المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مصير كل من لم يدخل في دين الإسلام


كيف حالك ؟

فكير النوبي
10-22-2004, 02:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد لأن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله أما بعد
قال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في ردّه على مقالة كفرية (من شريط مفرغ إعداد سالم الجزائري):
(كل من لم يدخل في دين الإسلام فمصيره جهنم) هذا صحيح، وعيسى عليه السلام أخبر بني إسرائيل في ذلك قال جل وعلا ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (72) لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ﴾[المائدة:72-73]، وقال سبحانه ﴿اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا﴾[التوبة:31]، وقال سبحانه لعيسى عليه السلام ﴿أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ﴾[المائدة:116-119]، كذلك قال جل وعلا ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾[آل عمران:85]، الإسلام اسم للاستسلام لله جل وعلا، وكل المرسلين من أولهم إلى آخرهم جاءوا بالإسلام لله جل وعلا، فكل رسول جاء بالإسلام لله الإسلام العام ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾[المائدة:48]، أما الدين فواحد وأما الشرائع فمختلفة، التوحيد والاستسلام لله عند جميع الرسل واحد وعند جميع أتباع الرسل هذا هو دين واحد الذي هو الإسلام العام.
والإسلام -كما ذكرتُ- له إطلاق عام يدخل فيه كل المرسلين ويدخل فيه أتباع المرسلين ولهذا قال الله جل وعلا ﴿وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ﴾[المائدة:111]، وقال سبحانه ﴿بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ﴾[البقرة:112] فكل من أسلم وجهه لله واتبع الرسول الذي أمر باتباعه فهو مسلم، هو موحد، ومآله الجنة.
أما أن يكون على غير دين الإسلام من الشرك ومن الأديان المحرفة والضلالات ولم يتّبع الرسول الذي أُمر به فإنه لا يكون على خير ولو كان هو أعبد المتعبدين، فالله جل وعلا لا يقبل من أحد من منذ خلق آدم إلى أن يرث الأرض ومن عليها، لا يقبل من أحد إلا الإسلام، وقبل بعثة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدخل في الإسلام العام؛ الاستسلام لله جل وعلا بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله وأن يتبع الرسول الذي أرسل إليه، فأتباع إبراهيم الخليل مسلمون وهو إمام المسلمين عليه السلام، وأتباعه أُمروا أن يتبعوا إبراهيم وكذلك أتباع نوح أمروا أن يتبعوا نوحا عليه السلام، كذلك أتباع يونس أمروا أن يتبعوا يونس.
أتباع موسى من بني إسرائيل أمروا أن يتبعوا موسى، فإذا أخذوا بما جاء به موسى من التوحيد ومن الشريعة وحكّموا ذلك في أنفيهم وأقاموا التوراة فإنهم على خير وهم مسلمون موعودون بالجنة، ومن خالف موسى وابتغى غير دين الإسلام العام الذي أرسل الله جل وعلا نبيه موسى وكل الأنبياء والمرسلين وهو التوحيد والطاعة للرسول والبراءة من الشرك وبغض الشرك فإنه لا يكون مسلما ولو كان عند نفسه أنه من أعبد المتعبّدين.
كذلك لما بعث بعيسى عليه السلام كان واجبا على بني إسرائيل أن يتّبعوا ملة عيسى، أن يتّبعوا ما جاء به عيسى عليه السلام؛ لأنه جاء مبينا لهم بعض ما حرم عليهم وجاءهم بآيات من ربهم، فلزم الناس أن يتبعوا عيسى عليه السلام فكفر بنو إسرائيل الذين لم يتبعوا عيسى عليه السلام.
كذلك لما بعث الله محمدا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان واجبا على الخلق أجمعين أن يؤمنوا بمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبعثه الله بالإسلام العام وبالإسلام الخاص الذي هو شريعة الإسلام؛ بعقيدة الإسلام التي اشترك فيها جميع الأنبياء والمرسلين التي جاءت في مثل قوله تعالى ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ﴾[آل عمران:19]، كل رسول جاء بدين الإسلام ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ﴾، وفي قوله جل وعلا ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ﴾[آل عمران:85]، وكذلك في آيات أخر، أمر الله جل وعلا نبيه أن يأمر الناس بأن يتبعوا دين الإسلام الذي يشمل الإسلام عقيدة والإسلام شريعة؛ لأن الشرائع مختلفة، فقد ثبت عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال «الأنبياء إخوة لعلاّت الدين واحد والشّرائع شتى» فمن زعم أنّ اليهودي بعد بعثة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي أقام على اليهودية أنه مسلم وأنه يدخل الجنة ولو كان أصلح الصالحين فهذا كافر بالله؛ لأنه مكذب للقرآن، كذلك من زعم أن النصراني المشرك الذي يدعو مع الله جل وعلا إلها آخر والذي يعتقد في عيسى عليه السلام أنه ولد الله هذا لاشك أنه مشرك كافر قبل رسالة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبعد بعثة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كذلك، وأنه لن ينجو إلا باتباع النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ.
لهذا ثبت عن النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ أنه قال «والله لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا أكبّه الله في النار» فكل أحد يسمع برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتبلغه شريعة الإسلام ويبلغه رسالة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم لا يؤمن بمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإنه من أهل النار، ونشهد عليه إذا مات على ذلك معيَّنا بأنه من أهل النار، كذلك من مات وهو مقيم على اليهودية ومقيم على النصرانية فهو من أهل النار، ولهذا أنذر عيسى عليه السلام بقوله ﴿إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ﴾ يعني التحريم الأبدي ﴿وَمَأْوَاهُ النَّارُ﴾ يعني خالدا مخلّدا فيها ﴿وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ﴾[المائدة:72]، فاليهود بنص القرآن كفرة؛ بل هم أعدى أعداء الرسل لأنهم قتلوا الأنبياء وقتلوا في يوم واحد أكثر من مائة نبي وصالح، ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ﴾[آل عمران:21] اليهود والنصارى زعموا أنهم أبناء الله وأحباؤه، وزعموا أنهم إذا دخلوا النار فإن اليهود سيدخلونها مدة عبادتهم للعجل أياما معدودات أربعين ليلة، والله جل وعلا كذبهم في ذلك وقال ﴿قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ﴾[آل عمران:24] وكذّبهم في ذلك وأنهم من أهل النار الذين يخلدون فيها لعدم إيمانهم بالإسلام العام وما آتى حتى رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو سمع شريعته فإنه من أهل النار قطعا إذا مات على ذلك.
النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ دخل على غلام يهودي يعوده في بيته وعرض عليه الإسلام، فكان الغلام ينظر إلى أبيه فقال له أبوه اليهودي: أطع أبا القاسم. فقال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. فتهلل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرحا وقال «الحمد لله الذي أنقذه الله بي من النار»؛ لأنه لو مات على هذه الحال فإنه من أهل النار قطعا.
فاليهود والنصارى بنص القرآن كفرة مشركون، ومن مات على اليهودية والنصرانية فإنه من أهل النار يشهد عليه بعينه؛ لأنه أشرك بالله جل وعلا وخالف رسالة رسوله بخلاف الغافل الذي لم يسمع برسالة الرسول ولم يسمع بملة أصلا وأتى الشرك فهذا قد يدخل تحت قوله تعالى ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً﴾[الإسراء:15]، أما أولئك فأتاهم الرسول، أتى اليهود موسى عليه السلام، وأتى النصارى عيسى عليه السلام، وموسى وعيسى أمروا اليهود والنصارى أمروا بني إسرائيل بالتوحيد الخالص، وأمروهم بطاعة ما في التوراة والإنجيل، واليهود والنصارى نبذوا ذلك وراءهم ظهريا، ومن كان من اليهود على خير ومن النصارى ممن أدركوا الإسلام فإنهم آمنوا برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
هذا عبد الله بن سلام آمن برسول الله عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ، وهذه طائفة من النصارى آمنت برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونزل فيهم قول الله جل وعلا ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ﴾[المائدة:82-84]، يعني من القرآن ﴿وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ﴾ وكون أعينِهم تفيض بالدمع هذا يدل على إيقانهم وإيمانهم، قال أهل العلم هذه نزلت في طائفة من النصارى آمنوا بمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

.

عبيد الأثري
10-22-2004, 10:26 PM
جزاك الله خيراً أخي فكري النوبي , وبارك الله في الشيخ صالح آل الشيخ .

12d8c7a34f47c2e9d3==