المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف نلغي المسافة بين العلماء والشباب؟ للعلامة صالح بن فوزان الفوزان


كيف حالك ؟

المفرق
10-05-2004, 01:38 PM
كيف نلغي المسافة بين العلماء والشباب؟ للعلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة.
أجمع المحللون على بُعد الشباب عن العلماء الراسخين الموثوقين.

مع أهمية دور العلماء في نصح وتوجيه الشباب.. وأن ما يردده بعض الناس من تقصير العلماء في توجيه الشباب وتحصينهم من تلك الأفكار الهدامة يـعود ذلك لعدة أمور منها: أن هؤلاء الشباب ينفرون من العلماء ومن المجتمع كله، بل من والديهم وأقاربهم ولا يرون في المساجد ولا في ملتقى الناس وتجمعاتهم وإنما يفرون إلى أمكنة مجهولة يتلقون فيها التوجيهات من قادتهم وزملائهم، فكيف يتمكن العلماء من اللقاء بهم وهم يفرون ويتحاذرون منهم. وأن ما حصل من تفجيرات وتخريب من قبل جماعة من الشباب غرر بهم ولقنوا أفكارًا فاسدة من قبل أعداء الإسلام والمسلمين.


لماذا الموقف السلبي من العلماء؟


> السبب الأول: ومن ضمن الأسباب في هذا المجال إسقاط منزلة العلماء في المجتمع من خلال الفضائيات ومن خلال بعض الصحف المحلية، فهناك من يســب الأئمة القدامى كالإمام أحمد وشيخ الإسلام ابن تيمية وشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب وغيرهم، ويفضل عليهم علماء الجهمية والمعتزلة والباطنية، وهناك من يقلل من شأن العلماء المعاصرين ويصفهم بالتشدد والسطحية في التفكير وقصور النظر وأنهم لا يفهمون فقه الواقع، وأنهم علماء جزئيات وأصحاب مناصب أو علماء سلاطين أو عملاء، وغير ذلك من الألقاب المنفرة عنهم. ليس هذا فحسب؛ بل يلمعون للشباب أصحاب المناهج الجديدة والمفكرين الذين ليس عندهم علم بالأحكام الشرعية وإنما عندهم ثقافة عامة لا تفرق بين صحيح وسقيم العقيدة ولا تفرق بين بدعي وسني!! فكيف نلقي باللائمة -مع هذه المعوقات- على العلماء؟ أو يقال: إنهم في بروج عاجية لا يلتقون بالــشــباب ولا ينزلون في الميادين ... إلخ.

> السبب الثاني: هناك من يقولون إذا أفتى العلماء بخلاف ما يهوون إن العلم ليس مقصورًا على علماء المملكة، فهناك علماء يرون غير هذا الرأي الذي رآه علماء المملكة وكأن الشريعة في نظر هؤلاء تؤخذ من آراء الرجال، والله تعالى يقول: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا}.

فالله لم يكلنا عند الاختلاف إلى آراء العلماء، وإنما أمرنا بالرد إلى كتابه وسنة رسوله والأخذ الذي يعضده الدليل من أقوال العلماء، فإن لم يظهر الدليل مع أحدهم وصارت الأقوال متساوية فإن العمل على ما عليه القضاء في البلد، على القاعدة التي تقول: (حكم الحاكم يرفع الخلاف).

> الســــــبب الثــالث: الأمور الشرعية -ولله الحمد- منضبطة وليست فوضى بحسب الأهواء والرغبات، والذين يقولون هذه الأقوال في حق العلماء يريدون نزع الثقة بهم وفصل المجتمع -وخصوصًا- الشباب عنهم، وهذا هدم وتضييع، والشاعر يقول:

متى يبلغ البنيان يوم تمامه

إذا كنت تبني وغيرك يهدم

ولاشك في ضياع الأمور واختلاط المعايير إذا لم ترد الأمور إلى أهل العلم الراسخين وأهل الرأي الحصيف من العقلاء. كما قال الشاعر:

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم

ولا سراة إذا جهالهم سادوا

والله يقول: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به، ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم. ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا}.

> وأخيرًا: فالواجب ألا يتدخل في القضايا العامة وحل المشكلات المعضلة إلا أهل العلم وساسة الأمة، ولا تتدخل في ذلك الرويبضة والرعاع وأصحاب الأهواء والنزاعات. والله أسأل أن يوفق علماءنا وولاة أمورنا لما فيه الخير والصلاح وأن يجعلهم هداة مهديين وأن يصلح بطانتهم وأن يبعد عنهم بطانة السوء والمفسدين وأن يصلح ولاة أمور المسلمين في كل مكان.

صدر بالمجلة العربية
العدد 321 السنة 28 شوال 1424هـ ديسمبر 2003م

بوخالد
10-05-2004, 05:53 PM
حفظ الله الشيخ الفوزان ونفع بعلمه

بارك الله فيك أخي المفرق على هذا الجهد

هادي بن علي
11-15-2005, 04:19 PM
بارك الله فيك

12d8c7a34f47c2e9d3==