المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أشراط الساعة الكبرى للعلامة صالح الفوزان حفظه الله


كيف حالك ؟

مسلم بن عبدالله
10-01-2004, 10:44 PM
قال فضيلة الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله تعالى في شرحه ( للطحاوية )معلقاً على كلام الطحاوي رحمه الله في وجوب الإيمان بأشراط الساعة حيث قال أثابه الله تعليقاً على المتن:
ونؤمن باشراط الساعة‏:‏ من خروج الدجال‏:‏ الاشراط‏:‏ جمع شرط، وهو العلامة، ومنه سمي الشرطي‏:‏ شرطياً؛ لوجود العلامة عليه‏.

واشراط الساعة‏:‏ علاماتها الدالة على قرب وقوعها، قال سبحانة‏:‏ ‏{‏فَهَلْ يَنظُرُونَ اِلَّا السَّاعَةَ اَن تَاْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء اَشْرَاطُهَا‏}‏ ‏[‏محمد‏:‏18‏]‏ فقوله‏:‏ ‏{‏فَهَلْ يَنظُرُونَ‏}‏ اي‏:‏ ينتظرون، وقوله‏:‏ ‏{‏بَغْتَةً‏}‏ اي‏:‏ لا يعلم وقتها الا الله، قال سبحانه‏:‏ ‏{‏ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالاَرْضِ لاَ تَاْتِيكُمْ اِلاَّ بَغْتَةً‏}‏ ‏[‏الاعراف‏:‏187‏]‏، وقال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏اخبرني عن الساعة، قال‏:‏ ما المسؤول عنها باعلم من السائل‏؟‏ قال‏:‏ اخبرني عن اماراتها، قال‏:‏ ‏"‏ان تلد الامة ربتها، وان ترى الحفاة العراة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان‏)‏ ‏(20)‏‏.‏

وقد ذكر العلماء ان اشراط الساعة على ثلاثة اقسام‏:‏

القسم الاول‏:‏ العلامات الصغرى، وهذه حصلت وانقضت‏.‏

القسم الثاني‏:‏ العلامات الوسطى، هذه ما تزال تحدث مثل ما حدث في زماننا من تقدم الصناعات والاتصالات، واستخراج الكنوز من الارض، وتقارب البلدان، حتى كان العالم قرية واحدة، واجتماع اليهود في فلسطين انتظاراً للدجال، وتوطئة للملاحم التي ستقوم هناك‏.‏

القسم الثالث‏:‏ العلامات الكبرى، من خروج الدجال، ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام، وخروج ياجوج وماجوج، وخروج الدابة، ثم طلوع الشمس من مغربها، فهذه اذا حصل احدها تتابعت البقية‏.‏ وقوله‏:‏ ‏(‏من خروج الدجال‏)‏ ‏:‏

هو اول العلامات الكبرى، وهو من اليهود، ويدّعي الربوبية، ومعه خوارق شيطانية، تفتن الناس، يامر السماء فتمطر، ويامر الارض فتخرج ما فيها من الكنوز والنبات‏.‏

والدجّال هو اشد الفتن؛ لان الذين يفتنون به كثير؛ لشدة ما معه من الفتن، ومعه جنة ونار، وياتي على جميع الارض الا مكة والمدينة، وهذه الفتنة تميز المؤمن من الكافر، وسُمّي دجالاً من الدجل، وهو الكذب؛ لكثرة كذبه، وسمي المسيح؛ لانه يسير في الارض ويمسحها بسرعة؛ لما هيا الله له من وسائل المواصلات السريعة، التي هي اسرع من الريح، وقيل‏:‏ سمي بذلك لان عينه ممسوحة، فهو اعور، ويسمى‏:‏ مسيح الضلالة‏.‏ فيخرج الدجال فيتبعه اليهود، فيقودهم، ويحصل بسببه على المسلمين فتنة عظيمة، وما من نبي الا حذر امته منه، واشدهم تحذيراً منه نبينا صلى الله عليه وسلم؛ لانه اخر الانبياء، وامته اخر الامم، واقربها للدجال، وامرنا النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد الاخير من الصلاة‏:‏ ‏(‏ان نتعوذ بالله من اربع‏:‏ من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال‏)‏ ‏(21)‏ فهو فتنة عظيمة وشر كبير، فينـزل عيسى عليه الصلاة والسلام من السماء فيقتله بباب ‏"‏لد‏"‏ فيريح الله منه المسلمين، ثم يحكم عيسى بحكم الاسلام، فهو تابع للنبي صلى الله عليه وسلم؛ لانه ليس بعد نبينا نبي، وليس بعد شريعة الاسلام شريعة‏.‏

ثم يخرج في وقته ياجوج وماجوج، وهم ايضاً فتنة عظيمة، قال تعالى‏:‏ ‏{‏حَتَّى اِذَا فُتِحَتْ يَاْجُوجُ وَمَاْجُوجُ وَهُم مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ‏}‏ ‏[‏الانبياء‏:‏96‏]‏، وهم امة من الامم من بني ادم، كانوا في زمان الاسكندر ذي القرنين، وبنى دونهم السد، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏فَمَا اسْطَاعُوا اَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً‏}‏ ‏[‏الكهف‏:‏97‏]‏ فلا يستطيعون الصعود فوق الحائط، ولا يستطيعون نقبة؛ لقوته؛ لانه من الحديد والباس الشديد، ولكن اذا جاء وعد الله جعله دكاً، فيخرجون ويفتكون بالعالم، وليس لاحد طاقة في قتالهم، ثم يهلكهم الله في ساعة واحدة‏.‏
‏(‏207‏)‏ ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام من السماء‏:‏

ويسمى بالمسيح؛ لانه كان يمسح على ذي العاهة فيشفيه الله، ويسمى‏:‏ مسيح الهداية، ونزوله من السماء الى الارض في اخر الزمان متواتر، ومن انكر ذلك فهو كافر، قال تعالى ‏:‏ ‏{‏وَاِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ‏}‏ ‏[‏الزخرف‏:‏61‏]‏ وفي قراءة‏:‏ ‏(‏وانه لعلم للساعة‏)‏ –بفتح العين واللام- اي‏:‏ علامة على قرب الساعة، قال الله سبحانه‏:‏ ‏{‏وَاِن مِّنْ اَهْلِ الْكِتَابِ اِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏159‏]‏ وهذا في اخر الزمان؛ لانه حي في السماء ولا يموت الا بعد انهاء المهمة الموكلة اليه، فيموت فيدفن في الارض بعد ان يقتل الدجال والخنـزير ويضع الجزية ويحكم بالاسلام‏.‏
‏(‏208‏)‏ ونؤمن بطلوع الشمس من مغربها‏:‏

الشمس مسخرة تجري بامر الله، فتخرج من المشرق، وتغرب من المغرب، ثم اذا كان اخر الزمان وحان قيام الساعة امرها الله سبحانه بالطلوع من المغرب، فتكون علامة للقيامة، واذا طلعت من مغربها فلا يقبل الله توبة التائب، قال سبحانه‏:‏ ‏{‏هَلْ يَنظُرُونَ اِلاَّ اَن تَاْتِيهُمُ الْمَلائِكَةُ اَوْ يَاْتِيَ رَبُّكَ اَوْ يَاْتِيَ بَعْضُ ايَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَاْتِي بَعْضُ ايَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً اِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ امَنَتْ مِن قَبْلُ اَوْ كَسَبَتْ فِي اِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُواْ اِنَّا مُنتَظِرُونَ‏}‏ ‏[‏الانعام‏:‏158‏]‏ فالكافر يسلم، ولكن لا يقبل الله اسلامه، والعاصي يتوب، ولكن لا تقبل توبته‏.‏
‏(‏209‏)‏ وخروج دابة الارض من موضعها‏:‏

قال سبحانه‏:‏ ‏{‏وَاِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ اَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْاَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ اَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِايَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ‏}‏ ‏[‏النمل‏:‏82‏]‏ تخرج هذه الدابة فتسم المؤمن والكافر، اي‏:‏ تضع عليه علامة يتعارف الناس بها، فيتخاطبون، وهذا يقول‏:‏ يا مسلم، وهذا يقول‏:‏ يا كافر، ومعنى قول الله ‏:‏ ‏{‏تُكَلِّمُهُمْ‏}‏ بكلام خارق للعادة‏.‏ وليس عندنا خبر ثابت عن موضع خروجها، لكن نؤمن بخروجها من موضعها الذي يعلمه عالم الغيب والشهادة، قال سبحانه‏:‏ ‏{‏اَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْاَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ‏}‏ ‏[‏النمل‏:‏82‏]‏‏.‏
المرجع ( شرح كتاب الطحاوية لفضيلة الشيخ / صالح بن فوزان حفظه الله وسدده)(موقع الشيخ )

مسلم بن عبدالله
10-02-2004, 09:58 PM
للرفع،،،،،،،،،،،

12d8c7a34f47c2e9d3==