المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التحذير من القصـاص


كيف حالك ؟

بوخالد
11-20-2004, 10:39 PM
إِنَّ الحَمْدَ للهِ ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ -وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ-.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران : 102].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء : 1].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأَحزاب : 70-71].
أَمَّا بَعْدُ :
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً من الناس ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالماً ، اتخذ الناس رؤوساً جهالاً ، فسئلوا فأفتوا بغيرعلم، فضلوا وأضلوا )) متفق عليه .

اعلم رحمني الله وإياك : أنه لما قلَ العلماء ، وتصدر الجهلاء ، و أرتفعت العامة والغوغاء على أرباب البصيرة والحجا ، استطالت الأعناق وأشرأبت النفوس ، وتزايدت الأطماع في منازل العلماء ومنابر الدعوة ومجالس العلم .
و أصبح الحرفي ، والفيزيائي ، والخياط الذين وقفوا على طرفٍ من العلوم الدينية ، أصبح كل منهم يريد أن يقود الأمة ، ويفصل في قضاياها المهمة ، ويفتي في كل مسألة عليه تمر ، مما لو عرضت على عمر رضي الله عنه لجمع لها كبار الصحابة من أهل بدر .

وجل هؤلاء الذين ابتليت بتصدرهم الأمة قوم اقتحموا كتب السيرة والتأريخ ، فخبطوا فيها خبط عشواء ، وأصبحوا كحاطب الليل لا يدري ما الذي بيده : هل هي خشبة أم أفعى ، فيلملمون الأوراق ، ويجوبون بها الآفاق ، ويجمعون من حولهم العامة ، و بعض من تلبسوا بلبوس العلم وهو منهم بريء .

وأما الذين ينبرون لنشر أشرطة هؤلاء فحجتهم أن الناس بحاجة إلى الهداية وأن هذه الأشرطة من أعظم وسائل الهداية ، و أقول كما قال العلامة سليمان بن عبد الله رحمه الله : (( قال تعالى : (( وكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الكِتَابُ ولا الإيمَانُ ولَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشـاءُ مِنْ عِبَادِنَا وإنَّكَ لَتَهْدِي إلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ ومَا فِي الأَرْضِ أَلا إلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ)) .
فيا عجباً ممن يزعم أن الهداية والسعادة لا تحصل بالقرآن ولا بالسنة ، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يهتد إلا بذلك )) .
فيا لله كم تجني الأمة من الشرور ممن تلبس بلبوس الدين ، وهو من الأئمة الضالين المضلين ، ولئن خفيت أفعالهم على عامة الناس فإنها لا تخفي على العلماء ، أولوا البصيرة والتقوى والدين .
(( ولئن كان المخادعون الدجالون يظهرون تحت عنوان ( القصاص ) فيما مضى ؛ إنهم يظهرون في أيامنا هذه تحت عنوان : ( الداعية والموجه والمربي والأستاذ والكاتب والمفكر ) وما إلى ذلك من الألقاب !! )) .



القصص في القرآن والسنة

قال تعالى : (( فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )) .
قال أبو جعفر الطبري رحمه الله : (( وأما قوله: " فاقصص القصص "، فإنه يقول لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: فاقصص، يا محمد، هذا القصص الذي اقتصصته عليك، من نبأ الذي آتيناه آياتنا وأخبار الأمم التي أخبرتك أخبارهم في هذه السورة، واقتصصت عليك نبأهم ونبأ أشباههم، وما حل بهم من عقوبتنا، ونزل بهم حين كذبوا رسلنا من نقمتنا، على قومك من قريش، ومن قبلك من يهود بني إسرائيل، ليتفكروا في ذلك، فيعتبروا وينيبوا إلى طاعتنا، لئلا يحل بهم مثل الذي حل بمن قبلهم من النقم والمثلات، ويتدبره اليهود من بني إسرائيل، فيعلموا حقيقة أمرك وصحة نبوتك، إذ كان نبأ " الذي آتيناه آياتنا "، من خفي علومهم، ومكنون أخبارهم، لا يعلمه إلا أحبارهم، ومن قرأ الكتب ودرسها منهم. وفي علمك بذلك، وأنت أمي لا تكتب، ولا تقرأ، ولا تدرس الكتب، ولم تجالس أهل العلم، الحجة البينة لك عليهم، بأنك لله رسول، وأنك لم تعلم ما علمت من ذلك وحالك الحال التي أنت بها، إلا بوحي من السماء )) .

و قال تعالى : (( لقد كان في قصصهم عبرة )) .
قال الشوكاني رحمه الله : (( لقد كان في قصصهم" أي قصص الرسل ومن بعثوا إليه من الأمم، أو في قصص يوسف وإخوته وأبيه "عبرة لأولي الألباب" والعبرة: الفكرة والبصيرة المخلصة من الجهل والحيرة. وقيل هي نوع من الاعتبار، وهي العبور من الطرف المعلوم إلى الطرف المجهول، وأولوا الألباب هم ذوو العقول السليمة الذين يعتبرون بعقولهم فيدرون ما فيه مصالح دينهم، وإنما كان هذا القصص عبرة لما اشتمل عليه من الإخبارات المطابقة للواقع مع بعد المدة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين الرسل الذين قص حديثهم ، ومنهم يوسف وإخوته وأبوه مع كونه لم يطلع على أخبارهم ولا اتصل بأحبارهم "ما كان حديثاً يفترى" أي ما كان هذا المقصوص الذي يدل عليه ذكر القصص وهو القرآن المشتمل على ذلك حديثاً يفترى "ولكن تصديق الذي بين يديه" أي ما قبله من الكتب المنزلة كالتوراة والإنجيل والزبور، وقرىء برفع تصديق على أنه خبر مبتدأ محذوف: أي هو تصديق وتفصيل كل شيء من الشرائع المجملة المحتاجة إلى تفصيلها، لأن الله سبحانه لم يفرط في الكتاب من شيء، وقيل تفصيل كل شيء من قصة يوسف مع إخوته وأبيه. قيل وليس المراد به ما يقتصيه من العموم، بل المراد به الأصول والقوانين وما يؤول إليها "وهدىً" في الدنيا يهتدى به كل من أراد الله هدايته "ورحمة" في الآخرة يرحم الله بها عباده العاملين بما فيه شرط الإيمان الصحيح، ولهذا قال: "لقوم يؤمنون" أي يصدقون به وبما تضمنه من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وشرائعه وقدره، وأما من عداهم فلا ينتفع به ولا يهتدي بما اشتمل عليه من الهدى، فلا يستحق ما يستحقونه )) .

هكذا يتضح لنا من الآيات السابقة أن في القصص عبرة وعظة إذا كانت صادقة و ذات هدف نبيل ، لذا فالقصة الصادقة تمثل جانباً عظيماً من جوانب الدعوة الإسلامية . ولقد روى جعفر بن محمد عن أحمد أنه قال : (( ما أحوج الناس إلى قاص صدوق )) . وسئل ذات مرة عن مجالسة القصاص فقال : (( إذا كان القاص صدوقاً فلا أرى بمجالسته بأساً )) . وفي الآداب الشرعية لابن مفلح : أن أحمد رحمه الله قال لحنبل : (( القصاص الذي يذكر الجنة والنار والتخويف ، وله نية وصدق الحديث . فأما هؤلاء الذين أحدثوا من وضع الأخبار و الأحاديث فلا أراه )) . فأحمد رحمه الله يريد من القاص الصدق في القصة ، وأن يكون الهدف المنشود منها مشروعاً ، و أن تكون للوعظ والتذكير .

إذا تقرر ذلك فمن أجل الأهداف المنشودة من القصة تعليم العقيدة الصحيحة للناس إذ (( إن القصص الذي يكون في خدمة العقيدة – إن جانب الكذب – سلاح من أسلحة الخير ، ولقد قال بعض أهل العلم : القصص جند من جنود الله )) .
وكم من قصة ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم عن الأقوام الغابرة فيها من بيان حال أولئك الأقوام الذين لم يؤمنوا بالله وكذبوا رسله كيف كان مصيرهم ، وفيها المواعظ والعبر ما لا يحصيه إلا الله ، كقصص الأنبياء ، و غيرها من القصص .

وهكذا أيضاً جاء في السنة النبوية من القصص الصادقة ذات العبر والمعاني السامية العظيمة ، كقصة الثلاثة نفر الذين حصروا في الغار ، وكقصة الخضر مع موسى عليه السلام ، و كقصة الثلاثة من بني إسرائيل الأعمى والأبرص والأقرع ، وغيرها من القصص الصادقة ذات الأهداف العظيمة .


تحذير السلف من القصاص

إن مجرد إيراد الداعية للقصة في الموعظة ، أو التذكير لا يعني أنه من القصاص الذين حذر منهم السلف ، ولكن السلف يحذرون من القصاص الذين من صفاتهم ما يلي :

1-طلب الشهرة والارتفاع على الناس ، كما جاء ذلك عن عمر رضي الله عنه حيث يقول لمن رآه يقص : (( أخشى عليك أن تقص فترتفع عليهم في نفسك ، ثم تقص فترتفع ، حتى يخيل إليك أنك فوقهم بمنزلة الثريا فيضعك الله عز وجل تحت أقدامهم يوم القيامة بقدر ذلك )) ؛ ولقد رأينا من أمثال هؤلاء من كانت أشرطته توزع على استحياء أصبح اليوم يقال له فضيلة الشيخ ، و الله المستعان .

2-الجهل أو الضحالة العلمية ، كما جاء عن علي رضي الله عنه أنه مر على قاص فسأله : علمت الناسخ من المنسوخ ؟ قال : لا . قال : هلكت وأهلكت . وروي مثل هذا عن ابن عباس رضي الله عنه .

3-تلبسهم بالبدعة لذا فهم يدسون في القصص ما يعضد بدعهم ويقررها في نفوس الناس يقول الغزالي وهو يتحدث عن منكرات المساجد : (( ومنها كلام القصاص والوعاظ الذين يمزجون كلامهم بالبدعة )) ، أو مخالفتهم للسنة كحلقهم اللحى وإطالتهم للثياب ، و إستعمالهم للسبحة في الذكر ونحو ذلك .

4-الكذب ، قال الإمام أحمد رحمه الله : أكذب الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم السؤال والقصاص . فهم يكذبون على رسول الله صلى الله عليه وسلم بإيرادهم للأحاديث المنكرة والضعيفة ، بل والموضوعة ، ويكذبون في نقلهم للقصص المكذوبة ، ويكذبون في طريقة عرضهم للقصة من تهويل ومبالغة تخرج بالقصة عن واقعها الصحيح .



من مساويء مجالس القصاص

لقد عدد بعض أهل العلم كابن الجوزي ، والسيوطي ، وغيرهما مساويء كثيرة لمجالس هؤلاء القصاص ، نذكر منها ما يلي :

1-عقد المجالس للقصص من الابتداع في الدين كما قاله غير واحد من أهل العلم ، فهذا هو ابن مسعود رضي الله عنه يقف على مجلس عمرو بن زرارة وهو يقص فيقول : يا عمرو لقد ابتدعت بدعة ضلالة أو أنك لأهدى من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه . وكان ابن عمر يخرج من المسجد فيقول : ما أخرجني إلا القاص ولولاه لما خرجت .
وقال ضمرة لسفيان الثوري : نستقبل القاص بوجوهنا ؟ فقال : ولو البدع ظهوركم .
وهذا الغزالي يقول : أما القصص فهي بدعة ، وقد ورد نهي السلف عن الجلوس إلى القصاص .

2-إشغال الناس عن قراءة القرآن ورواية الحديث والتفقه في الدين . قال ابن الجوزي عن مثل مجالس هؤلاء : (( و أكثر كلامهم اليوم في موسى والجبل ، وزليخا ويوسف ، ولا يكادون يذكرون الفرائض ولا ينهون عن ذنب )) ، وهذا النوع في زمننا هذا كثير فتجد لهم عشرات الأشرطة في قصص الأنبياء مما لا يعلم حقيقته وصدقه إلا الله ، ولكن حب الكلام وجذب الانتباه جعلهم يجمعون للناس في مجالسهم الغث والسمين ، والمتردية والنطيحة ، وهذا وأيم الله من أشد الجهل ، و هو فضيحة وأي فضيحة .

3-الصد عن مجالس العلماء الربانيين ، فكم من شاب لما اهتدى ، و انتقل من الظلمات إلى الهدى ، غره بريق مجالس هؤلاء القصاص وأشرطتهم ، و سلبوا عقله بمعسول الكلام وحلاوة العبارة ، ووجد من الصادين عن الخير من يمده بأمثال هذه الأشرطة على أنها هي العلم الممدوح في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وعندما يسمع أحد هؤلاء الشباب الطيبين بمجلس عالم ودرسه يجد من يحذره وخوفه من ذلك :
فمنهم من يقول : أين أنت من مجالس العلماء ، وأنت في بداية الطريق !!
ومنهم من يقول : لن تفهم شيئاً ، وأنا قد ذهبت قبلك فلم أفقه شيئاً !!
ومنهم من يقول : أطلب العلم على صغار الطلبة ثم ترقَ حتى تطلبه على كبار أهل العلم .
ونحو ذلك من العبارات الخبيثة التي سول الشيطان لكثير من أهلها الصد عن العلم و أهله .

4-إفساد العقائد ، وتغيير الثوابت ، من ذلك الأشرطة التي تثير ما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم ، مما يجعل كثير من المستمعين لهذه الأشرطة ينصب نفسه حكماً بين الصحابة ، فيبغض فريق و يثني على فريق ، وهو في ذلك ومن قص عليه ذلك ممن ضل الطريق ، نعوذ بالله من الخذلان .

5- التلبيس على الناس من خلال إيراد قصص الصوفية والخرافية ، أو الثناء على من لا يستحق الثناء كالمبتدعة ونحوهم ورفعهم فوق منازل العلماء الربانيين من أهل السنة والجماعة ، وفي ذلك يقول ابن الجوزي : (( و كذلك ينقلون عن بعض الصوفية ، أنه قال : [ سرت إلى مكة على طريق التوكل حافياً ، فكانت الشوكة تدخل في رجلي فأحكها بالأرض و لا أرفعها ، و كان علي مسح ، فكانت عيني إذا آلمتني أدلكها بالمسح فذهبت إحدى عيني ] . و أمثال هذا كثير ، و ربما حملها القصاص على الكرامات ، و عظموها عند العوام ، فيخايل لهم أن فاعل هذا أعلى مرتبة من الشافعي ، و أحمد .

و لعمري ، إن هذا من أعظم الذنوب أقبح العيوب ، لأن الله تعالى قال : { و لا تقتلوا أنفسكم } . و قال النبي عليه الصلاة و السلام : " إن لنفسك عليك حقاً " . و قد طلب أبو بكر رضي الله عنه ، في طريق الهجرة للنبي صلى الله عليه و سلم ، ظلا ، حتى رأى صخرة ففرش له في ظلها )) ، ونحن نسمع منهم من يذكر مثلاً قصة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومعاناته في الدعوة فيربطها بدعوة حسن البنا أو سيد قطب ونحوهما ، فلا ندري ما وجه الشبه بين الدعوتين ! يقول ابن الجوزي : ((وكم قد زوق قاص مجلسه بذكر أقوام خرجوا إلى السياحة بلا زاد و لا ماء و هو لا يعلم أن هذا من أقبح الأفعال ، و أن الله تعالى لا يجرب عليه . فربما سمعه جاهل من التائبين فخرج فمات في الطريق ، فصار للقائل نصيب من إثمه . و كم يروون عن ذي النون : أنه لقي امرأة في السياحة فكلمها و كلمته ، و ينسون الأحاديث الصحاح : " لا يحل لامرأة أن تسافر يوماً و ليلة إلا بمحرم " )) .

6-التخليط ، فلا تكاد تخرج من أحدهم بفائدة مستقيمة حتى يتبعها بما يعارضها ، ويقول في آخر كلامه ما ينقض أوله ، وذلك بسبب الجهل وعدم معرفة ما يحتاجه الناس من الوعظ والتذكير ، لذا كان السلف ينهى عن مثل هذه المجالس ، قال ابن الجوزي : (( و قد كان جماعة من السلف يرون تخليط القصاص ، فينهون عن الحضور عندهم )) .

7-الحيدة عن الكلام في التوحيد وما يضاده من الشرك والبدع ، وإغفال الحديث عن العقيدة الصحيحة وأثرها في هذه القصص التي يوردها القصاص ، فمثلاً تسمع أشرطة متوالية في السيرة النبوية ، وتنتهي منها وأنت لم يتقرر عندك أن بعثة هذا النبي صلى الله عليه وسلم قد كانت لتقرير التوحيد ونبذ الشرك ، بل جل ما يركز عليه هؤلاء القصاص ذكر المعجزات ، و يأتون بالصحيح منها والسقيم لجذب الأذهان ، وتكثير الحضور ، ولو تكلم هؤلاء القصاص في اتلوانب العقدية للقصة التي يذكرونها لانتفع بها الكثير من الخلق ، ولكن دعاوى التجميع البالية تأبى مثل ذلك .

8-الوقوع في المحاذير الشرعية من التهاون مع أهل البدع ، وذكر ما يخطب ودهم ، فتجد من هؤلاء من إذا ذكر اسم علي ابن أبي طالب رضي الله عنه يقول ( كرم الله وجهه ) رغبة في إرضاء الشيعة . والعياذ بالله .


واجب العلماء وولاة الأمور نحو القصاص

1-التحذير من هؤلاء ، ومن أشرطتهم ، ومجالسهم ، وهذا منهج سلفي منقول عن غير واحد من السلف منهم عمر ، وعلي ، وابن مسعود ، وابن عباس ، و سفيان الثوري وغيرهم من أهل العلم .

2-عدم تمكينهم من إلقاء قصصهم في المحافل والمنتديات والمساجد ، وهذا من الواجب خاصة على ولاة الأمور ، يقول الحافظ العراقي رحمه الله : (( فيجب على ولاة أمور المسلمين منع هؤلاء من الكلام على الناس حتى تتبين أهليتهم لذلك عند العلماء الراسخين ، فذلك من النصيحة لله ولرسوله ولولاة أمر المسلمين )) . وقد أخرج علي رضي الله عنه القصاص من مسجد البصرة ، فلما سمع كلام الحسن البصري لم يخرجه إذ كان يتكلم في علم الآخرة والتفكير بالموت والتنبيه على عيوب النفس ... فهذا هو التذكير المحمود شرعاً .


والله أعلم وأحكم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم

تنبيه : الموضوع بكامله من مذكرة الزُبد في التحذير من القاص الجُدد .
(منقول للفائدة)

مسلم بن عبدالله
11-20-2004, 11:21 PM
جزاك الله خيراً على ماكتبت وسطرت ،،،،
وأزيد هاهنا كلاماً نفيساً للإمام بن تيمية رحمه الله عن أهل القصص ورواية الأحاديث المكذوبة وهو :
قال شيخ الإسلام بن تيمية ــ رحمه الله ــ كما في مجموع الفتاوى ( 18/ ص371) :
( وعلى ولاة الأمور أن يمنعوا من التحدث بها في كل مكان " أي القصص والأحاديث المكذوبة " ومن أصر على ذلك فإنه يعاقب العقوبة البليغة التي تزجره وأمثاله عن الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأهل بيته وغيرهم من أهل العلم والدين ... )

المرحباني
11-21-2004, 06:41 AM
وهذه بعض اسماء القصاصين من الاخوان والتبليغ حتى يحذر منهم وهذا على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر:محمد العريفي وعمرو خالد والجبيلان وابرهيم الدويش وطلال الدوسري وسعيد بن مسفر وعلي القرني وعثمان خميس وخالد الجبير ونبيل العوضي وسعدالبريك

بوخالد
12-13-2004, 12:19 AM
وإياكم

للرفع

أبو فاطمة
12-13-2004, 07:17 AM
اخي مسلم جزاك الله خيرآ المرحباني جزاك الله خيرآ فهم أكثر من أن يحصوا لا كثرهم الله

12d8c7a34f47c2e9d3==