المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلامة اللحيدان الإرهاب بسبب :الاختلاط في السابق بكثير من المدرسين


كيف حالك ؟

عبدالعزيز السارني
10-25-2004, 01:20 AM
التكفيريون يحركهم الجهل والغفلة والرغبة في الوصول للسلطة
المصدر : حاوره د. عبدالعزيز النهاري


*كنت وانا في طريقي للقاء فضيلة الشيخ صالح اللحيدان بمقر مجلس هيئة القضاء الأعلى بالرياض أتصور بأنني سأجد أمامي سلسلة من الاجراءات التي تقودني الى مكتبه .. وسأدخل مبنى ضخما .. ومكاتب وثيرة .. وادارة وموظفون .. وحجاب منهم القائم ومنهم الجالس .. وسأنتظر في صالون فخم .. حتى يحين موعدي .. واقتربت من المبنى .. ودخلته .. فاذا ببعض الكنبات المتواضعة في مدخل المبنى .. جلست ومعي زميلي المصور .. على احداها ..وحضرالشيخ .. وفتح باب مكتبه بمفتاح كان يحمله .. ثم دخل مكتبه .. ودخلت عليه .. وبدأ الحوار .. وجدتني امام شخصية صريحة جدا .. وذكية جدا .. وعميقة في علمها .. سمحة في تناول ماطرحته عليها .. فكان هذا الحوار:
روافد التكفيريين


فضيلة الشيخ .. لماذا خرج أولئك المكفرون.. على علمائهم ومجتمعهم ..و من تعتقدون بانه يقف خلفهم?
*مسألة التكفير .. والخروج على الجماعة .. واتخاذ طريق غير الذي عليه عامة الامة.. ليس بالامر الجديد.. فقد وجد ذلك في عهد الصحابة رضى الله عنهم وارضاهم.. فقامت فئة وخرجت على المجتمع الاسلامي النقي الذي لم يوجد بعده مجتمع يماثله.. فخرجوا على علي رضى الله عنه وخرجوا قبله على عثمان وانتهوا بقتله رضوان الله عليه ظلما و عدوانا.. و ما خرج أولئك الا بدعوى انهم ينكرون المنكر.. ويدعون الى عدل.. ويوريدون رفع ما يزعمونه من ظلم ..و مما لا شك فيه انه لاتوجد دعوة ضالة أو فكر انحرافي الا و يوجد خلفه من يدعو اليه و يلبس على الناس امره ليكون الباطل حقا وليغمط الحق و ينفر منه.. وتكفيري وزماننا الحاضر لهم روافد و يتغذون بأفكار ليست وليدة العصر..
شبه وضلالات


فضيلة الشيخ .. اذا لم تكن وليدة العصر ..فما عساها ان تكون ?
*هي شبة و ضلالات. كيف نشأت ?
*واقع العالم الإسلامي بما فيه من تفكك.. و ما حل بكثير من بقاع من تسلط الدول الكافرة عليه ..أوجد ردات فعل لدى كثير من الناس ..بعضها غيرة على الدين لكن دون بصيرة .. وبعضها عن رغبة في تسلط وسلطة.. و الرغبة في الوصول للسلطة تركب لها مراكب الهوى.. و الغيرة بدون بصيرة مراكبها الجهل و عدم تقدير الامور و الغفلة عن النظر الى العواقب ..فاذا اجتمع هذا وذاك ولد افكارا.. و اوجد انشطة تخل بتفكير المجتمع .. وتزرع الشبه و الشكوك.. و لو ان الناس الذين تلتبس عليهم الامور.. يريدون الحق ..لرجعوا الى اهل العلم والرأي و والبصيرة لسلموا من كثير من الدركات ..و لكن الله جل وعلا اذا اراد امرا امضاه.. ثم انه لا تحدث بلية و لا تحل نكبة و لا يقع بلاء و امتحان.. الا بسبب ذنوب العباد فالله سبحانه وتعالى يقول{ ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت ايدي الناس}.
لدينا صفاء العقيدة وتحكيم الشريعة لكن التكفير قد وقع .. فما الذي علينا عمله ?

*مع ما وجد من تكفير وافكار ضالة و رجال رتعوا وركبوا و حجموا في مجالات الفتنة علينا ان لا نيأس .. فبلادنا بحمد الله مجتمع فيها صفاء العقيده و تحكيم الشريعة و التبصر في الامور.. فاذا وجد شواذ و التف حولهم اغرار و حصلت احداث وانحرافات فالمؤمل ان تعود الاحوال و يرجع التفكير و يقلع اولئك عن غيهم .. كما ان السلطة بحمد الله قائمة بجد واجتهاد في دفع الشرور والاثام عن البلاد ..و في ايجاد ما يقضي على الفتن.. و بحول الله ستصل الى الغايات الحميدة و نسأل الله ان يحقق ذلك عاجلا.
خلل في التفكير


ترى من الذي يقف خلف اولئك الذين خرجوا عن الاجماع والامة?
* لا شك ان هؤلاء لم تنبع افكارهم من واقع داخلي .. لكنها تنبع من خلل في التفكير وتغذية من افراد او من جماعات من خارج البلاد..
من هم ?
* بلادنا مفتوحة للوافدين من عالمنا الاسلامي والعربي..وقد يوجد جموح وجنوح يكون له من يغذيه.. انما المكفرون موتورون في بلادهم و لم يجدوا مرتعا تنموا فيه افكارهم.. او كما اشرت سابقا اناس اهل غيرة مع فقد البصيرة ..و الله يقول { فانها لا تعمى الابصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور}.. ويقول المصطفى صلى الله عليه و سلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين .. و ليس من يفقه يكون فقيها بقراءة كتب الفقه.. انما يكون عنده فقه في الدين..وبصيرة فيميز بين الحق و الباطل.. و بين النافع والضار.. و بين حسن العواقب و سيئها.. لا استطيع ان احدد من يكون وراء هؤلاء.. لكن الاختلاط في السابق بكثير من المدرسين و المعلمين في المملكة من الوافدين او المستوفدين.. و الاختلاط بامثال هؤلاء عند الاسفار لافراد من اهل البلاد نما اكثر فاكثر في ايام الحرب في افغانستان عندما كان الناس يذهبون للجهاد ضد الشيوعية ..و لان المسألة مسألة جهاد ولانقاذ بلد اسلامي من الثقل الشيوعي كانت الامور لمن يريد الذهاب ميسرة له فيختلطون في تلك البلاد بمثقفين ثقافة مختلطة ..و من حاقدين في بلادهم ويريدون ان يعم بلاد غيرهم ما حصل في بلادهم من فتن ..كالذي يقول اقتلني ومالك واقتل مالك معي.. فيرجع الناس من مثل تلك التجمعات والاجتماعات بافكار متغيرة.. وابرز ما حصل من التكفير الجلي هو ما نتج بعد حروب افغانستان مع الشيوعية.. ثم من بقي بعد ذلك لكن نرجو الله جل و علا ان يكشف الغمة ويزيل الفتنة ويعيد جميع ابناء البلد و جميع المسلمين الى سلوك الصراط المستقيم.
افغانستان والجهاد

هل تعتقدون فضيلتكم ان ما كان في افغانستان كان جهادا ?

*بالنسبة لقتال الشيوعيين اذا قام به احد لاعلاء كلمة الله لا يقصد الا ذلك فهذا جهاد في سبيل الله .. لان النبي صلى الله عليه و سلم عندما سئل من المجاهد?..قال(من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا) فـ (من)من صيغ العموم في لغتنا العربية.. و اما من جاهد لمجرد الوطن و لا يقصد اعلاء كلمة الله فهو يقاتل لوطنه ..و قد قيل للنبي صلى الله عليه و سلم ان الرجل يقاتل حمية و يقاتل شجاعة و يقاتل للمغنم من في سبيل الله? فقال عليه افضل الصلاة و التسليم (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله).. عندما كان القتال ضد فكر شيوعي الحادي كانت البلاد نشطة في مساعدة المجاهد الذي يقاتل في ذلك البلد.. رغم ما في ذلك البلد من نوع فكري ما بين صوفي يقول بوحدة الوجود ..ووحدة الوجود هي القول بأن الكون هو الله ..و لاشك بان هذا مبدأ غير اسلامي و من يعتقده اعتقادا جازما فهو غير مسلم.. و مما يوجد الشبه ان الدول الكافرة كانت تدعم القتال في افغانستان و تحرص على تحقيق الانتصارات على الشيوعية لا حبا في الاسلام و لا نصرة للاسلام و لكن حبا لمصالحها ولزعزعة الكيان المنافس للغرب و تم جل ما تريده تلك الدول ولما تم تغيرت المقاصد و الله المستعان.
دور العلماء

الم يكن لعلمائنا دور في تنوير عقول أولئك الخارجين?

* لم يقصر العلماء في ذلك ..فمجتمع الصحابة رضى الله عنهم وجد فيه الخارجون .. فقد قامت قائمة الخوارج على علي بن ابي طالب رضى الله عنه وارضاه من قوم قال فيهم النبي صلى الله عليه و سلم ليحقر احدكم صلاته عند صلاتهم و صيامه عند صيامهم الا انه قال عليه الصلاة والسلام( يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية..) فالسهم اذا كانت القوس شديدة النزع فاطلق السهم على الرمية الصيد يمزقها و يخرج منها وليس فيه دم ..فهؤلاء يخرجون و لم يعلق بهم الاسلام.. و لم يغير ما في قلوبهم.. هؤلاء خرجوا في مجتمع الصحابة رغم ان الدين طري و اخبار الرسول صلى الله عليه و سلم تروى عنه بمن تلقوها مباشرة منه ..فالضلالات توجد في كل وقت لا احد اكمل من الصحابة في البيان ولا احد انصح من الصحابة في الامة فهم تلاميذ رسول الله صلى الله عليه وسلم و مع ذلك وجد في عهدهم ما وجد.. ثم في بلادنا في المملكة وجدت حالات كان العلماء مع الملك عبدالعزيز رحمه الله نشطين في البيان والايضاح.. و وجد من يشذ عن الجماعة الا ان العاقبة للتقوى فكانت بحمد الله.. و هؤلاء الذين صار لهم ما صار.. وبقيت منهم بقايا هم لا يثقون باهل العلم لانهم يرون ان اهل العلم في موالاتهم للدولة صاروا كما يسمونهم علماء السلطان.. و هم بهذه التسمية صادقون بانهم علماء السلطان ..يعني انهم انصار السلطان على الحق.. واعوان السلطان في كشف الباطل.. فاذا عيب هؤلاء فيعيب علماء عهد الخلفاء الراشدين و من جاء بعدهم .. وتلك لا شك ضلالات ..فمن جاء من هؤلاء الى العلماء بين له العلماء الحق ..و من يريد الحق يسأل اهله عنه.. و القرآن صريح في ذلك عندما ذكر قصة المرجفين في الارض فان لم ينته المنافقون الى اخر الايه بين ان الرد الى كتاب الله و اهل الرأي و هم اهل العلم ليكشفوا الظلمات وبينوا الحقائق ويزيحوا الشبه لكن يقع على هؤلاء أفمن زين له سوء عمله فراه حسنا فضلوا, و نرجو الله جل و علا و نسأله ان يهدي الظالمين والمسلمين و يرد شاردهم ويكفي الامة شر الاشرار وهو القادر على كل شيء.
المصدر ( الأربعاء - 6/9/1425هـ ) الموافق 20 / اكتوبر/ 2004 - العدد 1221 http://www.okaz.com.sa/okaz/Data/20.../Art_155948.XML

12d8c7a34f47c2e9d3==