المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأعمال لا تنقطع بانقضاء شهر رمضان


كيف حالك ؟

أم حمد
11-10-2004, 03:51 PM
من خطب الجمعة : المجموعة الثانية
لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله وخليله وامينه على وحيه أرسله الله تعالي بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا إلي الله بإذنه وسراجا منيرا فبلغ الرسالة وادي الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده فصلاة الله وسلامه عليه وعلى أصحابه ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين
أما بعد

يا عباد الله كان الناس يرتقبون شهر رمضان يقولون بقي عليه شهر أو شهران فمن الناس من أدركه ومن الناس من مات قبل إدراكه ومن الناس من أدرك أوله ولم يدرك أخره ومن الناس من أدركه هذا العام ولا يدركه في الأعوام السابقة هذا هو الواقع قد جاء شهر رمضان وخلفناه وراء ظهورنا وهكذا كل مستقبل يرتقبه المرء ثم يمر به ثم يخلفه وراءه حتى يأتيه الموت , أيها الناس لقد حل بنا شهر رمضان ضيفا كريما فأودعناه ما شاء الله من الأعمال التي نرجو الله تعالي أن يتقبلها منا ثم فارقنا هذا الشهر المبارك شاهدا لنا أو علينا بما أودعناه من الأعمال ولقد فرح قوما بفراقه لأنهم تخلصوا منه تخلصوا من الصيام الذي يشق عليهم والأعمال التي كانت ثقيلة عليهم وفرح قوما اخرين بتمامه على وجه أخر فرحوا به تمام لانهم تخلصوا به من الذنوب والآثام بما قاموا به من عمل صالح استحقوا به وعد الله بالمغفرة: ( فمن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه )، ( ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه ) وإن الفرق بين الفرحين إن الفرق بين الفرحين لعظيم إن علامة الفرحين بفراقه أن يعاودوا المعاصي بعده فيتهاونوا بالواجبات ويتجرءوا على المحرمات وتظهر أثار ذلك في المجتمعات فيقل المصلون في المساجد وينقصون نقصا ملحوظا ومن يضيع صلاته فهو لما سواها أضيع لان الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر أيها الاخوة المسلمون لا تظنوا انه إذا انقضي شهر رمضان فاه انقطعت أيام العمل لا إن العمل لا ينقضي الا بالموت لان الله تعالي يقول:(واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) ويقول جل وعلا: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون )فإن انقضي شهر الصيام وهو موسم عمل فان زمن العمل باقي لا ينقطع والأعمال الصالحة باقية ولله الحمد لا تزال مشروعة على مدار السنة فالصيام مشروع على وجه التطوع في غير رمضان قال النبي صلي الله عليه وعلى اله وسلم : (من صام رمضان ثم اتبعه بستة من شوال كان كصيام الدهر) ولقد سن رسول الله صلي الله عليه وعلى اله وسلم صيام الاثنين والخميس وقال : (إن الأعمال تعرض فيهما على الله فاحب أن يعرض عملي وأنا صائم ) و أوصى صلي الله عليه وعلى اله وسلم ثلاثة من أصحابه أبا هريرة وأبا ذر وأبو الدرداء رضي الله عنهم أن يصموا ثلاثة أيام من كل شهر وقال: (صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله ) وحث صلي الله عليه وعلى اله وسلم على العمل الصالح في عشر ذي الحجة ومنه الصيام وروي عنه صلي الله عليه وسلم انه كان لا يدع صيامها وقال صلي الله عليه وسلم في صوم يوم عرفة: ( يكفر سنتين ماضية ومستقبلة ) يعني لغير الحاج أما الحاج فلا يصوم بعرفة وقال صلي الله عليه وعلى اله وسلم: ( افضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم) وقال في صوم اليوم العاشر منه:( يكفر سنة ماضية) وقالت عائشة رضي الله عنها: (ما كان النبي صلي الله عليه وعلى اله وسلم يصوم في شهر تعني تطوعا ما كان يصوم في شعبان ) كان يصوموه إلا قليلا بل كان يصومه كله هكذا جاءت السنة بمشروعية الصيام على مدار السنة وهذا من فضل الله ورحمته ولولا إن الله شرع الصيام لكان الصيام بدعة وكل بدعة ضلالة ولكن الله شرعه لعباده ليزدادوا إيمانا وأعمالا صالحة وثوابا جزيلا أما القيام فانه لا ينتهي أيضا برمضان فانه لا يزال مشروعا كل ليلة من ليالي السنة وفي كل ليلة من ليالي السنة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسال الله شيئا الا أعطاه حث النبي صلي الله عليه وعلى اله وسلم على قيام الليل ورغب فيه وقال: ( افضل الصلاة بعد المكتوبة الصلاة في جوف الليل) وصح عنه صلي الله عليه وعلى اله وسلم: ( إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقي ثلث الليل الأخر فيقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاعطيه من يستغفرني فاغفر له) هكذا ينزل الرب عز وعلا إلى السماء الدنيا بالوجه اللائق به من غير تمثيل ولا تكليف لان الله تعالي اعلم بنفسه ولم يخبر بشئ عن كيفية صفاته ونهانا أن نضرب له الأمثال يقول:( جلا وعلا إذا نزل في أخر الليل يقول من يدعوني فاستجيب له) يعني أي إنسان يدعوني فأنا استجيب له (من يسألني فاعطيه) أي من يسألني أي مسالة كانت فيعطه الا إن النصوص جاءت باستثناء ما كان فيه الإثم فان الله تعالي لا يقبل دعاء من هو آثم أي من سال إثما ويقول: ( من يستغفرني فاغفر له ) أي من يطلب مني أن اغفر له ذنوبه فاني اغفر له هكذا يعلن الجواد الكريم فضله وجوده يقول هذا القول فمن كان منكم حازما فلينتهز الفرصة أيها المسلمون اتقوا الله تعالي وبادروا الأعمار الأعمال وحققوا الأقوال بالأفعال فان حقيقة عمر الإنسان متي ما أمضاه في طاعة الله والإنسان في عمره يكون على ثلاثة وجوه الوجه الاول أن يمضيه في طاعة الله وهذا هو الكاسب لقول الله تعالي: ( والعصر إن الإنسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) الوجه الثاني أن يمضيه في معصية الله أما بترك الواجبات أو بفعل المحرمات وهذا هو الخاسر الآثم فعليه أن يقلع عن ما هو عليه وان يتوب إلى الله عز وجل وان ينتهز الفرصة قبل فوات الأوان أما الوجه الثالث فهو الذي لا يمضيه في طاعة الله ولا في معصية الله ولكن في اللغو واللهو الذي لا فائدة منه وهذا بلاشك قد خسر لكنه ليس بآثم إلا أن يترتب على ذلك محظور شرعي أيها الناس حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا واعملوا لأخرتكم قبل أن تنتقلوا ولقد يسر الله لكم سبل الخيرات وفتح لكم أبوابها ودعاكم لدخولها فالصلوات الخمس آاكد أركان الإسلام بعد الشهادتين هي خمس في الفعل وخمسون في الميزان من أقامها كانت له نورا ونجاة يوم القيامة شرعها الله لكم خمس صلوات في كل يوم وليلة في أوقات متفرقة حتى لا يلحقكم التعب وحتى لا تبتعدوا في الوقوف بين يدي الله عز وجل و أكملها بالرواتب أكملها الله تعالي بالرواتب التابعة لها لان الإنسان ربما بل وهو الكثير يحصل في عمله خلل فكملت بالرواتب ربما يحصل في عمله خلل فكملها الله تعالي بالرواتب التابعة لها وهي اثنتي عشر ركعة أربعة قبل الظهر بسلامين وركعتان بعدها وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء وركعتان قبل الفجر من صلاهن بني الله له بيت في الجنة وااكد هذه الرواتب ااكد هذه الرواتب راتبة الفجر لان النبي صلي الله عليه وعلى اله وسلم كان يداوم عليها حضرا وسفرا وقال: ( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها) ويثني تخفيفهما مع الطمأنينة وان يقرأ في الركعة الأولى بيا أيها الكافرون بعد الفاتحة وفي الثانية قل هو الله احد بعد الفاتحة أو يقرأ قوله أو الآية وهي:( قولوا آمنا بالله وما انزل إلينا) في سورة البقرة في الركعة الأولى وان يقرا في الثانية: ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ) في سورة ال عمران يقرأ هذا مرة وهذا مرة ليحافظ على السنة الواردة عن النبي صلي الله عليه وعلى اله وسلم وإذا كان غير حافظ للقرآن وداوم على قل يا أيها الكافرون وقل هو الله احد فلا حرج لان الكل سنة ولله الحمد والوتر سنة مؤكدة سنه الرسول صلي الله عليه وعلى اله وسلم بقوله وفعله: (من خاف أن لا يقوم من أخر الليل فليوتر أوله ومن طمع أن يقوم أخر الليل فليوتر أخر الليل فان صلاة أخر الليل مشهودة ) وذلك افضل ووقته من صلاة العشاء ولو مجموعة إلى المغرب جمع تقديم إلى طلوع الفجر وهو سنة مؤكدة لا ينبغي للإنسان تركه حتى قال بعض العلم: ( إن الوتر واجب يأثم الإنسان لتركه) وقال الإمام احمد رحمه الله: ( الوتر من تركه رجل سؤ لا ينبغي أن تقبل له شهادة ) واقل الوتر ركعة واكثره احدي عشر ركعة كل ركعتين بسلام ووقته من صلاة العشاء الآخرة إلى طلوع الفجر ومن فاته في الليل قضاه في النهار ولكن يقضيه شفعا ولا يقضيه وترا هكذا قد جاء الحديث عن رسول الله صلي الله عليه وعلى اله وسلم ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: ( أن النبي صلي الله عليه وعلى اله وسلم كان إذا غلبه نوم أو وجع عن قيام الليل صل من النهار ثنتي عشر ركعة ) فإذا كان من عادتك أن توتر بثلاث ولكنك لم توتر فانك تقضيها في النهار وإذا كان من عادتك أن توتر بخمس فانك تقضيها ستة وإذا كان من عادتك أن توتر بسبع فانك تقضيها ثمانية وإذا كان من عادتك أن توتر بتسع فانك تقضيها عشرة وإذا كان من عادتك أن توتر بإحدى عشر فانك تقضيها اثنتي عشر كما فعل النبي صلي الله عليه وعلى اله وسلم أيها الاخوة المسلمون إن الإنسان إذا انصرف من صلاته فإن الله تعالي أمره أن يذكر الله تعالي قائما وقاعدا وعلى جنب قال الله تعالي: ( فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم ) وذلك أن الإنسان في صلاته متصلا بربه يناجيه ويدعوه ويعظمه بالقول وبالفعل فإذا انصرف من الصلاة انصرف من هذه الصلة لكن الله أمر بالذكر حتى لا يكون الإنسان بعيدا من ربه وكان النبي صلي الله عليه وعلى اله وسلم إذا سلم استغفر ثلاث وقال: ( اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذي الجلال والإكرام) وقال النبي صلي الله عليه وعلى اله وسلم: ( من سبح الله دبر كل صلاة ثلاث وثلاثين وحمد الله ثلاث وثلاثين وكبر الله ثلاث وثلاثين فتلك تسعة وتسعون وقال تمام المائة لا الله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير غفرت خطاياه وان كانت مثل زبد البحر) ولقد شرع الله لعباده إذا أرادوا الصلاة أن يتطهروا حتى يطهروا ظاهرهم ويكون ذلك عنوانا على طهارة الباطن فمن توضأ فاسبغ الوضؤ ثم قال: (اشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين ومن المتطهرين فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء) أما النفقات والزكوات والصدقات والمصروفات على الأهل والأولاد حتى على نفس الإنسان فما من نفقة ينفقها الإنسان يبتغي به وجه الله الا أثيب عليها (إن الله ليرضي عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها) وقال النبي صلي الله عليه وعلى اله وسلم( الساعي على الأرملة والمساكين كالمجاهد في سبيل الله أو كالصائم لا يفطر والقائم لا يفتر) والساعي عليهم هو الذي يسعي بطلب رزقهم ثم يقوم بحاجتهم ويربيهم التربية الصحيحة والعائلة الصغار والضعفاء الذين لا يستطيعون القيام بأنفسهم هم كالمساكين فالسعي عليهم كالجهاد في سبيل الله أيها المسلمون إن طرق الخير كثيرة فأين السالكون وإن أبوابها لمفتوحة فأين الداخلون وإن الحق لواضح لا يزيغ عنه الا الهالكون فخذوا عبادة الله من كل طاعة بنصيب فان الله يقول: (يا أيها الذين امنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ) اللهم إنا نسألك أن ترزقنا علما نافعا وعملا صالحا متقبلا ورزقا طيبا واسعا وان ترزقنا اغتنام الأوقات بعمارتها بالأعمال الصالحات انك على كل شئ قدير والحمد الله رب العالمين وصلي الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .

السلفيه
11-11-2004, 01:36 AM
جزاك الله خير ونفع بك

نور السنه
11-12-2004, 06:41 PM
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك

أم عبدالله الأثرية
12-15-2004, 10:54 PM
بارك الله فيك

12d8c7a34f47c2e9d3==