مسلم بن عبدالله
12-13-2004, 12:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، وصلى الله على من لانبي بعده ، وعلى آله وصحبه وبعد :
فإن مسائل الإيمان أهم المسائل المهمة التي اعتنى السلف الصالح بتقريرها وبيان الحق فيها بالدليل القاطع والبرهان الساطع ، ويعرف هذا من اطلع على كتب المعتقد ( السنة ) السلفية ، التي ورثناها عن علماء السنة ، وإن مما يؤسف له في هذا الزمان الذي كثر فيه الجهل وقل فيه العلم وتعددت النحل والفرق المخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة ، وكل هذا مصداق لما أخبر به نبينا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه في حديث الإفتراق . فكثر الخائضون في مسائل الإيمان بغير حجة ولا برهان ، وإنما الهوى الذي يعمي ويصم عن الحق والهدى . ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وأهل السنة والجماعة عقيدتهم واضحة ، صافية ، نقية ، فهم يعتقدون أن الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ( قول القلب واللسان ، وعمل القلب والجوارح ) ، وهناك من يلبس على عوام المسلمين ويقول إن الإيمان قول وعمل وعقيدة يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، لكن العمل شرط كمال ، ولهذا عندهم من أقر بالشهادتين ؛ ولم يعمل مؤمن وليس بكافر ، وهذه شبهة خطيرة .
وقد رد علمائنا الكرام على هذه الشبهة الخطيرة ، وسأذكر لكم رد فضيلة الشيخ العلامة / صالح بن فوزان حفظه الله على هذا الكلام الباطل الفاسد ، الذي هو في الحقيقة قول المرجئة . ولا ننسى أن الشيخ حفظه الله في شرحه لنونية بن القيم رحمه الله ( ص 648 ) قد ذكر الفرقة الخامسة من فرق المرجئة والتي ظهرت الآن وهم الذين يقولون : إن الأعمال شرط في كمال الإيمان الواجب أو المستحب .
يقول الشيخ حفظه الله في كتاب ( دروس في شرح نوا قض الإسلام ) ( الطبعة الثانية / مكتبة الرشد / 1425هـ) ( ص 190) في شرح الناقض العاشر وهو :
" الإعراض عن دين الله تعالى لا يتعلمه ولا يعمل به والدليل قوله تعالى : ( ومن أظلم ممن ذكر بأيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون) :
( " ولإعراض " معناه الانصراف عن الشيء مع عدم الرغبة فيه .
" لا يتعلمه " أي : لا يتعلم دينه رغبة عنه ، وهذا يكفر لأنه لا يريد الدين ، فإذا أعرض عن تعلمه كفر ؛ لأنه لو كان له في الدين رغبة لتعلمه ، أو يتعلمه ولكن لا يعمل به ، وهذا أيضاً يكفر ويرتد عن دين الإسلام ، فإذا كان لا يصلي و لا يصوم و لا يؤدي الزكاة ، ولا يحج ولا يؤدي الواجبات و لا يتجنب المحرمات فهذا لا رغبة له في العمل فهذا يكفر ، وفي هذا رد على المرجئة الذين يقولون : إن العمل ليس بلازم ، يكفي الاعتقاد بالقلب والتصديق بالقلب ولو لم يعمل ، فالشيخ هنا يقول ( أي المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ) : " إذا لم يعمل " أي رفض العمل مع قدرته عليه وتمكنه منه ، أبى أن يصلي أو يزكي أو يحج الفريضة أو أبى أن يجتنب المحرمات ، ويؤدي الواجبات فهذا يكفر ، لأنه لم يعمل بالدين ، والله جل وعلا يقول : ( ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين ) فلا بد من الأمرين : تعلم أمر الدين ، وهي الأمور التي لا يستقيم الدين إلا بها ، والأمر الثاني : العمل بها ...) .
انتهى المقصود من كلامه حفظه الله .
فيامن غرته بعض المقالات المخالفة للعقيدة السلفية ، واعتقد عقيدة أهل الإرجاء الخلفية ، تب إلى ربك ، وأنب إلى مولاك ، فإن الحق واضح أبلج ، والباطل مظلم لجلج :
الحق أبلج واضح لكنه #### يعشي عيون أهل الضلالة والسفه
وهبك قلت إن الصبح ليل #### أيعمى العالمون عن الضياء
الحمد لله وحده ، وصلى الله على من لانبي بعده ، وعلى آله وصحبه وبعد :
فإن مسائل الإيمان أهم المسائل المهمة التي اعتنى السلف الصالح بتقريرها وبيان الحق فيها بالدليل القاطع والبرهان الساطع ، ويعرف هذا من اطلع على كتب المعتقد ( السنة ) السلفية ، التي ورثناها عن علماء السنة ، وإن مما يؤسف له في هذا الزمان الذي كثر فيه الجهل وقل فيه العلم وتعددت النحل والفرق المخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة ، وكل هذا مصداق لما أخبر به نبينا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه في حديث الإفتراق . فكثر الخائضون في مسائل الإيمان بغير حجة ولا برهان ، وإنما الهوى الذي يعمي ويصم عن الحق والهدى . ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وأهل السنة والجماعة عقيدتهم واضحة ، صافية ، نقية ، فهم يعتقدون أن الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ( قول القلب واللسان ، وعمل القلب والجوارح ) ، وهناك من يلبس على عوام المسلمين ويقول إن الإيمان قول وعمل وعقيدة يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، لكن العمل شرط كمال ، ولهذا عندهم من أقر بالشهادتين ؛ ولم يعمل مؤمن وليس بكافر ، وهذه شبهة خطيرة .
وقد رد علمائنا الكرام على هذه الشبهة الخطيرة ، وسأذكر لكم رد فضيلة الشيخ العلامة / صالح بن فوزان حفظه الله على هذا الكلام الباطل الفاسد ، الذي هو في الحقيقة قول المرجئة . ولا ننسى أن الشيخ حفظه الله في شرحه لنونية بن القيم رحمه الله ( ص 648 ) قد ذكر الفرقة الخامسة من فرق المرجئة والتي ظهرت الآن وهم الذين يقولون : إن الأعمال شرط في كمال الإيمان الواجب أو المستحب .
يقول الشيخ حفظه الله في كتاب ( دروس في شرح نوا قض الإسلام ) ( الطبعة الثانية / مكتبة الرشد / 1425هـ) ( ص 190) في شرح الناقض العاشر وهو :
" الإعراض عن دين الله تعالى لا يتعلمه ولا يعمل به والدليل قوله تعالى : ( ومن أظلم ممن ذكر بأيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون) :
( " ولإعراض " معناه الانصراف عن الشيء مع عدم الرغبة فيه .
" لا يتعلمه " أي : لا يتعلم دينه رغبة عنه ، وهذا يكفر لأنه لا يريد الدين ، فإذا أعرض عن تعلمه كفر ؛ لأنه لو كان له في الدين رغبة لتعلمه ، أو يتعلمه ولكن لا يعمل به ، وهذا أيضاً يكفر ويرتد عن دين الإسلام ، فإذا كان لا يصلي و لا يصوم و لا يؤدي الزكاة ، ولا يحج ولا يؤدي الواجبات و لا يتجنب المحرمات فهذا لا رغبة له في العمل فهذا يكفر ، وفي هذا رد على المرجئة الذين يقولون : إن العمل ليس بلازم ، يكفي الاعتقاد بالقلب والتصديق بالقلب ولو لم يعمل ، فالشيخ هنا يقول ( أي المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ) : " إذا لم يعمل " أي رفض العمل مع قدرته عليه وتمكنه منه ، أبى أن يصلي أو يزكي أو يحج الفريضة أو أبى أن يجتنب المحرمات ، ويؤدي الواجبات فهذا يكفر ، لأنه لم يعمل بالدين ، والله جل وعلا يقول : ( ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين ) فلا بد من الأمرين : تعلم أمر الدين ، وهي الأمور التي لا يستقيم الدين إلا بها ، والأمر الثاني : العمل بها ...) .
انتهى المقصود من كلامه حفظه الله .
فيامن غرته بعض المقالات المخالفة للعقيدة السلفية ، واعتقد عقيدة أهل الإرجاء الخلفية ، تب إلى ربك ، وأنب إلى مولاك ، فإن الحق واضح أبلج ، والباطل مظلم لجلج :
الحق أبلج واضح لكنه #### يعشي عيون أهل الضلالة والسفه
وهبك قلت إن الصبح ليل #### أيعمى العالمون عن الضياء