المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليس بالضرورة أن يكون طلاب الشيخ على منهجه فالقلوب تتغير


كيف حالك ؟

بوخالد
11-18-2004, 02:14 AM
إن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.
و هذا الزمان الذي يمسي فيه المرء مؤمناً و يصبحا كافراً -إلا من رحم ربي-.

ظهر فئة تدعو إلى س من طلاب الشيخ فلان و ص من طلاب الشيخ علان،و إن قلت لهم إن الشيخ رحمه الله قال خلاف هذا و ليس هذا من منهجه،قالوا لك إن هذا الطالب قال كذا،ألا تعرفه إنه من كبار طلاب الشيخ وقد ألأف و بوب و صنف و..و...
فليكن من يكن،فإن خالف الشيخ صاحب المنهج السلفي القويم و ارتضى بأن يداهن الحزبيين الذين كان شيخه يجاهدهم و يذب عن السنة بنقد قواعدهم الخلفية التي تخالف منهج السلف،فلن تغني دراسته على يد هذا الشيخ.

فما بال ابن نوحٍ عليه السلام لم يُلحق به؟
فليس الفتى من يقول كان أبي***بل الفتى من يقول هأنذا

و الرسول صلى الله عليه وسلم لن يغني عن فاطمة بنته -رضي الله عنها-شيئاً .

فكيف لي أن أدك القواعد السلفية السنية المتينة المكينة التي كان عليها هذا الشيخ الجليل الفاضل -رحمه الله- بقولٍ خلفي لأحد طلابه.

و كيف يسب هؤلاء الطلاب من كان الشيخ يثني عليهم و لا يتذكر أنهم أخطأوا في مسألة واحدة.

وحتى لا يقول أحد بأنك تعمم الكلام،فإني أقول:(القول لك فاسمعي يا جارة).

فلنسمي أشخاصاً حتى لا نتهم بالتعميم،مثلاً:توفيق الصايغ يثني على سيد قطب من أعلى المنبر يوم الجمعة و يصفه بكيت و كيت،ورغم هذا يدعي بأنه من طلاب الشيخ ابن العثيمين،رغم أنه شيخه انتقد سيد قطب و بشدة و عاب على من ينصح بقراءة كتبه.

فتجد أصحاب التحزب يتعنصرون له و إن قلت لهم قال الشيخ ابن العثيمين -عليه رحمة الله- عن سيد قطب قالوا لك قال طالبه توفيق الصايغ و هو من كبار طلابه و كذا..و كذا...

و مثال آخر من طلاب الألباني عليه رحمة الله،المدعو بأبي شقرة،انتكس و انتهج منهجاً مخالفاً لما عليه الشيخ الألباني،بل كان يدعي التعالم أمام الشيخ الألباني في حياته و أفسد علينا أُنسنا بالشيخ الألباني -عليه رحمة الله- بكثرة مداخلاته و ثرثرته التي تأخذ زمناً كبيراً،فكم من شريطٍ قطع علينا تسلسل الفوائد من الشيخ الألباني تدخل هذا المتعالم.

فهل يمدحه أحد بأنه كان من طلاب الشيخ الألباني؟
بل هذه أكبر مذمة له،فقد أقام الحجة على نفسه دون أن يدري،فهذا مثل الكلب العاوي.

قال تعالى: (و اتلُ عليهم نبأ الذي أتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين * و لو شئنا لرفعناه به و لكنه أخلد إلى الأرض و اتبع هواه،فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث،ذلك مثل القوم الذي كذبوا بآياتنا،فاقصص القصص لعلهم يتفكرون * ساء مثلاً القوم الذين كذبوا بآياتنا و أنفسهم كانوا يظلمون).

و مثال آخر بأبي الفتن،يدعون أن الشيخ مقبل الوادعي -رحمه الله- قد زكاه،وهو يطعن في الشيخ مقبل فكيف تستقيم هذه؟،فكيف يأتي قائل و يقول أنه على منهج الشيخ مقبل و هو قد سب الشيخ مقبل و ذمه و ذم طلابه الذين حملوا لواءه و حموا السنة.
أصَّل أبو الفتن أصولاً فاسدة و ووقع في أهل الأثر و العلماء الكبار الذين كان يحبهم الشيخ مقبل و يزكيهم،فلا كرامة أن يُضرب بأبي الفتن عرض الحائط.

وهكذا الأمثلة كثيرة و تتوالى،و عش رجباً ترى عجباً،و إن تعجب فعجبٌ أن ترى طلاب العالم السلفي السني المجاهد فلان يخالفون منهجه السلفي القويم و ينهجون مناهج مبتدعة من موازنات و مصافاة مع أهل البدع بل و تزكية من جرحه العلماء جرحاً بائناً و الإصرار على هذا.

و ليس هذا بل و الطعن في العلماء الكبار الأحياء فهذا من أشد العجب.
ولكن إن الله بالمرصاد لأبي الفتن و لكل من انحرف بعد أن أتاه الله العلم.

ولذا كان أكثر دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم:(يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك) و هو رسول رب العالمين -صلوات ربي و تسليماته عليه- فكيف بنا نحن العاصين المقصرين.

و نصيحة لأي أخ سلفي حريص على دينه،إياك أن تبيع دينك بالمال حتى تسلم و تبرأ،ففتنة هذه الأمة في المال فاحذر أن تتخلى عن شيء من دينك من أجل المال،فمعظم النار من مستصغر الشرر،و لا يزال الشيطان يوسوس للعبد ليجعله ينتقل من راجح إلى مرجوح و من فاضل إلى مفضول و من أجر كثير إلى أقٌل الأجر حتى يوقعه في الحرام،فالعزيمة في الدين واجبة لا سيما في هذا الزمان الذي يبيع فيه المرء دينه بعرضٍ من الدنيا قليل.

و الله الله في العلماء و التمسك بعلمهم و محبتهم و احترامهم و الذب عنهم،فالمرء يحشر مع من أحب.


(منقول)

12d8c7a34f47c2e9d3==