المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ صالح السحيمي: يجب الحذر ممن يتناجون في الخلوات فهم لا يتناجون إلا بشر!!


كيف حالك ؟

قاسم علي
12-03-2004, 09:30 PM
الشيخ الدكتور صالح السحيمي لـ"الرياض" :يجب الحذر ممن يتناجون في الخلوات فهم لا يتناجون إلا بشر
حوار: علي المنيع

استنكر فضيلة الشيخ الدكتور صالح السحيمي عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية والمدرس بالمسجد النبوي الشريف ما حدث من تفجير في مجمع المحيا بالرياض الذي ذهب ضحيته أناس أبرياء وصغار ونساء وانه من فعل الخوارج ومن فعلها تجرأ على حرمة هذا الشهر الكريم والذي فيه تربط الشياطين بينما هؤلاء تربوا على شياطين الإنس والجن.
وفي حديث ل "الرياض" بدأه بالآيات الكريمة: يقول الله سبحانه وتعالى: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا} ويقول تبارك وتعالى: {أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا 7فهناك أمر عظيم تساهل الناس فيه وتجرأ بعض أصحاب التوجهات المنحرفة فأقدموا عليه دونما وازع ديني أو خلقي أو خوف من الله سبحانه وتعالى ألا وهو ما أقدمت عليه الفئة الباغية من تفجير وتدمير وقتل في مدينة الرياض في الثالث عشر من شهر رمضان المبارك الذي أنزل فيه القرآن وقبله ببضعة أيام كشفت خلية تخطط للتفجير في مكة المكرمة في الحرم الآمن وهذا دليل واضح على بعد هؤلاء الشرذمة عن منهج الحق الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وإذا كانوا يتذرعون في فعلاتهم السابقة وان كانت غير مبررة أصلا إذا كانوا يتذرعون بأنهم يستهدفون بعض غير المسلمين، فإذا كان الأمر غير مبرر فإن المعاهد والذمي دمه محترم أيضا كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة والتي منها "من قتل ذمياً لم يرح رائحة الجنة" فعلى سبيل الافتراض إذا كان هناك من يبرر لهم تلك الفعلة الأولى والتي قتل فيها مسلمون وغير مسلمين فإن الفعلة الجديدة وهي التفجير الذي في
مجمع المحيا السكني الذي يسكنه أبرياء من المسلمين أطفال ونساء وشيوخ وأناس آمنون في وقت يناجي المسلمون فيه ربهم ويسألونه المغفرة والعتق من النار في هذه الأيام المباركة بينما يقدم هؤلاء على هذه الفعلة الشنيعة وانها فعلة منكرة فعلتها زمرة الخوارج الذين تربوا على غير علماء أهل السنة والجماعة والذين تربوا على المنهج الإسلامي القويم المبني على كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهذه الفعلة شنيعة ومنكرة مخالفة لكل شيء بعيدة كل البعد عن دين الله الحق وأسباب تحريمها وشناعتها:
1- انها قتل لدم امرىء مسلم محرم وقد قال الله تعالى: {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً}.
وقال صلى الله عليه وسلم "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر". وقال عليه السلام "لا يحل دم أمرىء مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة".
والوجه الثاني مما يدل على شفاعة تلك الفعلة انها قتل لأفراد ونساء وشيوخ وأناس آمنين وإذا كان الله سبحانه وتعالى حرم قتل هؤلاء الناس حتى في الجهاد المشروع إذا وجدت أسبابه وشروطه ومقوماته فإن فعله بهذه الشناعة وقتل هؤلاء الأبرياء جريمة نكراء لا يقرها ولا يفعلها مسلم، ثالثاً: انها انتهاك لحرمة شهر رمضان فإن الذنوب كما ذكر أهل العلم بالاضافة إلى كونها محرمة في كل وقت فإنها محرمة في رمضان أكثر فهذه جرأة على انتهاك حرمة الشهر وقد صفدت الشياطين إلا عن هؤلاء الذين تربوا على شياطين الجن والإنس الذين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا.
رابعاَ: ان في ذلك استحلالاً لما حرم الله عز وجل وقد اجمع أهل العلم ان من استحل أمراً من الأمور المحرمة معلومة التحريم من الدين بالضرورة فقد كفر.
خامساً: ان في ذلك ترويعاً للمسلمين الآمنين وترويع المسلم محرم.
سادساً: ان الرسول صلى الله عليه وسلم حرم مجرد الاشارة بالسلاح فقال عليه الصلاة والسلام "من حمل علينا السلاح فليس منا" فما بالكم بمن يحمله ويفجر به ويقتل به الأبرياء، سابعاً: ان فيها تمكين لأعداء الاسلام من رقاب المسلمين بإيجاد الفوضى وإيجاد التبرير لأعداء المسلمين للنيل من الإسلام والمسلمين وتمكيناً أعداء المسلمين من رقاب المسلمين، ثامناً: ان في هذا الأمر من البشاعة والشناعة ما يتنافى مع الفطرة المستقيمة والعقول السليمة فكيف بالدين والإيمان، تاسعاً: ان هذا يعطي دليلا واضحا على ان تلك الزمرة الباغية قد تربت في أحضان اعداء الاسلام يخططون لهم ويسيرونهم من حيث يشعرون أو لا يشعرون ويصيرون منفذين لمخططات أعداء الاسلام في إيذاء المسلمين وبخاصة في بلد الله الحرام وفي شهر الله العظيم، عاشراً: ان في الجرأة على مجرد الهم بفعل معصية في مكة التي حاولوا فيها قبل أيام ولكنها احبطت ولله الحمد مجرد الهم توعد الله عليه بالعذاب الأليم {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم} فبمجرد الهم والنية والعزم ولو لم يفعل فإنه متوعد بمضاعفة العذاب والعقاب.
ونبّه د. السحيمي على بعض الأمور:
الأول: الواجب على علماء الأمة ودعاتها الصدع بالحق في استنكار هذا العمل وبيان مخالفته للدين وبيان انه من أعمال الخوارج الذين يظهرون ويخبئون حتى يخرج في اعراضهم الدجال قبل يوم القيامة فعلى كل مسلم غيور وبالذات العلماء ودعاة الاسلام ان يبينوا حال هؤلاء وان يحذروا الناشئة من هذا المذهب الخطير وان يوضحوا مذهب الخوارج وكيف نشأ من عهد النبي صلى الله عليه وسلم عندما اعترض ذلكم الخارجي على قسمة النبي صلى الله عليه وسلم الغنائم قائلا: "اعدل يا محمد فإنك لم تعدل" وإلى يومنا هذا وإلى ان يخرج في عراضهم الدجال، ثانياً: على كتابنا وكل من لديه قلم وكذلك وسائل الإعلام وجميع من يمكن أن يبين الحق ان يبينه للناس وألا يتردد في اطلاق اسم الخوارج عليهم لأن فعلتهم أخبث من فعلة الخوارج القديمة فإن هؤلاء يستحلون كل شيء كما يستحلون التقية والكذب وهذا لم يتصف به الخوارج القدامى لأنهم يرون الكذب كفراً يخرج من الملة، ثالثاً: ان يحرص الآباء والمعلمون على غرس منهج أهل السنة والجماعة في الأجيال الصاعدة، حتى لا يتأثروا بهذه الأفكار التكفيرية الخطيرة فيعنوا بالمدارس والبيوت لبيان المنهج الحق الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه البعي
د كل البعد عن الإفراط والتفريط، رابعاً: ان يجتهد المسلم في بيان الحق بدليله وان نبين أهمية ارتباط الشباب بعلمائهم الذين يقضون بالحق وبه يعدلون والذين يقول فيهم عبدالله بن مسعود رضي الله عنه "لا يزال الناس بخير ما كانت علماؤهم أكابرهم فإذا كانت أصاغرهم وشرارهم أكابرهم فقد هلكوا"، خامساً: مراقبة الشباب الذين يجتمعون في الخلوات ويتناجون دون العامة لأن أمر الدين واضح ليس فيه خفاء وإذا رأيت الذين يتناجون فأعلم انهم لا يتناجون إلا بشر يقول عمر بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى "إذا رأيت الناس يتناجون في دينهم دون العامة فأعلم انهم على تأسيس ضلالة"، سادساً: الرد على ما تنعق به وسائل الإعلام الموتورة المأجورة المستأجرة لخدمة اعداء الإسلام والتي تشوه الدين وتشوه علماء الأمة فيستضيفون من يهرف بما لا يعرف ومن يشوه سمعة الدعوة السلفية السنية ومن يشوه دعوة أئمة الهدى والدين عبر القرون المختلفة فيجب التصدي لهم وكشف زيفهم وبيان أباطيلهم التي ربما تخفى على بعض ضعاف الإيمان، فيجب الحرص على العلم والتعلم والفقه في دين الله عز وجل لأنه الحصن الحصين والركن الركين الذي يتحصن به المسلم من الأهواء والبدع والفتن فيجب التعلم على أيدي العل
ماء الربانيين الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم "يحمل هذا العلم من كل خلف عدو له ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين" فأسأل الله سبحانه أن يقينا ويقي بلاد الحرمين وسائر بلاد المسلمين سائر الفتنة ما ظهر منها وما بطن وان يهلك كل من عادى المنهج القويم الذي قامت عليه هذه البلاد.

12d8c7a34f47c2e9d3==