محمد الصميلي
11-20-2004, 04:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
عائض القرني واحترام وجهات النظر للشيخ جمال الحارثي- حفظه الله تعالى-
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
وبعد:
فإن " احترام وجهات النظر" لا يكون في الأمور المسلمة المنصوص عليها شرعاً، بل ويكون "احترام وجهات النظر" مشترَطاً بعدم تصادم ذلك مع الشريعة الغرّاء .
فإذا كان كذلك؛ وهو كذلك.
فماذا يعني صاحب حديث بعنوان " احترام وجهات النظر " في برنامج تلفزيوني يوم الجمعة 11/7/1425هـ ؛ بحديثه في صحيفة عكاظ يوم السبت 12/7/1425هـ ( صفحة 25 ) ما نصه:
( بعضنا يتزوج أربع نساء تلد له 32 ولداً لأن 8*4=32 وهذه قاعدة مطردة فنصفهم يبقى في المقهى بلا وظائف ... ونصفهم يترك الدراسة بعد السادسة الابتدائي ليتعلم العرضة والرقصة وينشد " يا وطنا يا وطنا عمت عين الحسود.." والأمريكان عند كل واحد منهم ولدان ...ذكيان .. أحدهما في اليابان .. والثاني أسقط طالبان في أفغانستان " فبأي ألاء ربكما تكذبان" ) ؟!!
وقد صدر مقاله هذا بعنوان: كثرة إنتاج وسوء توزيع.
هل تريدنا أن نحترم هذه السخرية المغلفة المبطنة، و نحترم التهكم بمن يرغب في تعدد الزوجات، وقد قال الله تعالى: ) ... فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ .. (. (النساء : 3 ).
وقال صلى الله عليه وسلم: ( تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة ).
هل تريد منا السكوت واحترام وجهات نظر الذين يهرفون بما لا يعرفون ؟
أم هذه من قوة البلاغة الأدبية التي فاحت منك ؟
أم هو أسلوب من أساليب مغالطة الجمهور، حتى إذا ما سمعوا ـ أو قرؤوا ـ لك حديثا فتحوا أسماعهم بشراهة وغطّوا أعينهم وأخرسوا ألسنتهم عن النقد ؟
هل تريد منا احترام وجهات نظر؛ الذين يجعلون من " كثرة الولد قاعدة مطردة " لفساد الأولاد ؟
ماذا تعني كلماتك هذه..
أليست هي دعوة للحد من تعدد الزوجات ؟ بدلاً أن يشجع مثلك ويرغب في تعدد الزوجات؛ تأتي بهذا الانتقاد ـ يا صاحب لقب "الداعية المعروف" ـ، في وقتٍ كثُرنَ فيه العوانس في البيوت.
وإذا تنـزّلنا معك ، أليس في هذا دعوة إلى تحديد النسل، ولا أقول تنظيمه ؟
عندما تنقصت التكثر من الولد وجعلت النصف في المقاهي، والنصف الآخر يتعلم العرضة والرقص بعد السادسة الابتدائية، وفي الوقت نفسه؛ أثنيت على الكفرة؛ كون الواحد عنده ولدان ..ووصفتهما أنهما ذكيان.
أكنت تمهد من خلال حديثك ـ في البرنامج التلفزيوني ـ بعنوان: " احترام وجهات النظر " يوم الجمعة 11/7/1425هـ؛ لهذه الكلمات التي أطلقتها في الصحيفة يوم السبت 12/7/1425هـ، حتى يسكت الناس عن نقدك بحجة " احترام وجهات النظر " ؟
فهل أنت استحييت من الله عندما تهجمت على المعددين للزوجات و المكثرين من الولد حتى نحترم وجهت نظرك؟!
فماذا تريد بحديثك ( نصفهم ... ونصفهم ..)، أتريد من المسلمين أن لا ينجبوا ؟! حتى متى؟
وهل صلحت كل الأمة المسلمة في زمنٍ من الأزمان ، حتى تأتي أنت اليوم وتتنقص المكثرين من النسل باتهامك فساد جميع الولد ؟
وهل كان عدم وجود وظائف، عذراً شرعياً يُسوِّغ لك أن تنتقد المعددين والمكثرين من إنتاج الولد كما عبرت أنت بذلك ؟ وهل طلب الرزق محصور في الوظائف؟
إن الله تبارك وتعالى تكفّل بأرزاق العباد جميعهم مسلمهم وكافرهم.
قال تعالى: ) وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (.(الذاريات: 22 ).
بل تكفل سبحانه بأرزاق الخلائق كلها قبل أن يكونوا.
قال جل ذكره: ) وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ( . (هود : 6 ).
وقال صلى الله عليه وسلم: ( إن أحدكم يُجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفح فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد .. ).
أين عقيدة التوكل على الله؟! أم أن التوكل عندك عبارة عن كلمات تذّرها في أعين الجمهور دون رب بالخالق سبحانه.
ولكي لا تلبس على الناس، إعلم أن النسل من حقوق الزوجين، فكيف يتسنى لأحدٍ أن يتدخل بذمٍ أو تنقصٍ للمكثرين من الولد، ولم يكن إكثارهم من الولد مخالفة شرعية؛ بل إن الشريعة ندبت إليه ورغبت فيه كما تقدم.
وهناك فرقٌ بين تحديد النسل، وبين تنظيم النسل، فالأول ممنوع منه شرعاً، إلاّ إذا دعت إليه الضرورة بشروط ليسنا بصدد الحديث عنها.
والثاني أعني ـ تنظيم النسل ـ مأذونٌ به، فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يعزلون والقرآن ينـزل.
واعلم أخي صاحب مقال: " كثرة إنتاج وسوء توزيع " أن واقع المجتمعات الغربية ليس كما ذكرت : ( .. عند كل واحد منهم ولدان .. ذكيان .. )، بل فيهم المجرمون كثير وكثير جداً، ولربما قُلتَ: هذا من باب المبالغة لا الصحة في القول، فنقول: هلاّ كانت هذه المبالغة في صفوف إخوانك المسلمين المكثرين للنسل؛ تشجيعاً، وترغيباً في تكثير الأمة.
ولا أخال يغيب عنك حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم القائل فيه: ( إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم )، قال أبو إسحاق ـ وهو أحد الرواة ـ: لا أدري ( أهلكهم ) بالنصب أو ( أهلكهم ) بالرفع.
ويقول صاحب مقال "كثرة إنتاج وسوء توزيع" أيضاً ما نصه: ( ما فائدة هذا التفريخ السريع والإنتاج المريع الذي تغلب على شركات الدواجن "نخاف علينا من العين" ).
أقول: ما هذا التعبير السيئ ؟ حشف وسوء كيل ؟!
كيف تزدري كثرة النسل؟
ومن المعلوم لدى كل عاقل، أن أيّ أمة؛ فخرها وعزها وقوتها بكثرة رجالها، وإذا قلّتِ الأمة هانت عند خصومها.
وأضف إلى ذلك أن لكثرة النسل فوائد عديدة ـ وهذا جواب لسؤالك عن "فائدة التفريخ السريع والإنتاج المريع" على حد تعبيرك واستهتارك ـ، فاعلم إن كنت لا تعلم، منها أيضاً: فوائد اقتصادية؛ كتعدد الأيدي العاملة والمنتجة، وبتوفر الأيدي العاملة؛ تتوفر جميع التخصصات، وتكتفي الدولة ذاتياً عن استقدام العمالة التي تكون عبئاً عليها، وواقعنا خير شاهد، فدول الخليج من أكثر الدول مستقدمين للأيدي العاملة، بخلاف الصين والهند مثلاً.
ويا ليتك التـزمت في نفسك كما ألزمت الآخرين بعنوان حديثك في البرنامج التلفزيوني، واحترمت وجهات نظر المعددين للزوجات والمكثرين من الولد؛ على أقل تقدير ، مع العلم أنهم لم يخالفوا الشريعة في ذلك، أما أنت فقد خالفت الشريعة في مواطن عدة من مقالك المنشور !!! فهل من مدّكر ؟
ثم ما هذا التعبير ياصاحب شهادة "الدكتورة في السنة" : الإكثار من الولد تشبهه بإنتاج الدواجن، من سبقك بهذا التعبير يا صاحب البلاغة والأدب؟
وما الذي يريعك من كثرة الولد لتقوى الأمة وتعتـز برجالها بعد عز الله تعالى وقوته ؟
يا صاحب الدكتوراة والماجستير قبل ذلك في الحديث !! ما هذا التطيّر في قولك: ( نخاف علينا من العين)؟
أما مر عليك حديث سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: ( الطيرة شرك الطيرة شرك .. ).
يقول العلامة العثيمين في "القول المفيد على كتاب التوحيد": " التطير: هو التشاؤم بالمرئي أو المسموع أو المعلوم أو غير ذلك".
فلازم كلامك، أن تتوقف الأمة عن الإنجاب حتى لا نصاب بالعين ! فهل يقول بهذا عاقل، بله داعية دكتور معروف ؟؟!!
ثم ما هذا التلون ؟ عملة بوجهين ؟
بالأمس القريب تنشد قصيدتك المشهورة، بين يدي ولي العهد ـ حفظه الله ـ ( .. إلاّ السعودية )، وتأتي على الجمهور وتذمهم وتلمزهم كونهم ينشّدون ( .. يا وطنا يا وطنا عمت عين الحسود ) ـ هذا إذا تنـزّلنا معك أنهم أنشدوها ـ.
ماذا وراء هذا التهييج وهذا التلون ؟
أهو إرضاء لجميع الأطراف؟!! أم هو المحافظة على القاعدة الجماهيرية؟
أم هو من باب قول الشاعر: ودارهم ما دمت في دارهم وأرضهم ما دمت في أرضهم ؟.
أين الولاء لهذه الدولة من هذا التهييج وإغارة الصدور ؟!
ولربما أخرج لك بعذر ـ وكأنه أقبح من ذنب ـ، ألا وهو: أن ذلك؛ خرج منك من باب السجع، فكلماتك المنتقاة المقفّاة: ( يا وطنا .. يا وطنا..، والأمريكان .....، وولدان ...، وذكيان ...، واليابان ..، وطالبان... ، وأفغانستان ). ، هي التي جعلتني أبحث لك عن عذر، وهذا كما قلت أقبح .
فالسجع ذمه نبي هذه الأمة صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث ـ ولا أظنها تخفى على من كانت شهاداته في الحديث، ولكن للأسف ..... ـ.
منها قوله عليه الصلاة والسلام: ( إنما هذا من إخوان الكهان ) قال الراوي في آخره: " من أجل سجعه الذي سجع".
قال ابن حجر: " أي: لمشابهته كلامه كلمهم...، والسجع هو: تناسب آخر الكلمات لفظاً .. وفي الاصطلاح: الكلام المقفى، قال ابن بطال: ( فيه ذم الكفار، وذم من تشبه بهم في ألفاظهم ). " [ الفتح: 10/218 ].
فاللهم سلم واهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
عسى أن نسمع منك توبة ، واعتذار والله يتوب على التائبين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين،،،،
كتبه
جمال بن فريحان الحارثي
15/1425هـ
بريد اكتروني: jamal_f_h@hotmail.com
نقله لكم محمد الصميلي- غفر الله له ولوالديه وللمسلمين والمسلملت
عائض القرني واحترام وجهات النظر للشيخ جمال الحارثي- حفظه الله تعالى-
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
وبعد:
فإن " احترام وجهات النظر" لا يكون في الأمور المسلمة المنصوص عليها شرعاً، بل ويكون "احترام وجهات النظر" مشترَطاً بعدم تصادم ذلك مع الشريعة الغرّاء .
فإذا كان كذلك؛ وهو كذلك.
فماذا يعني صاحب حديث بعنوان " احترام وجهات النظر " في برنامج تلفزيوني يوم الجمعة 11/7/1425هـ ؛ بحديثه في صحيفة عكاظ يوم السبت 12/7/1425هـ ( صفحة 25 ) ما نصه:
( بعضنا يتزوج أربع نساء تلد له 32 ولداً لأن 8*4=32 وهذه قاعدة مطردة فنصفهم يبقى في المقهى بلا وظائف ... ونصفهم يترك الدراسة بعد السادسة الابتدائي ليتعلم العرضة والرقصة وينشد " يا وطنا يا وطنا عمت عين الحسود.." والأمريكان عند كل واحد منهم ولدان ...ذكيان .. أحدهما في اليابان .. والثاني أسقط طالبان في أفغانستان " فبأي ألاء ربكما تكذبان" ) ؟!!
وقد صدر مقاله هذا بعنوان: كثرة إنتاج وسوء توزيع.
هل تريدنا أن نحترم هذه السخرية المغلفة المبطنة، و نحترم التهكم بمن يرغب في تعدد الزوجات، وقد قال الله تعالى: ) ... فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ .. (. (النساء : 3 ).
وقال صلى الله عليه وسلم: ( تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة ).
هل تريد منا السكوت واحترام وجهات نظر الذين يهرفون بما لا يعرفون ؟
أم هذه من قوة البلاغة الأدبية التي فاحت منك ؟
أم هو أسلوب من أساليب مغالطة الجمهور، حتى إذا ما سمعوا ـ أو قرؤوا ـ لك حديثا فتحوا أسماعهم بشراهة وغطّوا أعينهم وأخرسوا ألسنتهم عن النقد ؟
هل تريد منا احترام وجهات نظر؛ الذين يجعلون من " كثرة الولد قاعدة مطردة " لفساد الأولاد ؟
ماذا تعني كلماتك هذه..
أليست هي دعوة للحد من تعدد الزوجات ؟ بدلاً أن يشجع مثلك ويرغب في تعدد الزوجات؛ تأتي بهذا الانتقاد ـ يا صاحب لقب "الداعية المعروف" ـ، في وقتٍ كثُرنَ فيه العوانس في البيوت.
وإذا تنـزّلنا معك ، أليس في هذا دعوة إلى تحديد النسل، ولا أقول تنظيمه ؟
عندما تنقصت التكثر من الولد وجعلت النصف في المقاهي، والنصف الآخر يتعلم العرضة والرقص بعد السادسة الابتدائية، وفي الوقت نفسه؛ أثنيت على الكفرة؛ كون الواحد عنده ولدان ..ووصفتهما أنهما ذكيان.
أكنت تمهد من خلال حديثك ـ في البرنامج التلفزيوني ـ بعنوان: " احترام وجهات النظر " يوم الجمعة 11/7/1425هـ؛ لهذه الكلمات التي أطلقتها في الصحيفة يوم السبت 12/7/1425هـ، حتى يسكت الناس عن نقدك بحجة " احترام وجهات النظر " ؟
فهل أنت استحييت من الله عندما تهجمت على المعددين للزوجات و المكثرين من الولد حتى نحترم وجهت نظرك؟!
فماذا تريد بحديثك ( نصفهم ... ونصفهم ..)، أتريد من المسلمين أن لا ينجبوا ؟! حتى متى؟
وهل صلحت كل الأمة المسلمة في زمنٍ من الأزمان ، حتى تأتي أنت اليوم وتتنقص المكثرين من النسل باتهامك فساد جميع الولد ؟
وهل كان عدم وجود وظائف، عذراً شرعياً يُسوِّغ لك أن تنتقد المعددين والمكثرين من إنتاج الولد كما عبرت أنت بذلك ؟ وهل طلب الرزق محصور في الوظائف؟
إن الله تبارك وتعالى تكفّل بأرزاق العباد جميعهم مسلمهم وكافرهم.
قال تعالى: ) وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (.(الذاريات: 22 ).
بل تكفل سبحانه بأرزاق الخلائق كلها قبل أن يكونوا.
قال جل ذكره: ) وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ( . (هود : 6 ).
وقال صلى الله عليه وسلم: ( إن أحدكم يُجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفح فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد .. ).
أين عقيدة التوكل على الله؟! أم أن التوكل عندك عبارة عن كلمات تذّرها في أعين الجمهور دون رب بالخالق سبحانه.
ولكي لا تلبس على الناس، إعلم أن النسل من حقوق الزوجين، فكيف يتسنى لأحدٍ أن يتدخل بذمٍ أو تنقصٍ للمكثرين من الولد، ولم يكن إكثارهم من الولد مخالفة شرعية؛ بل إن الشريعة ندبت إليه ورغبت فيه كما تقدم.
وهناك فرقٌ بين تحديد النسل، وبين تنظيم النسل، فالأول ممنوع منه شرعاً، إلاّ إذا دعت إليه الضرورة بشروط ليسنا بصدد الحديث عنها.
والثاني أعني ـ تنظيم النسل ـ مأذونٌ به، فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يعزلون والقرآن ينـزل.
واعلم أخي صاحب مقال: " كثرة إنتاج وسوء توزيع " أن واقع المجتمعات الغربية ليس كما ذكرت : ( .. عند كل واحد منهم ولدان .. ذكيان .. )، بل فيهم المجرمون كثير وكثير جداً، ولربما قُلتَ: هذا من باب المبالغة لا الصحة في القول، فنقول: هلاّ كانت هذه المبالغة في صفوف إخوانك المسلمين المكثرين للنسل؛ تشجيعاً، وترغيباً في تكثير الأمة.
ولا أخال يغيب عنك حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم القائل فيه: ( إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم )، قال أبو إسحاق ـ وهو أحد الرواة ـ: لا أدري ( أهلكهم ) بالنصب أو ( أهلكهم ) بالرفع.
ويقول صاحب مقال "كثرة إنتاج وسوء توزيع" أيضاً ما نصه: ( ما فائدة هذا التفريخ السريع والإنتاج المريع الذي تغلب على شركات الدواجن "نخاف علينا من العين" ).
أقول: ما هذا التعبير السيئ ؟ حشف وسوء كيل ؟!
كيف تزدري كثرة النسل؟
ومن المعلوم لدى كل عاقل، أن أيّ أمة؛ فخرها وعزها وقوتها بكثرة رجالها، وإذا قلّتِ الأمة هانت عند خصومها.
وأضف إلى ذلك أن لكثرة النسل فوائد عديدة ـ وهذا جواب لسؤالك عن "فائدة التفريخ السريع والإنتاج المريع" على حد تعبيرك واستهتارك ـ، فاعلم إن كنت لا تعلم، منها أيضاً: فوائد اقتصادية؛ كتعدد الأيدي العاملة والمنتجة، وبتوفر الأيدي العاملة؛ تتوفر جميع التخصصات، وتكتفي الدولة ذاتياً عن استقدام العمالة التي تكون عبئاً عليها، وواقعنا خير شاهد، فدول الخليج من أكثر الدول مستقدمين للأيدي العاملة، بخلاف الصين والهند مثلاً.
ويا ليتك التـزمت في نفسك كما ألزمت الآخرين بعنوان حديثك في البرنامج التلفزيوني، واحترمت وجهات نظر المعددين للزوجات والمكثرين من الولد؛ على أقل تقدير ، مع العلم أنهم لم يخالفوا الشريعة في ذلك، أما أنت فقد خالفت الشريعة في مواطن عدة من مقالك المنشور !!! فهل من مدّكر ؟
ثم ما هذا التعبير ياصاحب شهادة "الدكتورة في السنة" : الإكثار من الولد تشبهه بإنتاج الدواجن، من سبقك بهذا التعبير يا صاحب البلاغة والأدب؟
وما الذي يريعك من كثرة الولد لتقوى الأمة وتعتـز برجالها بعد عز الله تعالى وقوته ؟
يا صاحب الدكتوراة والماجستير قبل ذلك في الحديث !! ما هذا التطيّر في قولك: ( نخاف علينا من العين)؟
أما مر عليك حديث سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: ( الطيرة شرك الطيرة شرك .. ).
يقول العلامة العثيمين في "القول المفيد على كتاب التوحيد": " التطير: هو التشاؤم بالمرئي أو المسموع أو المعلوم أو غير ذلك".
فلازم كلامك، أن تتوقف الأمة عن الإنجاب حتى لا نصاب بالعين ! فهل يقول بهذا عاقل، بله داعية دكتور معروف ؟؟!!
ثم ما هذا التلون ؟ عملة بوجهين ؟
بالأمس القريب تنشد قصيدتك المشهورة، بين يدي ولي العهد ـ حفظه الله ـ ( .. إلاّ السعودية )، وتأتي على الجمهور وتذمهم وتلمزهم كونهم ينشّدون ( .. يا وطنا يا وطنا عمت عين الحسود ) ـ هذا إذا تنـزّلنا معك أنهم أنشدوها ـ.
ماذا وراء هذا التهييج وهذا التلون ؟
أهو إرضاء لجميع الأطراف؟!! أم هو المحافظة على القاعدة الجماهيرية؟
أم هو من باب قول الشاعر: ودارهم ما دمت في دارهم وأرضهم ما دمت في أرضهم ؟.
أين الولاء لهذه الدولة من هذا التهييج وإغارة الصدور ؟!
ولربما أخرج لك بعذر ـ وكأنه أقبح من ذنب ـ، ألا وهو: أن ذلك؛ خرج منك من باب السجع، فكلماتك المنتقاة المقفّاة: ( يا وطنا .. يا وطنا..، والأمريكان .....، وولدان ...، وذكيان ...، واليابان ..، وطالبان... ، وأفغانستان ). ، هي التي جعلتني أبحث لك عن عذر، وهذا كما قلت أقبح .
فالسجع ذمه نبي هذه الأمة صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث ـ ولا أظنها تخفى على من كانت شهاداته في الحديث، ولكن للأسف ..... ـ.
منها قوله عليه الصلاة والسلام: ( إنما هذا من إخوان الكهان ) قال الراوي في آخره: " من أجل سجعه الذي سجع".
قال ابن حجر: " أي: لمشابهته كلامه كلمهم...، والسجع هو: تناسب آخر الكلمات لفظاً .. وفي الاصطلاح: الكلام المقفى، قال ابن بطال: ( فيه ذم الكفار، وذم من تشبه بهم في ألفاظهم ). " [ الفتح: 10/218 ].
فاللهم سلم واهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
عسى أن نسمع منك توبة ، واعتذار والله يتوب على التائبين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين،،،،
كتبه
جمال بن فريحان الحارثي
15/1425هـ
بريد اكتروني: jamal_f_h@hotmail.com
نقله لكم محمد الصميلي- غفر الله له ولوالديه وللمسلمين والمسلملت