السلفيه
10-26-2003, 01:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أن من أقوى الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب هو الدعاء ولكن قد يتخلف أثره عنه إما لضعفه في نفسه بأن يكون دعاء لا يحبه الله لما فيه من العدوان_ وإما لضعف القلب وعدم إقباله على الله وجمعيته عليه وقت الدعاء وإما لحصول المانع من ألا جابه من آكل الحرام ورين الذنوب على القلوب واستيلاء الغفلة والشهوة واللهو وغلبته عليها .وعن أبى هريرة عن النبي أدعو الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه فهذا دواؤنا نافع مزيل للداء ولكن غفلة القلب عن الله تبطل قوته وكذلك أكل الحرام يبطل قوته ويضعفها كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال:( قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال:( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم) وقال:( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده ألي السماء يارب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسة حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك). وذكر عبد الله بن أحمد في كتاب الزهد لأبيه أصاب بني إسرائيل بلاء فخرجوا مخرجا فأوحى الله عز وجل ألي نبيهم أن أخبرهم إنكم تخرجون إلى الصعيد بأبدان نجسة وترفعون إلى أكفا قد سفكتم بها الدماء وملأتم بها بيوتكم من الحرام الآن حين اشتد غضبي عليكم ولن تزدادوا مني ألا بعدا وقال أبو ذر يكفى من الدعاء البرأ ما يكفى الطعام من الملح .
الدعاء من أنفع الأدوية :
وهو عدو البلأ يدافعه ويعالجه ويمنع نزوله ويرفعه أو يخففه إذا نزل وهو سلاح المؤمن كما روى الحاكم في صحيحه من حديث على بن أبي طالب رضي الله عنه قال:( قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السموات والأرض). وله مع البلاء ثلاث مقامات: أحدهما ان يكون أقوي من البلاء فيدفعه الثاني أن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء فيصاب به العبد ولكن قد يخففه وإن كان ضعيفا الثالث أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه وقد روي الحاكم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت:( قال :رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغنى حذر من قدر والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء فيعتالجان إلى يوم القيامة ). وفيه أيضا من حديث ثوبان لا يرد القدر ألا الدعاء ولا يزيد في العمر ألا البر وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه).
ومن أنفع الأدوية الإلحاح في الدعاء:
وفي صحيح الحاكم من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تعجزوا في الدعاء فانه لا يهلك مع الدعاء أحد .وذكر الاوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت:( قال رسول الله إن الله يحب الملحين في الدعاء).
ومن الآفات التي تمنع ترتب أثر الدعاء عليه أن يستعجل العبد ويستبطي الإجابة فيستحسر ويدع الدعاء. وفى البخاري من حديث أبي هريرة أن (رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يستجاب لاحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي )وفي صحيح مسلم عنه( لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بآثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل قيل يا رسول الله ما الاستعجال قال يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجاب لي) فيستحسر عند ذاك ويدع الدعاء وفي مسند أحمد من حديث أنس قال( قال: رسول الله لا يزال العبد بخير ما لم يستعجل قالوا يا رسول الله كيف يستعجل قال يقول قد دعوت لربي فلم يستجب لي. وإذا اجتمع مع الدعاء حضور القلب وجمعيته بكليته على المطلوب وصادف وقتا من أوقات الإجابة الستة وهي الثلث الأخير من الليل وعند الأذان وبين الأذان والإقامة وأدبار الصلوات المكتوبات وعند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تقضى الصلوة وآخر ساعة بعد العصر من ذلك اليوم وصادف خشوعا في القلب وانكسارا بين يدي الرب وإذلاله وتضرعا ورقة واستقبل الداعي القبلة وكان على طهارة ورفع يديه إلى الله تعالى وبدأ بحمد الله والثناء عليه ثم ثنى بالصلوة على محمد عبده ثم قدم بين يدي حاجته التوبة والاستغفار ثم دخل على الله ألح عليه في المسئلة وتملقه ودعاه رغبة ورهبة وتوسل إليه بأسمائه وصفاته وتوحيده وقدم بين يدي دعائه صدقة فان هذا الدعاء لا يكاد يرد أبدا ولا سيما أن صادف الأدعية التي أخبر النبي أنها مظنة الإجابة أو أنها متضمنة للاسم الأعظم فمنهاما في السنن وفي صحيح بن حبان من حديث عبد الله بن بريده عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول:( اللهم إني أسألك باني أشهد أنك أنت الله لا إله ألا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن كفوا أحد). فقال لقد سأل الله بالاسم الذي إذا سئل به أعطي وإذا دعي به أجاب وفي لفظ لقد سألت الله باسمه الأعظم وفي السنن وصحيح أبي حاتم بن حبان أيضا من حديث أنس بن مالك أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يصلى ثم دعا فقال:( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم) فقال: النبي لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى.وفي جامع الترمذي من حديث أبي هريرة :(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أهمه الأمر رفع رأسه إلي السماء وإذا اجتهد في الدعاء قال:( يا حي يا قيوم). وفيه أيضا من حديث أنس بن مالك قال:( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كربه أمر قال يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث )وفى صحيح الحاكم من حديث أبي أمامة عن النبي قال:( اسم الله الأعظم في ثلاث سور من القرآن البقرة وآل عمران وطه قال القاسم فالتمستها فإذا هي آية ( الحي القيوم) وفي جامع الترمذي وصحيح الحاكم من حديث سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين إنه لم يدع بها مسلم في شي قط إلا استجاب الله له).وفى مسند الإمام أحمد من حديث على بن أبي طالب رضي الله عنه قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم له إذا نزل بي كرب أن أقول لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله وتبارك الله رب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين. وفي مسنده أيضا من حديث عبد الله بن مسعود قال( قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم له ما أصاب أحد قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك بن عبدك بن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحا فقيل يا رسول الله ألا نتعلمها قال بل ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها.
وكثيرا ما نجد أدعية دعا بها قوم فاستجيب لهم فيكون قد اقترن بالدعاء ضرورة صاحبه وإقباله على الله أو حسنة تقدمت منه جعل الله سبحانه إجابة دعوته شكرا لحسنته أو صادف الدعاء وقت إجابة ونحو ذلك فأجيبت دعوته فيظن الظان أن السر في لفظ ذلك الدعاء فيأخذه مجردا عن تلك الأمور التي قارنته من ذلك الداعي وهذا كما إذا استعمل رجل دواء نافعا في الوقت الذي ينبغي على الوجه الذي ينبغي فانتفع به فظن غيره أن استعمال هذا الدواء مجردا كاف في حصول المطلوب كان غالطا وهذا موضع يغلط فيه كثير من الناس.
عمر يستنصر بالدعاء:
ولما كان الصحابة رضى الله عنهم أعلم الأمة بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم وأفقههم في دينه كانوا أقوم بهذا السبب وشروطه وآدابه من غيرهم وكان عمر رضى الله عنه يستنصر به على عدوه وكان أعظم جنده وكان يقول: للصحابه لستم تنصرون بكثرة وانما تنصرون من السماء وكان يقول أنى لا أحمل هم الإجابة ولكن هم الدعاء فإذا ألهمتهم الدعاء فان الإجابة معه).فمن ألهم الدعاء فقد أريد به الإجابة فان الله سبحانه يقول:( إدعوني أستجب لكم) وقال:( وإذا سألك عبادي عنى فأني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) وفى سنن ابن ماجة من حديث أبي هريرة قال: قال:( رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يسأل الله يغضب عليه )وهذا يدل على أن رضاه في سؤاله وطاعته وإذا رضى الرب تبارك وتعالى فكل خير في رضاه كما أن كل بلاء ومصيبة في غضبه وقد ذكر الإمام أحمد في كتاب الزهد )أثرا أنا الله لا إله إلا أنا إذا رضيت باركت وليس لبركتي منتهى وإذا غضبت لعنت ولعنتي تبلغ السابع من الولد). وقد دل العقل والنقل والفطرة وتجارب الأمم على اختلاف أجناسها ومللها ونحلها على أن التقرب إلي رب العالمين وطلب مرضاته والبر والإحسان إلي خلقه من أعظم الأسباب الجالبة لكل خير واضدادها من أكبر الأسباب الجالبة لكل شر فما استجلبت نعم الله واستدفعت نقمة الله بمثل طاعته والتقرب إليه والإحسان إلي خلقه.
المرجع كتاب الجواب الكافي للامام ابن القيم رحمه الله.
أن من أقوى الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب هو الدعاء ولكن قد يتخلف أثره عنه إما لضعفه في نفسه بأن يكون دعاء لا يحبه الله لما فيه من العدوان_ وإما لضعف القلب وعدم إقباله على الله وجمعيته عليه وقت الدعاء وإما لحصول المانع من ألا جابه من آكل الحرام ورين الذنوب على القلوب واستيلاء الغفلة والشهوة واللهو وغلبته عليها .وعن أبى هريرة عن النبي أدعو الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه فهذا دواؤنا نافع مزيل للداء ولكن غفلة القلب عن الله تبطل قوته وكذلك أكل الحرام يبطل قوته ويضعفها كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال:( قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال:( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم) وقال:( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده ألي السماء يارب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسة حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك). وذكر عبد الله بن أحمد في كتاب الزهد لأبيه أصاب بني إسرائيل بلاء فخرجوا مخرجا فأوحى الله عز وجل ألي نبيهم أن أخبرهم إنكم تخرجون إلى الصعيد بأبدان نجسة وترفعون إلى أكفا قد سفكتم بها الدماء وملأتم بها بيوتكم من الحرام الآن حين اشتد غضبي عليكم ولن تزدادوا مني ألا بعدا وقال أبو ذر يكفى من الدعاء البرأ ما يكفى الطعام من الملح .
الدعاء من أنفع الأدوية :
وهو عدو البلأ يدافعه ويعالجه ويمنع نزوله ويرفعه أو يخففه إذا نزل وهو سلاح المؤمن كما روى الحاكم في صحيحه من حديث على بن أبي طالب رضي الله عنه قال:( قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السموات والأرض). وله مع البلاء ثلاث مقامات: أحدهما ان يكون أقوي من البلاء فيدفعه الثاني أن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء فيصاب به العبد ولكن قد يخففه وإن كان ضعيفا الثالث أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه وقد روي الحاكم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت:( قال :رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغنى حذر من قدر والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء فيعتالجان إلى يوم القيامة ). وفيه أيضا من حديث ثوبان لا يرد القدر ألا الدعاء ولا يزيد في العمر ألا البر وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه).
ومن أنفع الأدوية الإلحاح في الدعاء:
وفي صحيح الحاكم من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تعجزوا في الدعاء فانه لا يهلك مع الدعاء أحد .وذكر الاوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت:( قال رسول الله إن الله يحب الملحين في الدعاء).
ومن الآفات التي تمنع ترتب أثر الدعاء عليه أن يستعجل العبد ويستبطي الإجابة فيستحسر ويدع الدعاء. وفى البخاري من حديث أبي هريرة أن (رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يستجاب لاحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي )وفي صحيح مسلم عنه( لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بآثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل قيل يا رسول الله ما الاستعجال قال يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجاب لي) فيستحسر عند ذاك ويدع الدعاء وفي مسند أحمد من حديث أنس قال( قال: رسول الله لا يزال العبد بخير ما لم يستعجل قالوا يا رسول الله كيف يستعجل قال يقول قد دعوت لربي فلم يستجب لي. وإذا اجتمع مع الدعاء حضور القلب وجمعيته بكليته على المطلوب وصادف وقتا من أوقات الإجابة الستة وهي الثلث الأخير من الليل وعند الأذان وبين الأذان والإقامة وأدبار الصلوات المكتوبات وعند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تقضى الصلوة وآخر ساعة بعد العصر من ذلك اليوم وصادف خشوعا في القلب وانكسارا بين يدي الرب وإذلاله وتضرعا ورقة واستقبل الداعي القبلة وكان على طهارة ورفع يديه إلى الله تعالى وبدأ بحمد الله والثناء عليه ثم ثنى بالصلوة على محمد عبده ثم قدم بين يدي حاجته التوبة والاستغفار ثم دخل على الله ألح عليه في المسئلة وتملقه ودعاه رغبة ورهبة وتوسل إليه بأسمائه وصفاته وتوحيده وقدم بين يدي دعائه صدقة فان هذا الدعاء لا يكاد يرد أبدا ولا سيما أن صادف الأدعية التي أخبر النبي أنها مظنة الإجابة أو أنها متضمنة للاسم الأعظم فمنهاما في السنن وفي صحيح بن حبان من حديث عبد الله بن بريده عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول:( اللهم إني أسألك باني أشهد أنك أنت الله لا إله ألا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن كفوا أحد). فقال لقد سأل الله بالاسم الذي إذا سئل به أعطي وإذا دعي به أجاب وفي لفظ لقد سألت الله باسمه الأعظم وفي السنن وصحيح أبي حاتم بن حبان أيضا من حديث أنس بن مالك أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يصلى ثم دعا فقال:( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم) فقال: النبي لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى.وفي جامع الترمذي من حديث أبي هريرة :(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أهمه الأمر رفع رأسه إلي السماء وإذا اجتهد في الدعاء قال:( يا حي يا قيوم). وفيه أيضا من حديث أنس بن مالك قال:( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كربه أمر قال يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث )وفى صحيح الحاكم من حديث أبي أمامة عن النبي قال:( اسم الله الأعظم في ثلاث سور من القرآن البقرة وآل عمران وطه قال القاسم فالتمستها فإذا هي آية ( الحي القيوم) وفي جامع الترمذي وصحيح الحاكم من حديث سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين إنه لم يدع بها مسلم في شي قط إلا استجاب الله له).وفى مسند الإمام أحمد من حديث على بن أبي طالب رضي الله عنه قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم له إذا نزل بي كرب أن أقول لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله وتبارك الله رب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين. وفي مسنده أيضا من حديث عبد الله بن مسعود قال( قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم له ما أصاب أحد قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك بن عبدك بن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحا فقيل يا رسول الله ألا نتعلمها قال بل ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها.
وكثيرا ما نجد أدعية دعا بها قوم فاستجيب لهم فيكون قد اقترن بالدعاء ضرورة صاحبه وإقباله على الله أو حسنة تقدمت منه جعل الله سبحانه إجابة دعوته شكرا لحسنته أو صادف الدعاء وقت إجابة ونحو ذلك فأجيبت دعوته فيظن الظان أن السر في لفظ ذلك الدعاء فيأخذه مجردا عن تلك الأمور التي قارنته من ذلك الداعي وهذا كما إذا استعمل رجل دواء نافعا في الوقت الذي ينبغي على الوجه الذي ينبغي فانتفع به فظن غيره أن استعمال هذا الدواء مجردا كاف في حصول المطلوب كان غالطا وهذا موضع يغلط فيه كثير من الناس.
عمر يستنصر بالدعاء:
ولما كان الصحابة رضى الله عنهم أعلم الأمة بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم وأفقههم في دينه كانوا أقوم بهذا السبب وشروطه وآدابه من غيرهم وكان عمر رضى الله عنه يستنصر به على عدوه وكان أعظم جنده وكان يقول: للصحابه لستم تنصرون بكثرة وانما تنصرون من السماء وكان يقول أنى لا أحمل هم الإجابة ولكن هم الدعاء فإذا ألهمتهم الدعاء فان الإجابة معه).فمن ألهم الدعاء فقد أريد به الإجابة فان الله سبحانه يقول:( إدعوني أستجب لكم) وقال:( وإذا سألك عبادي عنى فأني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) وفى سنن ابن ماجة من حديث أبي هريرة قال: قال:( رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يسأل الله يغضب عليه )وهذا يدل على أن رضاه في سؤاله وطاعته وإذا رضى الرب تبارك وتعالى فكل خير في رضاه كما أن كل بلاء ومصيبة في غضبه وقد ذكر الإمام أحمد في كتاب الزهد )أثرا أنا الله لا إله إلا أنا إذا رضيت باركت وليس لبركتي منتهى وإذا غضبت لعنت ولعنتي تبلغ السابع من الولد). وقد دل العقل والنقل والفطرة وتجارب الأمم على اختلاف أجناسها ومللها ونحلها على أن التقرب إلي رب العالمين وطلب مرضاته والبر والإحسان إلي خلقه من أعظم الأسباب الجالبة لكل خير واضدادها من أكبر الأسباب الجالبة لكل شر فما استجلبت نعم الله واستدفعت نقمة الله بمثل طاعته والتقرب إليه والإحسان إلي خلقه.
المرجع كتاب الجواب الكافي للامام ابن القيم رحمه الله.