مربية بإذن الله ولا بد من صرف الانتفاء عنه فلا بد من تمام الشروط وزال الموانع وكل ذلك بقضاء الله وقدره وكذلك الولد لا يولد بمجرد إنزال الماء في الفرج بل كم ممن أنزل ولم يولد له بل لا بد من أن الله شاء خلقه فتحبل المرأة وتربيه في الرحم وسائر ما يتم به خلقه من الشروط وزال الموانع .
وكذلك أمر الآخرة بمجرد العمل ينال الإنسان السعادة ، بل هي سبب ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :( فذكر الحديث ) ، وقد قال تعالى : { ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون }.فهذه باء السبب أي بسبب أعمالكم ، والذي نفاه النبي صلى الله عليه وسلم باء المقابلة ، كما يقال :اشتريت هذا بهذا أي ليس العمل عوضاً وثمناً كافياً في دخول الجنة ، بل لا بد من عفو الله وفضله ورحمته، فبعفوه يمحو السيئات وبرحمته يأتي بل الخيرات ، وبفضله يضاعف الدرجات .
وفي هذا الموضوع ضل طائفتان من الناس :
1-فريق آمنوا بالقدر وظنوا أن ذلك كاف في حصول المقصود فأعرضوا عن الأسباب الشرعية والأعمال الصالحة . وهؤلاء يؤول بهم الأمر إلى أن يكفروا بكتب الله ورسله ودينه .
2-وفريق أخذوا يطلبون الجزاء من الله كما يطلبه الأجير من المستأجر ، متكلين على حولهم وقوتهم وعملهم ، وكما يطلبه المماليك .وهؤلاء جهال ضلال : فإن الله لم يأمر العباد بما أمرهم به حاجة إليه ولا نهاهم عما نهاهم عنه بخلاً به ، ولكن أمرهم بما فيه صلاحهم ، ونهاهم عما فيه فسادهم . وهو سبحانه كما قال (( يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني )). فالملك إذا أمر مملوكية بأمر أمرهم لحاجته إليهم ، وهم فعلوه بقوتهم التي لم يخلقها لهم فيطالبون بجزاء ذلك ، والله تعالى غني عن العالمين ، فإن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم وإن أساؤا فلها . لهم ما كسبوا ، وعليهم ما اكتسبوا ، (( من عمل صالحاً فلنفسه ، ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد )) .
انتهى كلام شيخ الإسلام رحمه الله منقولاً من (( مجموعة الفتاوى )) (8/70-71 )، ومثله في (( مفتاح دار السعادة ))لتلميذه المحقق العلامة ابن قيم الجوزية (ص 9-10)، و(( تجريد التوحيد المفيد )) (ص 36 –43 ) للمقريزي . السلسلة الصحيحة المجلد السادس القسم الأول 198-200


منقول

أبو فاطمة
12-13-2004, 10:37 PM
جزاك الله خيرآ

12d8c7a34f47c2e9d3==