المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التحذير من أهل الأهواء


كيف حالك ؟

أكرم حسن محمود
11-21-2004, 11:54 PM
التحذير من أهل الأهواء

روى اللالكائي في "أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" بسنده إلى طاوس، قال : قال رجل لابن عباس : الحمد لله الذي جعل هوانا على هواكم . فقال : ( كل هوى ضلالة ) .

وقال ـ أيضـًا ـ : ( وإذا رأيت الرجل يجلس مع أهل الأهواء فَحَذّره وعرِّفه ، فإن جلس معه بعد ما علم فاتّقه؛ فإنه صاحب هوى ) .

وقـال ـ أيضـًا ـ : ( واعلم أن الأهـواء كلـهـا رديّـة، تدعو إلى السيف ) .

وقال ـ أيضـًا ـ : ( وإذا رأيت الرجل رديء الطريق والمذهب، فاسقـًا فاجرًا صاحب معاصي ظالمـًا، وهو من أهل السنة؛ فاصحبه واجلس معه، فإنه ليس تضرك معصيته . وإذا رأيت الرجل عابدًا مجتهدًا متقشفـًا محترقـًا بالعبادة، صاحب هوى فلا تجلس معه، ولا تسمع كلامه، ولا تمشي معه في الطريق، فإني لا آمن أن تستحلي طريقه فتهلك معه ).

قال الإمام أحمد كما في " طبقات الحنابلة لأبي يعلى " " قبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة وقبور أهل البدعة من الزهاد حفرة " ثم قال " فساق أهل السنة أولياء الله وزهاد أهل البدعة أعداء الله "

قلت : وليس المقصود التهوين من المعاصي بل المقصود التغليظ في أمر البدعة وأهلها وقد أشار شيخ الإسلام إلى هذه المسألة التي تخفى على كثير من الدعاة حتى قال بعضهم لأن تماشي الإخوان المسلمين أو التبليغ رغم أننا نخالفهم أحب إلينا من تماشي أهل المعاصي .

وقد استدل شيخ الإسلام على هذه المسألة العظيمة بما في صحيح مسلم وقصة الصحابي الذي يدعى حماراً وأن بعض الصحابة لعنه وقال : ما أكثر ما يؤتى به وذلك لأنه كان يشرب الخمر وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجلده في كل مرة فقال النبي " لا تعينوا الشيطان على أخيكم فإنه يحب الله ورسوله " وفي المقابل ذكر قصة الرجل الذي قال للنبي اعدل وكان عليه آثار الزهد لكن قال فيه النبي " يخرج من ضئضيء هذا أناس يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ " أخرجاه وهو عند البخاري (برقم 5058)

قال أرطأة ابن المنذر : ( لإن يكون ابني فاسقـًا من الفساق أحب إليَّ من أن يكون صاحب هوى ) . ذكره ابن بطة في "الإبانة الصغرى"

قال البربهاري في شرح السنة : (فاحذر أهل زمانك خاصة، وانظر من تجالس ؟، وممن تسمع ؟، ومن تصحب ؟ ) .

وذكر ابن بطة في "الإبانة الصغرى" :

قول عمر ابن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ : ( أصحاب الرأي أعداء السنن، أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها، وتفلتت منهم فلم يعوها؛ فقالوا بالرأي، فضلوا وأضلوا ) .

قلت وهذا حال أكثر الدعاة اليوم يتكلم أحدهم بالساعات فلا يذكر حديثاً أو أثراً وإن ذكر شيئاً من ذلك فبالمعنى فقاتل الله أهل الجهل .

قال ابن بطة قال علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ : ( الهوى يصد عن الحق ) .

وذكر قول الحسن : ( ما من داء أشد مِنْ هوى خالط قلبـًا ) .

وقول أبي قلابة : ( إياكم وأصحاب الخصومات، فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم، أو يلبسوا عليكم بعض ما تعرفون ) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمة ـ رحمه الله ـ : ( ومن المعلوم أن مجرد نفور النافرين أو محبة الموافقين لا يدل على صحة قول ولا فساده إلا إذا كان ذلك بهدى من الله، بل الاستدلال بذلك هو استدلال باتباع الهوى بغير هدى من الله، فإن اتباع الإنسان لما يهواه هو أخذ القول والفعل الذي يحبه، ورد القول والفعل الذي يبغضه بلا هدى من الله، قال ـ تعالى ـ : { وإن كثيرًا ليضلون بأهوائهم بغـير عـلم }، وقال : { فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله }، وقـال ـ تعالى ـ لداود : { ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله }، وقـال ـ تعالى ـ : { فإن شهدوا فلا تشهد معهم ولا تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا والذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربهم يعدلون }، وقال ـ تعالى ـ : { قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرًا وضـلوا عن سـواء السـبيل }، وقال ـ تعالى ـ : { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير }، فمن اتبع هوى الناس بعد العلم الذي بعث الله به رسوله، وبعد هدى الله الذي بيـّنه لعباده؛ فهو بهذه المثابة .

ولهذا كان السلف يسمّون أهل البدع والتفرق والمخالفين للكتاب والسنة : أهل الأهواء، حيث قبلوا ما أحبوه، وردّوا ما أبغضوه بأهوائهم بغير هدى من الله ) .



وتأمل رحمك الله فيما ذكره السلف من علامات أهل البدع يزداد خوفك ووجلك من كثير ممن حولك .

يقول الإمام أبو عثمان إسماعيل الصابوني في بيان علامات أهل البدع : ( وعلامات البدع على أهلها بادية ظاهرة، وأظهر آياتهم وعلاماتهم : شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم واحتقارهم لهم، واستخفافهم بهم )

ثم ذكر بسنده إلى أحمد بن سنان القطان قال : ( ليس في الدنيا مبتدع إلا وهو يبغض أهل الحديث، فإذا ابتدع الرجل نزعت حلاوة الحديث من قلبه ) .

ثم ذكـر بسـنده ـ أيضـًا ـ إلى محمد بن إسماعيل الترمذي قـال : ( كنت أنا وأحمد بن الحسن والترمذي عند إمام الدين أبي عبد الله أحمد بن حنبل، فقال له أحمد بن الحسن : يا أبا عبد الله، ذكروا لابن أبي قتيلة بمكة أصحاب الحديث، فقال : أصحاب الحديث قوم سوء . فقام أحمد بن حنبل، وهو ينفض ثوبه ويقول : زنديق، زنديق . حتى دخل البيت ) .

وبسنده ـ أيضـًا ـ إلى أبي نصر بن سلام الفقيه قال : ( ليس شيء أثقل على أهل الإلحاد ولا أبغض إليهم من سماع الحديث، وروايته بإسناده ) .

وبـإسـناده إلى أبي حاتم محمد بن إدريس الحنظلي الرازي قـال : ( علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر) .

قال أبو عثمان الصابوني مبينـًا علامات أهل السنة : ( وإحدى علامات أهل السنة : حبهم لأئمة السنة، وعلمائها وأنصارها، وأوليائها، وبغضهم لأئمة البدع، والذين يدعون إلى النار، ويدلون أصحابهم على دار البوار، وقد زيّن الله سبحانه قلوب أهل السنة، ونوّرها بحب علماء السنة فضلاً منه جل جلاله )


منقول بتصرف

بوخالد
12-06-2004, 12:56 AM
بارك الله فيك

12d8c7a34f47c2e9d3==