المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استثنائيات جهاديه/مفال للشيخ:عبدالمحسن العبيكان


كيف حالك ؟

الفاروق
11-15-2004, 03:57 PM
استثنائيات جهادية
عبد المحسن العبيكان*

نواصل الحديث في تبيان الموقف الشرعي والعقلي الصحيح من الجهاد، وبعض أحكامه، من خلال الوقوف على أقوال العلماء.
قال الشوكاني: «يجب استئذان الأبوين في الجهاد، وبذلك قال الجمهور وجزموا بتحريم الجهاد إذا منع منه الأبوان أو أحدهما لأن برّهما فرض عين والجهاد فرض كفاية. وهذه الحالة، التي ذكر الشوكاني إذا كان الجهاد فرض كفاية، أما إذا كان فرض عين فلا يدخل كلامهم فيه. ومن الصور والحالات التي يحرم الجهاد فيها ـ كما نصّ عليه الفقهاء ـ قولهم إذا زادت الكفار (أي ضعف قوة المسلمين).
ورُجي الظفر بأن ظنناه إن ثبتنا استُحب الثبات، وإن غلب على ظنّنا الهلاك بلا نكاية وجب علينا الفرار لقوله تعالى: «ولا تُلقوا بأيديكم إلى التّهلكة» ـ البقرة: 195ـ.
وفي القوانين الشرعية لابن جزي «وإن علم المسلمون أنهم مقتولون فالانصراف أولى، وإن علموا مع ذلك أنهم لا تأثير لهم في نكاية في العدو وجب الفرار، وقال أبو المعالي: لا خلاف في ذلك» أ.هـ. قال الشوكاني: «إذا علموا بالقرائن القوية أن الكفار غالبون لهم مستظهرون عليهم فعليهم أن يتنكّبوا عن قتالهم ويستكثروا من المجاهدين ويستصرخوا أهل الإسلام، وقد استدل على ذلك بقوله عز وجل: «ولا تُلقوا بأيديكم إلى التّهلكة» ـ البقرة: 195ـ. وهي تقتضي ذلك بعموم لفظها، وإن كان السبب خاصاً فإن سبب نزولها أن الأنصار لما قدموا على ذرائعهم وإصلاح أموالهم وتركوا الجهاد أنزل الله في شأنهم هذه الآية، كما أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي وصححه والحاكم. وقد تقرر في الأصول أن الاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، ومعلوم أن من أقدم وهو يرى أنه مقتول أو مأسور ومغلوب فقد ألقى بيده إلى التّهلكة».
وجاء في السير الكبير: «فأما إذا كان يعلم أنه لا ينكي فيهم فإنه لا يحل له أن يحمل عليهم لأنه لا يحصل بحملته شيء مما يرجع إلى إعزاز الدين، لكنه يقتل فقط، وقد قال تعالى: «ولا تقتلوا أنفسكم» ـ النساء: 29 ـ. ولذا قال الألوسي في قوله تعالى: «ولا تُلقوا بأيديكم إلى التّهلكة» ـ البقرة: 195ـ: «هي اقتحام الحرب من غير مبالاة وإيقاع النفس في الخطر والهلاك». قال ابن حجر في مسألة حمل الواحد على العدد الكثير: «متى كان مجرّد تهوّر فممنوع، لا سيّما إن ترتّب على ذلك وهنُ المسلمين».
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «فمن كان من المؤمنين بأرض هو فيها مستضعف، أو في وقت هو فيه مستضعف، فليعمل بآية الصبر والصفح عمن يؤذي الله ورسوله من الذين أوتوا الكتاب والمشركين، وأما أهل القوة، فإنما يعملون بآية قتال أئمة الكفر الذين يطعنون في الدين وبآية قتال الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون».
* فقيه سعودي

12d8c7a34f47c2e9d3==