المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة الشيخ سعد الحصين للشيخ بكر وفق الله الجميع في بيان حقيقة سيد قطب


كيف حالك ؟

السحيمي الأثري
10-05-2004, 09:31 PM
رسالة الشيخ سعد الحصين للشيخ بكر وفق الله الجميع
في بيان حقيقة سيد قطب
من : سعد الحصين ـ الاردن ـ عمان الى أخي في الله الشيخ بكر أبو زيد زاده الله يقيناً وجنبه طريق الظن والعاطفة سلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد :

فعندما قرأت رسالتك الى الشيخ ربيع بن هادي لم أكن أصدق أن مثلك يكتبها لو لا اطلاعي على رسالتين قبلها في الرد على من يلتزم سنن الهيئات في الصلاة ، ومن يميز متبعي الظن من متبعي اليقين ، في الدين والدعوة إليه ، وتمثلت أخي الباحث المحقق يقود سيارة في " طريق الهجرة " من مكة الى المدينة ثم يعود أدراجه لا لسبب واضح إلا أنه رأى سهماً معوجاً يشير الى طريق " الدوران " والرجوع الى الخلف .

كيف يمكن لكاتب " مرويات ختم القرآن " و " حكم الانتماء " و " معجم المناهي اللغوية " رغم سكوت العلماء ، ومرور السنين ، بل القرون ، على هذه الأخطاء والبدع في الدين ، أن يستنكر تنبيه زميله الباحث المحقق على أخطاء كاتب " اسلامي " تُدرس في بعض المعاهد الدينية في المملكة ، بلد التوحيد والسنة ، فضلا عن غيرها .أيجوز لباحث محقق أن يعدل عن الاستدلال بالآية والحديث وآراء علماء الأمة في القرون الثلاثة ومن سار على نهجهم الى مثل : شهرة الكاتب ومرور السنين ما كتب دون رد ؟

أو مثل : قول باحث أنه اطلع للمرة الأولى فلم يجده على قول باحث أنه اطلع ودرس وأعجب ، ولكنه وجد مالا يجوز السكوت عليه فاستبدل التحقيق بالعاطفة وقال الحق ولو على نفسه ؟

أإذا أنكر كاتب القول بوحدة الوجود ، أو خلق القرآن ثم ظهر منه ما يثبت ذلك وجب السكوت عن التنبيه على أخطائه ؟ لقد أنكر ابن عربي القول بوحدة الوجود ، ولكنه قال في الفتوحات : " قال لي الحق أنت الأصل وأنا الفرع " ، وقال في الفصوص : " فما عبد غير الله في كل معبود " ، وقال في الفصوص أيضاً : " ومن أسمائه الحسنى : " العلي " ، على من ؟

وما ثم إلا هو فهو العلي لذاته ، أو عن من ؟ وما هو إلا هو ، فعلوه لنفسه ، وهو من حيث الوجود عن الموجودات ، فالمسمى محدثات هي العلية لذاته وليست إلا هو " الى غير ذلك من كلمات الكفر التي يفهم منها القارىء العربي القول بوحدة الوجود ، ونهض علماء الأمة للتنبيه والتحذير من هذا الضلال : من ابن تيمية الى البقاعي .

وهذا " البيجوري "على " جوهرة التوحيد " يرد على المعتزلة قولهم بخلق القرآن ، ثم يؤكد ان المعنى غير مخلوق واللفظ مخلوق ! وهذا الكتاب يدرس في معظم المدارس الدينية في العالم العربي ، حتى أعان الله الشيخ عمر محمود ، على التصدي له وبيان أخطائه .

وأخطاء " سيد " رحمه الله التي أوردها الشيخ ربيع وقبله الشيخ الدويش وغيرهما لم تسوغ لأحد من علماء السنة القول بكفره فهو معذور بجهله في العلوم الشريعة ، وقد عرف نفسه رحمه الله فلم يدع العلم ولم يرض تسمية " ظلاله " تفسيراً ، ووصفه مؤيدوه ومعارضوه " بالكاتب الاسلامي " لا " العالم الشرعي " و "المفكر الاسلامي " وفرق بين الفكر والوحي .

ووصف " الاسلامي والفكر والاسلامية " جدير بأن يضاف الى " معجم المناهي اللغوية " فقد استغل تجاريا وحزبيا ، وانشغل شباب الأمة ببريقه وزخرفه وزبده عن علوم الوحي وعلمائه ، ولنا ولكم العزاء في قول الله تعالى " فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض " ـ سورة الرعد ، الآية 17 ـ وسنة الله سبحانه وتعالى : ان يميز الخبيث من الطيب والظن من اليقين والفكر من الوحي ، ويقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ، ولا بد من العودة الى الدين الحق والدعوة إليه على بصيرة من علم الوحي اليقيني ، لا على الفكر الظني ولا على العاطفة حتى لا نكون ممن قال الله فيهم " إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى " ـ سورة النجم ، الآية 23 ـ واليقين في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفقه الأئمة في القرون الثلاثة المفضلة ومن سار على نهجهم الى قيام الساعة ، وفقنا الله وإياكم لطاعته ، وثبتنا وإياكم على الهدى ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
22 / 10 / 1414هـ .

12d8c7a34f47c2e9d3==